بيرق

أسلحة السجين (8): الصبر

إن الصبر من درجات الإنسان المتوسط الذي يكون بين مقامين وهما مقام الجزع والخوف وبين مقام الرضا والتسليم لله في البلايا والرزايا والمحن، وتوجد أحاديث كثيرة تتحدث عن الصبر وثمار الصبر وعلى ماذا يجب الصبر.

أيها العزيز الصبر هو كما ورد في الحديث الشريف عن رسول الله (ص): (يا جبرائيل! فما تفسير الصبر؟ قال: تصبر في الضراء كما تصبر في السراء، وفي الفاقة كما تصبر في الغناء، وفي البلاء كما تصبر في العافية، فلا يشكو حاله عند المخلوق بما يصيبه من البلاء). ميزان الحكمة ص2068، فيريد الإشارة أن على الإنسان مواجهة الضراء كالسراء بلا فرق بينهما والفاقة كالغناء والبلاء كالعافية وهذا بلوغ من صبر وتكون نفسه مستقرة راضية بما وقع عليه من البلاء والشدة.

وكذلك عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) يقول في تفسير الصبر: (الصبر أن يحتمل الرجل ما ينوبه، ويكظم ما يغضبه). ميزان الحكمة ص2068، فلابد من أن يتحمل ذلك ولا يشكو لأحد من المخلوقين بل يشكو لله وحده فقط كما هي سيرة الأنبياء والأئمة المعصومين كما في قصة النبي أيوب وهو الصابر المحتسب الذي واجه من البلايا الكثيرة التي يعجز الإنسان من الوقوف أمامها، حيث تحكي الآية الشريفة عنه مدحاً: {إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب} سورة ص: 44، وكذلك الإمام علي بن أبي طالب والحسن والحسين والأئمة أجمعين كانوا صابرين محتسبين.

والصبر على ثلاثة أنحاء:

النحو الأول: الصبر على الطاعة

النحو الثاني: الصبر عن المعصية

النحو الثالث: الصبر عند المصيبة

كما في الحديث الشريف عن رسول الله (ص): (الصبر ثلاثة: صبر عند المصيبة، وصبر على الطاعة، وصبر عن المعصية). ميزان الحكمة ص2069

وللصبر ثمار عديدة، وأذكر منها نموذجين فقط من الآيات المباركة والأحاديث الشريفة:

الأول: قوله تعالى: {كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين} سورة البقرة: 249

وعن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب(ع): (لا يعدم الصبور الظفر، وإن طال به الزمان) ميزان الحكمة ص2065 وعنه (ع): (حلاوة الظفر تمحو مرارة الصبر) ميزان الحكمة ص2065

الغلبة الحتمية والنصر المظفر لمن يصبر والعاقبة للصابرين المقاومين.

الثاني: قوله تعالى: {والله يحب الصابرين} سورة آل عمران: 146

 والحديث المنقول في الكافي عن أبي حمزة الثمالي: قال: (من ابتلي من المؤمنين ببلاء فصبر عليه كان له مثل أجر ألف شهيد). أصول الكافي، ج2، باب الصبر

أن المحبة الإلهية محيطة بالصابرين وأن لهم من الأجر ما يعاجل أجر ألف شهيد، وهذا لعظيم المنزلة والمحبوبية الإلهية للصابرين.

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى