أدب المقاومة

يا ليلة القدر الحزينة – الفقرة 2

الفقرة الثانية

ياليلة القدر الحزينة

محراب حيدر .. في الليل كبّر

غفرانك اللهم ربي *** يا ملجأ الراجي المعذب
أملت شطر العفو أرجو *** والدمع من عيني ينصب
عاص عصى والحال أني *** في لجةٍ آتي وأذهب
والباب مفتوح ولكن *** قلبي بنار قد تقلب
أمارة بالسوء نفسي *** حتى غدت للشر ملعب
إبليس فيها قد تمادى *** مستأنسا حتى تغلب

قد أسرفت يا ربي ومالي *** من عذر ونفسي في ملامة
وجهي أسود هذي ذنوبي *** ما حالي بها يوم القيامة
هل مهدت بالأعمال قبري *** حتى ترتجى فيه السلامة
خل أفرغت للرحمن قلبي *** أم غادرته يرثى ظلامه
مهلا ما غروري في حياتي *** إلا ضحكة فيها علامة
عند الموت تبدو لي بكاءا *** والشيطان يبدو في ابتسامة

كيف أبقى .. كم سأشقى .. عشت رِقا

أنا يا مولاي من في هذه الدنيا انشغل

لم أفق إلا ووحش الموت في عمري أطل

ينزع الروح التي تاهت غرورا في الأمل

قال صدقا .. جاء حقا .. نحن غرقى

إلتزمت الدين لكن دون رغبه .. يا إلهي

كم أنا لاهٍ وأحيا كل غربه .. يا إلهي

هل حياة المرء دون اللهو صعبه .. يا إلهي

أين كأس الخمر آتوني بشربه .. يا إلهي

أين دور البغي ما بالأمر رهبه .. يا إلهي

هل سيخشى مثل هذا اليوم ربه .. يا إلهي

إقرأوا له ما بالعذاب *** آية أتت وسط الكتاب
يا رب مالي إلا مآلي *** أجري إلى سرابٍ لست أدري

ضاع من يدي أغلى شبابي *** صرت عاجزا عن كل مابي
هذا سؤالي بعد إرتحالي *** قد ضاع يا إلهي كل عمري

أين لا أرى درب الصواب *** بعته إلى دار الخراب
دار الزوال هذي قتالي *** تعسا إلى شقي في المقر

بعد كل هذا *** ما يكون ماذا ؟

عليٌّ لم تجد منه الشفاعة

فقد حاربته بالإستطاعه

عصيت الله ما أبديت طاعه

سر إلى جهنم *** حيث لا تُكلم

لقد أُعطيت بالآل المناعة

فآثرت المخازي والبشاعة

نسيت الله ما هذي إطاعة

يا دنيا .. من يحيا

دنيا بلا دين والنار تكويني *** والحق يدعوني يا إلهي
مثلي عصى ربه بل ظنها قربه *** واستأن الرغبة يا إلهي
من يسمع الشكوى من يرفع البلوى *** يا سيدي دعوى يا إلهي

ياربي .. سامحني

كم لي من ذنوبي .. زادت ثقل ظهري

أردتني حقيرا .. لا أدري بأمري

فاغفرها إلهي .. واستر عيب سري

ياليلة القدر الحزينة

محراب حيدر .. في الليل كبّر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى