شهداء البحرين

الشهيد إسماعيل عباس حسن الجعفري

بطاقة الشهيد

  • العمر: 28 عام
  • المنطقة: المحرق
  • تاريخ الاستشهاد: 22/7/1984م.
  • سبب الاستشهاد: جبهة قتال سردشت

الحالة الاجتماعية

متزوج و ترك ابناً واحداً اسمه حسن.

المولد والنشاة

ولد الشهيد السعيد اسماعيل عباس حسن الجعفري في مدينة المحرق في عائلة مؤمنة، وترعرع في حجر الايمان، ونشأ على حب محمد وآل محمد.

كان ثالث اخوته التسعة.

السجايا الأخلاقية

كانت للتربية التي تلقاها شهيدنا العزيز على يدي والديه دوراً رئيسياً في تجلي خصال الإباء والشجاعة والأخلاق السامية لديه.

فوالدته أرضعت أبناءها من لبن الحب والولاء لآل الرسول (ص)، وغذتهم من رحيق الإيمان.

ووالده الذي كان خادماً لأهل االبيت (ع) ومن المداحين المشهورين في البحرين، عنى عناية كبيرة في تربية أبنائه تربية صالحة، وهيّأهم روحياً وجسدياً لتحمل مسؤولياتهم في المستقبل.

وقد تركت هذه التربية على شهيدنا العزيز أثرها، فكان ملتزماً بالدين منذ صغره، مطيعاً لوالديه، محبّاً حباً شديداً لخدمة الفقراء والمحتاجين، مما أهّله روحياً لتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه في المرحلة المقبلة من حياته.

الاعتقال

إن ديدن الحكام الظلمة هو ملاحقة المؤمنين والمجاهدين ومضايقتهم في عيشهم وقطع أنفاسهم وتعريضهم للتعذيب والأذى لئلا يبقى أي صوت معارض لظلمهم.

وكان شهيدنا العزيز ممن شملهم هذا الظلم على يد السلطة البحرينية؛ فاعتقل وبقي في السجن ما يقرب من ثمانية عشر يوماً، ذاق خلالها انواع التعذيب الروحي والجسدي الشديدين؛ فاُحرقت له مواضع من بدنه، بحيث ضلت آثار هذه الحروق شاهدة على ظلمهم إلى ما بعد الافراج عنه.

الإبعاد عن أرض الوطن

في أعقاب انتصار الثورة الاسلامية في ايران، واثر انشداد الشعوب المستضعفة المحرومة في مشارق الارض ومغاربها إلى الأمل المنبعث بثورة روح الله (قده) وقيام الشعب المضطهد في ايران، كان للحكومات الطاغوتية الاستبدادية الموقف المعادي والمواجه لهذه الصحوة التي أضحت تزلزل عروشهم وتقض مضاجعهم.

ومن تلك الحكومات كانت حكومة البحرين حيث كشرت عن أنيابها وأخذت تهاجم كل من يضمر شيئاً من التعاطف مع هذه الثورة الإسلامية المباركة، ومع قائدها الإمام الخميني العظيم (قده).

فزجت في السجون والمعتقلات الكثير من المواطنين وأذاقتهم صنوف العذاب وألوانه، واعتدت على كثير من المنازل بتهمة حيازة صورة الإمام (قده)، وقامت بأساليب لا تمت للانسانية بصلة، ومنها عمليات التهجير والإبعاد القسري، وعائلة شهيدنا العزيز هي واحدة من تلك العوائل المظلومة التي نالتها يد التهجير إلى إيران الإسلام، ولم يكن لها ذنب سوى إنها والت الإسلام والإمام (قده).

في خاصة الأولياء

كانت للأجواء الايمانية والجهادية السائدة في قم الثورة اثراً في تنمية روحية الإيمان والإباء والجهاد في شهيدنا العزيز، فتاقت نفسه الى الالتحاق بركب المجاهدين المدافعين عن ثغور دولة الإسلام الفتية ملبياً نداء إمام الأحرار أبي عبد الله الحسين (ع)، فتطوع لقتال أعوان الاستكبار، وكانت له مواقف مشرفة ورائعة، وقضى فترة طويلة في جبهات الحق ضد الباطل تردد خلالها على أهله واصدقائه في قم يتفقدهم ويشاطرهم همومهم ويعيش معهم قضيتهم في بلدهم الحبيب البحرين.

الوداع الأخير

عاد الشهيد العزيز في آخر مرة من الجبهة كالمعتاد وكانت هالة الايمان تتفجر من بين جوانبه.

أصر على أن يقضي الأيام التي لم يصمها في جبهات الحق ضد الباطل رغم طلب عائلته منه أن يترك الصيام إلى أوقات أخرى، وكأن الباري تعالى يؤهله لنيل شرف الشهادة في سبيله، وهو ما كان يشعر به الشهيد حيث أكد لأحد أصدقائه أثناء مشاركتهما في تشييع جمع من الشهداء قائلاً: سوف تراني يوماً ما في إحدى هذه الجنائز.

وودع أهله وأصدقائه هذه المرة وداع من يعلم بعدم الرجعة وطلب منهم السماح والحلّية.

وعاد الى الجبهة مرابطاً ينتظر لحظة العروج.

العروج الملكوتي

بينما كانت جنود الإسلام وبينهم شهيدنا مرابطين في موضعهم بمنطقة سردشت، بوغتوا بهجوم القوات المعادية على مواقعهم، واحتدمت المعركة، وقاوم جند الإسلام مقاومة الأبطال، وقتلوا عدداً من قوات الكفر، وآن الاوان للعروج الملكوتي، واذا برصاصاتٍ أصابت صدر الشهيد وقلبه، وخرّ الى الأرض مضرّجاً بدمه، وعرجت روحه الطاهرة الى بارئها وكان ذلك في 23 من شوال عام 1404هــ.

شيّع شهيدنا العزيز في موكب مهيب بمدينة قم مع كوكبة من شهداء الإسلام، ودفن جثمانه الطاهر في روضة الشهداء الى جنب اخوانه.. فطوبى له وحسن مآب.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى