ثقافة

فتية الكهف – أجواء القصة

من هم هؤلاء الفتية؟

الرواية التاريخية تقول إنهم من شباب القصر، وشباب القصر نموذج خاص من الشباب، يعيشون أجواء التحلل والترف والفتنة والفساد، وليس يتوفر لأحد من الفتنة والفساد ما يتوفر لشباب القصر، حيث ينعمون بالمال ويعيشون الترف والفراغ، وكل ذلك مفسدة للشباب، وليس شيء في حياة الإنسان من أسباب الإغراء والفتنة يؤدي إلى التحلل والفساد مثل أجواء القصر.

ففي قصة يوسف (ع) في أجواء قصر العزيز، لما عرف العزيز أن زوجته هي المعتدية، وأنها أقدمت على خيانته، وشهد على ذلك شاهد من أهلها، لم يزد على أن قال: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ}.

وكانت هذه المنطقة مقراً لسلطان الملك الوثني الذي اضطهد النصارى بحدود سنة (250م)، وهم الملك (داقيوس) أو (داقينوس) أو (داقيانوس)، وكانت سلطته في هذه الفترة من التاريخ سلطة واسعة، وإذا أضيف الترف إلى (السلطان) كان تربة خصبة للفساد.

في مثل هذه الأجواء كان يعيش فتية أهل الكهف، ينعمون بالمال والسلطان، ويعيشون حياة البذخ والترف.

وهذا هو البعد الأول من الموضوع، ولابد من أن نضيف إلى هذا البعد البعد الثاني لأجواء القصر، حتى تكتمل صورة الجو النفسي والوسط الاجتماعي الذي كان يعيشه هؤلاء الفتية.

لقد كانوا يعيشون دور الشباب من حياتهم، يقول الله تعالى عنهم: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ} ، وفي مرحلة الشباب تنفتح الغرائز، وتلتهب الأهواء والشهوات، وينجذب الإنسان فيها إلى الفتن بقوة، لا يعرفها الإنسان في أية فترة أخرى من حياته، وهذه الفترة من حياة الناس فترة طيش وتحلل عادة.

في مثل هذه الأجواء النفسية والاجتماعية كان يعيش هؤلاء الفتية تحت سلطان الأهواء داخل نفوسهم، من جانب، وفي ظل الفتن في ساحة الحياة من جانب آخر.

أقرأ ايضاً:

تحميل الفيديو
الشيخ محمد مهدي الآصفي
المصدر
كتاب في رحاب القرآن - الهجرة والولاء

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى