حرية الحسين
بالأربعين تُهيجنا حُريةُ الحُسين *** والشُهداء بالقُدسِ أولى القِبلتين
الأربعونَ عندما ينطلقُ العهدُ دمائا *** سائلةً خاضبةً راسيةً طريقَ التضحيات
الأربعونَ عندما ينهدرُ الحُزنُ دموعا *** جارفةً نادبةً راويةً معاقِلَ الثبات
ساكبةً من كربلا ماءَ *** العُلا فوقَ صفيحِ النكبات
شاهدةً من كربلا *** أن الولا يومَ الفداءِ وقفات
مُرخصةً من كربلا ما قد غلا *** للعِزِ في وجهِ الطُغاة
طارقةً من كربلا سمعَ *** الملا الموتُ يُعطيكَ الحياة
الأربعونَ عندما ينتهجُ الركبُ رجوعا *** منصدعاً ملتوعاً منفجعاً لنضرةِ الحُماة
الأربعونَ عندما يزدهرُ القبرُ سطوعاً *** منشرحاً مُتَّرِحا مُنفتحا لضمِ الثاكلات
بالأربعين ركبٌ أتى يؤبنُ الحُسين *** من النساء يسالُ أينَ القبرُ أين يسألُ أينَ القبرُ أين
الأربعونَ عندما ينشهرُ الحقُ سُيوفاً *** بارقةً ضاربةً شاربةً من مَفرقِ الفساد
الأربعونَ عندما تحتشدُ الجُندُ صفوفاً *** واقفةً مُشرعةً واقِفةً لدولةِ الرشاد
مُلهَمةً من كربلا أن الجلا *** للظُلمِ في خطِ الجِهاد
عاقِدةً من كربلا عقدَ الطِلا *** مِن كُلِ طاغٍ بالعباد
جازِمةً من كربلا أن الفلا *** فيها من العِزِ وساد
طاب لها من كربلا *** ما قد صلا نُزلاً أبياً للرُقاد
الأربعونَ عندما *** تمتلئُ الخُلدُ قُطوفاً
طائِبةً دانيةً ساغيةً *** لدامي الفؤاد
الأربعونَ عندما ينفتحُ الصبرُ صُروفاً *** راسخةً ثابتةً صامدةً لنصرِ الاِعتقاد
بالأربعين ركبٌ أتى يُعاهدُ الحُسين *** يُعطي الولاء للخامنائيِ
الأربعونَ عندما يعلو الخُمينيُ إماماً *** مُسترجاً مُبتهجاً مُنتهجاً صِراطَ الأنبياء
الأربعونَ عندما يسطوا الخُمينيُ حِساماً *** مُنزرقاً مُنطلقاً مُخترقاً جُموعَ العُملاء
مُنتسجاً من كربلا نسجَ الرِدا *** سبحتهُ عقدُ الفِداء
مُلتفعا من كربلا بُردَ الولا *** يمشي على هديِ السماء
عِمتهُ من كربلا لونُ الدما *** سَوَدَها عُظمَ البلاء
نبرتُهُ من كربلا يتلوا الدُعا *** يشدو برجزاتِ السِقاء
الأربعونَ عندما يرتسمُ الدمُ وساماً *** مُنهدراً مُنتشراً مُنفجراً بثأرِ كربلاء
الأربعونَ عندما يلتهِبُ الأُفقُ ضِراما *** مُطبقةً مُشرقةً مُحرقةً غُرورَ الدُخلاء
بالأربعين يَذَّكِرُ الأحرارُ بالحُسين *** وبالعزاء يعلوا هِتافًُ الثائرين
الأربعونَ عندما ينبعثُ الشعبُ هِياجاً *** مُكتشفاً مُحترفاً مُنتسِفاً قِلاعَ الدُخلاء
الأربعونَ عندما تشتبكُ الأيدي سِياجاً *** لائِحةً عاليةً قابضةً بهَديِ العُلماء
مُعلنةً من كربلا إنَ الدما *** سِرَ مغاليقِ السماء
صارخةً من كربلا أنَ الفدا *** فيهِ من الذُلِ شِفاء
هاتفةً من كربلا أنَ الإبا *** في كفِ عباسٍ لواء
كاشفةً من كربلا إن القضا *** طوعُ دماءِ الشُهداء
الأربعونَ عندما يشتعلُ الدمُ سِراجاً *** مُنهمرا مُستهراً مُنتصراً لحقِ الضُعفاء
الأربعونَ عندما ينغمرُ الأُفقُ وِهاجاً *** مُلتهباً مُرتهباً مُنتهباً قُلوبَ الجُبناء
بالأربعين مروا على ظُلامةِ الحُسين *** وبالبُكاء مروا بمقطوعِ اليدين مروا
الأربعونَ عندما يلتمعُ الدمُ مناراً *** مُنسكباً مُحترباً مُلتهباً بوجهِ الغاصبين
الأربعونَ عندما يَتَّخذُ الطفلُ قراراً *** مُحتدما مُنتقماً مُصطدماً ببغيِ المُفسدين
مُلتهماً من كربلا أن العُلا *** سيفٌ لكفِ الثائِرين
مُدَّرِسا من كربلا لا ما خلا *** حربٍ تُزيلَ الظالِمين
مُلتمساً من كربلا أن الجلا *** بالسلمِ دعوى الخائِنين
مُرتفعا من كربلا فوقَ البلا *** يُحيي صمودَ المُرسلين
الأربعونَ عندما ينفجرُ الليلُ نهاراَ *** مِن قدرٍ من شررٍ من حجرٍ بأيدي الصامِدين
الأربعونَ عندما تندفعُ الجُندُ حِرارا *** صائلةً صاديةً صاليةً بحقِ الضائِعين
بالأربعين نزفُ الدماء *** يُعاهدُ الحُسين
وبالولاء يزخرُ ركبُ الزاحفين *** يزخرُ ركبُ الزاحفين
الأربعونَ عندما تنحدرُ الجُندُ سُيولاً *** سابِحةً جارحةً فاتِحةً للقُدسِ بالكِفاح
الأربعونَ عندما يُسحبُ شارونَ ذلولاً *** طائِرةً دائِرةً خائِرةً من عصفةِ السلاح
طَوَّقها من نينوى جيشٌ روى *** بالحربِ سِراً لا يُباح
ألبسها من نينوى جمعُ القِوى *** من ألسُنِ النارٍِ وِشاح
ألجمها من نينوى لجمٌ لوى *** أنيابها الصُفرَ القِباح
أرهبها من نينوى سيفٌ حوى *** في حدهِ الحقُ الصُراح
الأربعون عندما تهربُ صُهيونَ فُلولاً *** قاديةً عائِدةً لائِذةً بدولةِ السِفاح
الأربعونَ عِندما يشترعُ الدينُ حُلولاً *** غاضبةً ضاربةً ثاخنةً صهيونُ بالجراح
بالأربعين الرايةُ الكُبرى إلى الحُسين *** وبالدِماء تُرهبُ جيشَ الطامعين
الأربعونَ عندما ينهزمُ السلمُ دحوراً *** مندحراً مُنكسراً مُنتهراً لأُمةِ الفساد
الأربعونَ عندما يشرقُ حزبُ اللهِ نوراً *** مُنتشراً مُقتدراً مُنتصراً لموقفِ الجِهاد
مُستلماً من نينوى ذاكَ اللِوى *** من كفِ ممزوقِ المزاد
قائدهُ من نينوى صدقَ النوى *** بالروحِ يفدي الاعتقاد
صارمهُ من نينوى حدَّ الهوى *** يشطرُ هاماتُ العِناد
رشاشهُ من نينوى قدحاً ضوى *** من غضبِ اللهِ الزِناد
الأربعونَ عندما يُكتبُ بالنحرِ سُطوراً *** ضاريةً ثائِرةً داحرةً مُغتصبَ البِلاد
الأربعونَ عندما يوفي دمُ الشعبِ نُذوراً *** واجبةً لازمةً دافعةً مظالِمَ العِباد
بالأربعين عودوا بدمعِ الشوقِ للحُسين *** وبالنداء هُدوا صُروحَ الظالمين
الأربعونَ عندما ينبعثً الصدرُ شهيداً *** مُبتسما مُرتسماً مُتَّسِماً طريقةَ الشهيد
الأربعونَ عندما يُروى ضما الدينِ وريداً *** مُندفقا مُنتشقاً مُنطلقاً لمجدنا يُعيد
في قلبهِ من نينوى ذاتُ الهوى *** للهِ والذكرِ المجيد
غايتهُ من نينوى والمُحتوى *** من عافرٍ فوقَ الصعيد
موكبهُ من نينوى زحفاً سِوى *** نحوَ حُثالاتِ يزيد
يدفعهُ من نينوى سبطٌ ثوى *** من فوقهِ الطفلُ الوليد
الأربعون عندما يُبتدرُ السِرُ قصيداً *** رائدةً سائدةً شائدةً لصدرنا الفقيد
الأربعونَ عندما ينذبحُ الصدرُ فريدا *** مُنتذراً مُنخذلاً مُنجدلاً بصارمِ العبيد
بالأربعين زوروا أبا جعفرَ والحُسين *** والشُهداء على ضفافِ الرافدين
الأربعونَ عندما ينتزعُ الشعبُ حُقوقاً *** واضحةً راسخةً ثابتةً دُستورها الكِتاب
الأربعونَ عندما يُلغي ذوي الشأنِ فُروقاً *** عُرقيةً سُنيةً شيعيةً فالأصلُ من تُراب
عِبرتُها من نينوى حيثُ استوى *** جونٌ وعريسُ الشباب
فاحَ بهِ من نينوى رغمَ النوى *** طيبٌ من الجنةِ طاب
ذكرٌ لهُ من نينوى لا ما طوى *** يسموا على هام السحاب
زفتهُ من نينوى ذاوي القوى *** للخُلدِ من غيرِ حِساب
الأربعونَ عندما يزهو سنا جونَ شُروقاً *** من لونهِ من عُطرهِ من حُبهِ قُدسيةَ الرِحاب
الأربعونَ عندما ينتفضُ الحقُ طروقاً *** بابَ العنا والمُجتنى حُمرَ المُنا من حزةِ الرِقاب
بالأربعين لبوا نداءَ منحرِ الحُسين *** وبالقنا بيانهُ في آيتين
الأربعونَ عندما نرفعُ بالقُدسِ لواءاً *** طلعتهُ رسمتهُ رفتهُ لبيكَ يا رسول
الأربعونَ عندما يمتلأُ الأقصى نداءاً *** عائدهُ رائدهُ قائدهُ من عترةِ البتول
غايتهُ من نينوى وادي طِوى *** من تحتهِ الماءُ زلول
في وجههِ من نينوى نورث الهوى *** يُشرقُ من فوقِ التُلول
صارمهُ من نينوى فيهِ انطوى *** من حيدرٍ عزمٌ يصول
غضبتهُ من نينوى طاغي القِوى *** يمشي فتخضَّرُ السُهول
الأربعونَ عندما نعقدُ بالقُدسِ عزاءاً *** للشُهداء والسُعداء والعُمداء للدينِ والأُصول
الأربعونَ عندما يُعطي دمُ النحرِ ولائاً *** في شممٍ في حِممٍ في قسمٍ الغاصبُ يزول
بالأربعين تُثيرنا بُطولةُ الحُسين *** وبالعزاء بالدمِ تبكي كُلُ عين
الأربعونَ عندما ينقطعُ التوطينُ قسراً *** للحُمقاء والجُهلاء والدُخلاء بموطنِ الجُدود
الأربعونَ عندما ينحصرُ التجنيسُ حصراً *** ينضمهُ حقُ الدماء والانتماء للأرضِ بالوُلود
لا حقَ شُدّادُ الملا والحُثلا *** من دونِ ضبطٍ أو قيود
بل حقَ عُربِ النُسلا والنُزلا *** بالأرضِ حقا بالوُجود
أو عُلماءٍ نُبلا أو فُضلا *** يزكوا بذي الأرضِ الودود
تستبدلونَ الدُخلا بالأُصلا *** ثُمَ تعيبونَ اليهود
الأربعونَ عندما ينحضرُ التجنيسُ حضراً *** مُنقطعاً مُمتنعاً مُنتزعاً هويةَ الحقود
الأربعونَ عندما يحكُمنا القانونُ طُراً *** مُنتضماً مُحترماً مُحتكما للخفضِ والصُعود
بالأربعين نظامنا شريعةُ الحُسين *** وفِكرُنا من رأسِ شيخٍ من خُمين
الأربعونَ عندما إيمانُ حِجوا تتكلم *** حاكِمةً فاضحةً ثائرةً من مهدها الصغير
الأربعونَ عندما قلبُ السلاحِ يتألم *** مُنفجعاً مُمتلئاً مُندفعاً بثأرها الخطير
حركهُ من نينوى طفلٌ هوى *** بالسهمِ مذبوحاً عفير
هيجهُ من نينوى طفلٌ ذوى *** من ضمأِ القلبِ الفطير
وارٍ بصهيون الغوا نارِ الشوى *** بدئاً بشارونِ الحقير
يقصفُ حاخامَ العِوى قصفاً ذوى *** في مسمعِ القُطبِ الكبير
الأربعونَ عندما من قَتَلَ الذُرةَ يُرجم *** تلعنهُ تصفعهُ تحقرهُ بنادقُ المُغير
الأربعونَ عندما للقُدسِ جيشٌ يتقدم *** قادمهُ خاتِمُهُ صارمهُ من صاحبِ الغدير
بالأربعين تقودنا ألويةُ الحُسين *** لقُدسنا لكي نُواري المُعدمين
الأربعونَ عندما نزدادُ بالوِحدة عِزاً *** طائِفةً واعيةً واحدةً وحيدرُ الأمير
الأربعونَ عندما يرتفعُ الجمريُ رمزاً *** مُنفتحاً مُقترحاً مُكتسحاً وقائِداً جدير
فِكرٌ لهُ من كربلا فكرُ العُلا *** فكرث أبو سامي الغزير
عزٌ لهث من كربلا رمزُ الولا *** شيخُ البلادِ المُستمير
شعبٌ لهُ من كربلا أُسدُ الفلا *** تُبدي الولاءَ بالزئير
جندٌ لهُ من كربلا منهُم تلا *** صحنَ الفداءِ بالصرير
الأربعونَ عندما يهتزُ عرشَ الظُلمِ هزاً *** من بأسنا من عزمنا من صبرنا لثورةِ المصير
الأربعونَ عندما نثبتُ بالتأريخِ رِكزاً *** مُذّكراً مُدّخراً مُعتبراً للقارئ البصير
بالأربعين سبيلنا طريقةُ الحُسين *** وعزنا بالعُلماءُ العاملين
بالأربعين تُهيجنا حُريةُ الحُسين *** والشُهداء بالقُدسِ أولى القِبلتين
الشاعر غازي الحداد | ديوان الحزن المعشوق