بشارة الملائكة للمؤمن
والملائكة يبشرون المؤمنين عند الموت وفي الحياة الدنيا، يقول تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ}([1]).
قال الطبرسي {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ} يعني: عند الموت، روي ذلك عن أبي عبد الله (ع)، وقيل تستقبلهم الملائكة إذا خرجوا من قبورهم بالبشارة من الله تعالى.
وقيل: إن البشارة تكون في ثلاثة مواطن: عند الموت، وفي القبر، وعند البعث، و{نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ} أي: نحن معاشر الملائكة أنصاركم وأحباؤكم.{فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} تتولى إيصال الخيرات إليكم من قبل الله تعالى،{وَفِي الآخِرَةِ} نتولاكم بأنواع الإكرام والمثوبة، وقيل نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا، أي: نحن نحرسكم في الدنيا، وعند الموت وفي الآخرة.
وروي في بشارة الملائكة للمؤمنين، عن أبي جعفر (ع) في الحديث: (أن ملكاً مَرّ برجل على باب قوم يسأل عن رجل من أهل الدار فقال الملك: يا عبد الله، أي شيء تريد من هذا الرجل الذي تطلبه؟
قال: هو أخ لي في الإسلام، أحببته في الله، جئت لأسلم عليه. قال: ما بينك وبينه رحم ماسة، ولا نزعتك إليه حاجة؟
قال: لا، إلاّ الحب في الله عزّوجلّ، فجئت لأسلم عليه، قال: فإني رسول الله إليك وهو يقول: وقد غفرت لك بحبك إياه فيّ)([2]).
وفي مجالس الشيخ الطوسي قال: (أبشر، فإني رسول الله إليك وهو يقرؤك السلام، ويقول لك: إياي قصدت وما عندي أردت، فقد أوجبت لك الجنة، وعافيتك من غضبي ومن النار)([3]).
وعن أبي عبد الله الصادق (ع) قال: >من صام لله عزّوجلّ يوماً في شدة الحر، فأصابه ظمأ وكّل الله به ألف ملك يمسحون وجهه ويبشرونه<([4]).
أقرأ ايضاً: