ثقافة

البشائر

الإيمان


(یَا أَیُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَیْكُمْ نُورًا مُّبِینًا # فَأَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا بِاللهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَیُدْخِلُهُمْ فِی رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَیَهْدِیهِمْ إِلَیْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِیمًا)
(النساء/ 174-175)

في أحاديثنا السابقة عن الإيمان توخينا بيان قيمة الإيمان وكيفية الإيمان، ليكون مقدّمة لبحث جادّ عن فهم الدين ومعرفة الدين.

الموضوعات التي ركزنا عليها في أحاديث الإيمان هي إن الإيمان يجب أن يكون عن وعي وفهم وإدراك، وأن يكون مقرونًا بالعمل، لا أن يكون فكرة مجرّدة في الذهن، وأن يكون متواصلًا لا موقتًا ومصلحيًا.

وقبل أن نتناول المعارف العقائدية في الإسلام، لابد أن نتناول اليوم باختصار موضوعًا آخر، ونتابعه غدًا بإذن الله تعالى، وهو أن نعرف البشائر التي يزفّها الله سبحانه للمؤمنين. ما هو الجزاء الذي أعدّه سبحانه لمن يلتزم بالإيمان وبمستلزمات الإيمان؟ فالإنسان عادة يحبّ أن يرى ما يناله من ربح في متاجرته، ولذلك يودّ أن يعرف ما ضمنه الله سبحانه للمؤمنين العاملين من أجر وبشرى. وهذه البشائر لها وقع لذيذ على القلب والعقل، وتزيد من عزم المؤمن وثقته. جمعتُ الآيات المرتبطة بالإيمان وبالمؤمن وكانت ما يقارب من سبعمائة آية لأرى ما يترتب على الإيمان من عطاء (أقول ذلك لأبين للإخوة والأخوات المتعاملين مع القرآن كيفية البحث في الموضوعات القرآنية).

بحثت في هذه الآيات لأرى بشائر الله سبحانه للمؤمنين العاملين، فوجدتها تقرب من أربعين بشرى وامتياز، وكلها كبيرة ومهمة لإسعاد الإنسان. واحدة منها النعيم الأخروي: (جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِی مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ) أذكر اليوم بعضها وأترك الباقي لكم لتستخرجوها بأنفسكم من القرآن الكريم.

سأذكر اليوم أحد عشر امتيازًا للمؤمن العامل وجميعها تحقق سعادة الإنسان. انظروا في هذه الامتيازات، هل تتحقق سعادة الإنسان إذا لم يتحقق واحد منها؟ ذكرها القرآن باعتبارها بشائر للمؤمن الملتزم. نستنتج من ذلك أن الإيمان المقرون بالعمل يطابق ــ كما يذكره القرآن ــ جميع شروط تحقق سعادة الإنسان وتلبية احتياجاته.
يمكن لغير المتديّن أيضًا أن يرى في هذه البشائر ما يحقق سعادته. هذه الامتيازات التي يمنحها القرآن للمؤمن العامل يمكن أن يفهمها الإنسان المادي أيضًا بأنها من مستلزمات سعادة الإنسان، غير أن القرآن الكريم يوجهها خاصة للمؤمنين العاملين.

ما هي احتياجات الإنسان لتحقيق سعادته؟

1ـ أن يعرف الهدف وساحل النجاة والسعادة، ويعرف إلى أين يتجه ولأي هدف يسعى ويجتهد، أن يعرف نهايةَ طريقه منذ انطلاقه، وأيَّ طريق يسكله ليصل بشكل أسرع إلى هدفه. أليس معرفة كل ذلك من العناصر الأساسية في سعادة الإنسان؟ ليس هنا فرق بين الإنسان الإلهي والإنسان المادي. المادي أيضًا يقرّ بذلك ويشعر به.

2ـ أن تزول من أمام عين الإنسان وعقله ظلمات الجهل والغرور والأوهام، وكل ما يحول دون أن يعي الإنسان ويفهم ويدرك الحقائق، وجميع ما تحاول الأنظمة الجائرة أن تغطي به على عقول الناس ومداركهم.

ثمة عوائق وحُجُب تحول دون نشاط العقول والأفهام، وتجعل الإنسان سجينًا في الظلمات. وأحد أركان سعادة الإنسان أن ينجو من هذه الظلمات، ومن كل ما يخلق هذه الظلمات، وأن يخرج إلى نور الحقيقة، ويجعل قلبه ساطعًا بنور الفهم والوعي.

3ـ أن يتخلّص في مسيرته الطويلة نحو السعادة من الوساوس الداخلية، وهي أفظع وأقوى من الوساوس الخارجية. أحيانًا يواجه الإنسان وساوس خارجية في طريقه تقول له:‌ أنت لا تستطيع أن تقطع هذا الطريق. تجارب التاريخ أثبتت أن مثل هذه المعوقات الخارجية تزيد الإنسان إصرارًا على المواصلة، وترفع من درجة شوقه لِأن يصل إلى مبتغاه.

أما الوساوس الداخلية فهي المثبطات التي تهزم الإنسان داخليًا. لا تسدّ الطريق، بل تهدم في وجوده قوة السير والمواصلة، تسلب الإنسان قدرة السعي وبذل الجهد. تقول له من داخله: لماذا تذهب؟ ما فائدة مسيرك؟ لعلك لا تصل. لعل قاطع طريق يواجهك. لعلك تواجه من يفترسك. من الذي سمح لك بالذهاب؟ لا، لا تذهب. وهذه الوسوسة هي أسوأ بكثير من الوساوس الخارجية.

هذه المعوقات الداخلية واجهت أكثر قادة طريق السعادة على مرّ التاريخ. كان قوم موسى يواجهون نبيهم بهذه الوساوس. ويصرحون له بأننا نخشى أن لا تتحقق ما وعدتنا به. والقرآن الكريم يشير إلى أن ظروف الشدة والأزمات أدت ببعض الخواص أن يقولوا: (مَتَى نَصْرُ اللهِ)؟! حتى الخواص تساورهم هذه الوساوس والمعوقات!
من شروط نيل السعادة أن يتخلّص الإنسان من هذا الاضطراب الداخلي والقلق النفسي، وأن يكون قادرًا على أن يتغلب على هذه الحالة.

لقد كررت مرارًا ما في «دعاء كميل» من إيحاءات تشدّ العزيمة وتخلّص الإنسان من هذا الضعف الذي يساور داخل الإنسان. جاء في بعض مقاطعه: «ياربّ، ياربِّ، يا ربِّ. قوّ على خدمتك جوارحي. واشدد على العزيمة جوانحي». يطلب الإنسان من ربّ العالمين أن يرزقه قوّة التغلب على كل شك و تردد يعوق دون حركته.

4ـ أن يكون سعيه مثمرًا. أن يحدوه أمل بأن مساعيه ستبلغ الغاية التي يريد. الذين يعانون من اليأس لا يبلغون أهدافهم، ولا يحقّقون ما يصبون إليه من سعادة، فلابدّ أن يثق الفرد بأن سعيه سيكون مثمرًا، وأنه يقطع في كل خطوة شوطًا على طريق هدفه. لو كنتَ في صحراء قاحلة وكنت تعرف اتجاه الطريق إلى مقصدك، فإنك ستسير في الطريق بعزم وثبات وسعي حتى ولو تأخّرت عن القافلة.. حتى ولو كنت وحيدًا. أما إذا كنت قد ظللت الطريق، ولا تعرف اتجاه المسير، فإن خُطاك ستكون رخوة ضعيفة، ذلك لأنك لا تعلم أن مسعاك مثمر. تحتمل أنك في خطواتك تبتعد عن الهدف. لذلك فإنك تتجه يمنة ويسرة. إذن أحد شروط سعادة الإنسان أن يؤمن الإنسان بأن سعيه سيكون مثمرًا منتجًا.

5ـ أن تكون أخطاؤه وزلاته قابلة للعفو والغفران والجبران. فالإنسان في مسيرته يتعرض لأخطاء وزلات. وإذا كان في كل خطأ وزلة قد أصيب بجرح لا يقبل التضميد، وأن تكون أخطاؤه لا تقبل الجبران فإنه يبقى في قلق مستمر، يائس من ماضيه ومتشائم من مستقبله. أما لو علم أن كل ما صدر عنه من خطأ وزلل قابل للجبران حين يعزم على أن يجبر خطأه وأن يكون نادمًا على ما صدر منه، فإنه يزداد نشاطًا وشوقًا وأملًا في تحقيق ما يصبو إليه.

6ـ أن يكون للإنسان سند مطمئن في المسير. أي أن يعلم بأنه يستطيع أن يطلب من ذلك السند المساعدة في الظروف كلها. تمامًا مثل شخص في حقيبته خارطة شاملة جامعة، يسير في الطريق بثقة واطمئنان، وإذا أخطأ في المسير يستخرج الخارطة فتدلّه على الطريق الصحيح، يشعر دائمًا بأن له مستمسكًا ومستعصمًا يستفيد منه.

7ـ أن يكون له في مواجهة العدوّ من الله نصر وإمداد. وهذا أيضًا من شروط تحقيق السعادة والنجاح. المادي طبعًا لا يؤمن بالله، ولذلك فإننا لا نذكر اسم الله سبحانه مع المادي. لكننا نستطيع أن نقول له: لو أنك في مسعاك المادي وفي نضالك الاجتماعي قد علمت أن قوةً ما وراء قوة المادة والطبيعة ستساندك، فإنه لا شك سيطير فرحًا، وسيرحّب بتلك القوة التي تسانده في مواجهة العدوان. المادي لا يؤمن بالله طبعًا، لكن الإنسان الإلهي يثق بوجود تلك القدرة المسيطرة على كل شيء. وهذا الشعور يزيد سرعة الإنسان في حركته نحو سعادته.

8ـ أن يرى الإنسان بأنه متفوق على صفوف الجبهة المقابلة. ويرى أن العاقبة هي له في هذه المواجهة. وهذا الشعور أيضًا له التأثير الكبير على أن يطوي الإنسان طريقه بسهولة وسرعة أكثر.

9ـ أن ينتصر على أعداء مسيرته والصادين له عن بلوغ هدفه.. أن يحقق الانتصار في نهاية المسير. وهذا أيضًا من أهم عناصر سعادة الإنسان.

10ـ أن يتجاوز العقبات والضغوط والموانع ويبلغ الهدف. ويحقق الفوز والفلاح.

11ـ ومما له دخل في سعادة الإنسان أن يكون له في طريق وصوله إلى الهدف، وعند الهدف نفسه، عالم مهيّأ يستطيع أن يستثمر بركات أرضه وسمائه وجميع خيراته من غابات ومناجم وجبال و.. وأكثر من ذلك أن تنفتح أمامه أبواب مصادر عقله وإدراكه وفهمه وكفاءاته وطاقاته ليستفيد منها.

ثم بعد هذا الاستثمار كله في حياته تبدأ بعد وفاته مرحلة استراحته ومرحلة نيل أجره. الإنسان المادي يتوقع الحصول على نتائج عمله في حياته، ولا يعقد أملًا على ما بعد وفاته. ولو قيل له افترض ــ وفرض المحال ليس محالًا ــ أن موتك بداية راحتك. كيف سيتلقى هذا الافتراض؟! تلاحظون أن هذا أكبر أركان السعادة.. أن يرى أنه بعد انتهاء شوط الحياة الدنيوية سينال جزاء مساعيه وينعم بالجنة والرضوان.

هذه هي بعض الشروط اللازمة لتوفر السعادة للإنسان، وهي في المنطق القرآني مقرونة بالإيمان والعمل الصالح.
لنبدأ بالآيات القرآنية التي تزفّ هذه البشائر كلها وعشرات غيرها للمؤمنين. تبشر المؤمنين بالهداية، والنور، والسكينة، وتحقيق الهدف. ولو أمعنا النظر في التاريخ لرأينا تحقق هذه السنة الكونية الإلهية على مرّ العصور.

(إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ یَهْدِیهِمْ رَبُّهُمْ بِإِیمَانِهِمْ) ونعيد التأكيد هنا أن العمل الصالح هو أداء الالتزام الذي يوجبه الإيمان على الإنسان، وهذا الإيمان يؤدي بالمؤمنين أن يهتدوا إلى الطريق. بسبب إيمانهم يهتدون إلى الطريق، يهتدون إلى الهدف وإلى السبيل الذي يؤدي بهم إلى الهدف.

تسمعون من يقول حين يرى الهدف بعيدًا والإمكانيات ضعيفة: هل يمكن أن نصل إلى الهدف المطلوب؟ لو تفحصت في هذا الكلام لرأيت عدم وجود الإيمان بالخطوة الأولى، أو أن يكون ذلك الإيمان غير مقرون بالعمل. لو آمن الشخص وعمل لانفتحت أمامه الهداية إلى الطريق، وسيقطع الخطوة الثانية. «الطريق نفسه يقول لك كيف تسير» كما يقول العطار النيسابوري. حين يؤمن الإنسان بالهدف ويتبع هذا الإيمان حركة نحو الهدف، فإن الطريق سوف ينفتح أمامه.

القادة والرواد وأتباعهم لا يعلمون وهم في الخطوة الأولى ما هي الخطوة العاشرة. أحيانًا أضرب لذلك مثالًا وأقول هب أنك كنت وحيدًا في صحراء، وفي ليلة مظلمة لا يُرى في سمائها قمر ولا نجوم، وليس في يدك سوى شمعة صغيرة، وتريد بهذه الشمعة الصغيرة أن تقطع هذه الصحراء الممتدة. ‌ستقول مع نفسك إن هذه الشمعة سوف لا تضيء لأكثر من عدة أمتار من الطريق، وأنا أمامي عشرة كيلو مترات. هذا كلام مَنْ ليست له تجربة في قطع الطريق. المجرّب سيقول له: ‌سِرْ هذه الأمتار التي تساعدك فيها إنارة الشمعة. وإذا تيسّر لك بعدها سبيل للمواصلة فواصل، وإلاّ فلا تذهب. اقطع ما استطعت من الطريق بما لديك من إمكانات الإضاءة، وسترى أنك قادر بعدها أن تواصل الطريق إلى نهايته: (یَهْدِیهِمْ رَبُّهُمْ بِإِیمَانِهِمْ). الله سبحانه سيهديهم بواسطة إيمانهم. ‌الإيمان سيدفع الإنسان لأن يجد السبيل.

وفي موضع آخر يقول سبحانه: (وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن یَقُولُ أَیُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِیمَانًا فَأَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِیمَانًا وَ هُمْ یَسْتَبْشِرُونَ). الإيمان نفسه يؤدي إلى الهداية وإلى تعميق الإيمان في النفوس.

(یَا أَیُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَ أَنزَلْنَا إِلَیْكُمْ نُورًا مُّبِینًا # فَأَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا بِاللهِ وَ اعْتَصَمُوا بِهِ فَسَیُدْخِلُهُمْ فِی رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَ فَضْلٍ وَ یَهْدِیهِمْ إِلَیْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِیمًا) والبرهان والنور هنا بمعنى القرآن الكريم. والمؤمنون بشرط الاعتصام به، أي الاعتصام بدينه ورسالته، ستنالهم الرحمة والهداية نحو الطريق المستقيم.

(وَالَّذِینَ جَاهَدُوا فِینَا لَنَهْدِیَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَ إِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِینَ) وجاهدوا فينا، أي جاهدوا لتحقيق الأهداف الإلهية، وما هي الأهداف الإلهية في هذا العالم؟ هي العدل، والأمن، وعبودية الله، ونموّ الإنسان وتكامله، وعمارة الأرض، وعمارة قلب الإنسان، وعمارة الدنيا والآخرة، وسير الموجودات على طريق كمالها. هذا ما يريده الله سبحانه في هذا العالم.

يريد زوال الظن والشرك والكفر وانعدام الأمن والتوحش والطغيان. من يجاهد لإقامة ما يريد الله إقامته وإزالة ما يريد زواله فإن الطريق سيتضح أمامه وتزول كل حيرة فيه.

وكذلك هو الأمر في المجالات الحياتية جميعها، في فهم الدين، في المسائل الاجتماعية، والشؤون العالمية و.. كل من قطع خطوة على طريق الهدف الإلهي، وجاهد للوصول إلى الهدف فإن الخطوة التالية ستتضح. فالله تكفّل بهداية هؤلاء المجاهدين في سبيله نحو طريق الكمال.

قلنا إن النور مما يحقق سعادة الإنسان بالمعنى الذي ذكرناه للنور. والله وعد المؤمنين بالنور:
(اللهُ وَلِیُّ الَّذِینَ آمَنُوا یُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَ الَّذِینَ كَفَرُوا أَوْلِیَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ یُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِیهَا خَالِدُونَ).

(الولي) أرجّح أن أفهم معناه بأنه (الحليف)، فهو أقرب عندي من المعنى الشائع: النصير والراعي والصديق.
ومعنى (اللهُ وَلِیُّ الَّذِینَ آمَنُوا) أي إنه حليفهم وفي جبهتهم. (یُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) أي ينقذهم من ظلمات الجهل، والخرافة، والغرور، والأنظمة المتجبرة المعادية للإنسان، ومن كل ما يعتبر طامورة معتمة لجوهر وعي الإنسان. ويأخذهم إلى (النور).. نور المعرفة والعلم والقيم الإنسانية، وهذا الانتقال من النور إلى الظلمات خاص بالمؤمنين ولا يشمل الكفار الجاحدين وفاقدي الإيمان. لذلك كان المشرك في قلق دائم، وفي اضطراب مستمر، ليس في حياته نور، ولا معرفة حقيقية.

(وَالَّذِینَ كَفَرُوا) والكافر من جحد العقيدة الدينية، وأعرض بجفاء عن هذه الهدية الإلهية للإنسان، وعن هذه النعمة الربانية. والكافرون من غطّوا على نعمة الله، وجحدوها.

(أَوْلِیَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ) هؤلاء أولياؤهم وحلفاؤهم الطواغيت والمعتدون.

(یُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ) يبعدونهم عن نور المعرفة ويوقعونهم في زنزانات الظلمة (أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِیهَا خَالِدُونَ).

(یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِیرًا # وَ سَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَ أَصِیلًا # هُوَ الَّذِی یُصَلِّی عَلَیْكُمْ وَ مَلَائِكَتُهُ لِیُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) هذه بشارة أخرى من القرآن الكريم. وهذه البشائر كثيرة يتطلب الحديث عنها أيامًا عديدة، استعرضت بعضها اليوم، وسأستعرض عددًا آخر منها في الجلسة القادمة إن شاء الله.

اقرأ أيضاً:

الإيمان والالتزام بالمسؤوليات

البشائر 2

تحميل الفيديو
الإمام السيد علي الخامنئي
المصدر
مشروع الفكر الإسلامی في القرآن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى