بيرق

أسلحة السجّان عند التحقيق (3): ذئب في ثوب صديق

عند ذلك يستخدم سلاح آخر في مواجهتك موازي لسلاح الغلظة والذئبية حتى يدخلك في دوامة الوهم، وهذا السلاح عبارة عن استخدام طرف ثالث على أنه صديق لك، يريد خلاصك من هذا العذاب الواقع عليك، ويستطيع تخليصك عن طريق تخفيف الحكم الذي سيصدر في حقك؛ لأنك متعاون مع رجال الأمن – المرتزقة -، وهذا سيشفع لك أمام القاضي، وسيخفف عليك آلام التعذيب، أو يُطلق سراحك بعد عملية التحقيق.

ويبين لك أنه يرفض هذا التعامل القاسي من قبل بعض المحققين والسجّانين، وهو فرد مغاير لهم، ولا يأتي بأفعالهم المؤذية، وقد يستدل لك بآيات وأحاديث حتى تميل نفسك إلى ما يقوله لسانه وتسمعه أذنك، ويبدي لك ليونة معلبة بالسم الغادر، فيأتي لك بالطعام والشراب، ويسألك عن حاجتك ليقضيها لك.

عزيزي الثائر يراد من هذا السلاح إدخال الأمل في نفسك؛ لإيهامك بأن الخلاص في إبداء ما في صدرك من أسرار، ليفكوا أحجيّاتهم والألغاز التي قضّت مضاجعهم وأتعبتهم، فأنت أخي الثائر أبصر بهذه المكيدة والمصيدة، فهذا ذئب في ثوب حمل وديع، يريد سلبك ما تملك من معلومات بأسلوب ناعم وبأقل جهد ممكن، فهل أنت مستعد لإعطائه ما يرنو له، وتحقق غايته بآمال غير معلومة التحقق. بل أكاد أجزم أنه بعد سلبك المعلومات الهامة والمفيدة سيكون لك طريقان، أقلهما سجنك بجرم ما أبديته من أسرار، أيّ: تدين نفسك بنفسك، أو جعلك عميلاً مأجوراً ومرتزقاً، لا قيمة لك إلا بمقدار ما تأتي به من معلومات، يأتي يوم ترمى فيه وتنتهي صلاحيتك، وقد خسرت ما خسرت من دنياك وآخرتك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى