ثقافة

الانقطاع إلى الله عن الدنيا في كلمات علي بن الحسين “ع”

ونختم هذا البحث بالكلمات المروية عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين”ع”، في المناجاة الخامسة عشرة، وهي كلمات شفافة رقيقة، ولوحة فريدة ترسم العلاقة بالله تعالى في أجمل لوحة فنية من روائع الدعاء والمناجاة.

فاستمعوا إليه “ع”:

<فقد انقطعت إليك همتي، وانصرفت نحوك رغبتي، فإنك لا غيرك مرادي، ولك لا لسواك سهري وسهادي، ولقاؤك قرّة عيني، ووصلك منى نفسي، وإليك شوقي، وفي محبتك ولهي، وإلى هواك صبابتي، ورضاك بغيتي، ورؤيتك حاجتي، وجوارك طلبتي، وقربك غاية سؤلي، وفي مناجاتك روحي وراحتي، وعندك دواء علّتي وشفاء غلّتي، وبرد لوعتي، وكشف كربتي، فكن أنيسي في وحشتي> ([1]).

والذي ينصرف إلى الله بمثل هذا الانصراف لا يتعلق قلبه بغير الله، يعيش مع الناس ولكن قلبه مع الله، ويدخل في السوق ويخرج إلى الحياة الواسعة، ولكن قلبه لا يزال متعلقاً مشدوداً بالله، ولا يفارقه ذكر الله في جميع أحواله.

اقرأ أيضاً:


المصادر والمراجع

[1]ـ مقطع من مناجاة المريدين، بحار الأنوار91: 148، الصحيفة السجادية بتحقيق الابطحي: 412 ط1، 1411.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى