أدب المقاومة

صهيون لا ولا لن ينفع الحذر

صهيون لا ولا لن ينفعَ الحذر *** فذو الفقارِ لا ينفي ولا يذر
سيفُ علي لو يعتلي *** ضربتهُ قدر

ضربتهُ لاهبةٌ غاصبةٌ صائِبةٌ *** وافيةٌ قاضيةٌ راسيةٌ ساقيةٌ

لاهبةٌ كألسنُ اللهب غاضبةٌ وأي ما غضب *** وافيةٌ تفي بِمن كان فلا يكون
قاضيةٌ تقضي على من صارعَ المنون *** راسيةٌ كالطودِ في رأسِ الذي يخون

ساقيةٌ تُسقي الردى والقومُ يشربون *** صائِبةٌ تُصيب هامةُ من تشاء

والجُرحُ لا يطيب من ضربةِ السماء *** فضربةٌ واحدةٌ ستجلبُ الظفر
حيدرةٌ خيبرةٌ يهودها تحصنوا *** زنادقة سرادقا اتخذوا ليأمنوا

يا من دحوتَ البابَ فاندحى *** وصار في يديكَ كالرحى

أقتلع الباب الذي من خلفهِ مُحاصرون *** بواسلُ الأقصى الأُباةُ الصابرون الثائِرون
أحرارُنا ثوارنا كُلهُم ينتظرون *** لِتدحوَ البابَ ومن عليهِ هُم سيعبرون

ليدحروا اليهود بسيفِك الأصم *** وقُدسُهم تعود ومن بها أعتصم
فيا علي يا أملي *** نَصرُكَ مُنتظر

يا مَن رمى وما رمى لكنما الله رمى *** وارتعدت فرائِصُ اليهودِ يوم اقتحما

أقتحم الحُصونَ وأنتعل رؤوسَ من يرون ما فعل *** مُرتجزاً أنا الذي سمتني أمي حيدرة
فأرتعدت خيبرةٌ ومن بحُصنِ خيبرة *** فما انجلت عن حِممِ الوطيسِ تِلكَ الغبرة

إلا ورأسِ مرحبٍ في يدِ خيرِ الأُمُرا *** هذا هو الأمير سقاهُمُ الأمر
فالرأسُ لا يطير بقولِ مؤتمر *** رأسُ الظلال والاِحتلال ورأسُ من كفر

أتهدأي وتهنئي يا أُمةُ اليهودِ لا *** ستندمي لن تنعمي بالأمنِ فالموتُ أنجلى
أرواحنا بات على الأكف *** وعنكُم هيهات لن نكُف

نحنُ الفدائيون عن درب الفداءِ لا بديل *** نحنُ الفدائيون عن هذا الطريق لا نميل
فبالفداءِ والعطاءِ والدمِ الذي يسيل *** سنجبرُ اليهود مهما صمدوا على الرحيل

طريقُنا الصمود حتى نرى الظفر *** ويُصبحُ اليهود ليس لهم أثر
أرواحُنا سلاحُنا *** ورميةُ الحجر

خاشعةٌ دامعةٌ عين السماءِ يا علي *** ناعيةٌ باكيةٌ الأرضُ حزنا يا علي

فأنت سيفُ الله والهوى كيف إذن سيفُ الشقى هوى *** هوى على هامةِ من بسيفهِ هوى الظلال
هامةُ من يُسقى العدى كأس الردى ماءً زُلال *** هامةٌ من تخافه الأبطالُ في سوحِ القِتال

كخوفها قبضة عزرائيل لو صال وجال *** فحدُ سيفهِ من الردى وجد
يعلوا بكفهِ كحبلٍ من مسد *** على الطُغاة على البُغاة
وكُلُ من كفر *** وكُلُ من كفر

كيف التقى سيف الشقى رأسك يا رأس التُقى *** فانفجرت وانهمرت دماء أنوار البقى

و أبحر المحراب فغي دماء وسال دمع الأرض والسماء *** جبريلُ صاح في السماء وكُلُ من فيها صمت
تهدمت واللهِ أركانُ الهُدى تهدمت *** والعُروةُ الوثقى بقتل المُرتضى أنفصمت

وأبحُرُ التقوى بما حلَ بهِ ألتطمت *** يا زينبُ أنصبي عليهِ مأتما
من عينكِ أسكُبي دموعِكِ دما *** المُرتضى قتلاً قضى
بسيفِ من كفر *** بسيفِ من كفر

الشعبُ لم يقُل نعم إلا لدستورِ البلاد *** فهوَ الرَجى والمُرتجى فينا لإصلاحِ الفساد

نعم ولم نزل نقُل نعم فالأمنُ بالميثاقِ اليومَ عم *** نعم إلى مملكةٍ دُستورها العدلُ القويم
دُستورُ عدلٍ شامِلٍ لدولةِ الحقِ يُقيم *** بمجلسٍ مُنتخبٍ مِن قبلِ الشعبِ الكريم

وسُلطةِ التشريعِ تحتَ سقفهِ حقُ قويم *** واليوم لِم نرى ؟ عن قولِكم رجوع
فما الذي جرى تستفهِمُ الجموع *** فأوضِحوا بل واشرحوا
قد خيم الكدر *** قد خيم الكدر

عامٌ على صوتِ العُلا من أجلِ إصلاحٍ كبير *** تقودهُ شجاعةٌ ليس لها قبلا نظير
شجاعةٌ كسرت القيود *** حُريةٌ أُعطت بلا حُدود

فرحبت كُل الجماهير ببشرى الإنفتاح *** والكُلُ أبدى من صميم القلبِ صِدقا وأرتياح
ومُدت الأيدي بصدقٍ لتباشيرِ الصباح *** وأستبشر الشعبُ بهيجا ونسى كل الجراح

أهكذا الجزاء لقائِلي نعم *** يُمسونَ في عزاء والغيرُ في نِعَم
القادِمون مُنعمون *** ونحنُ في الأمر


الشاعر غازي الحداد | ديوان الحزن المعشوق

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى