ثقافة

الصراط والسبيل في القرآن

الصراط هو الطريق، والطريق هو الفاصل ما بين نقطتين يطويها المتحرك من نقطة إلى أخرى، وقد يكون هذا الفاصل مكانياً، وتكون الحركة في المكان كالمسافة ما بين مدينتين على الأرض، وقد يكون الفاصل زمانياً كالفاصل بين يوم السبت والأحد، وقد يكون الفاصل فاصلا معنوياً كما أن الدراسة طريق لطلب العلم، وتهذيب النفس طريق الإنسان إلى الكمال.

والصراط إلى الله هو الصراط المستقيم الذي يوصل الإنسان إلى الله وهو صراط التوحيد والعبودية والعمل الصالح والتقوى.

وهو صراط واحد لا تعدد فيه، ولا يمكن أن يتعدد، فهو الخط المستقيم بين الإنسان وبين الله تعالى.

ولذلك لم ترد كلمة الصراط على نحو الجمع، في القرآن الكريم ولا في اللغة، وكلما ورد من هذه المادة في القرآن ورد على نحو الإفراد:

{اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ}.

{وَإِذاً لآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْراً عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا}[1].

والصراط المستقيم إلى الله ينطوي على سبل كثيرة، كلها تحقق معنى العبودية لله تعالى وتوحيد الله، ولكن على مناهج مختلفة.

فلكل إنسان طريقه الخاص به في معرفة الله، وكل شريعة من شرائع الله سبيل خاص في تحقيق العبودية لله تعالى، كما أن هناك أكثر من سبيل أمام أي إنسان لتحقيق الطاعة والعبودية.

ولكن على كل حال لا يكون هناك طريق إلى الله تعالى أكثر من صراط واحد، وهو توحيد الله تعالى بالعبودية والطاعة.

ولذلك وردت كلمة السبيل على نحو الجمع كثيراً في القرآن الكريم، بعكس صراط الذي ورد دائماً على نحو الإفراد.

يقول تعالى:

{يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ}[2].

{ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً}[3].

{وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا}[4].

أقرأ ايضاً:


المصادر والمراجع

  • [1] ـ النساء: 67 ـ 68.
  • [2] ـ المائدة: 16.
  • [3] ـ النحل: 69.
  • [4] ـ إبراهيم: 12.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى