أدب المقاومة

بالترايب عفتك يا نور العين – الفقرة 1

الفقرة الأولى

بالترايب عفتك بنور العين

ما أظن أنساك يبني يا علي


أخت قومي لمهد الرضيع  *** واجذبيه وهزيه مره
قد تخفى علينا بكاه  *** فارسمي فوق فيه المسره
قالت الأخت هذا الرضيع  *** لم يذق بارد الماء قطره

هذه أمه تستغيث  *** والجوى خانق كل عبره
إبنكم عن قريب يموت  *** قلبه بالظما صار جمره
خذه للقوم إن كان فيهم  *** من به رحمة قيد ذرة

جيبي يختي هالطفل يمكن قلبهم يرحمه

جاوبه صوت العدا يا حرملة شد السهم

شاله بيده والدمع من عينه سايل

وارتمى صوب الطفل قطع وريده

هذا طفلي ماشرب قطره كأنها محرمه

فرفر ابروحه وعلى قماطه نزف يا ويلي دم

ذايب أفاده ترى للموت أحاول

جنه يشكي للأبو والله شهيد


وشجنى طفلي يا قوم العدى  *** حرملة وش جنى هذا الطفل
لو يظل ساعة يمكن أفقده  *** وردته للمنايا ترتحل
إرحموا دمعه إلي ما بدا  *** والدما من وسط نحره تهل

لهف قلبي عندما رام بالدم السما  *** قائلا ربي حتى رضيعي يذبح
قلبه مل الظما فارتوى منه الدما  *** يا إلهي إن قلبي كل حين يجرح

وانحنى مسترجعا عائدا نحو الخيام

حاملا أحشاءه داعيا رب الأنام


فاستهلت بنته لاح من فارقته  *** قد أتى يا عمتي بالطفل والماء الأمل
قد سقاه وارتوى ثم بالباقي أتى  *** أخبري الأطفال بالخيمات ماذا قد وصل

إنني يا عمتي لم أذق غير الحمام

فلتجب يا ولدي عاجلا أين المرام

وصلهم والمدامع تفصل كل مصيبة

يبنتي شوفي نحره  *** ودمه قلت أنا لازم أجيبه

وحاطت بالفجيعة تنادي كل قريبة

يويلي طلعت أمه  *** تعاين لو هي ماتت مو غريبة

فجعني يا حبيبي مصابك والرزية

ذخرتك من زماني  *** واشوفك يبني قدامي ضحية

درد لي تدري أمك وحيده هالمسيه

ولاحد غيرك  *** يسلي وحشتي يبني عليه

قلب يغلي .. ويغلي كالبركان

ماذا يجري .. على الطفل العطشان


أهي إنسانية فيهم أم ماذا  *** أينهم مما جنوا في يومي هذا

لو ترى .. نحره المدمى

ثائرا .. قد أثار هما

لو ترى .. بالطفوف أما

طفل الطف .. كجيل يستشري

عبد الله .. صغيري لو تدري


أنت قد خبأت أنفاسا ثورية  *** باعثا مستقبل الروح الطفية

تنحني .. نفسنا أمامه

ترتوي .. منه للقيامه

رفضها .. هذه الظلامه

بالترايب عفتك بنور العين

ما أظن أنساك يبني يا علي

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى