ثقافة

القبول والجزاء في القرآن – القبول

القبول هو الخط الصاعد في علاقة العبد بالله. وشرط القبول أمران:

  1. النية.
  2. العمل.

وتقترن النية بالصدق والأخلاق، وشرط العمل الصلاح والإحسان والتقوى.

فإذا حصل خلل وفساد في النية أو العمل فلا يقبل العمل، ولا يرتفع إلى الله.

فليس يرتفع العمل إلى الله من دون النية مهما يكن العمل.

وقد روي عن رسول الله (ص) بأسانيد صحيحة:

>إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى. فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه<([1]).

وهو أول أحاديث الجامع الصحيح للبخاري باختلاف يسير.

ويبدأ الحديث بكلمة الحصر (إنما) وهي من أقوى أدوات الحصر، ومعنى الحصر السلب والإيجاب معاً، سلب القبول من العمل الفاقد للنية، وإيجاب القبول للعمل الواجد للنية، وليس يقبل الله العمل من دون التقوى.

يقول الله تعالى: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}([2]).

والآية الكريمة مبدوءة بأداة الحصر {إِنَّمَا} أيضاً، وبناءً على ذلك فإن في الآية الكريمة سلباً وإيجاباً، سلب القبول من غير المتقين وقبول العمل من المتقين، فلابد في القبول إذن من هذين الشرطين:

  1. الإيمان والنية الخالصة.
  2. الصلاح والإحسان.

فلا يتقبل الله عملاً لا يقصد به صاحبه وجه الله الكريم، ولا يقبل الله عملاً من دون صلاح وتقوى.

نعم، إذا خالط الإخلاص والتقوى ما ليس لله، فإن الله تعالى يتقبله برحمته وفضله إن شاء.

وقيمة العمل عند الله تساوي مضروب العمل في النية. فإذا كان حجم العمل عظيماً، ولكن من دون النية، فلا قيمة لهذا العمل عند الله، فإن مضروب كل عدد مهما كان كبيراً في الصفر يساوي الصفر بالضرورة.

وإذا كان حجم العمل كبيراً وكانت النية عالية، فإن قيمة العمل تكون عالية بموجب هذا القانون.

ونحن نأخذ هذا القانون في حساب قيمة العمل من حديث رسول الله (ص) في الحديث المتقدم: (إنما الأعمال بالنيات).

وكذلك بالأمر في علاقة العمل بالتقوى.


أقرأ ايضاً:

الهوامش والمصادر

  • [1] ـ بحار الأنوار 70: 211، صحيح البخاري 1: 1، كنز العمال، ح 7272، ورواه مسلم وأبو داود.
  • [2] ـ المائدة: 27.
تحميل الفيديو
الشيخ محمد مهدي الآصفي
المصدر
كتاب في رحاب القرآن - الهجرة والولاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى