بيرق

أسلحة السجّان عند التحقيق (6): تنبيه صارخ

أخي الثائر الحبيب عندما تُودَع غياهب السجن مع ثقل الحديد والأغلال، مكبل الجسد في رقعة جغرافية محدودة ضيقة مسماة بالسجن، لا تتوقع أنه انتهى دور التحقيق وسلب المعلومات، بل لا تثق بكل من هم بالسجن، وذلك لعل أحداً منهم عميل مأجور مخادع، يسلبك ما في صدرك، وما خبأته عن جلاديك ومعذبيك، وبهذا السلاح والأسلوب يسلبك ما عجزت عن سلبه آلة التعذيب والقتل.

عليك التنبه لكل ما حواليك، عملاء مندسين بين المعتقلين أو كاميرات معلقة في أماكن مموهة أو آلات تجسس صغيرة أو محمولة، فكلها أسلحة فتاكة، تؤدي بمشروعك للخراب، وسعيك إلى سراب، أنت لست بحاجة للتكلم مع أيٍّ كان في مسائل تخصك أو تخصُّ عملك وما كنت تؤديه وما تفكر به حالياً، حتى الشخص المقرب لا يجب الاطلاع عليها؛ لأنه قد تستعمل هذه المعلومات ضدك في أيّ وقت وحين، فإن لم يكن المصاحب لك عميلاً للنظام القاتل، فقد يتعرض للتعذيب في وقت آخر وبسبب ما، ولكي يتخلص من هذا العذاب يقدم معلوماتك هدية مجانية للعدو.

ويضيع بذلك ما تحمله جسدك من العذابات والآلام، ويؤول مشروعك إلى الشتات وسعيك إلى سراب، فلا تتسرع وانتخب من يساعدك ويسندك، وذلك بعد امتحان من حولك وتعلم الصادق من الكاذب، وتعلم القوي من الضعيف، وتعلم الصابر على الأذى من غيره، وستستفيد من هؤلاء الرفقة في الجانب التوعوي والبناء الثقافي والفكري، والعملية التغييرية داخل السجن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى