محور المقاومة

الإمام الخامنئي: حل المشاكل الاقتصادية بتكريس روح الثقة وقطع الآمال بالخارج

اعتبر الإمام الخامنئي أن السّبيل لحلّ المشاكل الاقتصادية في إيران يكمن في تكريس روح الاعتماد على الذات والثقة بالنفس على الصعيد الوطني وقطع الآمال الواهية بالخارج.

وشدّد قائد الثورة الإسلامية على أنّ الأعداء وعلى رأسهم الحكومة الأمريكيّة الخبيثة يذعنون بإخفاق حظرهم الذي يفرضونه على إيران، كما لفت سماحته إلى عودة تفشّي فيروس كورونا، موصياً الجميع بالالتزام الجدّي بالتعليمات الصحيّة.

وشبّه الإمام الخامنئي مشاكل إيران الاقتصادية بـ “المرض”، في لقاءٍ متلفز اليوم (الأحد) مع نوّاب الدورة الحادية عشرة لمجلس الشورى الإسلامي، وأشار في الوقت عينه إلى أنه: بفضل البنية القوية وقوة الدفاع، ستتمكن البلاد بلا شك من التغلّب على هذا المرض، وكما يعترف الأعداء اليوم أنه على الرغم من أشد العقوبات والضغوطات الشاملة، لم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم المعادية لإيران.

ومع التأكيد على أهمية توحيد الكلمة مقابل جبهة العدو الواسعة، أضاف قائد الثورة الإسلامية قائلاً: جبهة العدوّ التي تُعدّ أمريكا أخبث وأقبح عناصرها، سخرّت اليوم كافّة قدراتها السياسيّة، الاقتصاديّة والإعلاميّة لإركاع الشعب الإيراني القويّ، وفي ظلّ هكذا ظروف يجب علينا التكاتف وتوحيد الكلمة مقابل العدوّ الثرثار.

وفي جزء آخر من خطابه، أشار سماحته إلى أن مشاركة نسبة جيدة من الناس في انتخابات مجلس الشورى الإسلامي -على الرغم من وجود دعاية العدو المخيبة للآمال- تعبّر عن آمال وتوقعات الشعب من أجل حل المشاكل. وأوصى أعضاء المجلس بتقدير أهمية هذا الظرف المهم.

وشدد الإمام الخامنئي، في توصيته لأعضاء المجلس، على الاهتمام بالقضايا المفصليّة والرئيسية للبلاد وتجنب المهاترات الهامشية. وأضاف: إن القضايا الرئيسية للبلاد في الوضع الحالي، في موضوع الاقتصاد هي”الإنتاج، والتوظيف، والسيطرة على التضخم، وإدارة النظام النقدي والمالي، وعدم اعتماد اقتصاد البلاد على النفط”.

وأكدّ سماحته أيضاً على القضايا الاجتماعية: إنّ قضية “الإسكان” كموضوع مهم للغاية ومفصلي، وقضية “زواج الشباب وسبل تسهيله”، وقضية “إنجاب الأطفال ومنع البلاد من السير نحو شيخوخة السكان” وقضية “إدارة الفضاء المجازي على المدى القصير والمتوسط” هي من القضايا الرئيسية في البلاد أيضاً.


واعتبر الإمام الخامنئي أن القدرات المعنوية لدى الشعب، والمتجذرة في إيمانهم الديني والثوري،  مكملة للعديد من القدرات الطبيعية والجغرافية والتاريخية، وأضاف سماحته قائلاً: يجب التطلّع إلى القدرات المعنوية على أنّها تشكّل عاملاً مهماً للغاية، كما يجب لحاظها وتوظيفها.

واعتبر سماحته أن الحضور المتفاني في الوقت المناسب للشعب في مواجهة الموجة الأولى من كورونا، والخدمات الشعبية القيّمة للغاية في النهضة الإيمانية لمساعدة العائلات الضعيفة، والحضور الرائع والمذهل للشعب في وداع الفريق سليماني، هي أمثلة على القوّة المعنوية العميقة للشعب الإيراني. وأضاف: أثبت الناس من خلال التكريم لـ “مظهر الاقتدار الوطني والجهادي” أي الشهيد سليماني، أنّهم يؤمنون بالنضال والمقاومة ضد الاستكبار، ويكنّون أعلى القيم لبطلهم الوطني.

وفي الجزء الأخير من حديثه، وصف قائد الثورة الإسلامية تجدد تفشّي مرض كورونا ووفاة عدد كبير من المرضى بشكل يومي، بالمحزن حقاً. وجدّد شكره وتقديره على الخدمات المتألّقة والتضحيات التي بذلتها الفرق الصحيّة، والذين أصيب بعضهم بمرض كورونا أو فقدوا أرواحهم في سبيل خدمة الناس وتابع سماحته قائلاً: رغم كلّ هذه الخدمات؛ لا يلتزم البعض بعمل بسيط كوضع الكمامة، وإنّني أخجل حقّاً من ذلك الممرّض الذي يضحّي في تقديمه للخدمات.

وأشار الإمام الخامنئي، إلى الواقع المرير لخروج البلاد من النجاح الأوليّ في المعركة ضد كورونا، مخاطباً جميع الأجهزة والفرق الخدميّة وجميع الأفراد: يجب على كافّة الأجهزة، والفرق الخدميّة وجميع الأفراد أن يؤدّوا دورهم على أكمل وجه لنقطع سلسلة تفشّي مرض كورونا في المدى القريب ونعبر بالبلد نحو شاطئ النّجاة.

واعتبر سماحته أن المشاركة الواسعة للناس في الحركة الإيمانية للخدمة قُبَيل شهر رمضان قيّمة للغاية وتحلّ مشاكل حياة الطبقات الضعيفة. وأضاف قائلاً: إن حركة التعاون والإحسان هذه يجب أن تنمو وتتطور، وأن يتمكّن أي شخص من المساعدة والاهتمام بالطريقة التي يستطيعها، حتى لا يتم استبعاد أي محتاج.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى