ثقافة

مشاهد الولاء في زيارة وارث

في هذه الزيارة ثلاث مشاهد للولاء، هي:

1 ـ التسليم: وهو قوله «السلام عليك ياوارث ادم صفوة الله».

2 ـ الشهادة: وهو قوله «اشهد أنك الإمام البر التقي الرضي».

3 ـ الموقف: وهو قوله «قلبي لقلبكم سلم وأمري لأمركم متبع».

وضمن هذه المراحل الثلاثة يعبر الزائر عن ولائه للحسين “ع” في المعركة الكبرى التي وقف فيها أبو عبد الله في مواجهة طاغية عصره.

وسنستعرض فيما يلي هذه المشاهد الثلاثة للولاء في زيارة وارث.

المشهد الأول: التسليم

 وهو أول مشاهد الولاء، ويكون ضمن ثلاث فقرات:

الأولى: (السلام عليك ياوارث آدم صفوة الله).

الثانية: (السلام عليك يابن محمد المصطفى).

الثالثة: (السلام عليك ياثار الله وابن ثاره).

والتسليم من عناصر الولاء، وهو: ترك المشاكسة والمشاققة والاختلاف واللجاج والعناد داخل النفس وعلى صعيد السلوك.

في داخل النفس يعني: إزالة عوامل البغضاء والكراهية والضغينة والاختلاف في الرأي عن النفس، وإحلال المحبة والمودة والإِنسجام النفسي محلها، وعلى صعيد السلوك: ترك المخالفة والمشاكسة واللّجاج والعناد والشقاق، ومعنى ذلك هو الطاعة والانقياد والتسليم.

إلاّ أن هذه الطاعة نابعة عن انسجام نفسي ومحبة ومودة، وليست طاعة نابعة عن الإجبار والإكراه.

وكما أن التسليم أساس العلاقة بين الأُمّة والأمام كذلك هو أساس العلاقة بين الأُمّة نفسها. وقد جعل الله تعالى السلام تحيّة بين المؤمنين وجعل هذه التحيّة مسك الختام في صلاتهم كل يوم خمس مرات.

وهذا الاهتمام بنشر السلام بين أعضاء هذه الأُسرة جاء للتأكيد على نوع العلاقة القائمة بين أفراد وأعضاء الأُمّة المسلمة، وان هذه العلاقة قائمة على ترك المشاققة والمخالفة والتقاطع، وعلى إزالة البغضاء والضغائن والكراهية من النفوس، وعلى إحلال المحبة والمودة في النفوس، وعلى الانسجام، والوفاق، والتعاون، والتناصر في السلوك.

المشهد الثاني: الشهادة

والشهادة هي إعلان الإِيمان والارتباط بالولاية، وهي تأتي ضمن ثلاث فقرات:

1 ـ الشهادة برسالة الحسين “ع” وقضيته وعمله:

«أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، وأطعت الله ورسوله حتى أتاك اليقين».

و(إقامة الصلاة) هنا غير أداء الصلاة، إن أداء الصلاة تكليف شخصي وفريضة شخصية وإِقامة الصلاة رسالة وقضية في حياة الإنسان المؤمن.

إِن إِقامة الصلاة هي تثبيت الصلاة، ودعوة الناس إلى إقامة الصلاة لله على وجه الأرض. ثم (وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر) فلم يكن الحسين “ع” يبتغي في خروجه على يزيد ملكاً أو سلطاناً أو جاهاً، وإنما كان يعمل لتثبيت دعائم المعروف، وهدم أسس المنكر، وإقامة محور الولاية لله وهدم محور الطاغوت.

وقد خطب الحسين “ع” يوم عاشوراء فقال: <ألا ترون إلى الحق لا يعمل به، والى الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله، إني لاأرى الموت إلاّ سعادة والحياة مع الظالمين إلاّ برما>[1].

وفي منزل (البيضة) خطب الحسين “ع” في أصحاب الحر فقال: <ياأيها الناس إِن رسول الله قال: من رأى سلطاناً جائراً، مستحلا لحرام الله، ناكثاً عهده، مخالفاً لسنة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يُغيِّر عليه بفعل ولا قول، كان حقاً على الله أن يدخله مدخله.

ألا وأن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان، وتركوا عبادة الرحمان، وأظهروا الفساد، وعطلوا الحدود، واستأثروا بالفيء، وأحلوا حرام الله وحرموا حلاله)>[2].

فلم يكن الحسين “ع” يطلب سلطاناً أو مالاً ـ وهو يرى أنه يستقبل الموت في سفره هذا ـ وإِنما كان يرى حاكماً جائراً يفسد في الأرض، ويهلك الحرث والنسل، ويحلل حرام الله، ويتجاوز حدود الله…

فنهض الحسين “ع” بالعصبة المؤمنة التي احتفّت به في كربلاء لفضح الطاغية، وكسره، والتشهير به، وتوعية الرأي العام الإسلامي المضلل بحقيقته وإفساده في الأرض، ولتسقيطه، وانتزاع الأُمّة من سلطانه وإعادتها إلى محور الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين.

2 ـ الشهادة بالطهر والنزاهة للحسين “ع”:

النزاهة من كل إثم وذنب، والعصمة من كل خطأ وزلل وعصيان. والشهادة بطهارة نفسه وسلوكه “ع”، تلك الطهارة التي أهّلت أهل هذا البيت الطاهر لاستلام مسؤولية الإمامة والولاية من الله تعالى في عباده.

قال تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}[3].

والشهادة بأنَّ هذه النزاهة وهذا الطهر موروث خلفاً عن سلف. وقد شاء الله تعالى أن يحتفظ بهذا الطهر في هذه السلالة الطيبة، عبر تاريخ طويل من الحضارات الجاهلية التي سادت حياة الإنسان. ورغم تلك الظلمات (الحضارات الجاهلية)، فإنّ هذا النور الإلهي استمر في حياة الإنسان، واستمر هذا الطهر رغم أنجاس الجاهلية، ودون أن يتلوث، ويلبس شيئاً من مدلهمّات ثيابها.

وقد اصطفى الله تعالى هذه السلالة المباركة للإمامة في حياة الإنسان عبر العصور المختلفة.

يقول تعالى: {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[4].

ولنقرأ هذه الفقرة من الشهادة في زيارة وارث:

<أشهد أنك كنت نوراً في الأصلاب الشامخة، والأَرحام المطهرة، لم تُنَجِّسك الجاهلية بأنجاسها، ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها>.

ولاأستطيع تجاوز هذه الفقرة دون أن أشير إلى جمال التعبير في هذه الفقرة، فإنّ الطهر في هذا البيت الطاهر حصيلة اللقاح بين أصلاب شامخة وأرحام مطهرة، أصلاب شمخت وترفعت عما يتساقط حوله الناس من متاع الحياة الدنيا وزخرفها، وأرحام طهرت وسلمت من أوضار وأوساخ وأدناس الحضارات الجاهلية التي تناوبت على حياة الإنسان.

3 ـ الشهادة بموقع الحسين “ع” من حياة الأُمّة:

ومركزه القيادي الذي وضعه الله فيه، وما آتاه الله تعالى من الإمامة والولاية على المسلمين، والشهادة بموقعه في قيادة الأُمّة وهدايتها، وصلته بالله تعالى، وموقع ذريته الطاهرة في قيادة الأُمّة وإمامتها وهدايتها، إلى الله تعالى.

>أشهد أنك من دعائم الدين وأركان المؤمنين، وأشهد أنك
الإِمام البر التقي الرضي، الزكي، الهادي، المهدي، وأشهد أن الأئمة من ولدك كلمة التقوى، وأعلام الهدى، والعروة الوثقى والحجة على أهل الدنيا<.

المشهد الثالث: الموقف

وهو مرحلة التعبير عن (الموقف) في الولاء بعد (التسليم) و(الشهادة). و(الموقف) هنا يتجسّد في هذه الفقرة من النص: >إني بكم مؤمن، وبإيابكم موقن، بشرايع ديني وخواتيم عملي، وقلبي لقلبكم سلم، وأمري لأمركم تبع<.

وليس شيء أعز على الإنسان من شرائع دينه الذي يدين به لله تعالى، وخواتيم عمله الذي يختم به حياته، حيث لايمكن أن يتلافى منه شيئاً بعد؛ فإنّ من الممكن أن يتلافى الإنسان ما فرّط منه في بدايات عمله، وأواسطها بالتوبة، ومراجعة النفس، وتصحيح العمل. أمّا خواتيم العمل فهي التي تقرر عاقبة الإنسان ومصيره.

ثم إن هذا التسليم المطلق هو أسمى معاني (السلم)؛ لأنّه تسليم لا يشوبه شقاق، ولا يعكّره ريب في أعماق النفوس، تسليم القلب للقلب (وقلبي لقلبكم سلم)، فهو انسجام القلوب، وتلاقي القلوب، وتفاهم القلوب، وأمّا الموقف في (العمل) فيتجسد في كلمة (وأمري لأمركم متبّع) وهي التبعية المطلقة، والانقياد التام، وهو يعود إلى التسليم لأمر الله تعالى، والموقف هنا إيمان مطلق، وثقة مطلقة في النفس، ويستتبعه الالتزام الكامل والتبعية الكاملة في مقام العمل.

وورد أيضاً في زيارة الحسين “ع” الخاصة في يوم عرفة:

<أنا سلم لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم، وعدو لمن عاداكم، وولي لمن والاكم إلى يوم القيامة>.

وفي زيارة الأربعين الخاصة:

<أشهد إني مؤمن بكم وبإِيابكم، موقن بشرائع ديني، وخواتيم عملي، وقلبي لقلبكم سلم، وأمري لأمركم متبع، ونصرتي لكم معدة، حتى يأذن الله… فمعكم معكم، لا مع عدوكم صلوات الله عليكم، وعلى أرواحكم، وأجسادكم، وشاهدكم وغائبكم>.

فالزائر يقول هنا بأن النصرة معدة وجاهزة ينتظر فيها إذن الله تعالى، لا يبخل بنصرته عنكم وعن أوليائكم.

ثم بعد ذلك يأتي هذا النشيد الولائي الرائع، وهذه النغمة العذبة التي تحمل كل معاني الولاء الصادق: (فمعكم، معكم، لا مع عدوكم) ليؤكد الولاء من خلال تكرار المعية (فمعكم، معكم) ومن خلال الإيجاب والسلب، والولاء والبراءة (لا مع عدوكم).

وفي زيارة أول رجب المخصوصة تتردد هذه التلبية الولائية لداعي الله، الذي وقف يوم عاشوراء، يدعو الناس إلى الله ونبذ الطاغوت:

<لبيك ياداعي الله، إن كان لم يجبك بدني عند استغاثتك ولساني عند استنصارك، فقد أجابك قلبي>.

وان أفضل التلبية هي تلبية القلب، فإذا فاتتنا تلبية داعي الله بأبداننا في كربلاء، فإنّ قلوبنا التي عمرها الله تعالى بولائه وولاء أوليائه لا تنفك عن تلبيته، والاستجابة لدعوته في مقارعة الظالمين، وتعبيد الناس لله، وانتزاع الإنسان من محور الطاغوت إلى محور الولاء لله تعالى.

البراءة الوجه الآخر للولاية

ثم يأتي ـ بعد ذلك ـ دور الوجه الآخر لهذه المسألة وهي البراءة، فلا ولاية من دون البراءة. وان الولاء والبراءة وجهان لقضية واحدة، وشطران من حقيقة واحدة.

ويصدق الإنسان في ولائه بقدر ما يصدق في براءته؛ فإنّ الولاء وحده لا يكلف الإنسان كثيراً، وأكثر ما يصيب الإنسان من أذى وعناء إنما هو في أمر البراءة، وليس أيسر من أن يجامل الإنسان الجميع، ويمد يده إلى الجميع، ويعيش مع الكل بسلام، ويداري كل العواطف والأحاسيس، ويلعب على كل الحبال، ويتجنب الصدام بالجميع، ويوزع الابتسامة في كل مكان ليرضي الجميع. إن مثل هذا الإنسان يستطيع أن يعيش في رغد وعافية، ويستطيع أن يكسب ود الجميع وتعاطفهم، ويستطيع أن يعيش من دون مشاكل ومتاعب. ولكن لا يستطيع أن يرتبط بمحور الولاية الإلهية على وجه الأرض، ولا يستطيع أن ينتمي إلى هذه الأسرة المسلمة التي أعطت ولاءها لله ولرسوله ولأوليائه، ولا يستطيع أن يملك موقفاً، ولا يستطيع أن يحب لله ويبغض في الله ويرضى ويسخط بصدق برضى الله وسخطه. ولا يستطيع أن يتجاوز حدود المجاملة السياسية والاجتماعية في علاقاته.

إن الصدق في التعامل، والموقف من الأحداث، والقوة، والجدية، والصراحة في المواقف لا تتم من دون ولاء. والولاء لا يتم من دون براءة.

والبراءة تكلف الإنسان الكثير في علاقاته الاجتماعية وصلاته في المجتمع، وفي الأُسرة، وفي راحته، وعافيته، وفي استقراره.

إن البراءة ضريبة الولاء، والتعب والعناء والأذى ضريبة البراءة، وهذه معادلات أجراها الله تعالى بسنته التي لا تتبدل في حياة الإنسان.

عن أبي جعفر الباقر “ع” قال: <عشر من لقي الله عزّوجلّ بهن دخل الجنة:

1 ـ شهادة أن لا اله إلاّ الله.

2 ـ وأن محمداً رسول الله.

3 ـ والإقرار بما جاء من عند الله عزّوجل.

4 ـ وإقام الصلاة.

5 ـ وإيتاء الزكاة.

6 ـ وصوم شهر رمضان.

7 ـ وحج البيت.

8 ـ والولاية لأولياء الله.

9 ـ والبراءة من أعداء الله.

10 ـ واجتناب كل مسكر>[5].

وقد ورد في رسالة رسول الله “ص” إلى النجاشي ملك الحبشة: <واني أدعوك إلى الله وحده لا شريك لـه، والموالاة على طاعته، وان تتبعني، وتوقن بالذي جاءني، واني رسول الله>.

وفي رسالته “ص” إلى أسقف نجران: <إني أدعوكم إلى عبادة الله من عبادة العباد، وأدعوكم إلى ولاية الله من ولاية العباد، وأن أبيتم فالجزية، وان أبيتم آذنتكم بحرب>[6].

فالفاصل بين الإسلام والكفر إذن هو الولاية والبراءة.

وعن رسول الله “ص”: <إن أوثق عرى الإيمان الحب في الله، والبغض في الله، وتُوَلّي ولي الله، وَتُعادي عدو الله>[7].

وعن الرضا “ع”: <روي أن الله أوحى إلى بعض عُبّاد بني إسرائيل، وقد دخل قلبه شيء: أمّا عبادتك لي فقد تعززت بي، وأمّا زهدك في الدنيا فقد تعجّلت الراحة، فهل واليت لي ولياً وعاديت لي عدواً؟>[8].

وروى أن رجلا قدم على أميرالمؤمنين “ع”، فقال: يا أميرالمؤمنين إني أُحبّك وأُحبّ فلاناً (وسمى بعض أعدائه)، فقال “ع”: <أمّا الآن فأنت أعور، فإمّا أن تعمى وإمّا أن تبصر>[9].

ومثل هذا النمط من الناس لا يبقى أعوراً إلى الأخير بنصف الرؤية، فإمّا أن يهديه الله تعالى فتكتمل لديه الرؤية وإمّا أن يفقد هذه الرؤية النصفية الضعيفة، فيعمى ويفقد الولاء مطلقاً.

وقيل للصادق “ع”: إن فلاناً يواليكم إلاّ أنه يضعف عن البراءة من عدوكم فقال “ع”: <هيهات كذب من ادّعى محبتنا، ولم يتبرأ من عدونا>[10].

والسائل في هذا الحديث دقيق في طرح السؤال: فالشخص الذي هو موضوع السؤال لا يشك في ولائه، ولكنه يضعف عن البراءة، وضعفه يجعل موقفه من البراءة مهزوزاً وضعيفاً ومتميعاً، ولايملك القوة الكافية من أن يعلن موقفه في الولاء والبراءة، والوصل والفصل، والارتباط والمقاطعة، بشكل صريح وحاسم، فيجيبه الإمام “ع” أن الولاء الصادق لايمكن أن ينفصل عن البراءة، ومن يجد في نفسه ضعفاً عن البراءة فهو كاذب في ولائه.

وفي حديث الأعمش عن الإمام الصادق “ع”، قال: >حب أولياء الله واجب، والولاية لهم واجبة، والبراءة من أعدائهم واجبة، والبراءة من الناكثين والقاسطين والمارقين واجبة، والبراءة من الأنصاب والأزلام وأئمة الضلال وقادة الجور كلهم، أولهم وآخرهم واجبة<[11].

وعن أبي محمد الحسن العسكري “ع” عن أبائه “ع” قال: <قال رسول الله “ص” لبعض أصحابه ذات يوم: ياعبد الله أَحِبَّ في الله، وأَبغض في الله، ووال في الله، وعاد في الله، فإنّه لاتنال ولاية الله إلاّ بذلك، ولا يجد رجل طعم الإيمان، وإن كثرت صَلاته وصيامه حتى يكون كذلك، وقد صارت مؤاخاة الناس يومكم هذا أكثرها في الدنيا، عليها يتواددون، وعليها يتباغضون، وذلك لايغني عنهم من الله شيئاً.

فقال لـه: وكيف لي أن أعلم إني واليت وعاديت في الله عزّوجلّ؟ ومن ولي الله عزّوجلّ حتى أُواليه؟ ومن عدوه حتى أُعاديه؟

فأشار لـه رسول الله “ص” إلى علي “ع”، فقال أترى هذا؟ فقال: بلى، قال: ولي هذا ولي الله فواله، وعدو هذا عدو الله فعاده، وقال: وال ولي هذا ولو أنه قاتل أبيك وولدك، وعاد عدو هذا ولو أنه أبوك أو ولدك>[12].

وهذا المضمون قد ورد بشكل آكد في حديث الغدير المعروف عن رسول الله “ص” «من كنت مولاه فهذا علي مولاه. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله».

وقد صَدَّرَ العلامة الأميني كتابه القيم (الغدير) بحديث عن رسول الله “ص” في هذا المعنى نود أن نختم به أحاديث الولاء والبراءة في هذا الحديث.

عن رسول الله “ص” قال: <من سرّه أن يحيى حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنة عدن عرفها ربي، فليوال علياً من بعدي، وليوال وليه، وليقتد بالأئمة من بعدي، فإنّهم عترتي، خلقوا من طينتي، رزقوا فهماً وعلماً. وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي>.

أقرأ ايضاً:


المصادر والمراجع

  • [1] ـ حلية الأولياء، لأبي نعيم 2: 39.
  • [2] ـ تاريخ الطبري 6: 229.
  • [3] ـ الأحزاب: 33.
  • [4] ـ آل عمران: 33 ـ 34.
  • [5] ـ خصال الصدوق 2: 52، وبحار الأنوار 27: 53.
  • [6] ـ مكاتيب الرسول:120.
  • [7] ـ المحاسن:165، بحار الأنوار 27: 52.
  • [8] ـ فقه الرضا:51، بحار الأنوار 27: 57.
  • [9] ـ بحار الأنوار 27: 58.
  • [10] ـ المصدر السابق.
  • [11] ـ الخصال 2: 153 ـ 154، بحار الأنوار 27: 52.
  • [12] ـ التفسير المنسوب للإمام العسكري: 18، معاني الأخبار: 113، عيون الأخبار: 161، علل الشرائع: 58، وروى عنهم العلامة المجلسي في البحار27: 54.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى