ثقافة

صراط الدنيا هو صراط الآخرة

إن (الصراط) في الآخرة هو الصورة المجسِّدة للصراط الذي يسلكه الإنسان في الدنيا إلى الله تعالى، وكما أن الصراط في الدنيا يمر على جحيم الشهوات والأهواء والتعلق بالدنيا، وعبر هذه الدنيا يصل الإنسان إلى الله تعالى، كذلك الصراط في الآخرة تجسيد لهذا الصراط يعبر عليه الناس جهنم إلى الجنة، فمن سقط هناك في لجج الشهوات والأهواء، وتملكت الشهوات والأهواء أموره سقط في الآخرة في نار الجحيم، ومن إستطاع أن يجتاز الدنيا إلى الله تعالى، دون أن يتلوّث بها، وينشد إليها، وعاش فيها كما يعيش الناس، ولكن لم يسقط فيها ولم يُمَلِّكها أمره… يستطيع في الآخرة أن يجتاز الصراط إلى الجنة، وان يرد النار ويخرج منها على الصراط إلى الجنة.

عن أميرالمؤمنين “ع”: «والصراط المستقيم هو صراطان: صراط في الدنيا وصراط في الآخرة، وأما الصراط المستقيم في الدنيا فهو ما قصر عن الغلو وإرتفع عن التقصير، وإستقام فلم يعدل إلى شيء من الباطل، وأما الطريق الآخر فهو طريق المؤمنين إلى الجنة»[1].

وعن المفضل بن عمر قال: سألت أبا عبد الله “ع” عن الصراط، فقال: هو الطريق إلى معرفة الله عزّوجلّ، وهما صراطان، صراط في الدنيا، وصراط في الآخرة، أما الصراط الذي في الدنيا فهو الإمام المفروض الطاعة من عرفه في الدنيا، واقتدى بهداه مَرَّ على الصراط الذي هو جسر جهنم في الآخرة، ومن لم يعرفه في الدنيا زلت قدمه عن الصراط في الآخرة فَتَردَّى في نار جهنم»[2].

أقرأ ايضاً:


المصادر والمراجع

  • [1] ـ معاني الأخبار 1: 29 طبع النجف.
  • [2] ـ معاني الأخبار 1: 28 طبع النجف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى