ثقافة

حرية الإرادة

العنصر الثاني من عناصر المذهب التاريخي في الإسلام حرية إرادة الإنسان. والتاريخ وإن كان يتحرك بموجب قانون العلية حركة حتمية، لكن الإنسان ـ بما آتاه الله من القدرة على الاختيار والإرادة ـ يمسك بيده ناصية التاريخ، ويحرك التاريخ، فتخضع حركة التاريخ لإختيار الإنسان وإرادة الإنسان، من دون أن ينتقض قانون العلية، أو تختل حتمية هذا القانون.

إن الطائرة تطير في الجو والباخرة تجري في البحر بموجب قوانين الميكانيك والفيزياء الحتمية، وبموجب سلسلة من الأسباب والعلل التي تخضع لقانون العلية وخصائص هذا القانون بشكل دقيق… ولكن الطيار والربان يتحكمان أيضاً وبصورة دقيقة في مسير وحركة الطائرة والباخرة… وليس معنى ذلك أن يختل قانون العلية أو يتعّطل أصل الحتمية في قانون العلية، وإنما الإنسان يقع في سلسلة المصادر والأسباب التي تحرك التاريخ، فيحرك الإنسان عجلة التاريخ ضمن قانون العلية بالطريقة التي يريدها.

العلاقة بين حرّية الإرادة وحتمية القانون:

وهذه العلاقة بين حرية إرادة الإنسان وحتمية قانون العلية، والتداخل الذي يقع فيما بين هذين الأمرين في الحضارة والمجتمع والتاريخ تؤدى في تاريخ الفلسفة إلى تعقيدات فكرية وتصورية كثيرة، وظهور مذاهب متطرفة في الفلسفة.

والقرآن الكريم يصوّر هذه العلاقة بصورة دقيقة، ويربط أحدهما بالآخر ربطاً محكماً، ولا ينفي أياً منهما على حساب الآخر، فيقر بهذا وذاك، ويعطي المحصلة الناتجة منهما بشكل دقيق.

ففي الوقت الذي يعترف القرآن للإنسان بحريّة إرادته وإختياره، ويربطه بنتائج إختياره، ويحمّله مسؤولية إرادته واختياره. فهو عنصر حر وفاعل ومؤثر في مجرى التاريخ، إلاّ أنه رغم ذلك كله لا يستطيع أن ينفلت من قبضة الحتمية العلية، وبالتالي لا يستطيع أن ينفلت من نتائج وآثار فعله.

يستطيع أن يحقق ما يريد، ولكن في دائرة الحتمية العلية، ودون أن يستطيع أن يتخلص من نتائج اختياره وإرادته.

إن للإنسان حرية كاملة في أن يختار السُمّ أو الغذاء، ولكنه لا يستطيع أن يتخلص من النتائج الحتمية المترتبة على كل منهما، عندما يختار أيّا منهما… وبالتالي، فهو باعتبار النتائج التي ينتهي إليها، يخضع للحتمية العلية، وباعتبار المبادئ التي ينطلق منها ينطلق من إرادة حرة، مستقلة غير خاضعة لأيّة حتمية.

ولربما نجد في الحديث التالي بعض الأضواء على هذه الحقيقة:

روي أنّ أميرالمؤمنين “ع” عدل من عند حائط مائل إلى مكان آخر، فقيل له: يا أمير المؤمنين! تفرّ من قضاء الله؟

فقال “ع”: «أفرّ من قضاء الله إلى قدر الله»[1].

والأمام “ع” يقصد انّه يفرّ من قضاء لله إلى قضاء آخر لله، وكلاهما حتميّان ولكن اختيار أيِّ منهما بيد الإنسان واختياره.

فإن للإنسان أن يختار أيّاً منهما باختياره وإرادته، فيجلس تحت الحائط المائل، أو يغير مكانه إلى نقطة أخرى بعيدة عن الخطر. ولكن إذا اختار الجلوس في النقطة الأولى، فإن وقوعه تحت الخطر نتيجة حتمية، لا يمكن أن يتخلص منها.

فلله ـ تعالى ـ في الحقيقة قضاءان حتميان، للإنسان أن يختار أيّاً منهما بإرادته وإختياره، الخطر والسلامة، فإذا اختار الأول كان الوقوع تحت الخطر نتيجة حتمية لفعله، وإذا اختار النقطة الثانية كان خلاصه من الخطر، وسلامته نتيجة حتمية أيضاً، من دون أن تعارض هذه الحتمية قدرة الإنسان على الاختيار. وهذا هو بالضبط ما يجري في تعامل الإنسان مع المجتمع والتاريخ.

حرية الاختيار إلى جانب حتمية النتائج

والى هذه الحقيقة المزدوجة تشير آيات كتاب الله إشارات واضحة.

فمن ناحية يقرر القرآن الكريم حريّة إرادة الإنسان، بصورة قوية، وواضحة، ومن دون أي تحفظ، ومن ناحية أخرى يقرر القرآن حتمية النتائج التي تترتب على إختيار الإنسان وحريته، ومسؤولية الإنسان عن أفعاله وإختياراته.

وفيما يلي نشير إلى هذه الحقيقة القرآنية المزدوجة في طائفتين من الآيات: الطائفة الأُولى، الآيات التي تقرر حرّية إرادة الإنسان، والطائفة الثانية، الآيات التي تقرر حتمية نتائج هذا الاختيار ومسؤولية الإنسان عنها.

الطائفة الأولى من الآيات

وهي طائفة واسعة من الآيات نذكر منها قوله تعالى:

{إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا}[2].

{بِئْسَمَا اشْتَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ}[3].

{إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}[4].

{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا}[5].

{وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا}[6].

{مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ}[7].

{قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً}[8].

{فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً}[9].

الطائفة الثانية من الآيات

وفي القرآن طائفة أخرى واسعة من الآيات تدل على أن إختيار الإنسان هو أساس ومادة تاريخ الإنسان، وأن هذا الاختيار إن كان خيراً أو شراً، يصنع بصورة حتمية تاريخ الإنسان، ولا يستطيع الإنسان أن يتخلص من نتائج عمله وكسبه، ويقع إختيار الإنسان وكسبه، وإختيار الأُمّة وكسبها في سلسلة علل وأسباب التاريخ. وتعمل هذه العلل والأسباب عملها بصورة حتمية في حياة الإنسان وتاريخه، وتستتبع النتائج المترتبة عليها بصورة قطعية وحتمية… ولكن مبادئ هذه الحتمية التاريخية تقع في يد الإنسان وتحت إختياره. ولنقرأ شطراً من هذه الآيات من كتاب الله:

{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ}[10].

كل نفس رهينة بأعمالها لا تستطيع أن تتخلص من النتائج الحتمية التي يستتبعها عملها وكسبها، وكسب الإنسان وعمله يقع تحت إختياره، ولكن النتائج التي يستتبعها عمله وكسبه تقع بصورة حتمية ويكون هو رهيناً بها.

{وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا}[11].

وهلاك الأمم والأقوام ـ والحديث هنا على الأمم وليس عن الأفراد ـ نتيجة حتمية لظلم الأمم وفسادهم.

{فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[12].

وبداية الأمر في هذه المسيرة الحضارية: حين يعرض الإنسان عن ذكر الله، فتحلُّ بهم سُنّة الاستدراج، ويفتح الله عليهم أبواب كل شيء، ثم يأتيهم بعد ذلك سُنة المحق والهلاك، بصورة حتمية:

{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ}[13].

{وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاّ مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الأَوْفَى}[14].

{وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ}[15].

{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}[16].

{تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[17].

{لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتَْ}[18].

{وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيل َوَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ}[19].

{وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ, وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ}[20].

{وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا}[21].

{وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ}[22].

الأمر بين الأمرين

وهذه الحالة التي يشرحها القرآن الكريم في هاتين الطائفتين من الآيات، هي الحالة المعروفة الواردة عن أهل البيت^ من (الأمر بين الأمرين) في الصراع العقائدي الذي احتدم بين المسلمين في إثبات الحرية لإرادة الإنسان أو نفي الحرية عن إرادته. فقد طرح أهل البيت^ في هذه المعركة الفكرية مبدأ (الأمر بين الأمرين) في مقابل النظريات الفكرية المتطرفة التي تبناها كل من طرفي الصراع في الحرية المطلقة لإرادة الإنسان أو نفي الحرية عن إرادة الإنسان بشكل مطلق، انطلاقاً واقتباساً من هذا التصور القرآني الذي ذكرناه.

ولعل الآيتين الكريمتين تشيران إلى هذه الحقيقة:

{ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ}[23].

{إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}[24].

وفي هاتين الآيتين يوجد تغييران إثنان:

1ـ تغيير الإنسان لنفسه.

2ـ تغيير الله تعالى للإنسان، والتغيير الثاني يجري بموجب السُّنن والقوانين الإلهية الحتمية وينسبها القرآن الكريم إلى الله تعالى بصورة مباشرة على طريقة القرآن التوحيدية من إسناد الكون إلى الله عز شأنه.

وهو يتبع التغيير الأول، فكيفما يصنع الإنسان بنفسه من تغيير، يصنع الله تعالى به، بموجب القوانين والسنن الإلهية الحتمية.

إن للإنسان ملء الحرية أن يختار هذا الطريق أو ذاك، ولكنه إذا اختار أحدهما فلا يملك التخلص من النتائج الحتمية المترتبة عليه.

الخلاصة والنتيجة

إن القرآن الكريم يقرر العلاقة بين هذه الحرية وتلك الحتمية بصورة رائعة ودقيقة ومتينة ويأخذ بنظر الاعتبار كلاً من العاملين الأساسيين في حركة التاريخ ويربط بينهما ربطاً علمياً في غاية الدقة والمتانة.

فليس التاريخ ـ وهنا جوهر النظرية ـ حركة منفلتة من قانون العلية وأصوله الذي ينظم الكون كله، وليس التاريخ بدعاً من الأمور والأشياء، التي تخضع للحتمية العلية، كما يقول أصحاب نظرية (التاريخية) «Historicism».

وفي نفس الوقت لا تكاد تشبه قوانين التاريخ… القوانين الفيزياوية، ولا الحتمية التاريخية… الحتمية الفيزياوية.

ونحن عندما نؤمن بالحتمية التاريخية لا نريد أن نكرر ما يقوله أصحاب نظريات الحتمية التاريخية في إلغاء دور الإنسان الفاعل في تغيير مسار التاريخ، وإعطاء مسار دوري ثابت لتاريخ الإنسان يجري بصورة حتمية ومستقلة من إرادة الإنسان، كما يقول أصحاب النظريات الحتمية في التاريخ مثل (كارل ماركس) و(انجلز).

إن النظريات التاريخية المعروفة بالاتجاه الجبري في التاريخ تكاد تلغي الدور التغييري الفاعل للإنسان في حركة التاريخ، وتعتبر الإنسان جزءاً صغيراً جامداً في عملية التاريخ الكبرى التي تتحرك بقانون العلية، والأمر ليس كذلك، وحركة التاريخ لا تشبه الحركة الفيزياوية الدائرية في الكون، وإذا جاز لنا أن نرسم المسار الكلي لحركة التاريخ، فلابد أن تقول إن حركة التاريخ حركة حلزونية وليست دائرية، ولا يمكن التنبّؤ الدقيق بها إلا بموجب القانون الكلي الذي يعطيه القرآن الكريم لهذه الحركة.

كيف يخترق الإنسان قهر البيئة؟

قد يقال: إنّا لا ننفي (الإرادة) للإنسان، ولكن (إرادة الإنسان) تقع مقهورة للمحيط والمجتمع، ولكنّ يستطيع أن يغير أو يبدل شيئاً من المجتمع، ولن يكون دوره دوراً تغييريّاً فاعلاً في المجتمع.

وعلى ذلك فإن الفرد لا يكاد يملك حرية التحرك واتخاذ القرار بغير الاتجاه العام الذي يتحرك فيه المجتمع.

وتكون النتيجة على كل حال حتمية حركة التاريخ، وحتمية تبعيّة الفرد والمجتمع.

ونقول في الجواب: إِنّ القرآن الكريم يبيّن أن الله ـ تعالى ـ قد زوّد الإنسان، إلى جانب الإرادة والقدرة على إتخاذ القرار، بالعقل والبصيرة والفطرة التي تمكنه من التشخيص السليم والتمييز الدقيق.

وتبعية الفرد للمجتمع الفاسد تقع نتيجة فقدان الوعي والقدرة على التشخيص عند الفرد… أما حينما يمتلك الفرد الوعي الكافي والقدرة الكافية على التشخيص فإن إرادة الإنسان تكون قادرة على التخلص من الظروف الاجتماعية مهما كان سلطانها وقوتها.

ويشير القرآن إلى منابع الوعي والفطرة والهداية الإلهية للإنسان في داخل نفسه وفي الخارج.

{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}[25].

{إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيل إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا}[26].

{وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}[27].

{لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ}[28].

وعليه فإن الله تعالى قد خلق للإنسان نوراً يمكنه من التشخيص والتمييز. وخلق له إرادة تمكنه من إتخاذ القرار، فلا يكون الفرد عنصراً جامداً ومقهوراً للمحيط الاجتماعي في حركة التاريخ.

على أننا لا نقصد بهذا الكلام أن الإنسان قادر على الحركة في مساحة المستحيل في التاريخ والمجتمع، وإنما نقصد بهذا الكلام الحركة في مساحة الممكنات في التاريخ والمجتمع، وهي مساحة واسعة جداً، وهي الأصل في دوائر حركة الإنسان.

أقرأ ايضاً:


المصادر والمراجع

  • [1] ـ بحار الأنوار 5: 97 و114.
  • [2] ـ الإنسان: 3.
  • [3] ـ البقرة: 90.
  • [4] ـ يونس: 44.
  • [5] ـ يونس: 108.
  • [6] ـ آل عمران: 145.
  • [7] ـ النساء: 134.
  • [8] ـ الإسراء: 84.
  • [9] ـ الإنسان: 29.
  • [10] ـ المدثر: 38.
  • [11] ـ الكهف: 59.
  • [12] ـ الأنعام: 44 ـ 45.
  • [13] ـ الأعراف: 96.
  • [14] ـ النجم: 39 ـ 41.
  • [15] ـ الزمر: 70.
  • [16] ـ النحل: 97.
  • [17] ـ البقرة: 134.
  • [18] ـ البقرة: 286.
  • [19] ـ المائدة: 65ـ 66.
  • [20] ـ هود: 52.
  • [21] ـ الجن: 16.
  • [22] ـ النحل: 41.
  • [23] ـ الأنفال: 53.
  • [24] ـ الرعد: 11.
  • [25] ـ الروم: 30.
  • [26] ـ الإنسان: 3.
  • [27] ـ البلد: 10.
  • [28] ـ البقرة: 256.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى