ثقافة

الإنسان الكامل في دولة الإمام المهدي عليه السلام

الإنسان بين الخلقة والكمال

عندما نتحدّث عن الإنسان الكامل في عهد الإمام المهدي عليه السلام لا بدّ أن نعطي لمحة تمهيدية لشرح هذا الاصطلاح الفلسفي، وما هو المقصود من هذا الاصطلاح، والمداليل التي تؤدّيها هذه الكلمة.

 الإنسان الذي خلقه الله سبحانه وتعالى في موقع حباه ما لم يحبِ أحداً من خلقه. 

نلاحظ في المفهوم الإسلامي الفلسفي للعالم أنّ المركز في الكون هو الإنسان، وأنه المحور الذي يتحرّك عليه كلّ شيء، وإليه يعود الهدف الذي خلق من أجله كلّ شيء، ولذلك عبّر عنه القرآن الكريم بأنّه خليفة الله (وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الأَْرْضِ خَلِيفَةً).(٤٠)

والإنسان الذي سمّي باسم آدم على نبينا محمّد وآله وعلى آدم آلاف التحيّة والسلام كان المقصود منه هو (الخليفة الإنسان)، وما يعبّر عنه بالنوع والجنس والكلّي، والمقصود من الإنسان الكلّي هو كلّ إنسان، ونوع الإنسان، وليس المقصود الكاشف عن الأفراد الخارجيّة _ كما يعبّر عنه في علم المنطق الشكلي أو الأرسطي _.

فالإنسان الخليفة من حيث الفهم الفلسفي، له دوره في الحياة، المركز الذي يتمحوّر حوله كلّ شيء في الكون.

لذلك فإنّ الله سبحانه وتعالى جعله الخليفة وجعله الواسطة بينه وبين باقي الخلائق والكائنات، فلم نجد نبيّاً غير إنسان، مع أنّ الله سبحانه وتعالى خلق خلائق كثيرة (عالمين)، وان هذه العالمين هي التي وردت في كثير من الآيات الكريمة، والمقصود منها أي مجموعة العوالم المتنوّعة سواء العوالم الشهوديّة أو العوالم الغيبّية باختلاف تلك العوالم الشهوديّة والعوالم الغيبية؛ فإننا لم نجد في جميع تلك العوالم نبياً فيهم من غير جنس الإنسان، لأنّ الخلافة الإلهيّة قد انحصرت في الإنسان ولم تعط تلك الخلافة الإلهيّة لأحد من خلق الله كائناً من كان حتّى لو كان ذلك الخلق جبرئيل، وحتّى لو كان ذلك الخلق الملائكة الكروبيّين، فضلاً عمّا خلق الله من الجن وخلق الله من النسناس _ كما ذكر في الروايات _(٤١) وخلق من الحيوانات وخلق من الأشجار وخلق ممّا يرى وممّا لا يرى، فلا يوجد من جميع هذه المخلوقات نبي يوحى إليه، ويتصّل بينه وبين السماء، أو بينه وبين الله تبارك وتعالى مباشرة، أو بواسطة الوحي إلاّ الإنسان.

ويكشف هذا الأمر عن الموقع الربّاني لهذا المخلوق في الكون، فهو المركز الذي يتمحور حوله كل الموجودات في هذا الوجود. 

ولم يقصد من هذا المركز وهو الإنسان الأنبياء فقط أو الأئمّة عليهم السلام، أو الأوصياء، أو المعصومون، وأيّ معصوم من المعصومين (على جميع المعصومين من الأنبياء والأئمّة آلاف التحية والسلام).

ولم يكن هو المقصود الأوّل والآخر فقط، وإنّما المقصود هو الإنسان الكامل الذي خلقه الله تكويناً. 

فإنّ الله سبحانه وتعالى خلق البشر والإنسان على نمطين، وعلى نحوين:

خلق كامل بالتكوين، وهم الأنبياء والمعصومون والأئمّة، ومع ذلك فهم في طور التكامل ويتكاملون، ولذلك فإنّ إبراهيم النبي عليه السلام مرّ بمراحل من التكامل بما تجلّى بمقامات التجلّي والظهور في هذا الوجود، ولا أريد أن أتعرّض لهذه النظريّة بكل تفاصيلها، وإنّما أشير إليها إشارة لكي أتوصّل لتوضيح المصطلح الذي نريد أن نتحدّث عنه في دولة الإمام المهدي عليه السلام. 

الإنسان إذن على نوعين وقسمين: إنسان معصوم بالذات، خُلق كاملاً، ولكن هذا الكامل كامل نسبي، ولذلك نرى أنّ بعض المعصومين بالنسبة للمعصومين الآخرين يكونون أعلى درجة أو أقل درجة؛ فمثلاً عندنا الأنبياء أصحاب درجات؛ والدرجات تعني أن نسبة الكمال والتكامل في ذلك الإنسان بما ظهر فيه، فعندنا أنبياء أكمل من أنبياء إلى أن تصل إلى الأنبياء أولي العزم الذين هم أكمل الأنبياء ثمّ تأتي درجة أعلى من الأنبياء أولي العزم وهو خاتميّة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، فدرجته في النبوّة أعلى وأكمل لأنّ إنسانيّته أكمل من باقي الأنبياء. 

لنظرية الإسلاميّة في تكامل الإنسان

وهناك حديث طويل في هذا المضمار وهو الحديث عن كامليّة الإنسان الكامل في عالم التكوين، وهذا الحديث يحتاج إلى وقت مفصّل وطويل؛ ولكننا نتحدّث عن نمط التكوين ونمط التكامل في هذا الإنسان، وكيف، ولماذا كانوا هؤلاء، ولم يكونوا غيرهم؟ فهناك عدّة أسئلة تطرح، ويمكن أن تطرح، وتحتاج إلى أوقات لشرح تلك الجوانب.

لكن أريد أن أتعرّض للنوع الثاني من الإنسان وهم باقي البشر:

فباقي البشر خلقه الله سبحانه وتعالى، وحسب النظرية الفلسفيّة في الحكمة المتعالية لصدر الدين الشيرازي المعروف بـ (ملاّ صدرا) صاحب كتاب الأسفار، وهو أرقى ما وصل إليه الفكر الديني والإنساني في تفسير كثير من المسائل الوجوديّة فلسفيّاً، وتوضيح مواقعها في خارطة الوجود على أكمل وأتم أوجه التفسير لتلك التساؤلات.

أريد أن أقول من هذه النظريّة _ ولم نجد لها معارضاً بين الفلاسفة المسلمين فضلاً عن غير المسلمين _ هو أنّ الإنسان أوّل ما يخلق لم يخلق من كمال وإنّما خلق من طين لازب _ كما يقول القرآن _(٤٢) يعني هذا الطين العادي الذي فخره الله سبحانه وتعالى بفخار القدرة. 

ولا أريد أن أتعرّض للحديث عن بداية الإنسان، ومن أي شيء كان الإنسان، وما يذكره دارون وغيره، كما اني لا أريد أن أتعرّض لهذه التفاصيل ورؤية الدين والإسلام بما يطرح على هذا المستوى من الطرح العلمي وغير العلمي.

وإنّما أريد أن أقول أنّ هناك شيئاً اسمه إنسان طيني، وهذا الإنسان الطيني يخلق أوّل ما يخلق في الجوانب الأولى من ظهوره في الوجود بتعبير القرآن (مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى)(٤٣) ثمّ بعد ذلك يتحوّل إلى علقة، ثمّ مضغة، مخلّقة وغير مخلّقة، ثمّ عظام، فيكسو العظام لحماً فيكون جنيناً في بطن الأم تلجه الروح.

هذا الإنسان الطيني من حيث الكمال لم يملك كمالاً، ولكن فيه قدرة وقابليّة الكمال والترقّي؛ وهذا الكمال والترقّي فيه تعاطف وتناغم بين جنبتي الطينيّة والروحيّة.

وبعد ذلك تظهر الروح وتنشأ الروح في الإنسان في بطن أمّه كجنين ثمّ يكون خلقاً آخر كما يقول الله تبارك وتعالى: (فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ).(٤٤)

هذا التناغم الطيني والروحي في بطن الأم، والتناسل، والتبادل يدخل كل واحدٍ منهما في تركيبة الإنسان الكامل؛ أي أن كون الإنسان خلق من هذه الصورة الطينيّة، ومن هذا الدماغ، ومن هذا القوام، ومن هذا الشكل فإنّ له أثره في كمال الإنسان، كما أنّ الذي له الأثر الكبير في كمال الإنسان هو الجانب الثاني وهو الجانب الروحي.

وعندما يولد الإنسان، يقول القرآن: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً(٤٥) ولا أريد أن أتحدّث عن نظريّة المعرفة عند الإنسان، سواء كانت نظريّة المعرفة عند الفلاسفة التجريبيّين، أو الفلاسفة العقليّين، أو غير ذلك ممّا طرح من نظريّات حول نظرية المعرفة، لكنّنا كإسلامييّن ومسلمين نؤمن _ كما قال القرآن الكريم _ أنّ الكمال المعرفي عند الإنسان يكون من نقطة الصفر في بطن الأم، فيولد الإنسان وهو خالٍ من المعرفة، خلافاً لمفاهيم ديكارت الذي يؤمن ويحاول أن يبرهن أنّ المبادئ الفطريّة الأوليّة تولد مع الإنسان.

وبطبيعة الحال فاني لا أريد أن أتحدّث عن كل هذه التفاصيل، ولكن هذه التفاصيل لها أثر كبير في كمال الإنسان.

وعلى كل حال فإن الإنسان يولد وهو لا يملك هذا الكمال، بل تبدأ معارفه الحسيّة _ وهي أوّل المعارف التي تتكون في عقل الإنسان _ تظهر من خلال تجاربه مع الواقع الخارجي، ولذلك نعتبر أنّ المعارف الحسيّة وإن لم تكن هي المعارف الكماليّة للإنسان كإنسان ولكن هذه المعارف الحسيّة تعبّر عن الموجود الأوّل للمعرفة، يعني أنها تشكّل المعرفة الإنسانيّة في بداياتها: من المعرفة الحسيّة ثمّ تترقى إلى المعرفة العقليّة.

وهذا يعني أننا نختلف مع الحسّيين حينما نقول أنّ المعرفة الحسيّة تترقّى إلى معرفة عقليّة، ونختلف مع العقليين أو الفلاسفة العقليين أو الذين يعبّر عنهم بالمثاليين، سواء في المثالية القديمة أو بالمثالية الجديدة التي بشّر بها الفيلسوف الألماني (هيگل) أو غير ذلك الذي أنكر المعارف الحسية بواقعيتها وفهمها كانعكاسات مثالية فوق قدرات المادة.

وبدون لحاظ لهذه التصوّرات الحسية أو المثالية فإن عمليّة التكامل عند الإنسان تبدأ وتتكامل إنسانيته من خلال ظهور الإنسانية فيه حيث تؤدّي الجوارح والجسم دورها في إعطاء المجال للقوى العاقلة في الإنسان فتتكامل وتصل إلى مستويات أعلى، وتكون هذه المستويات قادرة على أن تخرق العالم الطيني، أو العالم الناسوتي _ كما يقول الفلاسفة _ وترتقي إلى عوالم أخرى كعالم الجبروت مثلاً، فيطّلع ويتكامل الإنسان، فيكون في أعلى عليّين وهو في الدنيا. 

الغاية من خلق الإنسان

هذا الموضوع مع أهمّيته يبحث عن الهدف الأساسي لخلقة الإنسان، والهدف هذا هو تكامله فحسب لأن الله سبحانه جعل الإنسان خليفته وعندما يريد أن يكون الإنسان خليفة الله في الأرض فلا بدّ أن يكون بهذا المستوى من الكمال الذي يستحق به أن يكون خليفة لله سبحانه وتعالى في الأرض وفي الوجود، ويعني هذا أن يكون عنده من قوى الإدراك والمعرفة ما يجعله مؤهّلاً ومسلّطاً _ له سلطان _ على كل الموجودات.

إذن هذا هو المقصود من الإنسان الكامل، وهو المعبّر عنه (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِْنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ)(٤٦) وهذه اللاّم لام الغاية، وهنا نحتاج إلى تفصيل وبيان لما هو المقصود من (لِيَعْبُدُونِ)، هل العبادة الحركيّة الظاهريّة، أم هناك حركة الواقع، وهو أن يتحرّك الإنسان بكلّه وبروحه؟

وعلى كلّ حال فإن هذا الهدف الذي خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان لأجله، وهو أن يعبد الله سبحانه وتعالى، كما يقول المفسرون في تفسير الآية السابقة: (ليعرفون)(٤٧) لأنّ العبادة الحقيقية هي عبادة المعرفة.

وإن هذه الغاية هي التي يستطيع بها الإنسان أن يتكامل ويكون بمستوى فوق الملائكة وفوق كل المخلوقات، بل يكون المركز الذي تتمحور حوله جميع الموجودات والمخلوقات. 

وإن هذه الغاية، وتحقيق هذه الغاية هي غاية الأنبياء عليهم السلام على مرّ التأريخ، فإنّ الله بعث الأنبياء والرسل من أجل أن يوصلوا الخليقة للكمال الذي يستطيعون به أن يعبدوا الله تبارك وتعالى حقّ عبادته ويعرفوا الله تبارك وتعالى حقّ معرفته، وهذه المهمّة هي من مهمّة الأنبياء الأساسية.

ومن المعلوم فإن مهمّة الأنبياء تتوّج وتنتهي بمهمّة الوصي الخاتم المهدي المنتظر عليه السلام، ولذلك نجد في كل النبوّات التي سبقت نبيّنا محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم والتي لحقت النبوّة من الوصايات والإمامات التي توالت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانت تؤكّد وتبشّر بالمهدي المنتظر عليه السلام الذي سوف يحقّق تلك الأمنية الإلهيّة. 

أي أنّ الأنبياء وكل نبي له دور يتمّم الدور الذي قبله، إلى أن جاء دور نبيّنا صلى الله عليه وآله وسلم وكان هو الدور الخاتم النهائي والذي ابتدأ في أعظم حلقة من حلقات هذا الدور بوجوده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم وسوف تنتهي هذه الحلقات العظيمة بأشرف حلقة منها بظهور الإمام المهدي عليه السلام.

مجتمع عصر المعصومين عليهم السلام

وبقي الإنسان الكامل على مرّ التأريخ مفردات يتحدّث عنها التأريخ، وفي عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو من العصور الشريفة التي حظيت بحضوره صلى الله عليه وآله وسلم وحضور أئمّة ثلاثة هم: الإمام أمير المؤمنين عليه السلام والإمام الحسن والحسين عليهما السلام إضافة إلى الصدّيقة الكبرى فاطمة عليها السلام، ولكننا نجد البشريّة لم تكن مؤهّلة لتحظى بالكمال التام فتكون هذه البشرية هي الإنسان الكامل، فلم نحس أنّ المجتمع المدني الذي عاصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم (وأقصد بالمجتمع المدني ما نسبته إلى المدينة المنورّة على ساكنها ومشرّفها أفضل الصلاة والسلام) والإنسان المدني ومع وجود النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمّة عليهم السلام لم يملك مفردات وجود الإنسان الكامل إلاّ بأفراد معدودين. 

ولذلك فإننا نعدّ من أفراد الإنسان الكامل أفراداً قلائل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذين وصلوا إلى مرحلة عظيمة من الكمال بحيث تخدمهم الملائكة، كما في الرواية (سبعة بهم تمطرون وبهم ترزقون)(٤٨) يعني أنّ الله لأجلهم ينزل المطر ولأجلهم يعطي الرزق للعباد، وذكر من جملتهم سلمان والمقداد وعمّار وأباذر، هؤلاء وصلوا بالكمال لهذا المستوى العظيم، ولكن مع هذا المستوى العظيم الذي وصلوا إليه من كمال لم يكونوا جميعهم بهذا المستوى، أي لم يكن جميع من حضر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهذه الدرجة، وهذا موجود في قوله تعالى: (أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ).(٤٩)

يعني أنّ هذا المجتمع مع وجود النبي، وأنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم اشتغل لأجل نقل هذا المجتمع إلى هذا المستوى ولكنه لم يستطع أن ينقل المجتمع ليصل إلى مستوى الكمال الذي يثبته على الحق فلا يضرّ إنسانه موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو بقاؤه لأنه كانت نسبة الإنسان الكامل فيه نسبة كليّة ونسبة ظاهرة. 

مجتمع عصر الظهور

ولكن سوف تتحقّق هذه النسبة في مجتمع الإمام المهدي عليه السلام، لا لأنّ المهدي وحده سوف يقدر على ما لم يقدر عليه باقي الأنبياء والأئمّة عليهم السلام، وإنّما لأن الإمام المهدي عليه السلام شاءت إرادة الله أن يكون الخاتم الذي تظهر على يده المقدسة نتائج جهود جميع الأنبياء في دولته، وتظهر جميع مظاهر الجهاد والجهود التي قام بها الأنبياء والأوصياء في دولته، وسبب هذا أنّ تكامل الإنسان الكامل يحتاج إلى جهود، وتظافر جهود كبيرة لا يمكن أن تتحقّق من حيث التكوين _ ليس من حيث التشريع _ إلاّ في دولة صاحب الأمر عليه السلام. 

ولذلك سوف تكون نسبة وجود الإنسان الكامل على نحوين:

فهناك نظريّة تقول بأنّ النسبة سوف تكون تامّة، وهو المعبّر عنه بالمجتمع المعصوم، ويمكننا أن نتحدّث عن الإنسان الكامل الكلّي في مجتمع إنساني كلّي، وهو مجتمع المهدي عليه السلام. 

فهذه النظريّة تقول إنّ مجتمع الإمام المهدي مجتمع معصوم، ولكنها تحتاج إلى بحث لست أنا الآن بصدد هذا الموضوع، لأنّ هذا الموضوع يحتاج إلى بسط في البحث ووقت لتفصيل المجتمع المعصوم في دولة الإمام المهدي عليه السلام. 

ولكن هناك نظريّة أخرى أيضاً تقول إنّ المجتمع في عصر الإمام المهدي عليه السلام وإن لم يكن كلّه معصوماً، ولكن بالنسبة إلى الأغلبيّة من المجتمع سوف تكون فيه حالة العصمة، بمعنى أنّ أغلب المجتمع، أو أنّ النسبة العامّة في مجتمع الإمام المهدي عليه السلام يكون فيهم قد تحقّق فيهم عنصر الإنسان الكامل. 

وبالطبع فهم يبقون مختلفين في درجات الكمال، فإن الناس وإن وصلوا إلى مرتبة الإنسان الكامل بشكل عام _ بحسب هذه النظرية _ وليس بالمعنى الجوهري التام الذي ينكشف انكشافاً كلّياً على جميع الأفراد، ولكنه مع ذلك فإنّ هذه النسبة سوف تكون مختلفة أي _ بتعبير المناطقة الشكليّين _ مشكّكة، وليست متواطئة، بمعنى أنها ليست على مستوىً واحد، وإنّما هي على مستويات مختلفة، بمعنى أنّ مستويات الناس وإن وصلوا إلى مرتبة الإنسان الكامل إلا أنها يمكن تشبيهها بتفاوت درجات الأنبياء، فعندنا (١٢٤) ألف نبي وكل نبي عنده وصي أو أكثر من وصي، ومع هذا فهم مختلفون في مراتب الكمال فيما بينهم فكذلك في مجتمع الإمام المهدي عليه السلام فإنه سوف يكون الإنسان الكامل مختلفاً من حيث رتبة الكمال فيما بينه وبين غيره من الأفراد. 

مظاهر الكمال

وكنت قد أردت أن أتحدّث عن هذه المظاهر بتفصيل أكبر، لكن وللأسف الشديد أنّ الوقت أخذني وأدركني، ولذلك فأنا سوف أتحدّث عن مظاهر هذا الكمال، وكيف نلاحظ هذا الكمال؛ بما يسعفني به الوقت. 

التكامل يشمل التكامل العضوي، والتكامل الروحي، فكما هناك تكامل روحي فإن هناك تكاملاً عضوياً. 

وهذه النظريّة تحتاج إلى تفصيل، وبحث طويل حول أن تكون العلاقة العضويّة والروحيّة متكافئة، أو تكون بينهما حالة تبادل في الكمال، يعني ما هو أثر الجانب الروحي على الجانب العضوي؟ وكيف يمكن للإنسان إذا ترقّى روحيّاً أن يؤثّر حتّى على قوته _ بنوع ما من التأثير _ وعلى جسمه؟ وهذا الكمال الجسمي يكون بمستدل، بحيث تملك قواه أيضاً نوعاً من أنواع الكمال. 

وهذا الموضوع جدّاً مهم، وإنه يطرح حاليّاً على عدّة مستويات سواء على مستوى الفلسفات الشرقيّة، التي هي معروفة بالبوذيّة وغير البوذيّة، أو الفلسفات الجديدة في الغرب وهي الفلسفات الروحيّة، وهو الذي يعبّر عنه الباراسايكولوجي ويتحدّثون عن أثر القوى الخفيّة التي توجد في واقع الإنسان، وعلى الجانب العضوي في الإنسان، وليس فقط السكيلوجي وإنّما الجانب العضوي في الإنسان. 

فهناك أثر حقيقي موجود في الواقع، وهذا الأثر كيف يوجد؟ وكيف يمكننا أن نتوصّل إليه؟ فهذا يحتاج إلى حديث مختصّ به. 

ولكن هناك وعندما نقرأ الروايات عن إنسان دولة صاحب الأمر عليه السلام فإننا نجد إنساناً يملك من القوى العضويّة ما لا يملكه إنسان آخر.. أعطيك مثالاً: العاهات والأمراض والعلل التي تصيب الإنسان، فعندنا في رواياتنا عن أهل البيت عليهم السلام، وهذه الروايات موجودة أيضاً في كتب العامّة من اخواننا السنّة كما هي موجودة في كتب الشيعة، فلم نختص نحن بروايتها، وإنّما هي موجودة في كتب جميع المسلمين، وتقول هذه الروايات أنّ الإنسان _ إنسان دولة الإمام المهدي عليه السلام _ يبرأ من العاهة، ويبرأ من الضعف البدني، ويبرأ هذا الإنسان من الأمراض والعلل.

فكيف يمكن لهذا الإنسان أن يبرأ من هذه العاهات، وهذه النواقص البدنيّة في جسمه؟! توجد له عدّة تفاسير..
ربّما يفسّره البعض على أساس غيبي، فيقول أنّ هناك أمراً إعجازياً أو أمراً ربّانياً، شاء الله تبارك وتعالى _ المشيئة وهي الإرادة التكوينيّة فيه _ أن يكون هذا الإنسان المعاصر للمهدي عليه السلام بهذا المستوى من القدرة والقوّة البدنية، هذا هو التفسير الأوّل.

لكن هذا التفسير لا نهضمه، لسبب هو أن الله تعالى أجرى قانون الطبيعة في حياة الإنسان في زمان النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقبله وبعده، ولم تذكر الروايات أنّ هذه الحالات التي سوف يتوصّل إليها الإنسان في دولة الإمام بسبب أمر غيبي. 

مثلاً: من جملة تلك الروايات ما روي عن الإمام الباقر عليه السلام: (من أدرك قائم أهل بيتي من ذي عاهة برئ ومن ذي ضعف قوي)،(٥٠) فإنك تلاحظ الرواية تتحدّث عن أنّ من به عاهة جسميّة قبل دولة صاحب الأمر فإنها في دولة صاحب الأمر تبرأ بشكل غير إعجازي، وبشكل تكويني، وبشكل طبيعي، وبشكل تجريبي داخل تحت التجربة وداخل ضمن قوانين الطبيعة، وكذلك في الضعف. وهذه هي رواية واحدة من تلك الروايات.

والرواية الأخرى عن الإمام الباقر عليه السلام عن أبيه عليّ بن الحسين عليه السلام أنّه قال: (إذا قام القائم أذهب الله عن كل مؤمن العاهة وردّ إليه قوّته)(٥١) وهذه القوة هي نفس القوّة التي ذكرت في الرواية السابقة.

وتلاحظ في هذه الروايات زوال الضعف وزوال العاهات، والبرء من العلل، والبرء من الأمراض.

وقد يقال بالوضع التجريبي أنّ المجتمع المهدوي يصل بالتطوّر العلمي في شتّى الوسائل، أو في شتّى مجالات العلوم إلى مستوىً كبير من التطوّر والتقدّم التكنلوجي وغير التكنلوجي بحيث تزول تلك العلل. 

ولتوضيح هذه الفكرة نقول: لو أنّ مجتمعنا يعيش في هذا القرن بدايات القرن الواحد والعشرين لو قسناه إلى مجتمع قبل سبعة قرون فسوف نلاحظ نسبة العاهات، ونسبة الأمراض، ونسبة العلل، والظواهر اللاّصحيّة التي كانت موجودة في تلك المجتمعات بنسبة كبيرة جدّاً وظاهرة للعيان، ولذلك كانت تنتشر الأوبئة بشكل سريع وكان الناس في كل سنة يتخوّفون في مواسم معينة _ خصوصاً مواسم الحر _ من ظهور الأوبئة، والأمراض مثل الكوليرا أو ما إلى ذلك، أمّا الآن فبالتطوّر العلمي خفت هذه الظواهر اللاّصحيّة بسبب التقدّم، وإن كان الإنسان قد توصّل لاكتشاف خريطة الجسم _ فرضاً _ التي يكتشف منها الأمراض المستقبليّة في الإنسان، أو اكتشف أكثر هذه الخريطة للجسم لاستطاع أن يكتشف تلك الأمراض والأوبئة.

وهكذا في زمان الإمام فسوف يتطوّر الإنسان وتظهر كفاءاته، كما يوجد في إحدى الروايات أنّ الإمام المهدي إذا جاء نشر العلم،(٥٢) وكل علم ولا يختص فقط في علم الدين، وإنّما كل العلوم سوف تنتشر وتكون في أعلى مستوى في دولة صاحب الأمر عليه السلام، ولذلك فسوف تزول هذه الأوبئة بشكل طبيعي وبدون حاجة إلى الإعجاز.

وهذا الرأي والتفسير تؤيّده مجموعة من الروايات: 

ومن جملة تلك الروايات التي تحدّثت عن قوى الإنسان الكامل في دولة صاحب الأمر عليه السلام ما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام في صفة أصحاب القائم، ويقصد بأصحاب القائم المجتمع الكامل الذي يحققه الإمام المهدي عليه السلام، يقول الإمام الصادق عليه السلام: (وإنّ الرجل منهم ليعطى قوّة أربعين رجلاً وأنّ قلبه لأشد من زبر الحديد ولو مروّا بجبال الحديد لقلعوها).(٥٣)

فهذه القوّة التي تعطى للجسم، قد لا نملك من وسائل تجريبيّة ما نستطيع بها أن نوفّر هذا المستوى من الطموح في رقيّ الإنسان وتكامل الإنسان، ولكن لو نلاحظ حقيقة أنّ الإنسان يمكنه أن يقوى قدراته عندما يتعرف ويجد الأسباب في قوّته الجسميّة ويجد الأسباب في ضمور عضلاته، فإذا افترضنا أن المقصود من هذه القوّة هو فقط القوّة الجسميّة، علماً أنه يوجد احتمال آخر، هو أن تكون له وسائل قدرة أخرى _ فرضاً _ بل أكثر وأرقى وأقوى من هذه القوى بالنسبة للإنسان. 

إن هذه الروايات التي تحدّثت عن هذا الإنسان في زمان الإمام المهدي عليه السلام والذي سوف يتغيّر روحياً وسوف يتغير جسميّاً، وهذا التغيّر الروحي والتغيّر الجسمي نحو الكمال، وهو الكمال المنشود الذي ينسجم مع طموح الشريعة وطموح الأنبياء والأئمّة عليهم السلام في تكميل الإنسان في أرقى المستويات. 

وفي الموضوع تفاصيل كثيرة والوقت أدركنا، نكتفي بهذا المقدار.

لأسئلة والأجوبة

السؤال الأوّل: ما قول سماحتكم في بعض الدراسات القائلة في المهدي بأنّه ليس بشراً منّا أهل البيت، وإنّما هو ممكن أن يكون تغييراً جذرياً في فكر الناس، أو هو دولة قويّة تقدّم الإسلام بفكره الصحيح وبأسلوبه المستقيم ويتمحور الناس حولها ويقبلونها؟

الجواب: الواقع إذا تناولنا الموضوع بلحاظ ديني، فإنّ الروايات المتواترة عند السنّة والشيعة بالإجماع _ لم يشذ عنهم شاذ _ قد نصّوا على هذا الرجل الذي اسمه المهدي عليه السلام أو صفته المهدي وصفته القائم، وعندنا نحن باسمه الشريف ابن الإمام الحسن العسكري عليه السلام، وعندنا صفاته الجسميّة موجودة في الروايات، وعندنا أنه ولد في (١٥/ شعبان) وقد روت السيّدة حكيمة يوم ولادته وكيف ولد، وعندنا أنّ هذا الإمام هو الذي سوف يملؤ الأرض قسطاً وعدلاً.

هذا كلّه موجود بمئات بل بآلاف الروايات، فمثلاً أحد الكتب التي جمعت قسماً من هذه الروايات اسمه (العبقري الحسان) باللغة الفارسية وقد طبع على الحجر، ولو يطبع على الطبعة الحديثة فسوف لن يكون أقل من عشرين مجلّداً، قد جمع مؤلفه بعض تلك الروايات التي تحدّثت عن الإمام المهدي، كما لدينا موسوعات تحدّثت عن الإمام المهدي عليه السلام وجمعت الروايات حوله ومن أفضل هذه الموسوعات موسوعة الإمام المهدي عليه السلام لآية الله العظمى الشهيد المظلوم السيد محمّد الصدر قدس سره.

فالرؤية الدينيّة الإسلاميّة للإمام المهدي عليه السلام محصورة به.

السؤال الثاني: لو افترضنا _ كما قلتم _ أنّ المجتمع الإنساني في وقت الظهور قد وصل إلى أعلى درجة في التكامل الإنساني، فهناك إشكال، وهو الحديث المشهور الذي يقول أنّه: (سيملؤ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً) فحيث هناك تناقض _ ظاهراً _ بين الحديث والمطلوب، نرجو توضيح ذلك ورفع هذا التناقض جزاكم الله خير الجزاء؟

الجواب: طبعاً عندما نتحدّث عن المجتمع قبل الظهور فهو غير المجتمع الذي سوف يكون في ما بعد الظهور.

أمّا كيفيّة امتلاء الأرض بالظلم والجور؟ فتفسير هذا الامتلاء فيه آراء كثيرة، لكن أهم تلك التفسيرات هو أنّ هذا الامتلاء قبل ظهور صاحب الأمر عليه السلام ما يكون المقصود منه الامتلاء على مرّ التأريخ، بحيث لم تبق منطقة لم يشملها الظلم والجور، وهو المعبّر عنه في الروايات التي تفسّرها طبعاً الروايات الأخرى، فإنّ الروايات تفسّر بعضها بعضاً، كما يفسّر القرآن بالقرآن وبالرواية؛ فنفِسّر الرواية بالرواية وبالقرآن.

وهذا التفسير اعتمد على جملة من الروايات، والموضوع يحتاج إلى تفصيل لست الآن بصدد بيانه وإنّما أشير إليه إشارة لأجيب على هذا السؤال، وهذه الرواية تقول ما معناه: ما يبقى أصحاب ملّة إلاّ وحكموا قبل صاحبنا أو قبل حكمنا، وفي روايات أخرى لئلاّ تكون للناس حجّة فيقولوا لو حكمنا لعدلنا.(٥٤)

هذا المقصود من (لو حكمنا لعدلنا) معناه أنّ الكل سوف يحكم، وان الكل تظهر منه مظاهر الجور والظلم بما يمتلئ به الوضع الأرضي، ممّا يمكنه أن يمتلئ.

وأمّا امتلاء الأرض قسطاً وعدلاً بعد الظهور، فيعني أنّ البشرية تكون متكاملة. 

أمّا كيف يكون وكيف يتحقّق التكامل، فهذا يحتاج إلى حديث مفصّل، باعتبار أنّ التكامل الذي يظهر في دولة صاحب الأمر ويملؤ الأرض يطرح علينا سؤالاً هو: الأشرار أين يذهبون والظلاّم أين يذهبون؟ وهذا ما يجاب عنه أنّ في دولة صاحب الأمر عليه السلام يحكم بحكم داوود، وهل يوجد في حكمه إلاّ السيف؟!

وهنا ينشق موضوع السيف والقوّة والحديد والحوار، وهذا يحتاج إلى مجال للحديث وتفصيل عن متى يستعمل السيف؟ ومتى يستعمل الحوار؟

وهذا الموضوع له من الأهمية الكبيرة ما نحتاج إلى البحث عنه، ولكن المقصود منه هنا هو التأكيد على أنه بعدما تتوفّر في حكمه كل الظروف لتطهير الإنسان وتطهير الأرض فسوف يتطّهر الإنسان، وحينئذٍ يمكن للإنسان أن يصل إلى مراتب الكمال. 

يوجد هنا موضوع آخر وهو قد يعبّر عنه بالتأثيرات الاجتماعية على سلوك الفرد وسلوك المجتمع، والمعبّر عنه في علم الاجتماع بالعقل الجمعي، هذه نظرية العقل الجمعي وتأثير العقل الجمعي على العقل المفرد أو السلوك الفردي بالنسبة للإنسان والسلوك الجماعي للأمّة كمجتمع، سوف يتخلّص الفرد من العقل الجمعي الشرّير والجائر والظالم في دولة صاحب الأمر عليه السلام، فلذلك يتوفّر للإنسان العقل الكامل والعقل المرشد.

السؤال الثالث: إذا كان الإنسان في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمّة عليهم السلام لم يصل مائة بالمائة إلى الإنسان الكامل، فما هي يا ترى نسبة الإنسان الكامل في عصرنا هذا الذي نعيشه؟ 

سؤال آخر حول نفس المحور تقريباً: في الأوّل والآخر الله وحده العالم ولكن حسب علمكم ما مدى نضج المجتمع الإنساني في الوقت الحاضر ليكون بمستوى مجتمع عصر ظهور الإمام المهدي عليه السلام؟ 

الجواب: قلنا بالنسبة إلى ظهور الكمالات أن شغل الأنبياء وشغل الأئمّة عليهم السلام ليس على الكم، فالمهمّة الأساسية التي كانت على النبي وعلى الأنبياء الذين سبقوه والأئمّة عليهم السلام لم يكن الأصل فيها العدد الكمي وأنّهم كانوا يسعون أن يربوا أكثر ما يمكنهم ويستطيعوا تربيتهم من الإنسان الكامل، وإنّما كان اهتمامهم متمركزاً في الجانب الرتبي من الإنسان، يعني إظهار أعلى مراتب الإنسان الكامل وإن كان أقل عدداً. 

أمّا في عصر اكتمال الشريعة، وعندما تكتمل الشريعة، وعندما يتحقق المصداق الأكل للآية الكريمة (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِْسْلامَ دِيناً)(٥٥) الذي هو في عصر الإمام المهدي عليه السلام حيث يظهر الكمال بأجلى مظاهره في تمام الشريعة، وهذا يوفّر الفرصة لظهور الإنسان الكامل، وتلاحظون أن هذا شرط أساسي للإنسان، فلذلك لم تكن مهمة الأنبياء هي المساحة الكمية، وإنّما كانت المهمة هي المساحة النوعية، عندما تتكامل المساحة النوعية في آخر المجتمعات الإنسانية فإنه سوف تظهر في ذلك المساحة الثانية وهي المساحة الكمية.

أمّا مجتمعنا أو باقي المجتمعات والقياس عليها _ كما سألتم _ فهذا حديث يحتاج أن نتحدّث عن مجتمعنا والقوانين الاجتماعية الحاكمة في المجتمع الإنساني بشكل عام والإسلامي الذي نطمح إليه، وهذا يحتاج إلى بحث خاص. 

أمّا إلى أين وصلنا، نرجو من الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من المجتمعات التي تحضى بنظرة صاحب الأمر عليه السلام، ويرحمنا ويرفعنا من مستوانا إلى أعلى مستوى، ويجعلنا ممّن يوفّق لرؤيته وخدمته والظهور في دولته عليه السلام.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى