بيرق

أسلحة السجين (2): وضوح الرؤية والهدف

أيها الثائر البصير، إن وضوح الرؤية والهدف هو الموصل للنصر، لا بارك الله في حركة لا تعلم من أين تبدأ؟ وكيف تسير؟ وإلى أين تنتهي؟ هذه أمة ضائعة، وتسير من غير هدى، ولا تصل إلى أهدافها، ونتائجها كارثية على الأمة، هذه أمة مصداق من مصاديق قوله تعالى: {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا} سورة الكهف: 104، فإن الذي لا يفكر في العواقب ويعمل من غير هدف واضح، هو يحسب أنه يحسن صنعاً ولكن عاقبة عمله الخسارة وليس الربح، وآلة قياس الخسارة من الربح، قياس ذلك مع الأهداف وما تصبو له من إقامة الحق.

اجعل عملك مدروساً واضحاً، وتكون فيه على بينة من أمرك، وتسير فيه باطمئنان وإيمان راسخَين، تهون عند ذلك المصائب والمتاعب، وكل ما يصب عليك في غرف التحقيق، فإن التعذيب النفسي والجسدي يريد إيصالك لحد التعب والإرهاق بأن تفشي ما تحتفظ به من معلومات وأسرار، لكي يستفرد بها على حساب أهدافك وما تعمل من أجله، وهيهات أن تضعف نفسك ويرهق جسدك، وييأس فكرك، ويذهب إيمانك بوعد الله.

قول الله تعالى: {لما رءا المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما} سورة الأحزاب: 22، هذه الآية الكريمة توضح لنا صدق وعد الله تعالى والرسول (ص)، وأن البلاء الذي وقع عليهم تقبلوه بإيمان وتسليم.

وقد ذُكر لمعنى وعد الله هنا أحد أمرين:

الأمر الأول: إخبار النبي (ص) باجتماع قبائل العرب وتظاهرهم على المسلمين، عندما رأى المؤمنون صدق هذا القول، تيقنوا بصدق النصر، وهذا زادهم إيماناً وتسليماً.

الأمر الثاني: الوعد الذي أتى في قوله تعالى: {أم حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين معه متى نصر الله} سورة البقرة: 214الوعد بخوض امتحان عسير، فلما رأوا الأحزاب تيقنوا بذلك وعد الله تعالى ورسوله (ص).

وعلى كلٍ من الاحتمالين يوجد لدينا وعد إلهي في القرآن بالنصر والغلبة، قوله تعالى: {إن ينصركم الله فلا غالب لكم} سورة آل عمران: 160، وقوله تعالى: {إن تنصروا الله ينصركم} سورة محمد: 7، ويوجد لدينا وعد بالبلاء ومن يصبر على ذلك يوفى أجور الصابرين قوله تعالى: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين} سورة آل عمران: 142، هذه سنة إلهية جارية على طول الزمن.

وأن الهدف واضح وهو إقامة دين الله وحدوده، وأن التمكين لإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة دين الله وأن يعبد الله وحده، قوله تعالى: {الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور}. سورة الحج: 41

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى