أدب المقاومة

أنزلوا أعلامكم

أنزلوا أعلامكُم وخضبوا رؤوسكم من الثرى *** رحل اليومَ أبو الزهراءِ نِبراسُ الورى
النبيُ المصطفى *** وسنا النورِ أنطفا
وامُحمداه وامُحمداه *** وامُحمداه وامُحمداه

كَسفُ شمسٍ خسفُ بدرٍ واختلافٌ في الزمان *** رحل اليومَ الذي كان إلى الخلقِ الأمان
والنوى أوجَدَ في أعيُنِ من يهوى قذى *** وجِنانُ اللهِ فاحت للقاهُ بالشذا
ومن العرشِ أمينُ اللهِ جبريلُ حذا *** فاطمٌ هيا استعدي بعد طه للأذى
وجدُ فقدٍ خِلفُ عهدٍ واعتداءٌ وهوان *** كسرُ ضلعٍ ثُمَ صفعٍ يترك الناظِرَ قان
ثُمَ لا ناصر بالوهلةِ من هذا وذا *** كُلهُم صَعَّر خدا والصوابَ انتبذا
واستوى الأمرُ على شورى الصحابِ هكذا *** ومضى أقراهُمُ فوقَ الكِتابِ نافذا
وبُعيداً ليس بعداً طاوي الغدرِ أبان *** وانجلى ما كان يخفى واستبانَ الرجُلا
وأتوا حاطِمةً للهُدى ضامرةٌ حقدَ الورى *** عند بابٍ كان جبريلَ عليهِ الخافِرا

خلفهُ من يعلمون *** وعِناداً يُعرضون
وامُحمداه وامُحمداه *** وامُحمداه وامُحمداه

يا أبا الزهراء قمنا بعد أن نادى الأمين *** رحل اليومَ رسول اللهِ خيرُ العالمين
والعِدى اثنانِ مكسوفٌ و هذا مُوصدُ *** فوقَ حقدٍ من أذاهُ يستغيثُ الجلمدُ
هذهِ الأُمةُ تنحى للورى لو شَهِدوا *** أيَ دارٍ هجمَ القومَ وأيً وقدوا
لو رأوا كيف توارت فاطمٌ أُمَ الحُسين *** خلفَ بابٍ تطلبُ السِتر وتحمي الحَسنين
وهُمُ لما رأوها بعنادٍ عمدوا *** ضغطةَ البابِ ليُلقى من حشاها الولدُ
أو لتلقى حتفها بل يُنفذُ ما قصدوا *** وعليٌ عن نضالِ حُكمهم يبتعدُ
وهُمُ بال مصطفى كانوا بأُحدٍ غادرين *** تركوهُ لضبى الكُفرِ وتولواَ مُدبرين
يا لها من عثرةٍ رُسمت من خيلةٍ للعافرين *** بِأسَ ما جاءوهُ فِعلاً بؤسوا من معشرين

قد أضاعوا رشدهُم *** وعصوا سيدهُم
وامُحمداه وامُحمداه *** وامُحمداه وامُحمداه

كُلُ أعضائي على المُختارِ دمعُ وجوى *** إنما الحُزنُ بقلبي صبَ مقدارُ الهوى
والهوى للمُصطفى فوقَ هوانا للنُفوس *** فغدا القلبُ كمغشٍ في غضا الجمرِ يدوس
لفقيدِ أفلتَ من فقدهِ شمسُ الشُموس *** وبدا الكونُ من الحُزنِ شحوباً وعبوس
وزمانُ ال عز للزهراءِ والآلِ انطوى *** وعلى الأريسِ والكرارِ بالجورِ استوى
أصبحَ الأذنابُ يومَ الفتحِ بالغدرِ رؤوس *** و لواءُ المُرتضى العالي توارى في طُموس
وغديرُ المُرتضى أضحى خُرافاتُ المجوس *** واستدارت فوقها من آلِ سُفيانَ الكؤوس
هذهِ شورتُكم عالٌ تغشاها الهوى *** وتجلى أصلهُ العِهرُ بوادي نينوى
قتلت آل الهُدى وأذاقتنا الردى بعد الضما *** ومشت للسبي مهتوكاً ليلقى الظالما

فالعبيدُ ملكت *** والكرامُ ذُبحت
وامُحمداه وامُحمداه *** وامُحمداه وامُحمداه

أظلمَ الكونُ وعادَ النجمُ والبدرُ كئيب *** حيثَ كُلٌ منهما للمصطفى كان حبيب
قد أحسا فقدهُ فأنسابَ من ضوئِهما *** بارقٌ يدمعُ بالدمِ على الأُفقِ دما
ويُعزونَ بِمُحمرِ الضياءِ فاطِما *** وعليٌ أسد اللهِ الأُصول الضيغما
كُلُ شيءٍ في سجايا خلقهِ يُبدي النحيب *** السماء والأرضُ والأملاكُ بالأُفقِ الرحيب
رحلَ اليوم الذي كان إليها قَوَما *** ولكُلِ الخلقِ من شرِ العذابِ سَلما
حلَّ بالذكرِ رؤوفاً بالعبادِ راحِما *** صائِمَ الزفرِ إلى محيا الليالي قائِما
والذي ما مثلهُ كان إلى الأعلى قريب *** جاوز السِردة واللوحَ وميزانَ الرقيب
ثُمَ خصاهُ النداء يا موازين الهُدى والمجتبى *** خيرُ خلقي أنت فابدي للجوى اطلبا

فدعا يا آيتي *** ربي فأرحم أُمتي
وامُحمداه وامُحمداه *** وامُحمداه وامُحمداه

أولم يُحسن لكم يا أُمة السوء النبي *** فلماذا ملتُمُ في كفةِ المُنقلبِ
وأتيتُم نعِقَ الشرِ وعِتريسَ الفِتن *** وجعلتُم آلهُ ما بينَ فكينِ المِحن
فلهُم في كُلِ أرضٍ نبعُ جُرحٍ ما سكن *** شاهدٌ ان هواكُم لا يزالُ للوثن
واغتديتُم لنزالِ ال غدر أدنى مضربِ *** منذُ أن جِئ تُم إلى دارِ الهُدى بالحطبِ
وبها بضعتُهُ الثكلى بوجدٍ وحزن *** وعليٌ مع ابنيهِ حُسينٌ وحسن
وبهِ المُحكمُ بالذكر السماء قُلتُم وإن *** يدخل الكرارُ في بيعتنا أو تُحرقين
لا غديرٌ لا أميرٌ من بني المُطلبِ *** لعبت ها شمُ بالمُلكِ وحُكمِ العربِ
هكذا آخركُم تابعٌ أولكُم في المسلكِ *** بين بابٍ يغصبُ الحقِ ويُبدى الفاتكِ

منهُمُ ينحدرون *** وعلينا يقذفون
وامُحمداه وامُحمداه *** وامُحمداه وامُحمداه

برأ المُخ تارِ من دين الهوى والترفِ *** الذي أر دى الحكيمَ عند قُدسِ النجفِ
دينُ تكفيرٍ وإرهابٍ مقيتِ الفِكرِ *** دينٌ تقصيرٍ على شكلُِ العُقولِ القُصرِ
رأسهُ شمرٌ بفطرٍ أُمويُ المصدرِ *** دينُ من أفلسَ فاضطُرَ إلى أن يفتري
وادعا أن ه حقٌ وارثٌ للسلفِ *** وبحدِ السيفِ يلقى وُجهةَ المُختلفِ
ليسّ هذا دينُ طه رحمةَ المُقتدرِ *** والذي يحتاطُ في قتلِ الذُباب والحَشرِ
جعلَ الحُرمةَ حتى لجوارِ الكافِرِ *** ونهى عن ضررِ السنيِ خيرُ البشرِ
وهمُ قد فجروا زُوارَ آلِ الشرفِ *** واهمينَ النورَ من قبرِ حُسينٍ ينطفي
واتوا مُعتقدين قتلَ زُوارَ الحُسينِ العاشِقين *** نهجهُ الرافِضَ للظُلمِ وكُلِ الظالمين

قتلوهُم ببرود *** فرموهُم بالجُحود
وامُحمداه وامُحمداه *** وامُحمداه وامُحمداه

وقُريشٌ قد غدت بعد النبيِ فرقتين *** عربٌ ترضى علياً ضدُ أُخرى رافضين
وأبو حفصٍ يقولُ الغالبينَ الرافِضة *** لِثُبوتٍ النصِ في المولى عليِ المُرتضى
وإلى الترهيبِ وسطَ القومِ بالسيفِ أنتضى *** مُرهباً من كان شيعيَ الهوى مُعترضا
قائِلا ه ذا الأميرُ فلتكونوا مُجمعين *** أو فهذا وأشارَ للموعِ الصفحتين
هكذا شورتُكم جاءت على غيرِ رِضا *** من بني فاطِم والناس إنما شاءَ القضا
أن يكونُ لفِعالِ الجورِ منكُم غرضا *** صوبت في كربلاء قلبَ حبيبِ المُرتضى
وإليها أستند العا صي على صدرَ الحُسين *** والذي نا دى أشعلوا نا را بيوتَ الظالمين
وبنوا مروانِكُم أمرت حجاج آلِ المُبغضين *** قتلَ من والى علياً ونًسمى الرافضين

صفوةً مُنتجبون *** قد أُبيدوا في السُجون
وامُحمداه وامُحمداه *** وامُحمداه وامُحمداه

فتِري يا بضعةِ المُختارُ عن هذا البُكاء *** أو ما آن لهذا الحُزنِ وقتُ الإنقضاء
سنهدُ الدارُ بالعُنوةِ إن لم تسكُتي *** مثلما بالقبرِ قطعنا جُذورَ الأيكةِ
فالدُموعِ عندنا تغمُرُ معنى الثورة ِ *** تعني أنا قد تعمدنا أذاءَ البضعةِ
إنما مو تي بصمتٍ من تباريحِ البلاء *** لنقولَ الي وم ماتت بضعةَ الهادي قضاء
ونُشيعكِ بالقدرِ مقامِ العِترةِ *** ثُم نمشيِ خلفكِ مشيا أريبَ الغايةِ
ولتأتينا الوُفودُ بجلالِ العزةِ *** لتُزينا فنحنُ أُمراءُ الأُمةِ
عمدت فا طمُ للكفِ وأردتهُ هباء *** فلقدَ أو صت بان تُ دفنُ ليلا بالخفاء
واختفى مرقدها ليكُن شاهدُها ضد الأُلى *** كسروا أضلاعهامن بعد نقضٍ للولا

وعلى وجنتها *** لطمةٌ في عينها
وامُحمداه وامُحمداه *** وامُحمداه وامُحمداه


الشاعر غازي الحداد | ديوان الحزن المعشوق

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى