مقالات

لا مع عدوكم – نتفليكس

“نتفليكس” هو مجرّد برنامج حاوٍ للأفلام والمسلسلات، الجيّدة منها والسيئة، كسائر الأشياء ذات الوجهين.
فلماذا وعلى أيّ أساس ندعو الآخرين بمقاطعته واجتنابه بدلاً من توظيفه في الإيجابيّات؟
وهذا سؤال مهم في هذا الموضوع، ويطرحه بعض الشباب اليوم ..

والجواب:
يجب أن نفرّق بين نوعين مختلفين للأشياء ذات الوجهين هذه:

النوع الأوّل:
ما نضمن أنّه يتمّ الالتزام بالاستفادة من إيجابيّاته وتوظيفها، وفي هذه الحالة نستطيع أن ندعو الآخرين إليه -وإن كان يحوي جانباً أو جوانب سلبية-؛ لوجود هذا الضمان. وذلك مثل: السّكين، الذي يحظى على جانبين، جانب سلبيّ وآخر إيجابيّ، فيما ندعو العقلاء للاستفادة منه؛ لأنّنا نضمن سلامة استفادتهم وتوظيفهم.

النوع الثاني:
ما لا يسعنا الضّمان بذلك، بل بالإمكان أن نضمن-عادةً- بتوظيف الجانب السلبي فيها. فلذا ندعوهم لمقاطعته واجتنابه. وهذا مثل السّكين أيضاً، ولكن لا للعقلاء هذه المرّة، إنّما للمجانين والأطفال. فهل ندعوهم للاستفادة منه أو نضعه تحت تصرّفهم لمجرّد اشتماله على جوانب إيجابيّة دون النظر إلى نوعيّة التوظيف والضّمان من هذا الصنف؟
كلا، بتاتاً ..

وكذلك برنامج نتفلكس
فمع وجود الإيجابيّات القليلة فيه-كالأفلام الوثائقية والتاريخيّة والحروب وما إلى ذلك، وعلى فرض خلوّها من المقاطع الشاذّة والمخِلّة- فإنّنا لا نمتلك ضمانةً -على صعيد المجتمع- بسلامة التوظيف إذا تمّت الدعوة إليه أو السكوت عنه.

بل أستطيع أن أضمن -عكساً- بأنّه سيشكّل سبباً لسقوط الكثير وانحرافهم؛ لأنّ الأفلام تجرّ بعضها بعضاً. ودعايةٌ عابرة باستطاعتها أن تجذب الشباب إليها، لتوقعهم في أسر الشهوات وجحيم الأفكار المغلوطة، لخصوصيّة “الإثارة والشّهوة” أو “الغموض والاستطلاع” فيها.

ولا يخفى على أحد منكم حجم هذا الانحراف في تلكم الأفلام الغالبة في هذا البرنامج -المتقصّد فيه إيقاع الشباب في فخّ الشهوة والانحراف-!
وماذا من الممكن أن تُنتِج فيما لو وقع في شباكها؟!

وبشكل واقعيّ -بعيداً عن الكلام النظريّ-، كم عدد أولئك الذين استطاعوا أن يلتزموا تماماً بالتوظيف الإيجابيّ؟ وهل من المعقول أن يدَع الإنسان نفسه أن يحوم حول الحمى. أليس “من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه”؟!

وأخيراً..
أجرؤ بالتعبير بقناعتي التامّة عن هذا البرنامج الوقح بأنّه يمثّل العدوّ الإعلاميّ الأوّل على مستوى العالم لاستهداف الشّباب.
ونردّدها معاً: لا مع عدوّكم!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى