صهيون لا ولا لن ينفع الحذر
صهيون لا ولا لن ينفعَ الحذر *** فذو الفقارِ لا ينفي ولا يذر
سيفُ علي لو يعتلي *** ضربتهُ قدر
ضربتهُ لاهبةٌ غاصبةٌ صائِبةٌ *** وافيةٌ قاضيةٌ راسيةٌ ساقيةٌ
لاهبةٌ كألسنُ اللهب غاضبةٌ وأي ما غضب *** وافيةٌ تفي بِمن كان فلا يكون
قاضيةٌ تقضي على من صارعَ المنون *** راسيةٌ كالطودِ في رأسِ الذي يخون
ساقيةٌ تُسقي الردى والقومُ يشربون *** صائِبةٌ تُصيب هامةُ من تشاء
والجُرحُ لا يطيب من ضربةِ السماء *** فضربةٌ واحدةٌ ستجلبُ الظفر
حيدرةٌ خيبرةٌ يهودها تحصنوا *** زنادقة سرادقا اتخذوا ليأمنوا
يا من دحوتَ البابَ فاندحى *** وصار في يديكَ كالرحى
أقتلع الباب الذي من خلفهِ مُحاصرون *** بواسلُ الأقصى الأُباةُ الصابرون الثائِرون
أحرارُنا ثوارنا كُلهُم ينتظرون *** لِتدحوَ البابَ ومن عليهِ هُم سيعبرون
ليدحروا اليهود بسيفِك الأصم *** وقُدسُهم تعود ومن بها أعتصم
فيا علي يا أملي *** نَصرُكَ مُنتظر
يا مَن رمى وما رمى لكنما الله رمى *** وارتعدت فرائِصُ اليهودِ يوم اقتحما
أقتحم الحُصونَ وأنتعل رؤوسَ من يرون ما فعل *** مُرتجزاً أنا الذي سمتني أمي حيدرة
فأرتعدت خيبرةٌ ومن بحُصنِ خيبرة *** فما انجلت عن حِممِ الوطيسِ تِلكَ الغبرة
إلا ورأسِ مرحبٍ في يدِ خيرِ الأُمُرا *** هذا هو الأمير سقاهُمُ الأمر
فالرأسُ لا يطير بقولِ مؤتمر *** رأسُ الظلال والاِحتلال ورأسُ من كفر
أتهدأي وتهنئي يا أُمةُ اليهودِ لا *** ستندمي لن تنعمي بالأمنِ فالموتُ أنجلى
أرواحنا بات على الأكف *** وعنكُم هيهات لن نكُف
نحنُ الفدائيون عن درب الفداءِ لا بديل *** نحنُ الفدائيون عن هذا الطريق لا نميل
فبالفداءِ والعطاءِ والدمِ الذي يسيل *** سنجبرُ اليهود مهما صمدوا على الرحيل
طريقُنا الصمود حتى نرى الظفر *** ويُصبحُ اليهود ليس لهم أثر
أرواحُنا سلاحُنا *** ورميةُ الحجر
خاشعةٌ دامعةٌ عين السماءِ يا علي *** ناعيةٌ باكيةٌ الأرضُ حزنا يا علي
فأنت سيفُ الله والهوى كيف إذن سيفُ الشقى هوى *** هوى على هامةِ من بسيفهِ هوى الظلال
هامةُ من يُسقى العدى كأس الردى ماءً زُلال *** هامةٌ من تخافه الأبطالُ في سوحِ القِتال
كخوفها قبضة عزرائيل لو صال وجال *** فحدُ سيفهِ من الردى وجد
يعلوا بكفهِ كحبلٍ من مسد *** على الطُغاة على البُغاة
وكُلُ من كفر *** وكُلُ من كفر
كيف التقى سيف الشقى رأسك يا رأس التُقى *** فانفجرت وانهمرت دماء أنوار البقى
و أبحر المحراب فغي دماء وسال دمع الأرض والسماء *** جبريلُ صاح في السماء وكُلُ من فيها صمت
تهدمت واللهِ أركانُ الهُدى تهدمت *** والعُروةُ الوثقى بقتل المُرتضى أنفصمت
وأبحُرُ التقوى بما حلَ بهِ ألتطمت *** يا زينبُ أنصبي عليهِ مأتما
من عينكِ أسكُبي دموعِكِ دما *** المُرتضى قتلاً قضى
بسيفِ من كفر *** بسيفِ من كفر
الشعبُ لم يقُل نعم إلا لدستورِ البلاد *** فهوَ الرَجى والمُرتجى فينا لإصلاحِ الفساد
نعم ولم نزل نقُل نعم فالأمنُ بالميثاقِ اليومَ عم *** نعم إلى مملكةٍ دُستورها العدلُ القويم
دُستورُ عدلٍ شامِلٍ لدولةِ الحقِ يُقيم *** بمجلسٍ مُنتخبٍ مِن قبلِ الشعبِ الكريم
وسُلطةِ التشريعِ تحتَ سقفهِ حقُ قويم *** واليوم لِم نرى ؟ عن قولِكم رجوع
فما الذي جرى تستفهِمُ الجموع *** فأوضِحوا بل واشرحوا
قد خيم الكدر *** قد خيم الكدر
عامٌ على صوتِ العُلا من أجلِ إصلاحٍ كبير *** تقودهُ شجاعةٌ ليس لها قبلا نظير
شجاعةٌ كسرت القيود *** حُريةٌ أُعطت بلا حُدود
فرحبت كُل الجماهير ببشرى الإنفتاح *** والكُلُ أبدى من صميم القلبِ صِدقا وأرتياح
ومُدت الأيدي بصدقٍ لتباشيرِ الصباح *** وأستبشر الشعبُ بهيجا ونسى كل الجراح
أهكذا الجزاء لقائِلي نعم *** يُمسونَ في عزاء والغيرُ في نِعَم
القادِمون مُنعمون *** ونحنُ في الأمر
الشاعر غازي الحداد | ديوان الحزن المعشوق