أدب المقاومة

ارتباكات في حضرة الملكين !

الموتُ أحكمَ في يديه وثاقي *** واغتالَ مني نبضةَ الخفّاقِ
وأذاب في الحلقوم رعشةَ مهجتي *** ليذرّها في معمع الآفاق
واستلّ من نَصِّ الحكاية منطقي *** والناظرَ المزروع في الأحداق
ليفورَ والتنُّورُ يقدحُ زنده *** بالسّاعر المتضرّم الحرّاقِ
ويدُ الهواجس أنشبت إعصارَها *** لتحطّ عاصفةً على استنشاقي
و أنا ألوكُ دمَ الكلامِ مجفّفا *** همزاته تعصي على أشداقي
ويخاتلُ الجمّارَ بين زنابقي *** صابُ المنون و حنظلُ الإنفاق
وذبلتُ عودا في هشاشةِ عمره *** متناثرا من ساقطِ الأوراق
وتساؤل الملكين يقحمُ وحشتي *** ويهزُّني في جلسةِ استنطاق
أدركتُ أني في جحافل غفلتي *** والإثمُ جرّعني أمرَّ مذاق

أعلنتُها :أزفَ الضياع بلجّتي *** ليخورَ جسمُ الصبرِ من إغراقي
وتجاذبتني موجةٌ مرتابةٌ *** مصفوعةٌ بالخوفِ و الإقلاق
لا القولُ يسعفُ ما أكنُّ جوابه *** أو يستبيحُ الصمتَ في إطراقي
كلا ولا يرقى لهاطل حسرتي *** مطرٌ كمصبوب الحيا المهراق
وانثالَ معتركُ الوجود لباصري *** والذكرياتُ تمورُ في آماقي

من مفرق الذرِّ ابتدرتُ فهالني *** صكٌّ ضربتُ ببدئه ميثاقي
وذكرتُ في الأمشاج وشما صارخا *** يرمي ببصمته على أعلاقي
وذكرت أمي في جموح مخاضها *** والنفس شطَّ بها رؤى الإزهاق
وب “يا عليٌّ “أينعت صرخاتها *** زهرا وصار العمر ذا إيراق
وب “يا عليٌّ” رتَّلت خفقاتها *** عشقا كنهر الشهد في الأذواق
وسمعتُ بعضك ثيمةً سيّالة *** عند الأذان وفي الصلاة الباقي
وأبي مع النجف اختمار قصيدة *** تهدي إليك نوازع الأشواق
فأراك جذرا يستقيم بنهضتي *** ويهندسُ العمرانَ في أخلاقي
ورتاج سرّك من كنوز طفولتي *** في قاع بئر محكم الإغلاق
ودفاتري دَرَجت على أسطورةٍ *** محكيّةٍ من وهجك العملاقِ
في الخطّ في الإملاء بين فواصلي *** وأراك في الإنشاء رهن سياقي

و كبرتُ يا مولاي يحرسني الجوى *** ويضمُّني لكتيبة العشاق
ورأيتُ كلّي في جميعك هائما *** يزجي الثناء بلحظة استغراق
يا سحرَ ذكرك للأسى ضمّادة *** وإذا مرضتُ وجدته ترياقي
والعين لو رمدت ترابُك كحلها *** و هواك من ريح المتاهة واقي
وذكرت اسمك نابتا في سحنتي *** نقشا تعذَّر عن يد الورّاق
أشدو به ، أعدو به، أبدو به *** ضوءا ثَرِيّاً كالشهاب الراقي
وذكرت أنك في خيولِ صبابتي *** تجري بمجرى الدمِّ في أعماقي
تجتاح أفنيتي بإكسير الهوى *** فيذوب في ليل المحاق محاقي
ويضيئني بدرُ التجلي عارجا *** من سفح هاويتي إلى الإعتاق
ويخيط في منوال تيهي بُردة *** مختومة بتولُّهٍ خلاق

أهفو و تشتعل الخرائط في فمي *** وتسافر الأوتارُ في أنفاقي
ويهزني صخبُ الورود فأنحني *** بلقيس كاشفة لهم عن ساقي
تمتارُ من ذات الكتابة خطوتي *** فالحبرُ عرشي و القصيد رواقي
بُعدان يحترقان في قيظ المدى *** أمسِكْ بظلهما عن الإحراق
واملأ قوارير الندى بجوانح *** ظمأى إليك و روّها يا ساقي
بنمارقٍ من سلسلٍ متطامنٍ *** في فضّة من كفّك الرقراق
واحلل بنسغي لمسةً أبويّة *** ترفو شتات تمزقي و شقاقي
وافتل بجودك حشرجات سرائري *** وامنن على اللثغات بالإنطاق
كي يقبلَ الملكان بوح شهادتي *** عن وحي عشقك لا عن استحقاقي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى