أرشيف

ماذا يحدث عندما يقدر الله تعالى لجبهة الحق أن تقترب من الانتصار؟

أريد أن أُلخّص الموقف بنقطتين، النقطة الأولى:

الواجب الإنساني والديني والشرعي والجهادي والأخلاقي والوطني والقومي، يحتّم عليّ وعلى كل واحدٍ منّا أن يقف ويقول هذا عمل مُدان، ومرفوض، هذا خيانة للإسلام، خيانة للعروبة، خيانة للأمّة، خيانة للقدس وللشعب الفلسطيني وللمقدّسات، هذه كما قال الفلسطينيون صحيح، هذه خطوة غادرة، هذا طعنٌ في الظّهر، وكل شيء من أدبيات مشابهة يصحّ أن تصف بها هذا الموقف، إذا لسنا قادرين أن نفعل شيء بيدنا في مواجهة هذا المنكر الكبير والعظيم الذي يرتكبه حكّم الإمارات فلننكر بلساننا، وإلاّ أضعف الإيمان فلننكر بقلوبنا، والكثيرون قادرون على أن ينكروا بلسانهم، إن سكتوا اليوم سيُسألون يوم القيامة، إذاً الإدانة والشّجب والاستنكار.

وثانياً أردت أن أقول للشعب الفلسطيني المظلوم والمغدور اليوم وللشعوب العربية والإسلامية التي ما زالت في قلب القضيّة، ولحركات المقاومة أنا أقول لهم، يجب أن نغضب في قلوبنا وننكر هذا المنكر في قلوبنا ولكن لا تحزنوا بالعكس، أن تسقط الأقنعة هذا شيء جيّد، ما يجري تحت الطّاولة أن يصبح فوق الطّاولة هذا شيء جيّد، ما يجري في السّر أن يجري في العلن هذا شيء جيّد، أساساً من السُّنن الإلهية التاريخيّة الاجتماعي الحاكمة في التاريخ والمجتمعات وهذا واضح في القرآن الكريم، جبهة الحق عندما يُقدّر الله تعالى لها أن تقترب من الانتصار، عليها أن تُلقي بأثقالها، يجب أن يتم الفرز فيها، يجب أن يخرج منها المنافقون والكذّابون والمتآمرون والخادعون والطّاعنون في الظهر، خروج هؤلاء من جبهة الحق، من موقف الحق، من قضيةّ الحق التي هي القضية الفلسطينية، بالعكس هذا سوف يجعل حركات المقاومة والشعوب المؤمنة بالمقاومة والأنظمة المؤمنة بالمقاومة سيجعل جبهة المقاومة تعرف جيّداً صديقها من عدوّها وتُخرج المنافقين من صفوفها ويَخرُج المنافقون من صفوفها. هذا شرط طبيعي، ولذلك كما نرى فيه جانب المنكر وهذا ما يجب أن يغضبنا يجب أن نقول عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم، عندما تصبح صفوف الأمّة نقيّة طاهرة نظيفة من كل هؤلاء الذين يطعنونك في وسط الطريق أو في ربع الطريق او في نهاية المسافة ويغيّرون المعادلات ويتآمرون عليك ويقدّمون لك أنفسهم كأصدقاء وهم أعداء وخصوم وجواسيس، هذا بالعكس هذا شيء جيّد وإن كان مؤلم، كما هو ألم التخلّي عن الأجزاء الخبيثة من الجسد ليُصبح الجسد صحيحاً بل أكثر صحّةً وقوّةً وسلاماً.

من كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله بمناسبة ذكرى الانتصار ‏التاريخي في حرب تموز وحول آخر التطورات، بتاريخ 14/8/ 2020

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى