ثقافة

من يحكم بعد الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف؟

تتفق الروايات على مبدأ انتهاء عمر الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه وعدم بقائه، فبعد قيامه بالمهمة الإلهية التي ادخره الله لها ستعود حياته لتتخذ شكلها الطبيعي ثم تنتهي في أمر معين كما كتب الله ذلك لكل نفس إنسانية وتبقى دولته مستمرة إلى فترة من الزمن حتى قيام الساعة. وهذه الدولة بحاجة إلى القيادة الحكيمة وهناك احتمالان يُطرحان عند الحديث عن الشخصية الحاكمة بعد الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه:

الأول: هو استمرار القيادة المهدوية من خلال خلفاء وأوصياء يسيرون على نهج المهدي عجل الله تعالى فرجه ويكون تعيينهم مشابهاً لتعيين أمر القيادة في عصر الغيبة الكبرى.

الثاني: استمرار القيادة من خلال المعصومين أنفسهم وذلك بما دلّت عليه الروايات في مسألة رجعة المعصومين عليهم السلام المتسالم عليها عند الشيعة.

وهذان الاحتمالان مبنيان على فرض استمرارية الدولة الإسلامية بعد رحيل الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه عن هذه الدنيا وهناك في مقابل هذين الاحتمالين يوجد ما يعارضهما وهو القول بأنه مع انتهاء حياة المهدي عجل الله تعالى فرجه فلن تبقى الدنيا بل سيعقب ذلك قيام الساعة.

وفي محاكمة لكلا الاحتمالين نجد أن كلاهما مما أيدته الروايات لكن الدلالة للروايات على الاحتمال الثاني وهو استمرار القيادة من خلال المعصومين أنفسهم، أقوى من دلالتها على الاحتمال الأول.

ويضاف إلى ذلك أن دولة المهدي عجل الله تعالى فرجه هي آخر دولة إسلامية تحكم هذا العالم وبالنظر إلى مواصفات وخصائص هذه الدولة يقوى الاحتمال على أن هذه الدولة لا يمكن بقاؤها ولا قيادتها ولا استمرارها على نفس النهج والقاعدة التي أسسها الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف إلا من خلال شخص المعصومين أنفسهم ولا يستطيع أحد مهما بلغت قدراته ومواصفاته القيادية أن يتحمل عب‏ء هذه المسؤولية في إدارة شؤون هذه الدولة. ويؤيّد ذلك ما تذكره الروايات في قضية الرجعة التي تنص بوضوح على رجوع أئمة أهل البيت عليهم السلام.


  • سماحة الشيخ خليل رزق‏.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى