ثقافة

السلام في علاقة الدولة بالاُمَّة

(الخط الصاعد)

علاقة الاُمة بأئمّة المسلمين

وهذه العلاقة تقوم على أساس الحبّ والطاعة والنصيحة، وهي العناصر المقوّمة للسلام في هذه العلاقة.

لقد تحدّثنا عن عنصر الحبّ فيما سبق، أمّا العنصران الآخران فهما الطاعة والنصيحة.

العنصر الأول: الطاعة للإمام ووليّ الأمر

لأن طاعة الإمام ووليّ الأمر من طاعة رسول الله “ص”، وطاعة رسول الله “ص” من طاعة الله تعالى، ومن دون هذه الطاعة لا تستقيم الأمور ولا تنتظم شؤون الدولة والمجتمع، وهذه الطاعة مصدرها الأول هو طاعة الله تعالى، وأيّ طاعة لا تنتهي إلى طاعة الله فليست بطاعة، والطاعة عندما تدخل في مقولة (التوحيد) وكل طاعة مشروعة وواجبة لابدّ أن تنتهي إلى طاعة الله وتمتدّ من طاعة الله تعالى، وكل طاعة لا تنتهي إلى هذا الأصل ولا تنبعث منه فهي من الشرك في الطاعة، وإشراك غير الله تعالى مع الله في حق الطاعة على عباده، ولذلك نقول: إنّ الطاعة لله تعالى فقط وطاعة رسول الله “ص” من طاعة الله، وطاعة جهاز الإدارة والحكم في الدولة الإسلاميّة من طاعة وليّ الأمر… وهكذا تتسلسل الطاعة من هذا المبدأ وتستمدّ الشرعيّة والنفوذ.

العنصر الثاني: النصيحة لأئمّة المسلمين والتسديد لهم

فإنّ الدين النصيحة فلابدّ من أن يكون الإنسان المسلم عيناً نافذة واُذناً واعيةً وعقلا واعياً في جهاز الدولة الإسلامية، ولا تغني الطاعة عن النصيحة، وشؤون الدولة ونظامها لا تستقيم إلاّ برأي وتسديد وتوجيه ونصح الجميع، ومشاركة المسلمين جميعاً في هذا الأمر، يعرضون على المسؤولين مشاكل الناس ومعاناتهم وما قد يوجد في جهاز الدولة من خلل وضعف، في نقد بنّاء وموجّه ليس فيه تهريج ولا تخريب ولا تفنيد.

فقد تستغني الدولة الإسلامية عن التأييد ولكن لا تستغني بحال عن التسديد… فإلى جانب الطاعة والتأييد يجب على المسلمين النصح والتسديد لأولياء الأمور، ولكن بشرط أن لا يتخلَّف هذا النصح والتسديد عن الطاعة والالتزام. وقد كان رسول الله “ص” والأئمّة “ع” من بعده يطلبون من المسلمين النصح والتذكير والرأي في شؤون الحرب والسلم وفي شؤون الاجتماع والسياسة.

والنصيحة لأئمة المسلمين إحدى القضايا الأساسيّة الثلاث التي قال عنها رسول الله “ص” في خطبته المعروفة بمسجد الخيف: إنّه لا يغل عليهن قلب امرىء مسلم:

روى الصدوق في الخصال عن الإمام الصادق جعفر بن محمد، قال: «خطب رسول الله “ص” الناس في حجّة الوداع بمنى في مسجد الخيف، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:

نضّر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها، ثم بلّغها من لم سمعها، فربّ حامل فقه غير فقيه، وربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهنَّ قلب امريء مسلم: إخلاص العمل لله، والنصيحة لأئمّة المسلمين، واللزوم لجماعتهم، فإنّ دعوتهم محيطة من ورائهم.

المسلمون اخوة تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمّتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم[1].

وعن أبي جعفر الباقر “ع” عن رسول الله “ص”: «ما نظر الله ـ عزّوجل ـ إلى ولىٍّ لـه يجهد نفسه بالطاعة لإمامه والنصيحة إلاّ كان معنا في الرفيق الأعلى»[2]

أقرأ ايضاً:


المصادر والمراجع

  • [1] ـ بحار الأنوار (ج 27 ص 68).
  • [2] ـ اُصول الكافي (ج 1 ص 304).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى