خط الولاية

الفن في كلمات الإمام الخامنئي

مسألة الفن، مسألة في غاية الأهميّة. الفن جزء من حياة الإنسان؛ الفن في ذاته إحدى مستلزمات وجود الإنسان شأنه شأن كثير من الأمور الأخرى. جميع فروع الفن هكذا؛ يختلف الأشخاص لكن الوجه المشترك بين جميع أنواع الفن هو أنه وليد الذوق والخيال؛ يَنتج الفن من خيال واسع وقوي وذوق رفيع. 

تسلسل زمني

2001
الفنان عالم في حد ذاته
كل فنان هو عالم بحد ذاته، وهذه هي الميزة الفنية الموجودة في كيانه. لو اتيحت للإنسان فرصة أن يلج بحر قلب الفنانين، لرأى دنيا عجيبة غاية في الجمال. دنيا ممزوجة بالغموم والأفراح؛ الآمال والمخاوف والأهداف؛ ولكن للأسف هذه الفرصة غير متاحة. أحد الأصدقاء يصف الفن بأنه جواهر بيضاء. نعم؛ الفن هو جوهرةٌ باهظة الثمن ولكن قيمتها وغلو ثمنها ليس لأنها تجذب القلوب والعيون إليها فحسب –الكثير من الأشياء والتي لا تعتبر فناً، قد تجذب القلوب والعيون إليها- لا ، إنها هبةٌ وعطيةٌ إلهية. حقيقة الفن- أي نوع من الفنون- إنه عطيةٌ إلهية.
الإمام الخامنئي
الفن هبة الهية
الفن هو هبة إلهية وحقيقة غاية في الفخر. ومن الطبيعي أن من أعطاه الله جل وعلا هذه الهبة –مثله مثل جميع الثروات- يجب أن يحمل مسؤولية هذه الهبة على عاتقه؛ أي أن عطايا الله مقترنة دائماً بأداء الواجبات. هذه الواجبات ليست واجبات دينية وشرعية على الدوام؛ واجباتٌ الكثير منها نابع من قلب وذات الإنسان.
الإمام الخامنئي
إنسانية الفن
بعض الناس يقولون فيما يتعلق بالفن الملتزم أن هناك تناقض بين الكلمة الأولى والثانية. الفن يعني ذاك الشيء المبني على التخيل الحر، والملتزم يعني المكبل؛ كيف يمكن التوفيق بين هذين الشيئين!؟ هذا عبارة عن تصور؛ وهو تصور خاطىء. إن بحث مسؤولية والتزام الفنان يعود في الحقيقة لإنسانية الفنان قبل كونه فناناً. في النهاية قبل أن يكون الفنان فناناً هو إنسان. ولا يمكن للإنسان أن لا يكون مسؤولاً. مسؤولية الإنسان الأولى تتجسد في مسؤوليته تجاه بني جنسه. على الرغم من كون الإنسان مسؤولاً تجاه الطبيعة والأرض والسماء، إلا أن مسؤوليته الكبرى هي مسؤوليته تجاه بني البشر. وفي نفس الوقت إن الفنان يتحمل بما لديه من ميزات فريدة مسؤوليات خاصة غير تلك التي أشرت إليها قبلاً.
الإمام الخامنئي
رفع المستوى الفني واجب كل فنان ملتزم
إن الفنان مسؤول وملتزم بكل ما يتعلق بالفن سواء بإطاره أو بمضمونه ومحتواه. من يمتلك القريحة الفنية يجب عليه أن لا يكتفي بمستوى متدنٍ. هذا هو نوع من الالتزام. الفنان الكسول وعديم الجهد، الفنان الذي لا يسعى ليرفع من سوية فنه وإبداعه، في الواقع هذا الفنان لم يعمل بما تقتضيه مسؤوليته تجاه إطار فنه. يجب على الفنان أن يجتهد دوماً.  طبعاً من الممكن أن يصل الإنسان إلى مكان ما لا يستطيع بعده أن يبذل المزيد من الجهد –لا ضير في ذلك- ولكن يجب عليه العمل من أجل رفع مستوى إطاره الفني إلى أعلى درجة ممكنة. هذا الالتزام تجاه الإطار الفني لا يتحقق من دون الإحساس بالعشق والمسؤولية.
الإمام الخامنئي
الفن الديني
إن الفن الديني لم يكن في وقت من الأوقات بمعنى التظاهر والرياء الديني، وهذا الفن لا يبصر النور من خلال الكلمات الدينية فقط، كم هي كثيرة تلك الفنون الدينية النقية، ولكن تم خلالها استخدام كلمات عرفية وغير دينية. يجب أن لا نتخيل أن الفن الديني ينبغي عليه أن يصور قصة دينية أو أن يتحدث عن مقولة دينية مثل الروحانية وغيرها. إن الفن الديني هو ذاك الفن الذي يتمكن من نشر المعارف الدينية التي سعت الأديان السماوية وعلى رأسها الدين الإسلامي المبين لنشرها وقدمت لأجل نشرها أرواحاً طاهرة ويتمكن من تخليد هذه المعارف وترسيخها في الأذهان.
الإمام الخامنئي
ميزة الفن الديني
إن الشيء المهم الذي يجب الالتفات إليه في الفن الديني، هو أن لا يكون هذا الفن في خدمة الشهوات والعنف والابتذال وتشويه هوية الإنسان والمجتمع.
الإمام الخامنئي
الفن والطموح الإسلامي
الفن الديني هو عبارة عن ذاك الفن الذي يتمكن من تجسيد وعرض طموحات الدين الإسلامي –والتي هي أفضل طموحات الأديان الإلهية طبعاً- هذه الطموحات هي تلك الأشياء التي تؤمن سعادة الإنسان، حقوق الإنسان المعنوية، علو ورفعة الإنسان، التقوى والورع، وعدالة المجتمع الإنساني.
الإمام الخامنئي
الفن، وسيلة محاربة الأعداء
تعمل السياسة على استغلال الفن في أمور غير لائقة. وإذا قلنا أنها لا تقوم بذلك، فهذا يدل على عدم إطلاعنا ومعرفتنا. إنها تقوم بهذا العمل اليوم، كما كانت تقوم به في الماضي. منذ عدة أيام قاموا بإحضار إحدى وثائق وزارة الخارجية الأمريكية تم نشره فيما يتعلق بإنقلاب 28 مرداد (18 آب) وتمت ترجمتها وإحضارها إلي، طبعاً عند حدوث هذه الحادثة لم أكن أبلغ الكثير من العمر -كان عمري حينها أربعة عشر أو خمسة عشر عاماً- مازلت أذكر بعض الأشياء؛ ولكني سمعت الكثير على لسان البعض وكذلك قرأت الكثير حول هذه الحادثة؛ ولكن لم يذكر أحدٌ هذه الحقائق بهذه الدقة والتفاصيل. أولئك المسؤولون عن هذه الحادثة قاموا بكتابة هذه الوثائق وإرسالها إلى وزارة الخارجية ووكالة الاستخبارات CIA. هذه الوثائق تخص الأمريكيين أنفسهم. طبعاً كانت العمليات عمليات مشتركة فيما بين الأمريكيين والبريطانيين الأمر الذي تمت الإشارة إليه بشكل كاف في هذا التقرير. ولكن الجزء الذي أود الإشارة له هو التالي: “كيم روزفلت” يقول عندما قدمنا إلى طهران، كان بحوزتنا حقيبة مليئة بالمقالات المكتوبة مسبقاً وكان من المقرر ترجمتها ونشرها في الصحف، وكذلك أحضرنا معنا الكاريكاتورات! فكِّروا بهذا الأمر، وكالة السي آي أي CIA الأمريكية من أجل اسقاط حكومة لم تكن تتوافق معهم ولم تقم بتأمين مصالحهم؛ تلك الحكومة التي كانت قائمة على أصوات الشعب – على عكس جميع حكومات العهد البهلوي- تلك كانت حكومة قانونية وصلت للحكم من خلال أصوات الناس- بحجة أنه من الممكن أن تحتمي تحت العباءة السوفيتية، قاموا بتفعيل جميع الأدوات ضدها ومن ضمنها الفن. لابد أنه في تلك الفترة لم يكن متوفر لهم فنان كاريكاتوري يساعدهم في إنجاز عملهم ويحوز على ثقتهم، لذلك عمدوا إلى إحضار الكاريكاتورات الجاهزة معهم ! جاء في الوثيقة أنه قمنا بالطلب من القسم الفني في وكالة ال CIA  بإعداد هذه الكاريكاتورات!… أنتم ماذا تريدون أن تفعلوا؟  هل تودون أن تقفوا مكتوفي الأيدي ولا تستخدموا هذه الأداة (الفن) في مواجهة هذه المطامع التي يودون الوصول إليها من خلال الفن، هل هذا عمل عقلاني؟ لا؛ إنه عمل ليس عقلاني.
الإمام الخامنئي
استغلال الأعداء للفن
لدى وكالة السي أي اي CIA قسم خاص بالفن والأفلام حيث قامت هذه الوكالة بعد الثورة بإنتاج أفلام كثيرة ضدنا وضد الشيعة والإسلام. أنتم باعتباركم منتجو أفلام وسينمائيون وفنانو سينما ومسرح وموسيقيون وملحنون إيرانيون تدركون هذه الحقيقة وهذه المظلومية، ما هي وظيفتكم؟ ألا يوجد أي وظيفة شعبية؟
الإمام الخامنئي
2006
الفن صانع الأخلاق
بإمكانكم أنتم [السينمائيون] أن تكونوا صنّاع أخلاق؛ وعكس ذلك ممكن أيضا. تستطيعون بث الصبر، الأمل، الشوق، الدافع، العافية، النجابة وكافة الأمور التي يحتاجها أي مجتمع متطور في جيل الشباب. من الممكن أيضا بث اليأس بدل الأمل؛ الخمول بدل الشوق.
الإمام الخامنئي
الفن سلاح، إبحثوا عن مظاهر الرقة والجمال
أنتم باعتباركم فنانين تبحثون عن مظاهر الجمال والرقة في العالم وتحاولون اكتشفاها عن كثب، استخراجها، التركيز عليها وإظهارها؛ هذه هي مهمة الفنّان؛ أي أنه يستخرج مظاهر الرقة والجمال، المكنونات والتفاصيل والجزئيات التي لا تُرى بالعين المسلّحة ويستغل سلاح الفن ونظرته الفنيّة في سبيل إظهارها. عندما أتحدث عن الجمال لا يعني ذلك أنّه عاجز عن استخراج الأمور القبيحة وإظهارها؛ لماذا، لأن ذلك يُعد من المكنونات والتفاصيل. لقد خاطبت ذاك الجمع وقلت لهم، أنتم بصفتكم من الباحثين عن مظاهر الرقة والجمال، كيف يمكن لكم تجاهل جمال دفاع شعب أعزل عن وطنه، عن بلده، عن شعبه ونظامه على مدى سنوات ثمان.
الإمام الخامنئي
السينما الموضوعية
السينما الموضوعية؛ حسناً، أي معنى أفصح وأعمق من إحساس التضحية والإيثار والتفاني لدى شاب بعمر ثمانية عشر أو تسعة عشر ربيعاً، ينهض من عائلة مرفهة ليذهب إلى الأهواز – وقد رأيت هذا النوع من الشباب؛ يحضر في بالي الآن عددٌ من الأمثلة، خاصة أنني عايشتهم وشاهدتهم – عائلة مرفهة، حياة تعمّها الراحة، والدين عطوفين، ليس شخصاً مصاباً بالعُقد والنقص، يدخل ساحة الحرب، يضحّي بشكل يجعل المرء يقف مبهوتاً حيراناً. لقد شارك كثير من هؤلاء الشباب في ساحة المعركة بتوصية مني (أنا العبد). لقد كنت أنظر وأتأمّل، أين نحن من هؤلاء! لا يمكن للإنسان أن يصل إلى غبار أقدامهم. حسناً، هذه مظاهر جمال، وصّفوها، استخرجوها.
الإمام الخامنئي
يجب أن يكون النقد بنّاءً
يجب أن يهدف المحتوى السينمائي لإصلاح البلد والمجتمع؛ عندما يتم توجيه انتقاد ما، يجب أن يهدف هذا الانتقاد للإصلاح أيضاً. عندئذٍ أعتقد أن حجم الاختلافات حول “هل ننتقد؟ هل اسم هذا تذمرٌ وانتقاد سوداوي أم لا؟” سوف يقلُّ وتنخفض وتيرته؛ وذلك لأنه عندما تكون النية نية إصلاح وتقدم، سوف تضفي هذه النية أثرها على العمل، وعندها سوف تقلُّ هذه المسافات الفاصلة.
الإمام الخامنئي
الفن السينمائي حاجة وضرورة
منذ البداية عندما قررنا عقد هذه الجلسة، كنت أسعى وراء تحقق هدفين؛ الأول هو أنني كنت أريد إبداء احترامي لسينمائيي البلاد؛ في الحقيقة لصنعة السينما في البلاد. لقد اعتبرت أن هذه الجلسة وانعكاسها الخارجي بمثابة تكريم للفن السينمائي والفنانين السينمائيين وأحب أن يتّسع وينتشر هذا الشعور في البلاد وتتضح للجميع أهمية السينما. كل شخص له ادعائه، توجهاته وتوقعاته؛ لكن فليجمع الجميع أن فن السينما هذا البالغ التعقيد والبارز يشكّل حاجة وضرورة للبلاد.
الإمام الخامنئي
2009
دور الفن في تسليط الضوء على فترة الدفاع المقدس
إن المآثر التي برزت خلال فترة الدفاع المقدس، كانت مصحوبة بأثمان باهظة. كم من روح غالية ارتقت إلى بارئها، وكم خسرنا من المال والوقت. أنتم اليوم في الحقيقة تقومون بإعادة تصوير هذا الواقع بأعمالكم الفنية. أنتم تتركون نفس الأثر الذي كان من الممكن أن تتركه تلك الحادثة في جيل ما، في مجتمع ما، تتركونه من خلال كتاباتكم، وأفلامكم وأعمالكم الفنية في جمهوركم. هذا عمل في غاية العظمة.
الإمام الخامنئي
الفن جهاد
عملكم الثقافي وعملكم الفني المتمثل في سرد قصة ذاك الجهاد المقدس، هو جهاد بحد ذاته؛ لأنهم حاولوا جاهدين أن يمحوا تلك المفاهيم الرفيعة؛ سعوا لذلك، وعملوا لتحقيقه. تلك العزة، تلك الثقة بالنفس، ذاك الاحساس بالقوة من الناحية المعنوية الذي كان يشعر به مجاهدونا ومجتمعنا الإسلامي استطاع أن يسطر تلك الحادثة العجيبة والمدهشة – أعني الانتصار في حرب الدفاع المقدس وعدم الهزيمة أمام كل أولئك الأعداء-، تلك الخصائص، تلك المميزات، واحدة من أكثر الأمور التي يحتاجها شعبنا ويحتاجها بلدنا. هذه الخصائص يجب علينا الحفاظ عليها ومواجهة جميع المحاولات لمحوها ونسيانها. عملكم هو رواية الدفاع المقدس وهذا العمل بذاته جهاد كبير.
الإمام الخامنئي
2011
شعر الثورة شعرٌ ذو هوية
شعر الثورة شعرٌ ذو هوية, وهو في الحقيقة المتصدّي والمباشر وصاحب الميدان في إظهار خطاب الثورة الإسلامية, وهذا ما يجب المحافظة عليه. يجب أن لا نخضع لتأثير بعض الاضطرابات الناتجة عن تألّم الشاعر بسبب مشكلة ما، أو قضية ما. في كل مكان يوجد اختلالات معينة وروح الشاعر اللطيفة تصاب ببعض الآلام، وهذه الآلام بالطبع تترك أثراً في الشعر, ولكن يجب أن لا تتغلّب هذه الآلام على خطاب الثورة الأساسي وعلى هوية الثورة . يجب أن تتحدّثوا من أجل الثورة، يجب أن يكون جهدكم وسعيكم في سبيل خطاب الثورة.
الإمام الخامنئي
2012
علينا الالتفات إلى خطر الهجوم الإعلامي الغربي
قبل عدّة سنوات، نُشر في الأخبار أنّ بعض الدول الأوروبيّة الكبرى قرّرت أن تواجه الأفلام الأمريكية. هؤلاء ليسوا مسلمين، لكنّهم يستشعرون هذا الخطر، خطر الهجوم. وبالطبع إنّ الدول الإسلاميّة، وبلدنا الثوريّ على وجه الخصوص، يتعرضون لهذا الهجوم بشكل أكبر. فهم ينظرون ويقيسون الخصائص، ويزنون الأوضاع، وينتجون الأفلام، ويعدّون الأخبار على هذا الأساس، وبناءً على ذلك يوجهون إعلامهم ويطلقونه للعالم.
الإمام الخامنئي
لقد استفاد الغرب من الفن إلى أقصى حد
ومن النقاط التي ينبغي الالتفات إليها في مواجهة عالم الغرب بشكل كامل، هو عنصر الفنّ وأداته التي يستخدمها الغربيّون. لقد استفادوا من الفنّ إلى أقصى الحدود من أجل ترويج هذه الثقافة الخاطئة والمنحطّة والماحقة للهويّات، ولا سيّما الفنون المسرحية (الأدائية)، وخاصّة الاستفادة من السينما وبأقصى ما يمكن. فهؤلاء يجعلون أيّ شعبٍ تحت الدراسة على شكل مشروعٍ ما، فيكتشفون نقاط ضعفه ويستفيدون من علماء النفس وعلماء الاجتماع والمؤرّخين والفنّانين وأمثالهم، ليكتشفوا طرق الهيمنة على هذا الشعب. ثمّ بعد ذلك، يوصون منتجاً سينمائيّاً أو مؤسّسة فنّيّة في هوليوود لكي تصنع فيلماً. فالكثير من الأفلام التي ينتجونها لنا وللدول هو من هذا القبيل.
الإمام الخامنئي
2013
علاقة الفن بالسياسة في الغرب وأمريكا
إن صناعة الأفلام السياسية المعادية لإيران أو القيام بإهداء الجوائز للأفلام المضادة لإيران هو دليلٌ واضح عن اختلاط السياسة بالفن في أمريكا والغرب.
الإمام الخامنئي
يجب أن تكون نظرة الفن الإسلامي نظرة بعيدة المدى
يجب أن تكون نظرة الفن الإسلامي والسينما الدينية نظرة بعيدة المدى ويجب أن تتمتع ببرنامج دقيق وأمل بالمستقبل والاستفادة المناسبة من الفن من أجل التأثير بأكبر شكل ممكن.
الإمام الخامنئي
الشاعر يحمل على عاتقه مسؤولية كبرى
الشعر هو واحد من أبرز الفنون؛ والفنّان – سواء الذي يتعامل مع الشعر أو مع سائر الفنون الأخرى – هو من النخب التي تقع على عاتقها مسؤوليّة أكبر على صعيد الأمور التي تتطلّب مسؤوليّة, وهذا أمر طبيعيّ. مسؤوليّة النخب – سواءٌ النخب السياسيّة، أو النخب العلميّة، أو النخب الثقافيّة – في أيّ مجال، تفوق مسؤوليّة غيرهم. الفنّان هو نخبويّ بارز, لذا، تقع عليه المسؤوليّة. برأيي ينبغي حمل هذه المسؤوليّات على محمل الجدّ. وفنّ الشعر الذي هو فنّ فاخر ومهمّ تاريخيّاً وغير مندرس يتضمّن هذه المسؤوليّات الكبيرة ويحويها.
الإمام الخامنئي
يجب أخذ مشاعر الشاعر العاطفية بعين الإعتبار
بالطبع، ينبغي أخذ أحاسيس الشاعر الإنسانيّة بعين النظر، كما ينبغي الالتفات أيضاً إلى هموم الشاعر وغمومه، وإلى فكره وحكمته. أي أنّ كلّ قسم من هذه الأقسام الثلاثة، يخصّ جزءاً وفصلاً من فنّ الشعر بنفسه. لا ضير في ذلك، أي إذا لم تدخل الأحاسيس الشاعريّة، ومشاعر الحبّ، والأحاسيس المرتبطة بأمور الحياة الشخصيّة اليوميّة في الشعر، فإنّ الشعر في الواقع، لن يؤدّي تمام وظائفه. بناءً على هذا، قسم من الشعر مرتبط بأحاسيس الشاعر, حسنٌ، فأحياناً يُفرَّط في هذا المجال، ويخصّص الشعر بتمامه لهذه الأحاسيس.
الإمام الخامنئي
2014
فن مدح أهل البيت مسؤولية
أنتم القادرون على مخاطبة النّاس، بالفنّ والشعر، بالصوت واللّحن، تستطيعون التواصل مع النّاس، هذا يستدعي المسؤوليّة. إنّ امتلاك كلّ هذه الفرَص والإمكانات، بحدّ ذاته مسؤوليّة، وهي مسؤوليّة عليكم تأديتها على أكمل وجه. إذا استطاع مدّاحو البلاد اللّائقون لهذه المرتبة وهذا المقام، من القيام بمسؤوليّتهم، فسينتج عن ذلك تغيّر (تحوّل) في البلاد.
الإمام الخامنئي
الفن الراقي في مواجهة الفن الشيطاني
وإنّ سعي الشّياطين اليوم هو أن يؤثّروا على خلوة النّاس والمخاطبين وشعبنا وكلّ الشّعوب، سواء كان شعبنا أم غيره، ويحقنونها بالقيم ويجعلون الناس في قبضة قيمهم وأفكارهم. فلو استطعتم أن تحقّقوا هذا الفنّ، وهذا الإقبال والتوفيق لأنفسكم بحيث يمكنكم الحضور في خلوة سامعيكم، وتثروها وتملؤوها بالمعنويّات، وبالوسائل التي تغني النّاس بالنشاطٍ والأملٍ والتحرّكٍ والتقدّم، فإنّكم بذلك تكونون قد نجحتم نجاحًا كبيرًا. وهذا هو الأمر الذي حقّقه شعراؤنا الكبار على مدى مئات السّنين. فأنتم ترون سعدي أو مولوي أو حافظ أو الفردوسي أو الخاقاني يسجّلون حضورًا في حياتنا المعنويّة وأذهاننا وأفكارنا، وقد تمكّنوا لمئات السّنين من التّأثير على أفكار مجتمعاتنا، وهم الذين حفظوا الهويّة الحقيقيّة لثقافتنا الوطنيّة وحملوها من جيلٍ إلى جيل ويدًا بيد.
الإمام الخامنئي
موهبة الشعر
فلو حُفظت خلوة الإنسان هذه ـ حيث يمكنكم أن تؤدّوا دورًا أساسيًّا في هذا المجال ـ عندها يمكن أن نأمل بإصلاح القيم والسلوكيات الاجتماعيّة. ويمكن من خلال هذا الطّريق حلّ المشاكل والاختلالات الاجتماعية. فالنّاس إذا صلحوا من الباطن وصار لهم توجّهات ودوافع وأمل ونشاط يمكن أن نأمل بإصلاح القيم وجعلها في مكانها الصّحيح وعلى طريقها المطلوب. ومثل هذا الأمر يشكّل فرصة كبيرة لكم أيّها الشّعراء. وباعتقادي أنّ الله تعالى قد منحكم موهبة الشّعر هذه، وكم من الأشخاص يمتلكون الأفكار الجيّدة لكنّهم لا يمتلكون هذه الوسيلة الفعّالة! فلا يمتلكون مثل هذه الحنجرة الجميلة والدّافئة والمؤثّرة التي تمكنّهم من نقل تلك الأفكار، وأنتم تمتلكون هذه الحنجرة، فإذا تمكّنتم من استخدامها بصورة جيّدة، فإنّكم بذلك تؤدّون عملًا كبيرًا.
الإمام الخامنئي
على الشعر أن يتمتع ببعد فني
إني أرى لحسن الحظّ أنّ شعراءنا الشّباب وشعراء ثورتنا قد قدّموا لنا أعمالًا جيّدة وأشعارًا مميّزة. بالطّبع، إنّ كلّ هذه الأمور إنّما تحصل إذا كان الشّعر متمتّعًا بالبعد الفنّيّ، وهذه هي وصيّتنا الدّائمة. فالشّعر ليس مجرّد معنًى وليس مضمونًا فحسب، بل هو تركيبٌ وهيئة فنّيّة. إنّ الفنّ والنّسج والأسلوب الفنّيّ هو الشّرط الأساسيّ لكي يتمكّن هذا الشّعر من البقاء والتّأثير إن شاء الله.
الإمام الخامنئي
2015
فن المدح
إنّ مهنة المديح مهنة شريفة جدًا؛ لماذا؟ لأنّه طوال التاريخ كان هناك من يمدح الظالمين المتسلّطين والمستبدّين. واليوم أيضًا هناك من يمدحهم، حيث يوجد في العالم أشخاص يطلقون ألسنتهم لمدح أنجس البشر، أو يحملون أقلامهم المأجورة -بثمن بخس وسخ- ليقوموا بهذا العمل؛ أما أنتم فعلى العكس من ذلك: إنّ ألسنتكم وأنفاسكم وحناجركم وقدراتكم الفنيّة في خدمة مديح الفضيلة. إنّ أهل بيت الرسول هم أهل بيت الفضيلة؛ فهم مفعمون بالفضيلة من الرأس حتى أخمص القدمين. إنّ مادح الشمس يمدح نفسه؛ ففي الحقيقة عندما تمدحون فضيلة أهل بيت النبي فإنّكم تمدحون أنفسكم بذلك وتظهرون شرف هذه المهنة وهذا العمل. كلمة الإمام الخامنئي لدى لقائه مجموعة من مداحي أهل البيت عليهم السلام.
الإمام الخامنئي
أهمية اتخاذ موقف وتجنب الحيادية
إذا كان الشاعر والفنان حيادياً في معركة الحق مع الباطل، في الواقع يكون قد إضاع النعمة والموهبة التي منحه إياها الله جل وعلا، وإذا ما وقف في جبهة الباطل فيكون قد قام بارتكاب الخيانة الجريمة. كلمة الإمام الخامنئي لدى لقائه مجموعة من الشعراء والأدباء والمثقفين.
الإمام الخامنئي
2015/07/01
الأساليب الفنية المؤثرة
الكاريكاتير من الأساليب الفنية المؤثرة جداً. الفن الساخر، ولحسن الحظ لقد أنجز الشباب في مجال الأعمال الساخرة و ينجزون أعمالاً جيدة. هذه أعمال جيدة جداً. نشاط الطلاب الجامعيين ليس مجرد إعلام مواقف عن طريق بيانات، و هو عمل تكراري و قد لا تكون فيه جاذبية، أو أن نكتب كتاباً، أو نعقد اجتماع طلبة جامعيين، لا يقتصر النشاط الطلابي على هذه الأمور فحسب، هذه النشاطات نشاطات جيدة ولكن يمكن القيام بأعمال جديدة، مثل الأناشيد على سبيل المثال، أو النشرات الصوتية، ينبغي على الشباب دخول عالم الأناشيد و الشعر و الأعمال الفنية بشكل حقيقي. ثمة أمور تكتسب تأثيراً مضاعفاً عدة مرات حين تعرض على شكل شعر و برامج شعرية و فنية، استخدموا هذه الأساليب.
الإمام الخامنئي
أهمية المسرح
للأسف منذ البداية ولد المسرح ولادة سيئة في محيطنا الفني. أي أن مسرحنا كان إما عبارة عن مسرح عبثي لا فائدة منه شبيه بتلك المسرحيات التي كانت تمثل في البيوت بهدف الفكاهة والضحك أو مسرح احتجاجي عديم الجهة والهدف، و بلغة مبهمة، حيث يتصورون أن المسرح لا بدّ أن يكون بلغة مبهمة غامضة رمزية، و هذا غير صحيح. المسرح معناه التمثيل أمام أعين المشاهدين على الخشبة. خلافاً للسينما و الأفلام التي ترونها على الستار فقط، في المسرح يشعر الإنسان بالناس، و يسمع كلامهم مباشرة. و في هذا الإطار يمكن للكثير من الأشياء أن تكون بناءة؛ المسرح؛ مسارح الطلبة الجامعيين. لتجتمع الفرق الفنية و تطرح المفاهيم الإسلامية الحقيقية.  في نفس هذه الحسينية قبل سنين – ربما قبل عشرين سنة – أجروا مسرحية لنا حول النبي أيوب، و كانت طويلة، استمرت ساعة أو ساعتين. و عندما انتهت قلتُ للمخرج إنني حتى الآن قرأت قصة النبي أيوب في القرآن الكريم مئة مرة أو ربما مئات المرات، ولكنني لم أستوعب قصة النبي أيوب وما حدث معه في كل تلك المرات التي قرأت فيها قصته كما استوعبتها من مسرحيتك هذه. هل هذا بالشيء القليل؟
الإمام الخامنئي
الفن جزء من حياة الإنسان
مسألة الفن، مسألة في غاية الأهميّة. الفن جزء من حياة الإنسان؛ الفن في ذاته إحدى مستلزمات وجود الإنسان شأنه شأن كثير من الأمور الأخرى. جميع فروع الفن هكذا؛ يختلف الأشخاص لكن الوجه المشترك بين جميع أنواع الفن هو أنه وليد الذوق والخيال؛ يَنتج الفن من خيال واسع وقوي وذوق رفيع.
الإمام الخامنئي
2016
العمارة شكل من أشكال الفن
لقد امتزج اليوم الفنّ بالمجتمعات البشرية ودخل في صميم حياتهم، ولا يعتبر شيئاً زائداً أو شكلياً، فالعمارة على سبيل المثال من صنوف الفنّ، وقد عُجنت بحياة الإنسان. والمرء الذي يعيش في عمارة، سيترك النمط المعماري فيها أثره على روح الإنسان وفكره وسيرته ونمط حياته.  كلمة الإمام الخامنئي لدى لقائه أعضاء الهيئة العلمية والمنظمين للمؤتمر الوطني “لفقه الفن”
الإمام الخامنئي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى