محمد يا سيد الأنبياء
بُعيدَ وَفاتِكَ سيدي *** تفرقةَ المُسلمُونَ زُمر
فهذا يُريدُ علياً أمير *** و ذاكَ يُريدُ الأَميرَ عُمر
و سالت دُموعٌ و سالت دِماء *** مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
و قد رَجحتَ كَفُ الغالبين *** و بالسيفِ وَضعُ البِلادِ أستقر
لأبنِ قُحافةَ لا لِعلي *** فأنعم و أَكرم بالسيدِ عُمر
يُحبُ القَضاءَ بِحُكمِ السماء *** مُحمدُ يا سيدَ الأنبياء
سُيوفٌ تَوالت على المُسلمين *** لِتحَكُمَ في أُمرةَ المؤمنين
فذاكَ الأميرُ و ذاك الولي *** بِشورى أضاعت حُقوقَ علي
و ضاعت نُصوصَ كتابَ السماء *** مُحمدُ يا سيدَ الأنبياء
مَضيتَ أيا رَحمةَ العالمين *** و أُمتُكَ لم تُكن راحِمة
هو الحُكمُ ما بَعدهُ غايةٌ *** و إن كُسِرَ الضِلعُ من فاطِمة
و قد عَلِمُ من تُكن بالنِساء *** مُحمدُ يا سيدَ الأنبياء
شَرعةَ الصَلاةَ شَرعةَ الصيام *** و أُمَتُكَ لم تَكُن صائمة
جَرائمُ قد فُتِحت بِالبَتول *** أَعوذُ بِربي مِنَ الخاتِمة
فَمن آلكَ قد سَفِكنا الدِماء *** مُحمدُ يا سيدَ الأنبياء
قَتلنا عَلياً قَتلنا الحُسين *** رَمَينا اللِواءَ قَطعنا اليَدين
فَهذا أبوهُ الصحابي الجَليل *** و ذاكَ أبوهُ بِبدرٍ قَتيل
قَتلنا حَبيبكَ في كربلاء *** كما قُلتَ يا سيدَ الأنبياء
تداعت علينا شِرارٌ *** تداعي الجياعِ لِقصعتِها
فَشرقٌ و غَربٌ علينا هَجم *** فَشرقٌ و غَربٌ علينا هَجم
و أمطرتِ السُحبَ مِنا دِماء *** مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
أذِلاء نَعبِدُ ما يؤفكون *** باسمِ التَقدُمِ و هو الصَنم
تَركنا الصلاةَ تركنا الجِهاد *** و نُمنا و صَدرُ العِراق ِ أنعدم
و كَوكبةِ العِزِ و العُلماء *** مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
و صارت حُربٌ و صار دمار *** باسمِ العُروبةِ كانَ الشِعار
فَصدامُ نادى أنا عربي *** عَدوي هو المُسلِمُ الأعَجمي
و ضاعَ السَلامُ و ضاعَ الإخاء *** مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
قُرودَ أُميةَ فَوقَ العُروش *** بِكاساتِها تستذِلُ العِباد
فلو صَدقت شورى المُسلمين *** لما وَصلَ الحُكمُ لأبنِ زياد
و لكِنها لُعبةٌ و دهاء *** مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
فَكيفَ تأمرَ فينا يَزيد *** إذا لم يُكن بالأُصولِ الفساد
أبوهُ مُعاويةُ فِسقٌ و جاء *** فَقل لأبي حَفص أينَ السَداد
و هل ذا صَوابٌ و هل ذا اهتداء *** مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
مُحمدُ قالَ إذا تَلحظوه *** مُعاويةَ في مِنبرِ فاقتلوه
و أُمتُنا تترضى عليه *** صَحابي تَباركَ بِظفري يديه
كَفنا افتراقاً كَفنا غباء *** مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
أبا ذر يا ثَورةَ الفُقراء *** تَجوعُ و تَرضى و لا تستكين
شَهيدٍ تُعلِمُنا الكبرياء *** أمامَ طواغيتنا المُتقين
و كَيفَ نَموتُ مع الغُرباء *** مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
أبا ذر يا شَرفَ الزاكيات *** و أصدقها من لِسانِ الأمين
تَقلدَ عُثمانُ كُلَ الصواب *** و أنتَ غَدوتَ مِنَ الخاطئين
فَنعثلُ من عَشرةِ الأتقياء *** مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
فَمروانُ لو عَادَ هذا اجتهاد *** و لو نَال نِصفَ عطاءِ العِباد
و لو حَكمَ العُنصرَ الأُموي *** فَعُثمان مُجتهدٍ و خَيرُ قاد
فَقد حَكمَ فينا بِحُكمٍ راقي البلاء *** مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
لقد قُلتَ يا سيدَ الشافعين *** و حَدثتنا بالحديثِ مِرار
متى ؟ لا تنموا عن مُنكرٍ *** و لو ولى عَليكم طُغاةٍ شُرار
فها نَحنُ نَغرقُ وِسطَ الدِماء *** مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
طُواغيتُ مُحتَقرونَ صِغار *** و أحلامهم بالغُرورِ كِبار
تفارارَ عَسكرهم بالكويت *** و في كَربلاء حَقَقوا الانتصار
طُغاتُنا يا سيدي أقوياء *** مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
قوتهم على القُبةِ و ضَريحِ الحُسين *** و أُمٍ تَصيح على طِفلتين
بُطولاتُنا سيدي بالسُجون *** بِسلخِ الجُلودِ و قَلعِ العُيون
و أحلامُنا فَوقها للسماء *** مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
إليكَ أبا فَاطِمٍ مُشتكى *** نِساءٍ أياما و طِفلٍ يتيم
أَبوهُ المُناضِلَ قد ذبحوه *** بِبوابةِ الانتصارِ العَظيم
و قد حَرمُ الطَفلةَ حتى البُكاء *** مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
حَرامٌ على الأبِ تَجري الدموع *** لأنهُ للبَعثِ لا يستقيم
و أنهُ لا يَسجِدُ في الصلاة *** لصدامَ بل للغَفورِ الرحيم
و لا يُعطي إلى البعَثِ أيَ ولاء *** مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
على صَدرهِ يَلطِمُ باليدين *** مولاً يُحبُ عزاءَ الحُسين
و يَهتِفُ اللهُ أكبرَ لا لِصدام *** بل إلى شَهيدِ العُلا حُرَ اليدين
و الصدرُ مَفخرةَ العُلماء *** مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
سنبني على اليأسِ آمالنا *** و صَرحَ الكرامةِ فَوقَ الدمار
و تُنبِتُ كُلَ صحاري العِراق *** سُيوفاً روتها الدموعُ الغِزار
و نَصنعُ سَداً مِنَ الكبرياء *** مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
و نمشي حُفاةً إلى كربلاء *** يُحرِكُنا عِشقُ ذَلِكَ المزار
و نَلطِمُ حتى يَقومُ الحُسين *** يَقودُ الجُموعَ إلى الانتصار
صُراخٌ بُكاءٌ عَزاء دُعاء *** مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
أيتركُنا قائمُ الطَيبين *** نُذَبحُ عِندَ ضَريحِ الحُسين
و قد طَالَ مِنا نِداءُ الحَبيب *** أ سَيدي الخَلاصِ لِما لا تُجيب
فَصحنُ الحُسين كَستهُ الدِماء *** مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
طُغاةٌ تَمِرُ على هذا الزمان *** مِنَ الدينِ يَتخِذونَ الغِطاء
قَضيبٌ يُكَسِرُ ثَغرَ الحُسين *** عليهِ تَوحدَ رَبُ السماء
فَهذا هو الخُبثُ و هذا الدهاء *** مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
و مأمونُ بَعدَ سَمِ الرِضا *** بكى و أقامَ عليهِ العَزاء
و صدامُ ذَبحَ أعلامنا *** و صَبت دموعه على الفُقراء
و صلى و قِبلتهُ من وراء *** مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
و نادى بِتحريرِ أُوطاننا *** و صَارَ إمامٍ لأحكامِنا
فَهذا حَلالٌ و هذا حرام *** مُهيبٌ و مُفتىٍ حَاضَ بالكمال
ضَحِكنا و لكنهُ كالبُكاء *** مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
صَلاةُ الإلهِ على أَحمدٍ *** و آلهِ خَيرُ الورى و كَفى
على الشَمس و البَدر و الفرقدين *** و أُمهم بِضعةِ المُصطفى
و أبنائها التسعةَ الأولياء *** مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
و بارك إلى شيعةٍ أوفياء *** جِنانٍ على حُبِهم و الوفاء
و بارك إلى شُهداءِ العِراق *** و لا سيما صَدرها الأشرفا
و نَحنُ مِنَ القاتلينَ بُراء *** مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
تبرأتُ من ثُلةِ المارقين *** مِنَ الحارقينَ خيامَ الحُسين
و من فَلقوا هَامةَ الأكبرِ *** و من ذَبحُ صدرنا بالَّغري
تبرأتُ من خِسْةِ الأدعياء *** مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
الشاعر غازي الحداد | ديوان الحزن المعشوق