ثقافة

نصرة الفرج

مقدمة إن من خصائص أولياء الله المقربين إليه أن يكون كلامهم حلقة الوصل إلى الله، وتبيان الطريق إليه، ورفع الحجب والموانع عنه تعالى، فتكون نتيجته التأثير الذي يترك وقعه وصداه على النفس، وينقل الإنسان من عالم المادة والنشأة الطينية إلى عالم الملكوت والنورانية مع شرط العمل.

 وإنَّ إفاضـات أوليـاء الله وبـركات علومهم وآثارهم باقية في القلوب؛ لذلك يكون كلامهم سريع التأثير، قوي المعنى؛ لأنه يتعرَّض لما تحتاجه الضمائر والنفوس من إكسير لأدوائها الخفية وأمراضها المستعصية. وكما قيل: (ما خرج من القلب وقع في القلب). فهم أهل العلم الحقيقي الذي لا تصل أيدينا نحن الغافلين المقصرين إليه.

 ونقدم في هذه الوريقات مقتطفات من محاضرات إحدى الشخصيات عالية المقام، الواصلة بعد الترويض، وهي شخصية العارف الكامل آية الله الشيخ محمد تقي زاهدي القمي (رحمه الله)(1). هذا الرجل الذي أتعب نفسه في ترويضها وأوصلها لكمالاتها؛ فكان مثالاً للعبد الزاهد الورع التقي العالم بتصاريف النفس ومآربها، الذي أحكم مراهمه، وتمكن من نفوس مريديه فغرس في قلوبهم أشجار محبة الله والفناء فيه وفي أهل كرامته ومحالَّ تَنَزُّل رحمته؛ آل بيت محمد (صلّى الله عليه وآله).

 لقد كانت مواعظه وكلماته تشتعل كالجمر في القلوب عندما كان يخرجها من قلبه الذي تعتصره الآلام على تقصير وضياع هذا الإنسان الغافل البعيد عن ربه وإمامه المنتظر أرواحنا فداه، وكم كان يردد في آخر حياته: إن غرضي الوحيد صقل نفوسكم بمعرفة الله لتكونوا ربانيين إلهيين. لذا أحببتُ أن تُخرَج ولو بعض كلماته المكدَّسة في الأشرطة والأقراص إلى النور؛ فتصل للقلوب المريضة فتداويها؛ وللأرواح العطشى فترويها، إضافة إلى رغبة البعض في الاستفادة منها.

 وكل ما قمت به في سبيل إخراجها هو تفريغها من الأشرطة الصوتية والمرئية وترجمتها، ثم بيَّنت بعض مضامينها، واقتطفت منها وعنونتها، مع بعض التصرُّف في العبارة بما يناسب المعنى المراد منها، راجياً من الله أن يجعلني ممن يعرف قدر نفسه فيسعى لإصلاحها، وأن يهدينا جميعاً لطريقه المستقيم وأن يوفقنا لإيصال العلم لأهله. وهذه مقتطفات من بعض محاضراته القيمة جمعت تحت عنوان الإمام الغائب (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) وآلام غيبته وغربته وتقصيرنا تجاهه فإليكموها. بسم الله الرحمن الرحيم، يوجد لدينا حديث يقول: “قل للإمام صاحب الزمان أنا جئت إليك”، ويوجد حديث أن تدعو بعد صلاة الصبح للإمام بأني جئت إليك !تُوجد زيارتان تقول الأولى: قل في كل يوم عشر مرات للإمام صاحب الزمان جئت مستعداً لنصرتك! والأخرى تقول مرة واحدة بعد صلاة الصبح للإمام صاحب الزمان جئت لنصرتك! ليس أن تزوره في يوم واليوم الآخر لا تزوره فيه، أن تقول للإمام صاحب الزمان: فكري مشغول بك! بل قل أنت كل ذكري! أنت قد ملكت خيالي! فليس في قلبي (من المخلوقين) غيرك! وجميع حواسي متوجهةٌ إليك، يا صاحب الزمان حواسي ليست شاردة في مكان آخر! لستُ عاشقا لشيء آخر، وروحي ليست في مكان آخر! حواسي منصبة عليك! روحي متوجهة إليك! خيالي وذكري ووردي كله أنت.

 أنت معلِّمنا في الدعاء يا صاحب الزمان أنت الذي علمتنا أن نزور في كل يوم بهذا الكلام قربة إلى الله (اَللّهُمَّ بَلِّغْ) أي إلهي أوصل، بلِّغ بمعنى أوصل، ولكن أوصل ماذا؟ إلى من أقول؟ إلى (مَوْلايَ صاحِبَ الزَّمانِ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) أوصله صلوات الله عليه ورحمة الله عليه ونصرة الله إليه!(عَنْ جَميعِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ) أي ليس عني فقط! بل عن جميع مؤمني الكرة الأرضية! أوصل صلواتهم! (في مَشارِقِ الأَرْضِ وَمَغارِبِها) مشارق جمع مشرق ومغارب جمع مغرب، والشمس تشرق من مكان وتغرب في مكان، فكل المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها يوصلون صلوات الله ورحمة الله إليه (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)! (وَبَرِّها وَبَحْرِها) أي إن هذه المشارق والمغارب -سواء- كانت في أطراف البراري أو في أطراف البحار هم يوصلون صلوات الله إليه (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) (وَسَهْلِها وَجَبَلِها) -أي تشمل- الناس الذين يسكنون السهول والجبال (حَيِّهِمْ وَمَيِّتِهِمْ) أي الصلوات والرحمة من الموتى والأحياء، فهم يقولون في الرجعة الكلية سنأتي ونرجع وننصرك! فحيهم وميتهم يوصلون الصلوات عليه والرحمة، والصلوات ماذا يقصد بها؟ أن دمي وروحي وبدني كلهم فداك يا صاحب الزمان! كلهم أنصارك يا صاحب الزمان! (وَعَنْ والِدِيَّ) يعني عن أمي وأبي وأهلي؛ يقصد روحي ودمي ووجودي وبجميع أهلي أفديك (وَوِلَْدي) أي أنَّ روح أبنائي ودماءهم فداك (وَعَنّي) أي كل شيء من طرفي فداك! (مِنَ الصَّلَواتِ وَالتَّحِيَّاتِ) فدمي وروحي وشبابي وكل أعزائي ووجودي وكل شيء تطاله يدي هم ناصروك! (زِنَةَ عَرْشِ اللَّهِ) بقدر ثقل عرش الله رحمةً وصلوات على سيدي ومولاي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) (وَمِدادَ كَلِماتِهِ) أي بمقدار مداد كلمات الله (وَمُنْتَهى رِضاهُ وَعَدَدَ ما اَحْصاهُ كِتابُهُ) كل هذا الدعاء والثناء هو لأجل الإمام و نصرة الله للإمام (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) (وأحاطَ بِه عِلْمُه) أي بمقدار إحاطة الله وبمقدار علمه رحمة على الإمام، وينزلها الله بعد هذا التشريف والتحيات (اَللّهُمَّ إنّي أُجَدِّدُ لَه في هذَا الْيَوْمِ وَفي كُلِّ يَوْمٍ عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً) ومعناه إن نفسي بعتها للإمام! فليس لي وجود دونه! أنا عبدٌ للإمام بالعهد والعقد والبيعة، ليس لديَّ اختيار في قبال أمر الإمام! -هذا الدعاء في كل يوم كرره عشر مرات أو مرة واحدة-، والعهد والعقد والبيعة تعني أن نفسي بعتها بلا اختيار مني، فأنا ناصر الإمام، أنا فداء الإمام (في رَقَبَتي) وهذا العهد في رقبتي! (اَللّهُمَّ كَما شَرَّفْتَني بِهذَا التَّشْريفِ) إلهي كيف شرفتني بهذا المقام العالي الشريف؟! إلهي كيف أعززتني بهذه العزة، كيف وفقتني بهذا التوفيق؟! كيف هديتني بهذه الهداية! فحتى روحي وشبابي ووجودي أقدمها فداء للإمام! (وَفَضَّلْتَني بِهذِهِ الْفَضيلَةِ) ما هي هذه الفضيلة التي منحتني إياها؟! (وَخَصَصْتَني بِهذِهِ النِّعْمَةِ) حتى أفدي الإمام بروحي، أفديه بشبابي؛ فيكون تفكيري في الإمام فقط! (فَصَلِّ عَلى مَوْلايَ وَسَيِّدي صاحِبِ الزَّمانِ) وصلِّ على مولاي… يعني اللهم فانصر حجتك!! (وَاجْعَلْني مِنْ أَنْصارِهِ وَأشْياعِهِ وَالذَّابّينَ عَنْه) ومساعديه وناصريه ومتبعيه والمحامين عنه (وَاجْعَلْني مِنَ الْمُسْتَشْهَدينَ بَيْنَ يَدَيْهِ طائِعاً غَيْرَ مُكْرَهٍ) واجعلني من المستشهدين بين يديه، وادفع عنه الأعداء، حتى لو أصابتني السهام، وهذه هي السعادة بالشوق والرغبة وبدون إكراه أنصره! وهذا الذي أتمناه… طائعا غير مكره أي بدون أن أكون مكرهاً! بدون أن أغمض عيني! أو أصم أذني، ولا أن أخرس لساني عنك! -بل- كل شيء فداك! (فِي الصَّفِّ الَّذي نَعَتَّ أهْلَهُ في كِتابِكَ فَقُلْتَ: {صَفّاً كَأنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصوُصٌ}) أي صفٌّ شديدُ الإحكام لنصرة الإمام! (عَلى طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ وَآلِهِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ) لا أن أطيع هوى نفسي (اَللّهُمَّ هذِهِ بَيْعَةٌ لَهُ في عُنُقي إلى يَوْمِ الْقِيامَة) هكذا يقول الله: يجب أن تكونوا على هذه الطريقة! هكذا تكونون مهتدين! فهل أخرجت هذا الكلام من جيبي وقلته؟؟! الله حكى هذا الدعاء بعد صلاة الصبح ويأتي بعد دعاء الندبة، يجب أن نقرأ هذا الدعاء كل يوم، دعاء الندبة يقرأ في يوم الجمعة لكن الدعاء السابق يجب أن تقرأه في كل يوم، إما مرة! أو عشر مرات! وظيفة النساء الحث على النصرة [إن الواجب على] المرأة التي لا تشارك في الجبهة أن تقول لأبيها ولإخوتها ولأعمامها ولأخوالها اذهبوا وانصروا الإمام، المرأة لا تذهب إلى الجبهة، ولكنها تقول لأبيها اذهب لنصرة الإمام، لإخوتها تقول اذهبوا، لأبنائها أيضاً تقول اذهبوا، لخالها تقول اذهب.. لا تتفوهي بغير هذا الكلام، وأول كلمة تقولينها اذهب لنصرة الإمام، قولي لزوجك اذهب! فلتحث النساء الرجال بالذهاب! وسيصبحون من السعداء إن شاء الله، انطلقوا لتحرزوا خير العواقب! تفَكّر في الله تُصبح أفضل الناس. كم انتظر الإمام؟ أكثر من ألف ومائة عام، الإمام ينتظر وأنتِ لا تشجعين أباك وتقولين له اذهب وانصر الإمام؟! أنتِ لا تنطلقين إلى ابنك وتأمرينه أن اذهب لنصرة الإمام، لا تذهبين إلى عمك وترشدينه أن اذهب لنصرة الإمام؟! ليس لديكِ تحرك أصلا! ولن يبقَ هذا الكلام في ذهنك طول عمرك، ما مرَّ ولن يمرَّ على بالكِ إلى آخر عمرك، وإذا تفوهتِ به فإنكِ لا تقولينه من باب النقد، بل من باب النسيئة والتظاهر، وخيالاتك، وأفكارُك منصرفة إلى شيء آخر من الدنيا.

هم مشغولون عنك يا صاحب الزمان يا صاحب الزمان أنت تعلم كل قلب بماذا هو مشغول، بأي فكر هو وبأي خيال، يا إلهي يا خالق الإنسان إنك تعلم بماذا يفكرون، إمامهم غائب ألف سنة، يطلب الناصر! وهم في ماذا يفكرون وماذا يتخيلون وماذا يعملون! إلهي أخاف أن تأتي ألف سنة غيرها وهم هكذا باقين، بل إلهي أخاف أن تأتي ألفي سنة وهم لا يزالون هكذا! حتى الآن الإمام غائب وهم يفكرون في ذواتهم فقط! لا يفكرون في الإمام، في خليفتهم، لا يفكرون في حجة الله! النساء والرجال، أهل المدن وأهل القرى! كلهم مثل بعضهم! الرجل من أول عمره إلى آخره لا يتحدث حتى مرة واحدةً عن نُصْرة الإمام! فكيف يكرره -أي دعاء العهد- في كل يوم عشر مرات. إذا دعوا فإن دعاءهم باللسان فقط، كل شيء موجودٌ في تفكيرهم ما عدا الإمام، وما عدا الله تعالى، تستطيع بصورة جيدة أن تتحدث وتجلس وتأخذ أربع ساعات في أحاديثك! ولكن هل بإمكانك أن تقول كلمة عن الإمام أو عن الله أو كلمة عن القرآن أو عن المعاد؟! ابذل كلَّ ما تملك لترى النتيجة صلواتٌ على أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام)، يا صاحب الزمان أيها الوحيد في هذه الدنيا! صلِّ على الإمام الحسين وعلى أصحابه.

 يقول العلامة الحلي: إنه عندما عزم على رؤية الإمام صاحب الزمان عليه آلاف الصلاة والسلام، عقد العزم على أن يذهب إلى مسجد السهلة لذلك الغرض. وفي الطريق إلى مسجد السهلة قرأ زيارة الإمام صاحب الزمان، وبعد ذلك ذهب به الفكر في حديث شريف، فأخذ يتعمَّق فيه، وهو سائر في الطريق مشغولٌ ويفكر.

 وبينما هو كذلك إذ جاءه الإمام فجأة وهو راكب، سلَّم عليه وقال له: فيم تفكر؟ فقال أنا أفكر في حديث… فقال الإمام أي حديث تقصد؟ قال في الحديث الذي يقول إن قطرة دمع على الإمام الحسين تغفر كل الذنوب، فكيف حصل له هذا الثواب العظيم؟! فأجابه الإمام قائلاً: لا تتعجب من ثواب الدمعة على الإمام الحسين! ثم حكى الإمام صاحب الزمان للحلي أن سلطاناً ذهب إلى صحراء، فرأى خيمة لامرأةٍ عجوز ليس عندها إلا شاة واحدة، فطبخت العجوز ذلك الخروف ووضعته أمام السلطان، وبعد ذلك عاد السلطان وانشغل في أحد حروبه، وعندما رجع بعدها إلى وزراءه أخبرهم بها فقال لهم: هذه المرأة العجوز قد أكرمتني… فكيف أكافئها؟ فقال بعض الوزراء: أعطها مائة خروف، والبعض زاد فقال: مائة خروف ومائة أشرفي(2).

فرد السلطان قائلاً: إنها أعطتني كل ما تملك! أعطتني كل شيء لديها، فإكرامها لي يساوي ملكي كلَّه! ثم قال الإمام صاحب الأمر (عجّل الله تعالى فرجه الشريف): وكذلك الإمام الحسين كل وجوده قد أعطاه لله. فبرهن الإمام له بهذه القصة أن ثواب هذه القطرة بهذه العظمة. -يبكي الشيخ زاهدي ومن ثم يواصل- الإمام الحسين لم يبق عنده شيءٌ يا أيها العلامة الحلي!… لذلك بقطرة دمع واحدة على الإمام الحسين تغفر كل الذنوب، فكل شيء عند الإمام الحسين قد وهبه لله، فنحن كذلك كل شيء لدينا ينبغي أن نفديه للإمام صاحب الزمان.

 -لحظة بكاء للشيخ- ثم قال: لأجل الإمام نبعد الجهل والشيطنة عن أنفسنا! حتى يتحقق الفرج، كل شيء نملكه نفديه للإمام، كل شيء عندنا نهبه لله، ثم ننظر ماذا سيفعل الله بنا! هذا هو المطلب المهم، والأهم أن نصيبَ نوراً، ولا نلتفت إلى أحد من غير المبالين… [عندها] فإن الإمام سيأخذ بأيدينا! أصلح نفسك تصل له كان هناك شخصان يمشيان إلى جمكران، وفي الطريق رأى أحدهم مزرعة أمامه، فدخل إلى المزرعة ليرى هل أكتمل نمو القمح أم لا، فقال متعجباً: ما لهذا القمح لم يصل إلى نموه المطلوب!!! أنت ما صلتك بهذا الموضوع (بقمح الناس)!!! وصل إلى نموه التام أم لم يصل! أنت عليك أن توصل نفسك هذه هي وظيفتك!! التقى الشخص الآخر مع الإمام صاحب الزمان وتكلَّم معه، فقال الشخص الذي تشرَّف برؤية الإمام: أمهلني لحظة حتى أخبر صديقي حتى يأتي. فقال له الإمام: صديقك لا يراني. ولا يسمع صوتي.

 فقال الرجل للإمام: هل صديقي رجل غير صالح؟ قال الإمام: لا، هو رجل صالح!… ولكنه ليس مراقباً لأحواله!!! لذلك قال له الإمام: لا يراني ولا يسمع صوتي!!! أهذا الكلام كذب؟! لا تدخل في ما لا يعنيك كلام مصطنع؟! يُوجَّه لي ولكم -العياذ بالله أن يعتقد أحد في قلبه- أن هذا الكلام هو كذب وهراء!!! إنَّ نظر الإمام ليس مثل نظرنا نحن!! إذا وضع لك شخص ملعقة من السكر في الشاي ودَسَّ فيه ذرتين من ملح أيضاً! فلن تعلم أنت بأنه قد دُسَّ ملحٌ في الشاي أبداً!! ولكن الإمام صاحب الزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) يعلم بأنه قد وضع ذرتين من الملح!!! هكذا بهذا القدر قد أعطى الله الإمام نظراً دقيقاً! لا تقل دع عنك هذا الكلام!!! لا يوجد في مبادئ الله كلمة اتركه!!! فحتى لو وضعت خمس ذرات من الملح فيه سوف لن تحس ذائقتك بهذا الملح!!! وهذا الكلام مثالٌ لكي تقيس على وفقه كل الأمور!!! حتى خيالك ونيتك وكل هذه الأمور فإن الله مطلع عليها!!! وكذلك الإمام يعلمها!! ولكنك تقول هذا ليس مهماً، اترك هذا الكلام عنك فإنه ليس مهماً!! وعندها سوف يصير قلبك خراباً!! لذلك ادعُ الآن: ربنا لا تزغ قلوبنا!! ولا تجعل حالي ينحدر متسافلاً! أنت تعتقد أنه عديم الجدوى ولكنه عند الله عظيم وله قيمته.

 نتيجة اللامبالاة بالذنوب الصغيرة كم مرة ذكرت لكم قصة علي بن يقطين، كان علي بن يقطين رجلاً مؤمناً! وقد كان يعمل وزيراً لهارون الرشيد، ويستعمل التقية، فقال الإمام لعلي بن يقطين: لقد قطعت وعداً على نفسك بمساعدة الشيعة ولكنك لم تفِ بالوعد مع هذا الشخص، (ونحن أيضاً نقطع وعوداً على أنفسنا بمساعدة الآخرين ولكن لا نفي بها! بل نختلف مع بعضنا البعض! تقول أنا سوف أساعدكم وألبِّي طلباتكم ولكن بدون جدوى، فلا يمكن الاعتماد على قوله! وإذا قال له فِ بوعدك الذي وعدتني إياه تراه يبتسم خجلاً، فحينها إيمانك سيتراجع ويتسافل، وستصبح من التاركين للصلاة أيضاً!! ستصبح من المانعين للزكاة!) لابد أن تركِّز! علي بن يقطين سافر إلى منزل الشخص الذي وعده ولم يفِ له لتدارك خطأه، فطرق عليه الباب، فقال الشخص من بالباب؟ قال: علي بن يقطين. فقال مستغرباً: الوزيرُ بن يقطين ببابي… ماذا يريد؟؟! ماذا عساه يفعل بي؟! قال علي بن يقطين: أنا لم أفِ بوعدي! قد نسيت! وجئت لكي أطلب العفو والسماح منك! فقال له: يغفر الله لكم.

قال علي بن يقطين: سأضع رأسي على الأرض وضع أنت نعليك على خدي برجلك! واسحق برجلك على خدي! حتى أحتاط في الالتزام بوعدي! وأراقب نفسي! فقال الرجل لعلي بن يقطين: أنت رجل محترم، رجل عظيم، فكيف أطأُ أنا بنعلي على خدك! فقال ابن يقطين: أنا غفلت ولا بد أن لا أغفل [مرة أخرى]! نحن نَعِدُ وعوداً ونتراجع عنها! وعندها ستفسد كل أعمالنا! لا تعطِ وعداً لأحد! لا تعطِ أملاً لأحد! ثم تضرب وعدك بالجدار وتبتسم أيضاً! على الأقل قل له تراجعت عن وعدي! قل له لا يمكنني الوفاء! إلى هذا الحد عدم الوفاء بالوعود ليس له أدنى قيمة في المجتمع.

وتقول عندها لماذا حالي تراجع وتسافل! تقول هل أنا قمت بالزنا؟! هل أنا سرقت؟! هل تسلَّقت جدار أحد؟! هل تعلم أن هذه أذية للناس؟! نعم إنها أذية للناس وهي سيئة جداً! لا تعد إلى ذلك! الآن أنت أدركت هذا الأمر ولا تعيد حساباتك؟! هذا أنت أنت! في الحياة ومع الأهل والأقارب، ولكنك لا تعطي أدنى أهمية لهذا الأمر أبداً! حتى إذا أتى الشخص إلى البيت أصابه الهيجان الشهوي!!! هكذا قال الإمام(3)!! هكذا قال الله! فأنت تستنكر على نفسك أنك لم تزنِ ولكنك تجلس في مكان جلست فيه المرأة الأجنبية، لا تعطي لهذا الأمر أهمية! إذا جلست المرأة وقامت من مكانها لا تجلس مكان جلوسها مباشرة! إذا رأيت امرأة أتت لتسأل سؤالاً ثم قامت لا تأتي أنت وتجلس في مكان جلوسها مباشرة.

لماذا؟؟؟ لأن حرارة المرأة ستنتقل إليك وستتأثر روحك وستصاب بالشهوة والهيجان! أيها المحترم، نحن لسنا صائنين لأنفسنا! وبعد ذلك تقول هل أنا زنيت؟ هل أنا سرقت؟ ولكني لن أقول بعد ذلك شيئاً فيه كلمة زنا أو سرقة.

 ترك الدعاء للإمام أساس البلايا أيها المحترم… يا عزيزي… يا عباد الله: هذا الشيء مهم جداً!!! بأي درجة أقول فهو مهم جداً وأكثر من ذلك! وهي قضية الدعاء للإمام صاحب الزمان والطلب من الله تعجيل ظهوره!! هل أتى على بالك أن كل هذه البلايا بسبب عدم دعوتك بتعجيل الفرج!!! توجد أسباب أخرى لمصائبك وبلاءاتك وأقل هذه الأسباب عدم دعائك للإمام، وإذا دعوت للفرج فإنك تدعو بظاهر اللسان، إن من أهم الأدعية الدعاء للإمام صاحب الزمان في كل صباح!! (دعاء العهد الذي يأتي بعد دعا الندبة الذي شرح كما تقدم) عليك أن تدعو به في طوال السنة، في كل الشهور، بل في كل يوم.

 وهناك أدعية لتعجيل الفرج في طوال ساعات النهار ينبغي التوجه بالدعاء فيها بتعجيل الفرج ولكنك لا تدعو!!! ودعاء الندبة مختص بصبح الجمعة من كل أسبوع!! هذا الدعاء مهم جداً جدا،ً وأثره ناري لقضاء الحوائج، ولا بد أن تدعو به في حالة البكاء والعويل والنحيب!! تقول دعوت به ولكنك دعوت بالدعاء بدون البكاء والعويل والنحيب والتأوه، أنت لديك بلاء وأنا لدي بلاء بنحو آخر!! ولكن عليك أن لا تجعل دعاء الإمام خلف ظهرك، حتى أنك لا تقرأ الدعاء، أنت فقط تتحدث!! متى سكبت دمعة؟!! هل نزلت دمعة منك على غيبة الإمام؟ هل تألمت لغيبته إلى هذا الحد؟ ولكن لو تأخر ابنك عن المدرسة!! أو تأخر عاملك عن موعد المجيء! سوف تسأل عن حسن لماذا لم يأتِ!! تسأل صديقه ألم يكن حسن في المدرسة! نعم كان في المدرسة وقد خرجنا معاً من المدرسة!! وعندها ستذهب إلى هذا المكان وإلى ذاك المكان لتسأل عنه وتضرب على رأسك وصدرك!! من خطفه!؟! لأجل ابنك تذهب إلى بيت الخالة، تذهب إلى بيت العمة!! أين ذهب ابني!! تريد ابنك، تحب ابنك أكثر من الإمام صاحب الزمان!! لقد قلت هذا الكلام حتى لا تقول لماذا لا أرى الإمام صاحب الزمان!! لماذا أنا هكذا؟؟! هذا هو المانع!! اذهب إلى الأئمة وعند الرواق ونيَّتك رؤية الإمام! إذا ذهبت إلى الحج أو ذهبت إلى كربلاء! لتكن نيَّتك رؤية الإمام؛ فالإمام تجده عند الأضرحة لا أنك تريد أن تلتقي فيه عند زيارتك للمعارض؟؟! ولكن… الإمام ليس موجوداً في ذهنك بتاتاً!! إذا ذهبت للزيارة ذهبت بقصد أن تفرح، لكي يذهب عنك الضيق!! حين تذهب إلى الإمام أو إلى الحج تذهب لتبعد الضيق عنك ولجلب الفرح والسرور فقط!! و بعدها ترجع بيد خالية!! بينما يأتي البعض بيدٍ ممتلئة! أنت تسمع هذا الكلام ولكن لا تدير له بالاً!! تقول فقط: لماذا أنا هكذا!! عليك بالتوبة والتراجع عن هذه الأمور؛ فالتوجه إلى الإمام مهم جداً!!! في كل يوم اقرأ زيارة الإمام صاحب الزمان-دعاء العهد- بعد صلاة الصبح، ودعاء الندبة وزيارة الجامعة ولو في كل أسبوع مرة واحدة! تأتي في قلبك آلاف الأفكار ما عدا الإمام، وأما لفقد ابنك ساعات فإنك تبكي وتذرف الدموع عليه مع تفقد الأهل له؟! وأما الإمام صاحب الزمان الغريب الوحيد فإنك لا تدير له بالاً! وهنا يكمن نقصك وعيبك.

 تأملوا في معاني ما تدعون به (اَللّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ) كن أي يا الله كن مع الإمام! كن مع خليفتك! فالإمام على مستوى كبير من الأهمية، وليست هذه الأهمية مختصة بالإمام صاحب الزمان فقط، بل هي شاملة حتى أبيه وجده أمير المؤمنين؛ فهم على مستوى كبير من الأهمية (الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِه) أنزل رحمتك على وليك! وعلى آبائه! (في هذِهِ السَّاعَةِ وَفي كُلِّ ساعَةٍ) أي الآن أنزل رحمتك على حجتك! وفي جميع الساعات! حتى في حال العشاء وعند الإفطار صباحاً، وفي حالة ذهابك للعمل! وعندما تنزل أو تركب ضع الإمام نصب عينيك!! وعندها انظر من طرف الإمام كيف ستكون [وسترى الإجابة]!! فأي خصلة من هذه الأعمال عملناها؟!! (وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَليلاً وَعَيْنا) فالإمام هو الولي الذي سيحفظك! الإمام يحفظك ليجعلك تابعاً حقيقياً، الإمام بما أنه هو القائد فسيضمك تحت لوائه، فبنصرك إياه تكون هدايتك، وبما أن الإمام هو الدليل فسوف يرشدك إلى كيفية حفظك! وتوفيقك! (حَتّى تُسْكِنَهُ أَرْضَكَ طَوْعاً) أي يا ربي مكِّنه في الأرض واجعلها تحت إرادته (وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً).

 افهم ماذا تقول حين الدعاء! لا تقل أنا أدعو وأنت لا تعلم ماذا تقول! فكيف يكون رضى الإمام عنك حينما تكون في ذكر الإمام دائماً! بينما أنت كل شيء في ذهنك ثابت إلا الإمام! ما الذي يُعجِّل بظهور الإمام؟ ما هي وظيفتنا تجاه الإمام صاحب الزمان؟ لدينا مطلبان:

الأول: أن الله هو الذي وعد بإظهار الإمام صاحب الزمان.

 الثاني: أن مسؤولية ظهور الإمام ملقاة على عاتقنا.

 فالذي ينبغي علينا نحن في كل يوم بعد صلاة الصبح أن ندعو بدعاء (اللهم بلغ مولاي صاحب الزمان..) وهو يأتي بعد دعاء الندبة.

ومعنى الدعاء يقول: إني بقراءتي الدعاء أكون متهيئاً لنصرة الإمام، إني أفدي الإمام بكل شيء لديَّ! لذا واصل قراءة هذا الدعاء إلى آخر لحظة من حياتك؛ حتى يظهر الإمام صاحب الزمان، فهل نحن راضين أن تستمر غيبة الإمام صاحب الزمان على حالها وهو خليفة الله!؟ وأنت هل تفكرت يوماً في الإمام! الإمام مثل الزهراء لم نلبِّ دعوته! أنت ملك الله! لكنك لا تذكر الله أبدا! فكرك حول نفسك فقط! أتفكر في الأرحام، أتفكر في الجيران؟ أبدا! فهل دعاؤنا مثل حالة الغريق الذي يدعو؟ وهل صلاتي بصلاة؟ لا ليست حالتي هكذا، [أقول:] بل توسل بالأئمة فسوف يشفعون لك! تقول حالي قد تغير! نحن لم نَرَ شيئا لكي نكون صالحين!! طلبتُ من الله ثلاث مرات أن يقبضني إليه ولكني الآن تبت وتراجعت!!  مائة وأربع وعشرون ألف نبي بلغوا الرسالة وذهبوا ولم يؤمن بهم {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون}(4).

أتبكي لأجل الإمام صاحب الزمان؟ أتبكي لغيبته لوحدته؟ هل تبكي لله! إذا جاءت الأموال فأنت قادر على تصريف أمورها، أما أمور الدين فأنت أحمق فيها.

يا أيتها السيدة الزهراء ويا صاحب الزمان نحن جئنا لنطلب الشفاء للمرضى! وأنا لا أقصد بكلامي المرضى الذين يرقدون في المستشفى -قصده مرضى الذنوب والمعاصي- السيدة الزهراء وصاحب الزمان سوف يدعوان إنْ شاءَ الله.

لماذا لم تلتقِ بالإمام؟ لماذا الإمام صاحب الزمان لم يتحدث معك يوماً ولم يقل لك حتى كلمة واحدة لا في النوم ولا في اليقظة؟؟؟ لأنك لا تفكر إلا في نفسك ولا تفكَّر إلا في أمورك (أي تفكيرك ليس في الإمام ولا في مصلحة الناس).

لأنك لا تؤدي الصلاة كما ينبغي فإن الصلاة يكون دعاؤها عليك. أنت تقول فقط: أنا غير موفق، ودائما تقول: (ماذا أفعل؟ ماذا أفعل؟ ماذا فعلتُ لكي يصبح حالي هكذا؟) الصلاة تدعو عليك وتقول: (ضيعتني ضيعك الله).

 فلتشترِ كتاب آداب الصلاة للسيد الإمام الخميني (رحمه الله) واقرأه لأجل صلاتك، فهو كتاب عجيب جداً وتحت عناية الله الخاصة. يتكلم فيه الإمام (رحمه الله) دائما عن القلب والروح، صلاتك ليس لها حضور في القلب، ليس لها روح، الكتاب يتكلم عن آداب الصلاة لا عن أسرار الصلاة فهو للعام والخاص.

هل سيتحدث معنا الإمام مثل تحدثه مع الشبلي؟! لا (فقد تحدث مع الشبلي أكثر من ساعة)… نعم إذا توجه القلب دائما لله!!! سوف يتحدث معنا.

 يقول الإمام علي عليه الصلاة والسلام: «رحم الله امرأ عرف من أين وفي أين وإلى أين» إن شاء الله تتفكر في هذا الحديث وتحصل على رحمة ويشمل حالك دعاء الإمام علي بن أبي طالب عليه آلاف الصلاة والسلام عند قوله (رحم الله امرأ) وسيكون عندها دعاء الإمام مستجاباً إذا قلت الكلام وفهمته، وإن شاء الله هذا العمل سيأخذك إلى الجنة.

الهوامش والمصادر

  • (1) هو العارف الواصل المجتهد آية الله الشيخ محمد تقي زاهدي القمي، ولد في مدينة قم المقدسة في محلة (چهار مردان) عام 1328 هـ وقد ترعرع في أحضان الطهارة والتقوى في أسرة ملتزمة من أم طهور ووالد ورع وهو الحاج أمير حسين حتى قال الشيخ عن نفسه: أنه حين ولدته أمه جَفَّ الحليب من صدرها، فذهبت إلى حرم كريمة أهل البيت (عليهم السلام) السيدة المعصومة وتوسّلتْ بها من أجل جريان الحليب لطفلها، وما إن خرجت من الحرم بخطوات حتى درت ثدييها بشكل طبيعي. وقد احتضنته الحوزة العلمية في قم منذ صغر سنه حتى تتلمذ على يد أقطابها وأعمدتها فكان من أساتذته: آية الله العظمى السيد حسين البروجردي (رحمه الله) وقد كانت له عدة نقاشات ساخنة معه، وآية الله العظمى السيد عبدالكريم الحائري (رحمه الله)، و آية الله العظمى الشيخ الميرزا محمد الفيض القمي (رحمه الله) -المدفون تحت الرواق الذهبي بقرب ضريح السيدة المعصومة-، وآية الله العظمى مفجّر الثورة الإسلامية الإمام الخميني (رحمه الله) الذي كان يروي عن الإمام الكثير، وقد ناقش عدة مراجع في الحوزة حول بعض فتياهم فتبدل نظرهم وغيروا فتاواهم. وكما كان ضالعا في أمر الله في الفقه والأصول حتى صرَّح عدة مرات أنه يمتلك قدرة الفتوى، فقد برز في الأمر بالله فكان السالك لطريق التوحيد والعرفان في حياته، فكان الواعظ الورع المربِّي الناصح المعلم طيلة حياته الشريفة، حتى ظهرت على يديه الكرامات الباهرات وكشف المغيبات منها ما قد ذكره تلميذه حجة الإسلام والمسلمين السيد رضا الطباطبائي؛ فقد قال إنه عرضت له حاجة فأخبر بها الشيخ الزاهدي فأشار الأستاذ إليه بقراءة خطبة السيدة زينب ثلاث مرات، يقول السيد: فقرأتها ثلاث مرات فقضيت الحاجة ببركة السيدة زينب (عليها السلام).وكان (رحمه الله) كثير البكاء والحسرة والانقطاع إلى الله لا يهتم بالمظاهر أبداً، وكانت كلماته تملأ أجواء القلب نوراً وحرارة بحيث عندما تنتهي الجلسة لا يستطيع الجالس مغادرة الجلسة رغم تذكير ابنه حسين بلزوم الخروج سريعاً في بعض الأحيان، وهو كثير التنبيه والتحذير، وكان يلقي مجالسه القيمة في منزله في جلستين في الإسبوع إحداها خاصة والأخرى عامة، وهي ذات المحتوى والمضامين العالية والتي يغلب عليها عنوان معرفة الله ومعرفة الإمام صاحب الزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، ومن جملة تلامذته الشيخ حميد يوسف زاده (رحمه الله)، والسيد رضا الطباطبائي وآخرون. وخلَّف من الأولاد أثنين الأول: كريم وقد توفي في حياته، والثاني: حسين وهو الذي أصبح سنداً وخلفاُ صالحاً لأبيه. وقد ذكر لطلبته قبل رحيله بسنة أو أكثر بين حين وآخر بأن منيته قد اقتربت وأنه راحل، فما مضت تلك البرهة حتى ارتحل من عالم الظلام المادي الزائل إلى نور الملكوت النوراني الدائم ملبياً نداءه ، وكان رحيله في اليوم السابع عشر من شهر رجب لعام 1429هـ  ق، الموافق لعام 2009م وقد شُيِّع تشييعاَ متواضعا -لا يليق بمقامه- حسب وصيته بذلك، واستقر جثمانه الطاهر في مقبرة الإمام زاده ابراهيم المشهورة في قم، الواقعة على الطريق المعروف بطريق إمام زاده إبراهيم، وأتخذ قبره الطرف الأيسر من المقبرة ومن مرقد الإمام زاده الشريف.
  • (2) أشرفي: عملة نقدية كانت تستعمل في ذلك الزمان.
  • (3) حيث مما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: «إذا قامت المرأة عن مجلسها فلا يجلس أحدٌ في ذلك المجلس حتى يبرد» جامع أحاديث الشيعة، البروجردي، ج20، ص 308.
  • (4) يس: 30
المصدر
مجلة رسالة القلم

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى