أهل البيت (ع) في موقع الدفاع عن التوحيد و العدل – القضاء والقدر هو النظام الإلهي في الكون وحياة الإنسان
هذا النظام بكل تفاصيله من خلق الله تعالى وإبداعه. وهو تجسيد لإرادة الله ومشيئته. وما نجد في الكون كله وفي حياة الإنسان من فعل وإنفعال وحركة وولادة وهلاك ونمو وضعف إنّما يجري بموجب إرادة الله تعالى ومشيئته في دائرة القضاء والقدر. ونظام السببية الساري في الكون. ومن العجب أن بعض الناس يبحثون دائماً عن الله تعالى وفعله في اختراق هذا النظام الكوني فقط وليس في أصل النظام وكأن هذا النظام يجري في جانب آخر غير جانب الله تعالى، وفعل الله تعالى في هذا النظام هو اختراقه وإيقافه وتبديله.
يقول صدر المتألهين في مناقشة فخر الدين الرازي:
(وأعجب الأمور أنّ هؤلاء القوم متى حاولوا إثبات أصل من اُصول الدين، كإثبات قدرة الصانع، أو إثبات النبوّة والمعاد، اضطروا إلى إبطال خاصية الطبائع التي أودعها الله فيها ونفي الرابطة العقلية بين الأشياء والترتيب الذاتي الوجودي والنظام اللائق الضروري بين الموجودات التي جرت سُنَّة الله عليها ولا تبديل لها.
وهذه عادتهم في إثبات أكثر الاُصول الاعتقادية، كما فعله هذا الرجل ـ أي الرازي صاحب التفسير الكبير ـ الذي هو إمام أهل البحث والكلام)[1].
والإيمان بأنّ كلّ ما يجري في الكون وفي حياة الإنسان من خير وشر من قضاء الله تعالى وقدره ولا يجري في الكون شيء إلاّ بقضاء من الله وقدره من الإيمان الذي لابدّ منه في عقيدة الإنسان المسلم.
روى الصدوق عن رسول الله (ص) قال: «لا يؤمن أحدكم حتّى يؤمن بالقدر خيره وشرّه وحلوه ومرّه»[2].
وروى الكليني في الكافي عن أبي عبد الله الصادق (ع): كان أميرالمؤمنين (ع) يقول:
«لا يجد عبد طعم الإيمان حتّى يعلم أنّ ما أصابه لم يكن لِيُخْطِأَهُ وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأنّ الضارّ النافع هو الله عزّوجلّ»[3].
وعن الصدوق في التوحيد عن علي بن موسى الرّضا (ع) عن أبيه عن آبائه (ع) عن علي بن أبي طالب (ع) قال:
>سمعت رسول الله (ص) يقول: قال الله جلّ جلاله من لم يرض بقضائي ولم يؤمن بقدري فليلتمس إلهاً غيري»[4].
أقرأ ايضاً:
- أهل البيت (ع) في موقع الدفاع عن التوحيد و العدل – نظام القضاء والقدر في الكون
- أهل البيت (ع) في موقع الدفاع عن التوحيد و العدل – القيمومة الإلهية الدائمة على نظام القضاء والقدر في الكون