ثقافة

حرمات الله – حرمة لا إله إلاّ الله

كلمة (لا إله إلاّ الله) من أعظم حرمات الله تعالى في حياة الإنسان، ومهما غفر الله تعالى للإنسان من ذنب، فلا يغفر له أن يتجاوز لا إله إلاّ الله ويشرك به: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ}([1]).

عن رسول الله (ص): >أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إِلَهَ إِلاّ اللَّهُ، فإذا قالوا لا إِلَهَ إِلاّ اللَّهُ عصموا مني دماءهم وأموالهم إلاّ بحقها، وحسابهم على الله<([2]).

والإنسان خليفة الله في الأرض، وليس في الكون كله صنع أشرف من هذا الصنع، ومع ذلك فإذا أشرك الإنسان فَقدَ كل خصائصه وكرامته، وسقط مرة واحدة، كما لو أنه خر من السماء دفعة واحدة {وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ}([3]).

روى مسلم: أن رسول الله (ص) بعث من المسلمين إلى قوم من المشركين، وأنهم التقوا فكان رجل من المشركين إذا شاء أن يقصد الرجل من المسلمين قصد له فقتله، وأن رجلاً من المسلمين قصد غفلته، قال: وكنا نحدث عنه أسامة بن زيد، فلما رفع عليه السيف قال: لا إله إلاّ الله، فقتله. فجاء البشير إلى النبي (ص)، فسأله الخبر فأخبره، حتى أخبره خبر الرجل كيف صنع، فدعاه فسأله فقال (ص): لم قتلته؟ قال: يا رسول الله، أوجع في المسلمين وقتل فلاناً وسمّى له نفراً، وإني حملت عليه، فلما رأى السيف قال: لا إِلَهَ إِلاّ اللَّهُ .

قال رسول الله (ص): أقتلته؟ قال: نعم.

قال (ص): فكيف تصنع بلا إله إلاّ الله إذا جاءت يوم القيامة؟ قال: يا رسول الله، استغفر لي، قال: وكيف تصنع بلا إله إلاّ الله إذا جاءت يوم القيامة؟ قال: فجعل لا يزيد على أن يقول: كيف تصنع بلا إله إلاّ الله إذا جاءت يوم القيامة؟<([4]).

وروى مسلم عن أسامة بن زيد قال: بعثنا رسول الله (ص) في سرية، فصبحنا الحرقات من جهينة، فأدركت رجلاً فقال: لا إله إلاّ الله فطعنته، فوقع في نفسي من ذلك فذكرته للنبي (ص)، فقال رسول الله (ص):

>أقال: لا إِلَهَ إِلاّ اللَّهُ وقتلته؟ قلت: يا رسول الله، إنما قالها خوفاً من السلاح. قال (ص): أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا؟ فما زال يكررها عليّ حتى تمنيت أني أسلمت يومئذٍ<([5]).


أقرأ ايضاً:

الهوامش والمصادر

  • [1] ـ النساء: 48.
  • [2] ـ مشكاة المصابيح 12: 14.
  • [3] ـ الحج: 31.
  • [4] ـ صحيح مسلم 1: 101.
  • [5] ـ صحيح مسلم 2: 99.
تحميل الفيديو
الشيخ محمد مهدي الآصفي
المصدر
كتاب في رحاب القرآن - الهجرة والولاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى