ثقافة

الكلمة الطيبة – من كان يريد العزة ف للَّه العزة جميعاً

الذين يريدون أن يعيشوا أعزاء، فإن العزة الحقيقية والصادقة عند الله جميعاً، فليطلبوا العزة من الله، وما عدا ذلك فهو من الغرور الكاذب..

وهذه حقيقة هامة من حقائق القرآن.

إن مصدر العزة الحقيقية هو الله.

وإن العزة كلها لله تعالى.

ما هي العزة؟

العزة هي مقاومة عوامل النفوذ والمؤمن العزيز هو الذين لا يستسلم (للهوى) و(الطاغوت) والإغراء والمال والدنيا والسلطان، و(الذليل) هو الذي يخضع لهذه العوامل ويتأثر بها وينقاد لها.

إن في حياة الناس عوامل ضاغطة كثيرة، منها عوامل خارجية مثل المال والسلطان والجنس الآخر، ومنها عوامل داخلية مثل الطمع، وحب الجاه، والمال، والدنيا، والخوف، والحرص، والحسد، وغريزة الجنس.

والطائفة الأولى هي (الفتن والمغريات) والطائفة الثانية هي (الأهواء والشهوات).

والناس تجاه هذه العوامل على طائفتين.

طائفة من الناس تستسلم لهذه العوامل، وتستقبل نفوذها، وطائفة أخرى تقاوم نفوذ هذه العوامل على اختلاف في درجات هذه الطائفة وتلك. والعزة هي مقاومة هذه العوامل.

وفي مقابل العزة (الذل)، وهو الاستسلام والانقياد لهذه العوامل.

فالطمع نحو من الذل، وحبّ الدنيا نحو من الذل، والانقياد والاستسلام لغريزة الجنس من غير حدود ولا ضوابط نحو من الذل، وبعكس ذلك الترفع عن المال والدنيا عزّة، والسيطرة على غريزة الجنس، ومقاومة سلطان ونفوذ الطاغوت عزّة.

العزة كلها من الله

والعزة كلها من عند الله، وليس للإنسان أن يقاوم هذه العوامل الضاغطة، إذا تخلى الله عن عبده، وأوكله إلى نفسه، فإن الإنسان إذا وكله الله إلى نفسه كله ضعف وعجز، وليس له من حول ولا قوة إلاّ بحول الله وقوته.

فإذا تخيل الإنسان أن ما لديه من حول وقوة من عنده ملكه العجب والغرور، والعجب والغرور من اخطر محطات الضعف والذل في حياة الإنسان إن لم يكن المحطة الأولى والأكبر للذل في حياة الإنسان، والشيطان يتخذ الإنسان إذا ملكه العجب والغرور مرتعاً للشر والفساد، فيبعث في نفسه الخيلاء والكبرياء، وهما مصدر كثير من الشر والفساد في حياة الإنسان. ومن عجب أن الإنسان يخال في حالات العجب والغرور انه يقف على أرض صلبة، وهو يتحرك على أرض رخوة هشة، وليس في حياة الإنسان أرض يتحرك عليها أصلب وأقوى من التوكل على الله والثقة بالله والإحساس بالفقر والفاقة إلى الله.

ولذلك يقرر القرآن {فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا}. والإنسان من دون أن يأخذ العزة من الله، ضعيف، ذليل، وآخر ما يتخيل إليه من القوة، وهو حالة العجب والغرور، أقصى ما يصل إليه من الضعف والذل. ولا يتمكّن الشيطان من أحد، كما يتمكّن من الذين يملكهم العجب والغرور.

أقرأ ايضاً:

تحميل الفيديو
الشيخ محمد مهدي الآصفي
المصدر
كتاب في رحاب القرآن - الهجرة والولاء

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى