ثقافة

موارد التعميم – التعميم في النتائج والسنن الإلهية في نفس الإنسان

تتحقق السنن الإلهية في حياة الناس في مساحتين:

مساحة المجتمع والتاريخ. وفي مساحة النفس.

وقد تحدثنا عن سُنَّة التعميم في السنن الإلهية في مساحة المجتمع والتاريخ، ونقول الآن إنَّ سُنَّة التعميم تشمل السنن الإلهية في مساحة النفس البشرية كذلك.

ففي سورة البقرة يحدثنا القرآن عن مسلسل طويل من تعنّت بني إسرائيل وكفرهم بأنعم الله، وعنادهم، ولجاجهم، وتشكيكهم في آيات الله، وقتلهم للنبيين، وعصيانهم، وتمردهم.

ثم يقول القرآن الكريم بعد ذلك في بيان سُنَّة الله تعالى في عقوبة بني إسرائيل بعد كل هذا الجحود والكفران والعصيان:

{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً}[1].

ولاشك أن هذه القسوة في قلوبهم، والتي يصفها الله تعالى بتحجر القلوب أو أشدّ من ذلك، كانت نتيجة لتلك الجرائم والجحود والمعاصي وتعبير القرآن دقيق {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ}، أي: من جراء هذه المعاصي، فيما بعد.

ولاشكّ أن المخاطبين بهذه الآية اليهود المعاصرون لرسول الله (ص) بدليل سياق آيات سورة البقرة وبدليل ضمير الخطاب في الآية الكريمة {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم}… ولكن بسبب تعنت آبائهم وتمرّدهم وجحودهم، ورضى الأبناء بفعل الآباء.


أقرأ ايضاً:

الهوامش والمصادر

  • [1] ـ البقرة: 74.
تحميل الفيديو
الشيخ محمد مهدي الآصفي
المصدر
كتاب في رحاب القرآن

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى