ثقافة

أدب العودة إلى الله – الفرار إلى الله والإستعاذة به

وفي هذه الرحلة لابدّ من أن يفرّ الإنسان إلى الله{فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ}[1].

ولابُدَّ أن تكون العودة فراراً إلى الله وحالة الفرار هي حالة الرعب والخوف وحالة اللجوء.

الرعب والخوف من ركام الذنوب والمعاصي، ومن الأهواء والفتن، واللجوء إلى الله من سخطه وغضبه إلى رحمته وفضله.

ففي أدعية أيام شهر رمضان:

«أللّهم إليك فررنا من ذنوبنا، فآونا تائبين، وتب علينا مستغفرين، وإغفر لنا متعوِّذين، واعِذْنا مستجيرين، وأجرنا مستسلمين، ولا تخذلنا راجين، وشفِّعنا سائلين».

والفرار استعاذة: وإذا إستعاذ العبد بالله تعالى أعاذه لا محالة، ولا يمكن أن يفر العبد إلى الله، عائداً إليه، عائذاً به، ثم لا يعيذه الله تعالى من ذنوبه وآثامه، ومن الأهواء والفتن، ومن غضبه وسخطه تعالى، إلاّ أن يكون الإنسان كاذباً في ذلك.

والإستعاذة ليست من مقولة اللفظ وإنما هي حالة حقيقية قائمة في نفس الإنسان، وهي مزيج من الرعب والخوف ومن طلب اللجوء والحماية.

فإذا إستشعر الإنسان، في رحلة العودة إلى الله، هذه الحالة من الرعب والخوف وطلب اللجوء من الله أعاذه الله تعالى لا محالة، فإنَّ الله قوي عزيز، وإذا حمى الله عبداً وأعاذه، فلا ينال منه الشّيطان، ولا تنال منه الأهواء والفتن، وكان في حصن منيع من كل مكر وسوء.


أقرأ ايضاً:

الهوامش والمصادر

[1] ـ الذاريات: 50.

تحميل الفيديو
الشيخ محمد مهدي الآصفي
المصدر
كتاب في رحاب القرآن - الهجرة والولاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى