ثقافة

في القرآن كفاية للإنسان

وفي هذه المائدة الإلهية كفاية للإنسان عن أية مائدة أخرى. فمن لجأ إلى القرآن أغناه عن كل شيء، ومن عدل عن القرآن لا يغنيه شـيء، فقد جعل الله تعالى في كتابه كل ما يحتاج الإنسان في حركته إليه تعالى من نور، وبصيرة، وهدى، وعزم.

يقول تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}[1].

{هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ}[2].

{هَذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}[3].

{هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمِ يُوقِنُونَ}[4].

فالقرآن تبيان لكل شـيء يحتاجه الإنسان في حركته إلى الله من الهدى والموعظة، والبصائر.

وإذا عرف الإنسان الهدى، وتزوّد بالموعظة والبصيرة، وأوتي فقهاً، ووعياً، وبصيرة في حياته وحركته، فلا يحتاج بعده إلى شـيء.

روى البيهقي عن ثوبان قال سمعت رسول الله2 يقول: «ما احب أن لي الدنيا وما فيها بهذه الآية {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}».[5]

فهذه آية واحدة من القرآن أعز عند رسول الله2 من الدنيا وما فيها.


الهوامش والمصادر

  • [1] ـ النحل: 89.
  • [2] ـ آل عمران: 138.
  • [3] ـ الاعراف: 203.
  • [4] ـ الجاثية: 20.
  • [5] ـ الدر المنثور 5/331.
تحميل الفيديو
الشيخ آية الله محمد مهدي الآصفي
المصدر
كتاب في رحاب القرآن 1 (وعي القرآن)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى