خط الولاية

الحج في كلمات وخطابات الإمام الخامنئي

الحجّ عبادةٌ زاخرةٌ بالأسرار والرموز، والبیت الشریف موضعٌ طافحٌ بالبرکات الإلهیة ومظهرٌ لآیات الحق تعالى وبیّناته. وللحجّ أن یرتقي بالعبد المؤمن الخاشع المتدبّر إلى الدرجات المعنویة، وأن یصنع منه إنساناً سامیاً نورانیاً، وأن يجعل منه عنصراً ذا بصیرة وشجاعة وإقدام ومجاهدة. کلا الجانبین: معنوياً وسیاسياً، أو فردياً واجتماعياً واضحان بارزان في هذه الفریضة المنقطعة النظیر، والمجتمع الاسلامي الیوم بأمسّ الحاجة لکلا الجانبین.

تسلسل زمني

2004
الحج؛ عبادة استثنائية من حيث الزمان والمكان
الحج فرصة استثنائية . كل العبادات إنما هي فرص يستعيد فيها الإنسان نفسه . الناس و بسبب غفلتهم عن الله تعالى ـ وهو روح الوجود وحقيقته ـ يغفلون عن أنفسهم وقلوبهم وحقيقتهم ﴿نسوا الله فأنساهم أنفسهم﴾ . هذا هو داء البشرية الكبير اليوم . الناس بغفلتهم عن الله تعالى يغفلون عن أنفسهم أيضاً. لقد نُسيت تماماً حاجات الإنسان وحقيقته وأهداف خلقته فـي زحمة العجلات المادية. ما يعيد الإنسان إلى الله وإلى نفسه وحقيقته وحاجاته وقلبه فـي ظل التوجه إلى الله، إنما هو الدعاء والعبادة والتضرع . والحج من هذه الناحية أفضل العبادات. فهو عبادة استثنائية من حيث الزمان والمكان وتوالـي الحركات التـي تُقرر للحاج والناسك أثناء مراسم الحج.
الإمام الخامنئي
مراسم الحجّ سبيل توفير الأمن للإنسان
مدينة مكة ومراسم الحج وسيلةً تُحقق الأمن للإنسان. فـي تلك المراسم العجيبة العظيمة يشعر الإنسان بالأمن يملأ فؤاده عبر خضوعه وخشوعه وتضرعه و استغراقه فـي ذكر الله. هذه هي أكبر حاجات الإنسان. الجحيم الذي تشعله القوى والدوافع المادية داخل الإنسان يستطيع الإنسان حين يلوذ بالحج أن يقلبه برداً وسلاماً جنائنياً على نفسه في ذلك الزمان وذلك المكان. ما أغفلهم أولئك الذين يهوّنون قدر مراسم الحج وأيامه ومناسكه بانهماكهم فـي شؤون الدنيا.
الإمام الخامنئي
2006
تأثيرات الحجّ الدوليّة في العالم
إنّ الحج فريضة واسعة الأبعاد بحيث لو أدّيناها طبقاً لمقاييس الشارع المقدس في كل زمان ومكان وبما يتناسب مع ظروف العصر، سيكون لها آثار دولية فضلاً عن الآثار الفردية والقومية. فأي فريضة وأي واجبٍ لدينا يمتلك هذه الخصوصيات؟ إنّ هذا المنسك وهذه الفريضة تضفي نوعاً من الصفاء على قلوب وأرواح وبواطن الحجيج، وتبعث فيها الضياء، وتجعلها قريبة من الله تعالى، وتوقفها على إدراك عمق الاستغفار والتضرع والمناجاة الإلهية، كما تؤثّر على قضايا الأمم والشعوب حيث إنّ المرء عندما يسافر حاملاً في وجدانه هدفاً من الأهداف ثم يعود من هذا السفر فإن آفاقه المعرفية تتسع تلقائياً ويرتفع مستوى شخصيته المعنوية وأخلاقه الوطنية.وهناك علاوة على ذلك أبعاد عالمية حيث إنه كما توجد قواسم مشتركة بين الشعوب توجد أيضاً بعض الفوارق التي تفرّق بينها بل ولربما سببت الشقاق بينها، ولكن الحج يساعد على تذويب هذه والفوارق تقوية القواسم المشتركة بين مختلف الشعوب؛ ولهذا فلا يوجد لدينا فريضة بمثل هذه الأبعاد الواسعة والعظيمة.ولهذا فقد أمرنا الشارع الحكيم بأداء هذه المناسك جميعاً وفي وقت واحد {في أيام معدودات}، {في أيام معلومات} وفي نفس الميقات، وكأنه أراد أن يكون لهذه الآثار أبعاد عالمية.
الإمام الخامنئي
استغلّوا إمكانيّات وطاقات الحجّ العالية
إنّ الدنيا والآخرة متمثّلتان في فريضة الحج، هذه الفريضة الواسعة الأبعاد والمتعددة الفوائد والإمكانيات التي يمكن الاستفادة منها أيما استفادة.إنه لو استطعنا أنا وأنتم ـ كلّ منّا ـ أن نتعرّف على هذا البعد في أحد جوانبه وأن نستفيد منه؛ لكان لنا الأجر والمثوبة. ولهذا فإن هذا العمل فائق الأهمية، وعلى القائمين بشؤونه أن يشعروا بالفخر والاعتزاز.
الإمام الخامنئي
2008
أعمال الحجّ تدريب وتعليم وتذكير بالتربية الفرديّة والاجتماعية
اُدرجت في فريضة الحج العناصر الرئيسية لهذه التربية الفردية والاجتماعية. منذ لحظة الإحرام والخروج من دائرة المميزات الفردية وترك الكثير من الملذات والنزعات النفسية، وإلى الطواف حول رمز التوحيد، والصلاة في مقام إبراهيم المضحّي ومحطّم الأصنام، ومن الجري السريع بين الجبلين إلى الاستقرار في عرصات عرفات بين حشود الموحدين الهائلة من كل الألوان والأعراق، وإلى قضاء ليلة بالذكر والتضرع في المشعر الحرام، والاستئناس المنفصل لكل فؤاد بالله إلى جانب التواجد بين تلك الحشود الكثيفة، ثم التواجد في منى ورجم الرموز الشيطانية، ثم التجسيد الغزير المعاني للتضحية وإطعام المساكين والعابرين، كلها تعاليم وتمارين وذكرى.
الإمام الخامنئي
2009
تميّز الحج عن سائر الواجبات والفرائض الإسلامي يكمن في عالميّته
ميزة الحج على سائر الواجبات والفرائض الإسلامية هي طابعه العالمي والدولي. التضرع الذي يحتاج إليه كل مسلم في قلبه حيث يحتاج أن يخضع ويخشع ويتضرع أمام خالقه يكتسب في الحج تجلياً عاماً ودولياً. جميع المسلمين على اختلاف لغاتهم وأعراقهم وعاداتهم وتقاليدهم يصلون هناك فيخشعون ويتضرعون. هذه ظاهرة جد عجيبة تعودنا عليها ولم نعد نفهم أهميتها و عظمتها بشكل صحيح. أن يجتمع كل المسلمين و يتهافتون على قطب و مركز واحد و يخشعون حياله. لننظر إلی الحج من هذه الزاوية، من زاوية كونه فرصة. إذا نظرنا له من زاوية كونه فرصة حينئذ ستتسع نظرتنا و سوف ننتبه لواجباتنا أكثر. تجدون الفرصة لإبداء العبودية لله في بيت الله إلى جانب باقي المسلمين. هذه هي النقطة الأولى في هذه الفرصة. إذا نظرنا من زاوية كون الحج فرصة عندئذ يقتضي الأمر أن لا يفوِّت الإنسان هذه الفرصة مهما كلّف الأمر.
الإمام الخامنئي
اهتمّوا في مكّة والمدينة بمضاعفة رصيدكم المعنوي والإيمانيّ في محضر الله عزّوجل
من المؤسف أن يتواجد الإنسان في مكة المكرمة أو المدينة المنورة بجوار مرقد الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومراقد أئمة الهدى (سلام الله عليهم أجمعين) ومراقد كبار الصحابة وشهداء أحد وباقي العظماء الذين يتلألئون في التاريخ كالشمس ثم ينشغل بالدنيا بدل التوجّه والذكر، وخصوصاً إذا كانت هذه الدنيا دنيا تافهة شخصية مثل التجول في الأسواق والذهاب هنا وهناك لأمور قليلة الأهمية ننشغل بها طوال حياتنا للأسف. ذلك المقطع الزمني الأكسيري الذي تكتسب كل ساعة منه قيمة كبيرة وتعد فرصة عظيمة، من المؤسف أن ننفقه للأعمال اليومية قليلة الأهمية التي يمكن أن نقوم بها في أسواق مدننا وفي أي مكان آخر. هذه هي النقطة الأولى. لنفكّر بالتزود في مكة والمدينة، ولنفكر بزيادة رصيدنا الإيماني والمعنوي ورصيدنا من الذكر والخشوع أمام الخالق. هذه هي الخطوة الأولى.
الإمام الخامنئي
2010
حلّ كلّ المآزق والعزّة، القوّة ومنح الأمل لكلّ فرد من الأمّة الإسلاميّة
الحج في قمة اهتمام الشارع المقدس. خصوصاً اليوم، حينما تنظرون وتلاحظون تجدون كأن الحج أهم وأكثر ضرورة والحاجة إليه أكبر من أي وقت مضى. الحج مهم من زاويتين: من حيث وضعنا الداخلي، أي داخل الأمة الإسلامية. ومن الناحية الدولية. لقد فرضوا القعود والذلة والهوان وخور الهمم والقنوط على الأمة الإسلامية على مدى أعوام طويلة، وأرادوا بأدواتهم الجديدة إضعاف القيم الروحية والمعنوية ورجال الدين والتوجه والتضرع إلى الله فيها. والحج يرمم كل هذه المشكلات والنواقص، ويهب العزة لكل أبناء الأمة الإسلامية، ويبث فيهم الشعور بالاقتدار والأمل. هكذا هو الحج الصحيح. التأثير الأول للحج هو على داخل الأمة الإسلامية وفي قلوبنا.
الإمام الخامنئي
الحجّ يستعرض عظمة الإسلام أمام العدوّ
نحن بحاجة إلى الحج من أجل أن نقوي معنوياتنا ونرممها ونشعر بأننا متوكلون على الله ومعتمدون عليه وأننا نتمتع بالعظمة وأننا أمة كبيرة. من هذه الناحية فإن التأثير الداخلي للحج مهم، ومن ناحية‌ أخرى فإن التأثير الدولي للحج مهم أيضاً، ومن أسباب إضعاف العدو وتحطيم معنوياته واستعراض عظمة الإسلام عليه وإجلاء وحدة الأمة الإسلامية حيال الأعداء. ونحن بحاجة إلى هذا. تقف أمام الإسلام اليوم جبهة هائلة، فلماذا لا نراها؟ لماذا لا يشاهد البعض هذه الجبهة الهائلة؟ إنها كحرب الأحزاب. تعاضدت الفرق المختلفة‌ المعادية للإسلام والمعنوية والحقيقة ووقفت بوجه الإسلام. يتفحصون ويدققون ليجدوا نقاط الضعف ويستغلوها وينفذوا منها ليوجهوا لنا الضربات. وبمقدور الحج الوقوف بوجههم.
الإمام الخامنئي
الحجّ يستعرض عظمة الإسلام أمام العدوّ
نحن بحاجة إلى الحج من أجل أن نقوي معنوياتنا ونرممها ونشعر بأننا متوكلون على الله ومعتمدون عليه وأننا نتمتع بالعظمة وأننا أمة كبيرة. من هذه الناحية فإن التأثير الداخلي للحج مهم، ومن ناحية‌ أخرى فإن التأثير الدولي للحج مهم أيضاً، ومن أسباب إضعاف العدو وتحطيم معنوياته واستعراض عظمة الإسلام عليه وإجلاء وحدة الأمة الإسلامية حيال الأعداء. ونحن بحاجة إلى هذا. تقف أمام الإسلام اليوم جبهة هائلة، فلماذا لا نراها؟ لماذا لا يشاهد البعض هذه الجبهة الهائلة؟ إنها كحرب الأحزاب. تعاضدت الفرق المختلفة‌ المعادية للإسلام والمعنوية والحقيقة ووقفت بوجه الإسلام. يتفحصون ويدققون ليجدوا نقاط الضعف ويستغلوها وينفذوا منها ليوجهوا لنا الضربات. وبمقدور الحج الوقوف بوجههم.
الإمام الخامنئي
2011
اعتصموا بحبل الله المتين ولا تفرّقوا
«واعتصموا بحبل الله جمیعاً ولا تفرّقوا» الحج من مظاهر حبل الله. تمسکوا بهذا الحبل الإلهي المتین جمیعاً. أي تمسکوا به سویة. وکونوا سویة ومع بعضكم. کونوا مع بعضکم لا أنتم الإیرانیین وحسب، بل أنتم الأمة الإسلامیة کونوا مع بعضکم. المسلمون من أفارقة وآسیویین وأوربیین وسود وبیض، أین ما کانوا من العالم، هم جسد واحد. هذه هي النظرة العظیمة والعامة والعالمیة. تواصلوا وترابطوا وتحادثوا وتداولوا الأخبار وبثوا المعنویات واستلهموها، واشرحوا الحقائق حول الاستکبار والمستکبرین والمعاندین والمعارضین – ولدیکم تجربة ثلاثین سنة – للإخوة الذین وفدوا علی هذه الساحة لتوّهم. والذین لا قدرة لهم علی البیان والکلام وما إلی ذلك فلیدعوا الناس بسلوکهم، «کونوا دعاة الناس بغیر ألسنتکم». یمکن دعوة الناس باللسان، لکن الدعوة الأقوی والأفضل هي بالعمل. أدبکم واحترامکم وإبداؤکم الانشداد لحقائق الحج هذه هي السلوکیات الجمعیة والعامة من أجل إقامة هذا الحدث الإسلامي العالمی بصورة أفضل.
الإمام الخامنئي
إعملوا في الحجّ على تطهير أنفسكم من الخبائث
وثمة أعمال تختص بکم وبقلوبکم وبشخصکم فیجب أن تتزودوا وتنتفعوا. إننا في هذه الدنیا ملوّثون بالمادیات والمحفزات والدوافع والوساوس والنزوات. لو أردنا أن نتخطی الحد الذی یسمی حد الموت بنفس هذا الوضع، فالویل لنا. یجب أن نطهّر أنفسنا. إنه تطهیر یحصل في الصلاة وتلاوة القرآن الکریم وفي الصیام وفي الإنفاق والتصدّق وفي أنواع الفرائض حیث یطهر الإنسان نفسه بها. والحج مجموعة من کل هذه الفرائض. ففي الحج ذکر لله، وفیه طواف، وفیه صلاة، وفیه وقوف، وفیه توجّه إلی الله، وفیه إنفاق، وفیه تضحیة. کل شيء مجموع في الحج.. وهو مجموعة من هذه الأعمال. اعرفوا قدر هذه الأسابیع کثیراً. وطهروا القلوب فیها. خیر الأماکن لتطهیر القلوب هي مراسم الحج هذه، المسجد الحرام، وطواف بیت الله، ومسجد النبي الأکرم (ص)، وتلك المراسم العظیمة. أنتم مع الجماعة وبین الجماعة لکن کل واحد له اتصاله المستقل بالله. حافظوا علی هذا الاتصال وعزّزوه.
الإمام الخامنئي
جهّزوا أنفسكم قبل الدخول إلى الحج كما تفعلون في شهر رمضان
ینبغی الاستعداد للحج، کما کانت هذه طریقة وأسلوب العلماء الکبار والسالکین وأهل المعنی والطریقة مع شهر رمضان المبارك، حیث یعدّون أنفسهم قبل شهور لاستقبال شهر رمضان والدخول في شهر ضیافة الله. وکذا الحال بالنسبة للحج. ینبغي الاستعداد قبل السفر. والأهم من کل الأعمال هو اجتناب الذنوب والمعاصي، واجتناب الغیبة والظلم والنظرات والأعمال غیر النظیفة. هذا الورع یعدّ القلب للدخول في هذه الوفادة والضیافة الإلهیة.
الإمام الخامنئي
حافظوا على ذخائر ما بعد الحج داخل أنفسكم
بعد أن تذهبوا إلی هناك وتجمعوا الذخیرة المعنویة لأنفسکم وتعودوا، حاولوا الحفاظ علی هذه الذخیرة. جرت العادة طوال رحلة الحج المبارك – وکم هي عادة حسنة – أن یتلوا الحجاج القرآن الکریم مراراً وتکراراً. البعض یتلون في المدینة المنورة ختمة قرآن کاملة، ثم یأتون إلی مکة المکرمة فیختمون القرآن مرة ثانیة. واصلوا هذه العادة. والبعض ممن لیسوا من أهل التهجّد وصلاة اللیل یجرّبون التهجّد في الحج ویجعلونه وسیلة لأنفسهم فیقصدون المسجد الحرام ومسجد النبي فیتهجدون. واصلوا هذه الأحوال وحافظوا علیها.
الإمام الخامنئي
الحجّ جهازٌ تغيير عجيب
الحج جهازٌ عجیبٌ للتغییر. في کل موسم حج تنطلق حرکة في المجتمع کله. هذه حرکة جمعیة ولیست القضیة شخصیة متفرقة. في هذا الموسم تتضاعف المحبة تجاه الله تعالی. القلب الذي یکون خزانة المحبة الإلهیة له قیمة عظیمة جداً. القلب الذي یکون مکاناً لمحبة الله قلیلاً ما یمیل إلی الذنب أو لا یمیل أصلاً، بل یمیل لعمل الخیر. ینبغي إیجاد هذه المحبة. وهذا ممکن بالمحبة والذکر والتوجه إلی الله والإخلاص والتضرّع. القصد هو أن تعرفوا قدر هذه الأمور کثیراً سواء من الناحیة الجمعیة أو من الناحیة الفردیة.
الإمام الخامنئي
استفيدوا من العلاقة الاسلامية بينكم وبين الشعوب من أجل تأليف القلوب
في الجانب الأول وهو الإحياء العام والعالمی ذا الصلة بالعالم الإسلامي والأمة الإسلامیة، تقع علی عاتق الحاج الإیراني واجبات، فعلیه أن یبدي السلوك الحسن والأخوة والتعاطف ویستفید من الأواصر الإسلامیة بینه وبین سائر الأمم للتقریب بین القلوب.. هذه من الواجبات. وهو علی الضدّ تماماً من الشيء الذی یریده أعداء الإسلام والمسلمین الیوم. یرید أعداء الإسلام والمسلمین أن لا تکون الأمة الإسلامیة متحدة متلاحمة، لأنها إذا کانت متلاحمة وقویة ومقتدرة واکتسبت هویتها في المیادین المختلفة عندئذ ستکون مهمات المستکبرین العالمیین صعبة علیهم. لذلك یریدون الفصل والتفرقة بین المسلمین. فیطلقون الخلافات المذهبیة والقومیة والنزعات القومیة المتطرفة بین الشعوب. هذا فارسي وهذا عربي وهذا ترکي وهذا باکستاني وهذه من کذا وکذا، وهذا شیعي وهذا سنّي. یضخمون هذه الاختلافات ویعظمونها لیقیموا الجدران بیننا، ولأجل أن تسوء ظنوننا فیما بیننا فلا نکون مع بعضنا ولا نتعاضد ولا تنطلق حرکة عظیمة.
الإمام الخامنئي
2013
مدعاة قوّة الأمّة الإسلاميّة
الحجّ يشكّل إحدى نقاط القوّة في دين الإسلام المقدّس، وعلى الرغم من أنّ نقاط القوّة في الشريعة الإسلامية ليست واحدة أو اثنتين، وليست قليلة، إلّا أنّ الحجّ بسبب هذه الخصائص الموجودة فيه (حيث الكلّ يعرف القليل والكثير عن هذه الخصائص) له ميزةٌ بارزة، في الواقع يمكن القول أنّ الحجّ مصدر قوّة للأمّة الإسلامية. عندما نُوفّق نحن المسلمون في البلدان المختلفة، ومن المذاهب المختلفة لهذا الأمر، عندما نحقّق هذا البلوغ الفكري، والذي هو في الواقع المعنى الحقيقي لكلمة “الأمّة الإسلامية” (للأسف، لم نُوفّق نحن المسلمون لهذا الأمر إلى الآن، ولم نصل إلى مرحلة البلوغ السياسي والفكري والأخلاقي) ونتمكّن نحن جماعة المسلمين من أقصى شرق العالم إلى أقصى غرب العالم الإسلامي أن نكون أمّة واحدة، ولو بدول مختلفة، عندها سندرك كيف يكون الحجّ مصدر قوّة واستحكام ورفعة واحترام لهذه الأمّة.
الإمام الخامنئي
قوّة الحجّ المعنويّة تبني الناس من الداخل
للحجّ قوّة سياسيّة، وعلاوةً على أنّه يُظهر للعالم القوّة الثقافيّة للنظام الإسلامي، له قوّة معنويّة، أي أنّه يبني البشر من الداخل، يجعلهم مستعدّين لتجاوز الموانع الصعبة، يفتح أعينهم على حقائق، لا يمكن رؤيتها وتحسّسها إلاّ من خلال الحضور في ميادين الحجّ، هناك يدرك الانسان بعض الحقائق المعنويّة للإسلام، الحقائق التربويّة للإسلام، الحجّ شيء من هذا القبيل.
الإمام الخامنئي
فرصة لتبادل التجارب والحقائق مع سائر المسلمين
المسألة الأساسيّة الأخرى التي تشكّل نقطة من نقاط القوّة في الحجّ ومصدر قوّة فيه، هي تبادل الثقافة الإسلامية الأصيلة بين المسلمين، وتبادل التجارب الإسلامية فيما بينهم. قد نكون سمعنا أموراً عن البلد الإسلامي الفلاني، لكن هناك فرقاً بين السمع وبين أن يجلس الإنسان مع أناس من أهل ذلك البلد، ويسمع منهم مباشرةً، وهو أيضاً كذلك بالنسبة إلى ما سمعه عن إيراننا الإسلامية العزيزة، سيقارنه بما يراه وما يسمعه منكم، فيستطيع كشف الحقيقة. إنّ حجم الدعايات الإعلاميّة ضدّ نظام الجمهوريّة الإسلامية هو حجم مرعب، وعدد الوسائل الإعلاميّة بأشكالها المختلفة التي تعمل ضدّ نظام الجمهوريّة الإسلامية في العالم هو عدد ضخم وعجيب. الشابّ الفلاني الذي هو من البلد الإفريقيّ الفلاني، أو البلد الآسيويّ الفلاني، أو البلد العربيّ الفلاني أو غير العربي، عندما يجلس على الإنترنت ويتابع إحدى الوسائل الإعلاميّة العالميّة، أو يحمل بين يديه الصحيفة الفلانيّة العالميّة، أنّى له أن يعلم أنّ ما نُشر هنا عن إيران الإسلامية مخالف للحقيقة؟ إنّ حضوركم في الحجّ، في هذا الميدان العالمي يتيح لكم الفرصة لنقل الحقائق، ليس فقط باللسان، بل باللسان والعمل، إنقلوا حقائق الإسلام، تكلّموا عن حقائق الشيعة، تكلّموا عن حقائق الثورة الإسلامية، تكلّموا عن الأحداث التي تدور اليوم في العالم.
الإمام الخامنئي
تعاملوا في الحج مع بعضكم بأخوّة ولا تنصبوا العداء لبعضكم
إحدى لوازم الحجّ بالمعنى الصحيح للكلمة، هي أنّ الحجّاج يتعاطون في ميدان الحجّ وميدان هذه الفريضة الإسلامية الكبرى مع بعضهم البعض بإخوّة بكلّ ما تحمله هذه الكلمة من معنى، ينظرون إلى بعضهم البعض نظرة أخوّيّة، وليست نظرة غريب لآخر، ولا نظرة عداوة، ينظرون إلى بعضهم البعض نظرة أشخاص يسيرون نحو هدف واحد، يبحثون عن أمر واحد، يدورون في فلك واحد. قال تعالى: “فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحجّ”، المراد من لا جدال ليس الجدال مع الأعداء، فالحجّ أساساً هو مظهر للجدال مع الأعداء. بعض أصحاب الآراء المنحرفة، وسيّئي النفوس أرادوا القول لا جدال في الحجّ، لماذا تقيمون أنتم مراسم البراءة في الحجّ؟ هذا الجدال الموجود في مراسم البراءة هو جدال مع الشرك، جدال مع الكفر، هذا أحد أهمّ خطوط الحياة الإسلامية، الجدال الذي لا ينبغي أن يكون في الحجّ هو جدال الإخوة مع بعضهم البعض، جدال المؤمنين مع بعضهم البعض، جدال القلوب المعتقدة بالتوحيد مع بعضها البعض، هذا الجدال لا ينبغي أن يكون. ينبغي أن نعمل ليس فقط على التخلّص من الجدال اللساني، بل على التخلّص أيضاً من النفور القلبي، على العكس تماماً ممّا يحاول أعداء الإسلام اليوم إيجاده في المجتمع الإسلامي، عليكم أن تلتفتوا إلى هذا. اختلاف المذاهب الإسلامية، الاختلاف بين الشيعة والسنّة في حدود الاختلاف العقائديّ (أن يعتقد أحد عقيدة ما، ويعتقد الآخر عقيدة أخرى، هذان يختلفان فيما بينهم) لا يوجد فيه مشكلةً، المشكلة تحصل عندما يؤدّي هذا الاختلاف العقائديّ إلى الاختلاف الروحي والاختلاف الفكري وإلى المنازعة وإلى الخصومة وإلى العداوة.
الإمام الخامنئي
2014
استفيدوا من روحانيّة الحج
الحجّ هو فرصة؛ ويجب على النظام الإسلامي والمجتمع الإسلامي والشعب المسلم أن يغتنموا جميعًا هذه الفرصة، لأجل إصلاح أمورهم الدينيّة المعنويّة، لإنارة قلوبنا الغافلة والتفاتْ المجتمع الإسلامي أكثر إلى الألطاف الإلهيّة من جهة، وكذلك لأجلِ إصلاح الكثير من الأمور المهمّة للأمّة الإسلاميّة. يجب الاستفادة من معنويّات الحجّ؛ فهو مقام أنسٍ بالله تعالى، ذِكرُ الله تعالى، إحساس الحضور في المحضر الإلهي؛ كلّها تتوافر في الحجّ أكثر من أي وقت آخر. في الحرمين الشريفين وفي منى، في عرفات والمشعر، في نداء لبيك اللهم لبيك، في الإحرام، في أن يشعر الإنسان أنّه يلبّي الدعوة الإلهيّة ويستجيب لها؛ كلّ هذا بحدّ ذاته فرصة عظيمة كي تقوّي القلوب الواعية والصاحية علاقتها بالله تعالى. فلنعرّف قلوبنا أكثر على الله؛ هذه فرصة بالغة الأهميّة.
الإمام الخامنئي
2015
راعوا المسؤوليّات الفرديّة في الحج
السياق الفردي للحج يتعلق بكل واحد من الحجاج. كل واحد من الحجاج في هذا المقطع الزمني – فترة الحج والعمرة – عليه أن يتوجه إلى الله تعالى ويرتبط به ويستغفره ويتزود لنفسه. في الآيات الكريمة المتعلقة بالحج: «وَ تَزَوَّدوا فَاِنَّ خَيرَ الزّادِ التَّقوى». هناك توصية بالتقوى. كل واحد من الحجاج المحترمين الذين تكتب لهم هذه النعمة الكبيرة يجب أن يفكر بملء أوعيته بالزاد – وَاَنِ‌استَغفِروا رَبَّكم -، ليستغفروا، ولينيبوا، وليدعوا، وليطلبوا من الله تعالى، وليعاهدوا الله تعالى على مستقبلهم وحياتهم وأفعالهم ونشاطاتهم. هذا عن الجانب الفردي. في هذا السياق الفردي للحج، على كل حاج أن يقرّب نفسه إلى الله بهذا الفعل وهذا السفر، وعليه أن يطهّر باطنه، ويتزوّد لباقي عمره، ففي هذا السفر وفي هذه الأعمال وفي هذه الأيام ينبوع البركات والمعنوية للفرد. وعلى الحجاج أن يعرفوا قدرها. ثمة أشياء لا يمكن تحقيقها للفرد إلّا في هذا السفر: مشاهدة الكعبة عبادة، والطواف حول الكعبة عبادة، والصلاة في المسجد الحرام عبادة، وزيارة قبر النبي الأكرم (ص) عبادة، وعرفات ساحة لمناجاة الله، والمشعر مساحة للتوجّه إلى الربّ، وكذلك منى. على الحاج أن ينتفع من كل واحد من هذه الأعمال لتطهير باطنه، ولرفعة درجاته، وللتزوّد لكلّ عمره. هذا عن الجانب الفردي من الحج.
الإمام الخامنئي
الحج مظهر الوحدة الإسلامية
الحج مظهر الوحدة الإسلامية؛ ألوان متنوعة، وجلود مختلفة، وقوميّات مختلفة، وهويات متعددة، ومذاهب متنوعة، و أذواق مختلفة، تجتمع كلها إلى جانب بعضها وتكون مثل بعضها. الكلّ يطوفون سوية، ويسعون سوية، ويقفون في عرفات والمشعر سوية، هذه الوحدة شيء مهم جداً. التعاطف الإسلامي وألفة قلوب المسلمين، ووحدة الكلمة تجسيدها الحقيقي يحصل في الحج. لا بالنسبة لشعب إيران فقط، بل لكل مسلمي العالم، وللأمة الإسلامية. لعنة الله على الذين حاولوا إبعاد حقيقة الأمة الإسلامية وأهمية الأمة الإسلامية عن الأذهان، وتقسيم المسلمين إلى أصناف متعددة ودوافع متعددة، وتضخيم الوطنيات مقابل عظمة الأمة الإسلامية الكبرى، وتمزيق الأمة الإسلامية، بينما الأمة الإسلامية كيان مهم، والعظمة للأمة الإسلامية. الله تعالى ينزل رحمته على الأمة الإسلامية، والحج مظهر لتكوين الأمة الإسلامية، فهو نموذج مصغر لكيان كبير؛ «مِن كلِ‌ّ فَجٍ‌ّ عَميق». يجتمع المسلمون من كل مكان ومن طرق بعيدة إلى جانب بعضهم، ويا لها من فرصة كبيرة أن يتحدثوا بعضهم مع بعض، ويتعاطفوا بعضهم مع بعض، ويسمعوا آلام ومحن بعضهم، ويبدوا مشكلاتهم بعضهم لبعض. أين يمكن أن يحصل هذا في غير الحج؟
الإمام الخامنئي
2017
مظهر تجلّي عظمة الأمّة الإسلاميّة
الحج مظهر تواجد عظمة الأمة الإسلامية، والحج مظهر الوحدة، وهو مظهر التلاحم والاتحاد، إنه مظهر قدرة الأمة الإسلامية. في الحج يحصل أكبر اجتماع للأمة الإسلامية في كل سنة وبلا انقطاع وبأوضاع وأحوال معينة وفي نقطة محددة؛ بمعنى أن الأمة الإسلامية تستعرض عضلاتها بواسطة الحج، وتعبّر عن نفسها. وبالإضافة إلى هذا الجانب الخارجي من القضية هناك جانب داخلي لها أيضاً، فالشعوب المسلمة يتعرّف بعضها على بعض في الحج ويستأنس بعضها ببعض، ويفهمون لغة بعض -ولا أقصد من اللغة اللسان والكلمات بل أقصد الثقافة السائدة على الأذهان- يتعرفون على هذه الثقافة ويتقاربون من بعضهم وترتفع الشبهات وتقل حالات العداء وتزول تدريجياً، وتتقارب القلوب بعضها من بعض، وتهب الأيدي لمساعدة بعضها، تستطيع البلدان أن تساعد بعضها، تستطيع الشعوب أن تساعد بعضها، هذا هو الحج.
الإمام الخامنئي
إسعوا لاكتساب المعنويّة في الحجّ
هناك واجبات تقع على عاتق الحجاج فيجب عليهم مراعاتها. ليهتم الحجاج المحترمون بصلوات الجماعة؛ وليهتموا بالصلاة في أول الوقت، وليشاركوا في صلوات الجماعة في المسجد الحرام والمسجد النبوي. وليهتموا اهتماماً كبيراً بتلاوة القرآن – في هذه الأيام التي يُوفقون فيها للحضور في الحرمين الشريفين – وبأعمال عرفة ويوم عرفة. وليتجنبوا التجول في الأسواق، وهذا ما أشرت إليه مراراً وتكراراً. فالأسواق موجودة في كل مكان في العالم، يوجد سوق في طهران هذه وفيه بضائع متنوعة مسموح بها وغير مسموح بها، في كل مكان في طهران وفي المدن الأخرى ثمة أسواق؛ الشيء الذي لا يوجد في طهران هو الكعبة، وما لا يوجد في طهران وفي بيئة حياتكم هو المسجد الحرام والمسجد النبوي. هذا هو الشيء الذي لا يوجد إلّا هناك، فيجب أن تستفيدوا منه، وإلّا فالسوق والأشياء المتنوعة موجودة في كل مكان. فلا تنفقوا أوقاتكم العزيزة على هذه الأشياء. في قضية الحج ينبغي على الحاج أكثر من أي شيء آخر أن يفكر في تطهير نفسه وفؤاده وروحه، وأن يستطيع إن شاء الله التوصل إلى نتائج معنوية كبيرة. إذا تحقق هذا فسوف تحصل تلك النتائج الاجتماعية أيضاً بتوفيق من الله.
الإمام الخامنئي
إمكانيّّات فريضة الحجّ الكبيرة مقارنة مع سائر العبادات
الحج فريضة على جانب كبير من الأهمية. ربما ليس لدينا بين الفرائض الإسلامية فريضة أخرى بأهمية الحج. أولاً توجد إمكانيات معنوية كثيرة في هذه الفريضة الكبيرة الواسعة، والذين ينشدون التواصل المعنوي مع الله جلَّ وعلا وينشدون الحالة المعنوية والروحانية وما شابه ذلك، يمكنهم في كل زاوية من هذا الواجب والفريضة الكبرى أن يجدوا إمكانيات كبيرة ومجالات عجيبة. فالمعنوية تترشح وتقطر من الصلاة والطواف والوقوف والسعي ومن الإحرام في حد ذاته ومن كل جزء من هذا الواجب الكبير والمُرَكّب من أجزاء متنوعة. إذا عرفنا قدر ذلك وإذا كنا ننشد المعنوية فالإمكانية التي يوفرها الحج أكثر من كل الإمكانيات التي توفرها الواجبات الأخرى.
الإمام الخامنئي
ذكر الله روح الحجّ
ذكْرُ الله هو روحُ الحج. لنمنح قلوبنا الحياة والحيوية بشآبيب الرحمة هذه في كل الأحوال، ولنجذّر في قلوبنا التوكل والاعتماد على الله وهو أصل وينبوع القوّة والعظمة والعدل والجمال. حينئذٍ سننتصر على كيد العدوّ. أيها الحجّاج الأعزاء لا تنسوا الدعاء للأمة الإسلامية والمظلومين في سورية، والعراق، وفلسطين، وأفغانستان، واليمن، والبحرين، وليبيا، وباكستان، وكشمير، وبورما، وباقي البقاع، واسألوا الله أن يقطع يد أمريكا وباقي المستكبرين وعملائهم.
الإمام الخامنئي
علاجٌ شافٍ لمشاكل الأمة الإسلامية
الحجّ عبادةٌ زاخرةٌ بالأسرار والرموز، والبیت الشریف موضعٌ طافحٌ بالبرکات الإلهیة ومظهرٌ لآیات الحق تعالى وبیّناته. وللحجّ أن یرتقي بالعبد المؤمن الخاشع المتدبّر إلى الدرجات المعنویة، وأن یصنع منه إنساناً سامیاً نورانیاً، وأن يجعل منه عنصراً ذا بصیرة وشجاعة وإقدام ومجاهدة. کلا الجانبین: معنوياً وسیاسياً، أو فردياً واجتماعياً واضحان بارزان في هذه الفریضة المنقطعة النظیر، والمجتمع الاسلامي الیوم بأمسّ الحاجة لکلا الجانبین. من جهة یعملُ سحرُ النزعة المادیة علی الإفساد والإغراء باستخدامه الوسائلَ المتطورة، ومن جهة ثانیة تنشط سیاسات نظام الهیمنة لاختلاق الفتن وتأجیج نیران النزاعات بین المسلمین وتحویل البلدان الإسلامیة إلی جحیم من الخلافات وانعدام الأمن. للحجّ أن یکون دواءً شافیاً لکلا هذین الابتلائین العظیمین الذَین تعاني منهما الأمة الإسلامیة، فهو یطهّر القلوب من الأدران، وینوّرها بنور التقوى والمعرفة، ویفتح کذلك العیون على واقعیات العالم الإسلامي المُرّة، ویُرسّخ العزائم لمواجهتها، ویُعزّز الخطوات، ویجعل الأیدي والأذهان مجنّدة للعمل.
الإمام الخامنئي
2018
الحجّ يمهّد للتعامل مع أعداء الإسلام بيقظة ووعي
الحجّ في هذا المكان وفي هذه الحدود الزمنية يدعو المسلمين للاتحاد دائماً وفي كل السنين وبلغة بليغة ومنطق مبين. وهذا على الضدّ من إرادة أعداء الإسلام الذين شجّعوا ويشجّعون المسلمين في كل العصور، وفي هذا العصر خصوصاً، على الاصطفاف بعضهم ضدّ بعض. لاحظوا اليوم سلوك أمريكا المستكبرة المجرمة. إن إشعال الحروب هو سياستها الأصلية حيال الإسلام والمسلمين. وإرادتها ومساعيها الخبيثة تصبّ الى اقتتال المسلمين فيما بينهم، وإطلاق ظالمين ليفتكوا بمظلومين، ودعم الطرف الظالم، وقمع الطرف المظلوم على يده بكل قسوة، وإبقاء نيران هذه الفتنة المهولة مستعرة متصاعدة على الدوام. على المسلمين أن يكونوا يقظين وأن يُحبطوا هذه السياسة الشيطانية. والحجّ مُمهِّد لهذه اليقظة، وهذه هي فلسفة البراءة من المشركين والمستكبرين في الحجّ.
الإمام الخامنئي
2019
الحجّ مكان لتبادل التجارب مع الآخرين
الجانب الاجتماعي الآخر للحج هو إبداء عظمة الأمة الإسلامية. أن يجتمع عدة ملايين من الناس في مراسم معينة فهذا إظهار للأمة الإسلامية في مكان واحد. يشارك من بلد سكانه سبعون أو ثمانون مليون نسمة، قرابة خمسين ألف نسمة أو ستين ألف نسمة أو سبعين ألف إنسان، وهذا ما حصل بالفعل؛ هذا شيء يظهر عظمة الأمة الإسلامية. جانب آخر يتعلق بتبادل التجارب. لكثير من البلدان الإسلامية تجارب. شعب إيران على سبيل المثال له تجربة في مواجهة العدو، وفي معرفة العدو، وتشخيصه، وفي عدم الثقة به، وفي عدم الوقوع في الخطأ في تمييز الصديق من العدو. لدينا تجربة. لم نقع في الخطأ في تشخيص الصديق من العدو. منذ بداية الثورة وإلى الآن أدركنا وفهمنا أن العدو الحقيقي، العدو اللدود اللجوج الدؤوب هو الاستكبار العالمي والصهيونية، هذا ما وعيناه. وأحياناً نفس هذا العدو الأساسي والحقيقي يطلق كلامه على لسان الآخرين، فلم نقع في الخطأ ولم نتوهّم أن الذين يجري على ألسنتهم كلام الأعداء هم الأعداء، لا، صرّحنا وقلنا إن العدو هو الاستكبار.
الإمام الخامنئي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى