كتب الجهاد والشهادة

كتاب الهجرة من الوطن أم الهجرة من الذات

مقدمة الكتاب

قصة هذا البحث كتاب الهجرة من الوطن أم الهجرة من الذات قد ابتدأت من واقع المأساة التي عاشها الصراع بين السلطة والشعب ذروة غليانه عندما قرر حزب البعث حربه الظالمة ضد الدين، والمرجعية التي كانت متمثلة حينها بالإمام الشهيد المرحوم آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر واشتد الصراع يوم تسلم صدام التكريتي رأس السلطة، فبدأ المتدينون يهجرون الوطن، ويهاجرون منه إلى دول الجوار العربية والإسلامية، ولم يفكروا بالهجرة إلى الدول البعيدة الإسلامية فضلا عن الدول الأخرى غير الإسلامية لأسباب وطنية ودينية فقد عرف عن العراقي حبه لأرضه ووطنه، كما أن هناك الفتوى الدينية التي تحرم الهجرة إلى بلاد الكفار المكتوبة تحت عنوان التعب بعد الهجرة، ولكن المحنة طالت، وبدأت المشاكل تكبر على المهاجرين، حتى ضاقت بهم الحكومات والمضيفون العرب والمسلون، بينما قام الغرب بلعب الورقة بطريقة أخرى معاكسة تماما ومغرية بشكل كبير فهم يعطون للمهاجر كل ما لم يحلم به من احترام معونات مادية، وراتب شهري مجاني، و خدمات، ومعونات، وبطاقة سفر وجنسية، وفتحوا أبواب سفاراتهم يستقبلون العراقيين في أواسط الثمانينات من القرن العشرين، ولكن لم يتجاوب المتدينون مع هذا المشروع لسببين، وكلاهما يرجعان الأمر ديني

أولاهما: كان المتدينون يرون أنهم يعيشون في دولة إسلامية تريد أن تحقق آمال الأنبياء عليهم السلام، وقد استشهد من أجل الإيمان بها والدفاع عنها كبار رجال العراق وعظمائه، ويقف على رأسهم المرجع العظيم الإمام الصدر ( قدس سره ) وهم يعتقدون أن هذه الدولة تعبر عن حلمهم الديني بإقامة الدولة الإسلامية التي توطأ للمهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف

والسبب الثاني: كانت هناك الفتوى الشرعية التي تحرم الهجرة من دولة الإسلام كما كان يفهمها أكثر مفكري وقادة العراقيين الذين يسكنون تلك البلاد، وبذلوا الجهد الإعلامي والثقافي الكثير لتحديد مسيرة القواعد الشعبية باختيار المنطقة الجغرافية للسكني فيها، ولا أريد أن أكشف الأسباب الحقيقية التي كانت وراء هذا الموقف من القادة العراقيين، وهل كانت الدوافع الحقيقية سياسية محضة وليست ناشئة من دواعي الفتوى؛ وذلك من أجل إبقاء القواعد مجتمعة في المكان المناسب للعمل من أجل إسقاط الطاغية، كما يحلو لبعض المتضررين أن يقول ذلك عند تفسيره لهذا الموقف، كما اني لا أريد هنا تفنيد هذه الدعوى أيضا، وإنما أقف على الحياد العلمي الذي يستدعيه المنهج العلمي لكتابة التاريخ.

هوية الكتاب

تحميل PDF

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى