بيرق

أسلحة السجّان في مرحلة التحقيق

مقدمة:

السجين عندما يكون في ضَيِّق زنزانته يكون بين إرادتين، وخيارين لا ثالث لهما، إما الرضوخ لإرادة وخيار الطاغوت والمتجبر ويترك ما قدمت يداه من مجابهته ومقاومته ضائعاً من دون هوية، وإما أن يلتف حول إرادته وخياره بالمواجهة وعدم الاستسلام لآخر نفس يخرج من بدنه وجراحاته.

هذه هي طبيعة المواجهة بين الظالم والمظلوم، بين الطالب للكرامة والمعتدين على الكرامة، ويلزم علينا في هذه الساحة فهم طبيعة المواجهة ومقتضياتها ونتائجها على الصعيد الفردي والاجتماعي، وتأثير ذلك على طبيعة المواجهة وتغير مسارها.

الطاغوت والظالم يواجه كل سجين بأسلحة معينة لكي يكسر إرادته، ويقطع شريانه النابض بالحرية والكرامة، وما يتصل بحسه الثوري المجاهد الرافض للظلم والعبودية، وهذا ما سنتعرض لبيانه في الفصل الأول من هذا الكتيب.

لكن توجد لك أخي السجين أسلحة مضادة لكل ما يملكه هذا الطاغوت، حتى تعجزه وترهقه، ويأخذ اليأس بتلابيب قلبه وجوانحه، نعم هذا يملكه السجين ولكن يحتاج ذلك لنفض الغبار عنه، وصناعته قبل وقت المواجهة الحتمية، وهذا ما سنتعرض له في الفصل الثاني بإذن الله تعالى.

مرحلة التحقيق:

أخي الثائر الحبيب، عندما يتم تكبيلك بالقيود، ويحيط بك الجنود من كل جانب، فأنت تعتبر فريسةً في أيديهم، وصيداً ثميناً يجب عدم التفريط به؛ ليشبعوا بك حقدهم وضغائنهم أولاً، من خلال التعذيب الجسدي عن طريق إيلامك بالضرب، والتعذيب النفسي عن طريق السب والقذف في عرضك ونفسك، وليشبعوا فقرهم المعلوماتي ثانياً، الذي يمكّنهم بواسطتك إلى الوصول للمعلومات الحساسة والثمينة بالنسبة إليهم، سواء كان ذلك لمعرفة الخطط التي يعمل عليها الشباب الثوري أم لمعرفة الأشخاص المؤثرين المرتبطين بالحراك.

ولكن أيها العزيز ثق بنفسك، وقوِّ من عزيمتك، واعلم بأنه لا أحد في هذا الكون يستطيع سلب إرادتك إلا الله، فإن استطاع الظالم أن يسلب حرية جسدك فإن حرية إرادتك بيدك وتحت تصرفك لا غير.

سنتحدث في المواضيع القادمة حول مجاري التحقيق وما يحصل في الغرف المظلمة، وحول أهم الأسلحة التي بيد السجان للضغط على السجين في العناوين التالية:

  • ادّعاء كاذب
  • ذئب متوحش
  • ذئب في ثوب صديق
  • تعذيب نفسي ممنهج
  • كسر العظم
  • تنبيه صارخ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى