بيرق

أسلحة السجّان فترة السجن (1): زرع اليأس

أخي الثائر العزيز ليكن في خلدك ومعرفتك، أنك ما صرت في هذا الموقع وهذا الموقف – داخل السجن – إلا أنّ قلبك مفعم بالإيمان والتحدي والمثابرة وعدم القبول بالواقع الفاسد الظالم، لهذا يريد هذا المتكبر أن يحد من طاقاتك، ويكبل حريتك حتى لا تهز عرشه الورقي القائم على القتل والظلم والطغيان.

عندها لا يجد مفراً من مواجهة مثل هذا الإنسان الحركي، فيفرز أسلحته وأول هذه الأسلحة زرع اليأس في نفسك، وتبديل الطاقة الإيجابية لديك إلى طاقة سلبية فيصنع منك إنساناً كارهاً للعمل، والإنجاز، وتحمل المسؤولية، ويجبرك على الرضا بالواقع المؤلم بل والتماهي معه، وتحويل المشكلة إلى أمر طبيعي وكأن لا مشكلة موجودة.

يبدأ العدو بمسخ الهوية والعبث بالمنجزات الفكرية والعقيدية والقيمية، تتحول من عنصر قوة في جبهة الحق إلى عنصر قوة في جبهة الباطل والظلم، أو تبقى على الحياد لا تنصر الحق، وما هذا إلا نصرة للباطل وخذلان للحق؛ لأنه استطاع أن يزرع اليأس في قلبك ولبّت ذلك جوارحك، وخذلت الحق الذي عزّ ناصره.

عليك بشد حيازيم الإرادة والصبر على المحنة، والتوكل على الله، وقل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، فالغاية من الثورة القائمة تصحيح الواقع المرّ والظالم، وهذا يتطلب التضحية والصبر على الأذى في جنب الله وفي أداء تكليفه.

وأبرز الأمور التي يستعملها السجّان لبسط سيطرته على نفسك، بيان قدرته ومحكومية سيطرته على كل الجوانب الحياتية لديك، وتشكيكه في حقانية الثورة والمطالب، فيشرح لك الوضع الجديد الذي ستعيشه بسبب مطالبك ومشاغبتك في الشارع، وأما لو كنت في بيتك؛ لكنت تعيش الرفاه والسعادة، فيتوغل في فكرك، ويقول: انظر لمن حولك يعيش المهنئ وأنت تعاني الأمَرّين، الكل تخلى عنك وعن هذه الثورة، لماذا لا تنظر لمستقبلك وسعادتك؟! من حرّكَكَ له مصالح شخصية، وسيتركك في نهاية الطريق، نحن نريد مصلحتك، وهكذا من التغذية الخبيثة، وهذا من قبيل دس السم الزعاف في العسل حلو المذاق.

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى