ثقافة

القبول والجزاء في القرآن – القرآن النازل والصاعد

هذا دعاء من أدعية القرآن.

و(القرآن) خطاب نازل من عند الله، و(الدعاء) قرآن صاعد إلى الله. وقد جعل الله تعالى في (القرآن) و(الدعاء) قرة عيون المؤمنين. وما من شيء ألذ وأقر إلى عيون المؤمنين من أن يخاطبوا الله مباشرة في صلاتهم ودعائهم، وهذا هو القرآن الصاعد إلى الله، أو يتلقوا خطاب الله مباشرة عندما يتلون القرآن أو يتلى عليهم، وهو (القرآن النازل) من عند الله.

ومن القرآن دعاء، وفي هذه الأدعية يعلمنا الله تعالى كيف ندعوه ونخاطبه.

وهذه الأدعية قرآن من الله، وصاعد إلى الله في وقت واحد. وها نحن أمام واحد من أدعية القرآن، وهو القرآن النازل الصاعد بين القبول والجزاء.

{رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}. أي تقبل منا أعمالنا. والدعاء (بالقبول) و(بالغفران) أمران متقابلان. الدعاء بمعنى قبول الأعمال التي لا تستحق القبول لولا رحمة الله.

والدعاء بالغفران يعني التجاوز عن السيئات التي تستحق العقوبة لولا رحمة الله وفضله. وهذا هو احد وجهي القضية، وهو الخط الصاعد من العبد إلى الله، ويتمثل في صعود أعمال العباد إلى الله.. وهو معنى (قبول الأعمال).

والوجه الآخر لهذه القضية هو (الجزاء)، وهو الخط النازل من عند الله إلى العباد، ويتمثل في المكافأة النازلة من عند الله إلى العباد.

فالقبول والجزاء وجهان لقضية واحدة: هي العلاقة المتبادلة بين الله وعباده.

وبين القبول والجزاء علاقة سببية.

فإن القبول سبب للجزاء.. وإذا تقبل الله عمل العبد أنزل عليه الجزاء. وينزل الجزاء من عند الله على العباد عندما يرتفع العمل من العباد إلى الله.

وللقبول والجزاء قانون.

والقرآن يرسم هذا القانون ويوضحه. وفيما يلي توضيح وشرح قانون القبول والجزاء، من خلال كتاب الله.

أقرأ ايضاً:

تحميل الفيديو
الشيخ محمد مهدي الآصفي
المصدر
كتاب في رحاب القرآن - الهجرة والولاء

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى