مقالات

الثورةُ الحسينية… تضحيةٌ أحيت الأمة

مع قدوم شهر محرم الحرام، تتجدد الذكرى على المؤمنين بخط الحسين(ع)، وتتجدد معها المأساة والفاجعة، فلا تُبارح مُخيلة المؤمنين أحداثُ الواقعة بتفاصيلها، ومع تجددها وإحيائها تتيقظ الأرواح والقلوب والعقول.

في هذا العام؛ تحدياتُ الإحياء كثيرة، فالوضع الصحي والاجتماعي والمعيشي بل وحتى السياسي له مدخليةٌ فـي تأطير الإحياء، وسلبه من حركيته، وأياً تكن الأوضاع والتحديات، فإنّ حقيقة الإحياء (إحياء المبادىء والقِيم التي انطلقت منها الثورة الحسينية) هي التي يجب أن تبرز جليةً فـي المجتمع، فهي القواعد والأُسس التي ينبني عليها بناء «الإنسان الحسيني» فـي حركته بالحياة.

إحدى تلك القواعد/ المبادىء الأساس التي يجب على من يُريد التعرف على الحسين (ع) معرفتها هي ( تحديد الهدف بوضوح)، فمن خلال كلمات الإمام الحسين (ع) يظهر ذلك الأساسُ واضحاً جلياً فـي (إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين).

لقد حدد الإمام (ع) فـي كلماته هدف خروجه بوضوح مُنطلقًا من التكليف الشرعي، و لم تكن كلماته (ع) الأخرى تُخفي فـي طياتها أملاً بالانتصار؛ بل العكس تمامًا ( … كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء..).

إذن؛ فالقاعدة/ المبدأ الأول المُهم هو (تحديد الهدف بوضوح/ وضوح الرؤية)، والذي يعني البداية والنهاية، والغاية المُبتغاة، والتفاصيل البينية وأدوات وآليات التنفيذ وغيرها الكثير مما تكشفُ وضوح الطريق للسائرين عليه.

هل تحققت الأهداف التي أعلنها الإمام الحسين (ع)؟
إن المتتبع للأحداث التي وقعت بعد الثورة الحسينية يلحظ أنّ هناك هزة عظيمة قد حدثت بالمجتمع الإسلامي، وقد أفرزت عن تحركات مُختلفة منها (حركة التوابين- حركة المُختار الثقفي…)، وما ذلك إلا نتاج «إيقاظ الضمير» الذي شعر به كثيرون، وقد كانت تأثيراته على الحُكم الأموي مُؤثرة جداً، مما جعل أهداف الثورة تتحقق -ولو بعد حِين-.

خلاصة القول.. تحرُك الإمام الحسين (ع) كان عن تحديدٍ للهدف برؤيةٍ واضحة (بصيرة)، و نتائج ذلك التحرك هو «حِفظ الإسلام» من الضياع، وما إحياؤنا اليوم- بأي طريقة ووسيلة كانت- إلا أبرز مصداق لتلك النتائج والآثار العظيمة، فلم يكن مكان الثورة ولا زمانها عائقًا لأن تبعث الحياة فـي قلوب وعقول مُحييها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى