ثقافة

حول الولاية (2)

الولاية

(فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ # إِنَّهُ لَیْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِینَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ یَتَوَكَّلُونَ # إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِینَ یَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِینَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ)

(النحل/ 98-100)

ذكرنا من قبل أن من يدّعي عبودية الله لابد أن يكون له في حياته وليّ. وذكرنا أن الوليّ هو من عيّنه الله بالتخصيص ويتمثل بتعيين النبي لهذه المهمة والأئمة الذين يخلفون النبي، أو بالتشخيص وذلك بتعيين الخصائص التي يجب أن تتوفر في الولي. وفي هذه الجلسة نتناول حكم من يرفض ولاية الله وينضوي تحت إمرة غير الله؟ ثم ما اسم هذا العمل؟ وثالثًا ما هي نتيجته ؟ هذه الأمور هي فروع من أصل الولاية، ولكن هي بذاتها من الأصول أيضًا.

في القرآن الكريم كل ولاية لغير الله هي ولاية الطاغوت. وما هو الطاغوت؟ إنه من مادة «الطغيان»، وهو تجاوز دائرة الفطرة الإنسانية. الإنسانية خُلقت من أجل أن تتكامل. ومن يصد الإنسانية عن طريق الكمال فهو طاغوت. البشر خلقوا فطريًا ليعيشوا وفق شريعة الله. ومن يعمل على إبعاد البشرية عن شريعة الله فهو طاغوت. الإنسان يجب أن يجدّ ويسعى ليكون وجوده معطاء ومثمرًا. كل عامل يصدّ الإنسان عن هذا الجدّ ويدفعه إلى العبث والتقاعس والارتخاء فهو طاغوت. الإنسان يجب أن يخضع لأوامر الله. وكل عامل يبعث على إخراج الإنسان من خيمة هذه الطاعة ويؤدي إلى عصيان الله فهو طاغوت.

الطاغوت إذن ليس باسم خاص. يُخيل للبعض أن الطاغوت هو صنم، نعم هو صنم ولكن ليس صنمًا معينًا. قد يكون هذا الصنم هو نفسك، ‌وقد يكون المال، وقد يكون طلب حياة البطر والاسترخاء، وقد يكون ذلك الصنم هو من استسلمت له، وخضعت له دون تفكير ودون وعي ليأخذك إلى حيث يشاء، وقد يكون ما ليس له روح كالذهب والفضة، وقد يكون فردًا من الأحياء، وقد يكون نظامًا اجتماعيًا أو تشريعًا يتعارض مع ما قرره الله. ملخّص ما ذكرناه أن من يخرج عن ولاية الله فقد دخل في ولاية الطاغوت والشيطان. وهل هناك ارتباط بين الطاغوت والشيطان؟ نعم. إن الشيطان هوالطاغوت، والطاغوت هو الشيطان نفسه.

أذكر لكم هذه الآية ليتبين أن الطاغوت يساوي الشيطان: (الَّذِینَ آمَنُوا یُقَاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللهِ وَالَّذِینَ كَفَرُوا یُقَاتِلُونَ فِی سَبِیلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِیَاءَ الشَّیْطَانِ إِنَّ كَیْدَ الشَّیْطَانِ كَانَ ضَعِیفًا). ترون في الآية أن الشيطان ذُكر بدل الطاغوت، والطاغوت بدل الشيطان. الشيطان كل عنصر خارج وجود الإنسان يدفعه إلى ممارسة أعمال الشر والفساد، وإلى الانحطاط، والتخاذل، والظلم وأعمال السوء، والانحراف.

عندنا شياطين من الإنس وشياطين من الجن، وشياطين من الكبراء، ومن قوى خارجية ومن أحاسيس داخلية. ومن مصاديق الشيطان إبليس. إبليس خالف ربّ العالمين بشأن سجوده لآدم صفي الله، ونحن نلعنه باستمرار، ولكنه ليس هو وحده الشيطان، فعندنا مالا يُحصى من الشياطين، شياطين يمكن رؤيتهم أو مسّهم وأحيانًا معاشرتهم.

كل من لا ينضوي تحت لواء ولاية الوليّ الحقيقي فهو يرضخ لطاعة الشيطان والطاغوت. وقد يقول قائل: ما الضرر وما المفسدة في أن يعيش الإنسان تحت ولاية الطاغوت؟

في الجواب نقول: إذا رضختَ لولاية الشيطان فإن الشيطان سيستولي على كل الطاقات الخلاقة في وجودك. إذا سلّمت للشيطان والطاغوت وتقلّدت ولايته، فإنك سوف لا تتحرر منه. وحين يستولي على جميع طاقاتك ونشاطاتك فإنه سيسوقك إلى الطريق الذي يريد. ومن الواضح أنه لا يسوقك إلى ما فيه مصلحتك بل إلى ما فيه مصلحته. فأنت منساق إلى تحقيق مصالحه الشخصية. إذا استلزم الأمر أن تضحي في سبيل مصالح الطاغوت فلابد أن تضحي، وإذا اقتضى أن تنحرف عن الطريق فلابد أن تنحرف، فلقد سلّمت زمامك بيده وهو يأخذك إلى حيث يريد. هذه الآية التي سأمرّ عليها بحاجة إلى كثير من التدبّر:

(وَمَن یُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُ الْهُدَى وَیَتَّبِعْ غَیْرَ سَبِیلِ الْمُؤْمِنِینَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَ نُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَ سَاءَتْ مَصِیرًا).

فمن فصل طريقه عن طريق الرسول بعد أن تبين له مسير الهداية، واتبع سبيلًا غير سبيل المجتمع الإيماني، فإنه سيُمنى بما اختاره هو من ولاية ونتركه إلى اختياره الفاسد الذي يؤدي به إلى جهنم ومصير السوء. وهذا تعبير آخر لقوله تعالى: (إِنَّ اللهَ لَا یُغَیِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى یُغَیِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ).

هذه مسائل هامة نحتاج إلى دراستها اجتماعيًا وتاريخيًا، نحتاج إلى نبحث عن مصاديقها في المجتمع وفي التاريخ. ‌وأودّ أن أذكر اليوم لكم شيئًا من التاريخ وإن لم يكن من دأبي في هذه المجالس أن أتطرق إلى مسائل تاريخية.

انتقل بكم إلى مدينة الكوفة وما فيها من ذكريات حلوة ومرّة. تعلمون أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قد اختار هذه المدينة من بين المدن الإسلامية لتكون عاصمة له. وتعلمون كم أن أهل الكوفة قد شاركوا مع علي في حرب الجمل والنهروان وصفّين. وفي مشهد آخر تعلمون أيضًا كم أن عليًا قد اشتكى من أهل الكوفة لتقاعسهم وتعلّلهم في الدفاع عن حرمات المسلمين أمام ما كانت تتعرض له البلاد الإسلامية من غارات. وهؤلاء هم الذين كاتبوا الإمام الحسن (عليه السلام): أن أقدم لنا لنسلّمك مقاليد الكوفة لكنه لم يأتهم. وهؤلاء هم أيضًا كاتبوا الإمام الحسين (عليه السلام) أن يقدم إليهم إذ: «أنه ليس علينا إمام»، وكانوا صادقين في دعوتهم إذ بين الداعين سليمان بن صرد الخزاعي وحبيب بن مظاهر ومسلم بن عوسجة وأمثالهم. ولكن الأمور اتجهت إلى أن يُخذل الحسين حين قدم إلى العراق وحدث ما حدث من مأساة تاريخية في كربلاء. وبعد ذلك بقليل شهد التاريخ حادثة نادرة وعظيمة وهي ثورة التوابين، فضحّى الثوار بأنفسهم جميعًا لإثبات صدقهم في ندمهم وفي توبتهم من جراء عدم نصرتهم للحسين. وفي العصر العباسي نرى أن كثيرًا من الثورات قد كانت بذرتها في الكوفة، وفيها نرى التضحيات الجسام، ثم نرى أيضًا مشاهد فيها الضعف والتواني والتقاعس.

أعتقد أن مجتمع الكوفة على مرّ التاريخ بحاجة إلى دراسات تاريخية ونفسية واجتماعية لنفهم أسباب هذه المواقف المتباينة من أهل هذه المدينة.

مما لاشك فيه أن هذه المدينة كانت تضمّ مَنْ تأثروا بشخصية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فقد حكم فيها أربعة أعوام، ولابد أن هذا التأثير كان كبيرًا حتى صارت هذه المدينة مهدًا لفضائل مدرسة أهل البيت. هذا لا يعني أن أهل هذه المدينة بأجمعهم هم من هذا النموذج الأصيل الثائر، ولكن وجود هذه المجموعة الأصيلة الثائرة كان السبب وراء ما تعرضت له المدينة من اضطهاد وتخويف وتجويع وفرض المجرمين من الولاة عليهم، وكان هو السبب وراء انتخاب الحجاج بن يوسف الثقفي ليحكم فيهم.

لقد بعث الخليفة الأموي عبدُ الملك بن مروان الحجاجَ إلى الكوفة لأنه كان من أكثر ولاته وَلَعًا بسفك الدماء. وصل الحجاج الكوفة في عتمة الليل قبل صلاة الفجر ومعه بطانة مسلحة، ودخل المسجد والناس يتهجدون، وجلس على المنبر متنكرًا، بعدها تقدم الناس نحو المنبر ليؤدّوا الصلاة جامعة، والحجاج جالس لا يتكلم ولم يكشف عن وجهه. فلما غصّ المسجد بأهله حسر اللثام عن وجهه، ثم قام ونحّى العمامة عن رأسه وبدأ خطبته بالقول:

أنا ابن جلا وطلاّع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني

وواصل يرتجز بالتهديد والوعيد. ومع أنهم عرفوا أن المتكلم هو الحجاج ولكن لم ينبس أحد ببنت شفة معترضًا. ساد المسجد السكوت والرهبة والخوف. هذا الضعف من الناس هو الذي جعل الحجاج يتسلط عليهم (نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى) وجعله يتمادى في تهديده إلى أن تجرأ على القول: «إني والله لأرى أبصارًا طامحة، وأعناقًا متطاولة، ورؤوسًا قد أينعت وحان قطافها، وإني لصاحبها، كأني أنظر إلى الدماء تَرقْرَقُ بين العمائم واللّحى».

ثم أمر الكاتب أن يقرأ كتاب عبدالملك بن مروان إلى العراقيين في تولية الحجاج. فقال الكاتب:

«.. من أمير المؤمنين عبدالملك بن مروان إلى مَن بالعراق.. سلام عليكم..

فقال الحجاج للكاتب: اسكت يا غلام! ثم قام غاضبًا وقال: يا أهل العراق، يا أهل.. (وأخذ يسبهم) يسلّم عليكم أمير المؤمنين فلا تردون عليه السلام؟! واستمرّ يشتم ويهدّد. ثم قال يا غلام اقرأ الكتاب. فلما بلغ السلام قال أهل المسجد: وعلى أمير المؤمنين السلام ورحمة الله وبركاته. وهنا انشرحت أسارير الحجاج، وعرف أن قد تمّ له ما أراد.

(وَمَن یُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُ الْهُدَى وَیَتَّبِعْ غَیْرَ سَبِیلِ الْمُؤْمِنِینَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى) لقد رضختم لتهديد الحجاج، وأجبتم على سلام الخليفة الظالم، فإن الحجاج سوف يتسلّط عليكم. والله لا يغيّر الحجّاج بمعجزة ويأتي بمكانه زين العابدين (عليه السلام). سوف يبقى الحجاج يسيطر عليكم لحينما ترفضوه. حينما قبلتم الحجاج فإنه سيستولي على فكركم و روحكم. هذه سنة الله في الخليقة. إنها سنة التاريخ.

لابدّ أن نقرأ التاريخ للعبرة ولنفهم سننه. ولا بأس أن أضيف هنا أن الذين استعملوا الحجاج ليبطش بمعارضيهم، بطشوا بالحجاج نفسه وقتلوه بأفظع صورة. وهذه أيضًا من سنن التاريخ: «من أعان ظالـمًا سلّطه الله عليه». إن الإمعان في حوادث التاريخ يسعفنا في فهم ما ذكره القرآن الكريم من سنن.

نقف عند آيات القرآن الكريم:

(فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ) الآية تقول حين تقرأ القرآن، وتعلمت منه مفاهيم الإسلام، فاحذر أن يسلب الشيطان من قلبك هذه المعارف، واحذر أن يسدّ عليك طريق المزيد من الفهم.

(إِنَّهُ لَیْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِینَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ یَتَوَكَّلُونَ) من انضوى تحت لواء ولاية الله فإن الشيطان لا يتسلط عليهم. (إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِینَ یَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِینَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ).

(وَمَن یُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُ الْهُدَى وَیَتَّبِعْ غَیْرَ سَبِیلِ الْمُؤْمِنِینَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِیرًا).

الذي يبتعد عن ولاية الرسول بعد أن اتضح له الطريق السويّ، وينفصل عن طريق المؤمنين نجعله تحت ولاية مَنْ قَبلَ ولايته، نجعل هذا الذي تولاه ليكون وليَّ أمره، وبذلك يُمنى بجهنم ومصير السوء.

(إِنَّ اللهَ لَا یَغْفِرُ أَن یُشْرَكَ بِهِ) عودوا إلى ما ذكرناه في جلسات التوحيد، وافهموا ما هو الشرك وما هو التوحيد؟ فالذي أشرك قد خرج من ولاية الله ودخل في نفوذ غير الله.

ومثل هذا الشخص لا يشمله غفران الله. بتعبير آخر مثل هذا الذنب قد أنزل بصاحبه جرحًا لا يندمل. ولقد ذكرنا من قبل أن غفران الذنب هو التئام الجرح الذي نزل بروح المذنب بسبب ذنبه. والدخول في ولاية غير الله جرح روحي لا يقبل الاندمال.

(وَیَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن یَشَاءُ) والمغفرة هنا أيضًا لها طريقتها. العودة إلى الله وطلب مغفرته.

(وَمَن یُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِیدًا) الشرك يبعد الإنسان بعدًا شاسعًا عن طريق الهداية. لقد ابتعد كثيرًا، وهذا الابتعاد لا يمكن أن تكون معه عودة إلاّ بمزيد من السعي، ومزيد من اليقظة، ويتطلب أيضًا موجّهًا قويًا. فالمسافة بين الشرك وبين التوحيد بعيدة جدًا.

(إِن یَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا) هؤلاء المشركون يدعون (إناثًا) من دون الله. وقيل إن المقصود من الإناث هو الأوثان التي تحمل أسماء مؤنثة مثل اللات والعزى، وأساف، ونائله. وقيل إن مادة (أنث) تعني المرونة والهشاشة. أي تدعون من دون الله موجودات ضعيفة لا تضرّ ولا تنفع. (وَإِن یَدْعُونَ إِلَّا شَیْطَانًا مَّرِیدًا) والمريد هو الخالي من الفضائل والعاري من الحسنات.

(لَّعَنَهُ اللهُ) الشيطان مطرود من رحمة الله.

(وَ قَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِیبًا مَّفْرُوضًا # وَ لَأُضِلَّنَّهُمْ) هذه طبيعة الشياطين أن يضلّوا فريقًا من الناس، ليكونوا من نصيبهم ومن زمرتهم، يسلبون عقلهم وإرادتهم وبصيرتهم ويدخلونهم في ولاية غير الله.

(وَ لَأُمَنِّیَنَّهُم) أي أغرقهم بالأماني الكاذبة الموهومة. إنها ما يبتلى به الإنسان من صغائر وأهداف تافهة تجعله يخضع لهذا وذاك من أجل الوصول إليها. وتهيّج في وجوده الأطماع التي تذلّه وتدقّ رقبته.

(وَ لَآمُرَنَّهُمْ فَلَیُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأنعامِ) إشارة إلى عادة خرافية كان يمارسها الجاهليون بقطع آذان الأنعام، فيحرّمون ركوبها، أو يفعلون ذلك لأغراض أخرى هي في الجملة خرافية. والأمر بهذا العمل الخرافي رمز للعادات والتقاليد الفارغة التافهة التي هي من عمل الشيطان.

(وَ لَآمُرَنَّهُمْ فَلَیُغَیِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ) أولئك الذين يوقعهم الشيطان في شراكه يدفعهم للابتعاد عن فطرتهم، وعن الطريق الذي رسمته لهم الفطرة، ويضع لهم نهجًا في حياتهم يتعارض مع فطرتهم، ليوصلهم إلى مالا ينسجم مع الطبيعة الإنسانية. هذا عهد الشيطان مع ربّ العالمين. وهذا هو دأبه مع البشر، ولذلك تُحذّر الآية من الدخول في ولاية الشيطان.

(وَمَن یَتَّخِذِ الشَّیْطَانَ وَلِیًّا مِّن دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِینًا # یَعِدُهُمْ وَ یُمَنِّیهِمْ وَ مَا یَعِدُهُمُ الشَّیْطَانُ إِلَّا غُرُورًا) الدخول في ولاية الشيطان لا نتيجة له سوى الخسران، يغدق الشيطان على الإنسان الوعود والأمنيات المغرية. غير أنها كاذبة خادعة.

(اللهُ وَلِیُّ الَّذِینَ آمَنُوا یُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَ الَّذِینَ كَفَرُوا أَوْلِیَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ یُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِیهَا خَالِدُونَ).

المؤمنون وليهم الله، وهو سبحانه يأخذ بأيديهم لينقذهم من ظلمات الجهل والغرور والأهواء والشرك والظلم، ويدخلهم في عالم النور حيث المعرفة والعلم والحكمة. أما الكافرون فيأخذهم وليهم وهو الطاغوت من نور الدين والحكمة والفضائل الإنسانية إلى ظلمات الجهل والأهواء، وليس لهؤلاء مصير إلاّ عذاب جهنم.

اقرأ أيضاً:

تحميل الفيديو
الإمام السيد علي الخامنئي
المصدر
مشروع الفكر الإسلامی في القرآن

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى