ثقافة

الحتمية الكونية – سلطان الله تعالى المطلق على الكون

في مقابل مبدأ العلية العامة الذي يقرّره القرآن، والعقل والعلم… نلتقي في القرآن بمبدأ آخر، على درجة كبيرة جداً من الأهمية، وهو تقرير سلطان الله تعالى المطلق وسيادته وحكمه المطلق على الكون، الذي لا يحده شيء، ولا يعجزه شيء، ولا يقهره شيء، والذي يخضع وينقاد له كل شيء. يقول تعالى:

 {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء}[1].

 {إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ}[2].

 {إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ}[3].

 {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ}[4].

 {وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ}[5].

 {وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء}[6].

 {يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ}[7].

{وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء}[8].

{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[9].

 {إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ}[10].

وهذه الآيات وأمثالها في القرآن كثيرة، وهي صريحة في أنَّ لله تعالى السلطان المطلق على الكون، لا يحدّه شيء، ولا يعجزه شيء، ولا يمنعه شيء.

فهو قادر على كل شيء، يفعل ما يشاء فعّال لما يريد، لا يسأل عن شيء وهم يُسألون، ولا يُعجزه شيء.

وقد كان من رأي اليهود أنَّ إرادة الله تعالى محكومة لنظام العلّية العام الذي يحكم الكون والتاريخ، وليس لله تعالى ـ في رأي اليهود ـ سلطان على الكون والتاريخ بعد أن خلقهما.

يقول القرآن عن ذلك: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}[11].

وليس في شيء مما قلنا شك، والقرآن صريح في كل ذلك، وواضح في شجب اليهود فيما يقولون.


أقرأ ايضاً:

الهوامش والمصادر

  • [1] ـ الشورى: 49.
  • [2] ـ الحج: 14.
  • [3] ـ هود: 108.
  • [4] ـ النحل: 40.
  • [5] ـ البقرة: 20.
  • [6] ـ البقرة: 105.
  • [7] ـ آل عمران: 37.
  • [8] ـ البقرة: 247.
  • [9] ـ آل عمران: 26.
  • [10] ـ النساء: 133.
  • [11] ـ المائدة: 64.
تحميل الفيديو
الشيخ محمد مهدي الآصفي
المصدر
كتاب في رحاب القرآن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى