خط الولاية

فلسطين في كلمات الإمام الخامنئي

قضية فلسطين لن تخرج من لائحة قضايا نظام الجمهورية الإسلامية. قضية فلسطين هي ساحة جهاد إسلامي واجب وضروري، وما من حدث يمكنه فصلنا عن القضية الفلسطينية. قد يكون البعض ممن يتواجد في الساحة الفلسطينية لا يعمل بواجباته، وهؤلاء لهم حساب آخر، إلا أن شعب فلسطين والمجاهدين الفلسطينيين هم موضع تأييدنا ودعمنا. 

تسلسل زمني

1980
الغدة السرطانية المسماة بإسرائيل سبب التفرقة بين الدول المسلمة
لقد زرع الإمبرياليون كبار أعداء البشرية هذه الغدة السرطانية القذرة، داخل وطننا العربي والإسلامي، ولقد نمت هذه الغدة اليوم، وأصبحت المسبب في التفرقة بين الدول المسلمة. لاحظوا أنكم لا تستطيعون أن تميزوا بين هؤلاء الرؤساء الذين يسمون أنفسهم مسلمين، لا يمكنكم أن تميزوا أي واحد منهم استطاع العمل بواجباته الإسلاميه والإنسانيّة والعربيّة بشكل كامل إزاء قضيّة فلسطين، لماذا؟ لأن الأعداء ألهوهم بالقضايا الداخلية للبلدان العربيّة. ما هو مصدر هذه الكوارث؟ إنها بسبب وجود هذه الغدة القذرة المسماة بإسرائيل، وظهرت هذه الغدة القذرة في قلب البلدان المسلمة والعربيّة بواسطة الحكومات والقوى الكبرى.
الإمام الخامنئي
ثورة إيران الإسلاميّة؛ نموذج لكلّ الثورات الإسلاميّة
لقد أضحت ثورة إيران نبراساً لكلّ الثورات الإسلاميّة في جميع أرجاء هذه المنطقة وستصبح كذلك. وبعد انتصار ثورتكم، تفجرت الأحاسيس الإسلاميّة والإيمانية في جميع أرجاء هذه المنطقة. لقد ظهرت اليوم الحركات التحررية على أساس الإيديولوجية الإسلاميّة في المنطقة هنا وهناك، وتأججت النيران، ولكنّ عليك أن تواصلوها، على الشعب الإيراني أن يعلم أنّ هؤلاء الأبناء سوف يسارعون إلى مساعدته. يا ملهم الثورات الإسلاميّة في العالمين العربي والإسلامي! يا ثورة إيران الإسلاميّة! ويا أیّها الشعب المسلم العظيم في إيران! ويا أيّها القائد الكبير! لا شك في أن أنصار هذه الثورة وأتباعها؛ أي الثورات الأخرى التي حدثت في جميع أرجاء البلدان المسلمة وظهرت وستظهر، هي التي ستبادر إلى مساعدة الثورة الإسلاميّة، إلا أن ثورة إيران الإسلاميّة يجب أن تواصل طريقها. علينا أن نزرع اليأس في جسد أمريكا، ولقد رأينا أنّنا نستطيع بث هذا اليأس.
الإمام الخامنئي
الوعد الإلهي؛ هزيمة إسرائيل مرة أخرى
علينا أن نتعلم ذلك من وعد الله. فقد خاطب الله تعالى بني إسرائيل في سورة بني إسرائيل قائلاً: «لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَ لَتَعلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً فَإذا جاءَ وَعْدُ اُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا اُولِي بَأسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَ كانَ وَعْداً مَفْعُولاً» إن كلّ أمة تنهض للسير في الطريق الطبيعي لسان التاریخ ملتزمة الصلاح، ومستخدمة سلاح الحق والحقيقة والمطالبة بالعدالة، فإن الله سوف يعينها، ولكنّ أيّ أمة تثير الفساد، وتطغى على المستضعفين، وتتجاهل القيم الإنسانيّة، فإن هذه الأمة محكومة بالفناء والزوال.
الإمام الخامنئي
واجبنا أمام الإمبريالية الأمريكيّة والشعوب العربيّة المستضعفة
هناك اليوم أمامنا عاملان يقف أحدهما في مقابل الآخر، أحدهما هو عامل الإمبريالية الأمريكية، والذي تجلى وتجسد في المنطقة على شكل دولة إسرائيل الغاصبة، فيجب أن نوجّه الضغوط إلى هذه الدولة الغاصبة – التي هي رمز التسلط والإعتداء الأمريكي – ونجعل هدفنا القضاء عليها. والعامل الآخر في مقابله، تلك الشعوب العربيّة المستضعفة. علينا أن نعتبر هذه الشعوب المستضعفة إخوتنا ورفاقنا في القتال، وندعوها إلى ثورة شاملة وعامة.
الإمام الخامنئي
تمثيلان: الحصى و دلو الماء
إنّي أعلن اليوم باسمكم يا أهالي طهران وباسم الشعب الإيراني من هذه المنصة أمام الجماهير المليونية العظيمة، وفي هذا التجمع المليوني الضخم، وفي يوم القدس، أعلن جميع الأشخاص الذين جاؤوا كضيوف أعزاء علينا في يوم القدس إلى هذا التجمع، وإلى هذا البلد، وإلى بيتهم؛ بلغوا تحيات مسلمي إيران الثوريين إلى شعوب بلدانكم، حدثوهم عن تجربتنا وعن المعجزة الإلهية التي تحققت، إدفعوهم للحركة. وكما قال إمام الأمة فإن مليار مسلم أو مليار إنسان، يشكلون قوة ضخمة وهائلة لعالم اليوم، واذا ما قذف كلّ واحد منهم حصاة، أو سكب دلو ماء -كما قال إمام الأمة وكما قال المرحوم الطالقاني رضوان الله عليه في مثل هذا اليوم في السنة الماضية – أو إذا رمى كلّ واحد منا حصاة واحدة باتجاه دولة إسرائيل، فإننا سوف ندفن لا محالة هذا الشيطان تحت تل من الحصى. أيّها الشعب المسلم! يا شعب إيران الكبير والبطل! إن يوم القدس هو يوم شعار ثورتنا الإسلاميّة الكبير وعليكم أنتم ونحن أن نعد أنفسنا. إنني أعلن لكم اليوم أن علينا أن نوسع كلّ يوم استعداداتنا العسكرية وتسليحاتنا وتجهيزاتنا القتالية وتطوّر نوعيتها. إن أمامنا قضيّة فلسطين، وقضيّة الإمبريالية الأمريكية، وقضايا الإعتداءات والمؤامرات.
الإمام الخامنئي
جرائم الصهاينة؛ لاعهد للعالم بها
إن الفاشية التي يمارسها اليوم الزعماء الصهاينة الخونة، وبيغن الخائن هذا – التی يقف اليوم على رأس حكومة إسرائيل الغاصبة وتمارسها هذه الدولة الفاشية المجرمة، لا عهد للعالم بها. لاحظوا ما فعلوا في دير ياسين، وماذا فعلوا في جون إسرائيل؟ لقد اعتقلوا الشباب المسلمين واقتادوهم إلى السجن، وقاموا بتعذيبهم، بل إنّهم سحبوا دماء الشباب المسلمين بالحقن و وضعوها في مصارف الدم للعناصر الإسرائيلية العميلة. لاحظوا ماذا فعلوا بثروات الشعب الفلسطيني، وأية جريمة ارتكبوها بحق رجاله ونسائه وشبابه، وماذا فعلوا بالحكومات المسلمة.
الإمام الخامنئي
هزيمة إسرائيل على يد المسلمين؛ تؤدي إلى سعادتهم في الدنيا
لقد نهض الشعب الفلسطيني اليوم وعاد إلى وعيه. إنّ نفس الخطاب الذي وجهه القرآن في ذلك اليوم إلى بني إسرائيل الذين كانوا في حالة كفاح کبیر ضد الطغيان، هذا الخطاب نفسه موجه اليوم إلى المسلمين الفلسطينيين، وهو: « إِنْ أَحْسَنْتُمْ‏ أَحْسَنْتُمْ‏ لِأَنْفُسِكُمْ وَ إِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها». إن أحسنتم، وان جاهدتم في سبيل الله، وان عملتم بأمر الله، وان عملتم أیّها المسلمون الفلسطينيون، أيّها المسلمون العرب ويا مسلمي العالم! إن عملتم بهذه الواجبات في طريق محاربة أعداء الإنسانيّة وأعداء الدين والحقيقة، فسوف تكونون بذلك قد أحسنتم لأنفسکم. في ذلك اليوم الذي تظهر فيه قوة إسلاميّة عظيمة في هذه المنطقة، وتستطيع هذه القوة أن توجه صفعة قوية إلى أفواه القوى الكبرى المعتدية الشرقية والغربية، فسوف لن ترى الشعوب الإسلاميّة بعد ذلك وجه الإستضعاف والعوز، والفقر والجوع. لاحظوا ماذا يفعله الفقر والأمية والجهل في البلدان الإسلاميّة. هنالك عشرات الملايين من المسلمين يعيشون في هذه البلدان في هذه المنطقة الواسعة، إلا أنه لا تتوفر فيها أي من مستلزمات الحياة الإنسانيّة الكريمة لهذه الشعوب. لماذا؟ لأن القوى الكبرى رأت مصلحتها في أن تمارس الضغوط دوماً على هذه الشعوب، وتجعلها تعيش في نار الإختلافات والنفاق دائماً، كي تستطيع تأمين مصالحها، وأن تشغلها بنفسها، وبقضاياها الداخلية حتى لا تحقق وحدة عالمية عظيمة. واسرائيل الخائنة هي عميلة الإمبريالية وقاعدتها في هذه المنطقة.
الإمام الخامنئي
شتان بين الصهيونية واليهود
إننا لا نعتبر الصهيونية غاية ومذهباً، ولانعتبرها نزعة يهودية، فهناك الكثير من اليهود الأحرار من أصحاب الفطرة السليمة في العالم يتبرّؤون من الصهيونية، فالصهيونية هي نزعة فاشية سياسية معتدية لا يمكنها أن تواصل حياتها إلا بالظلم والجور والإستيلاء على المناطق العائدة إلى المسلمين المستضعفين والمحرومين.
الإمام الخامنئي
الوجوب الشرعي لمساعدة الشعب الفلسطيني
بعد أن تمكنا نحن أبناء الشعب الإيراني والمسلمين الثوريين الإيرانيين أن كسب الرأي العام الإسلامي، واستطعنا أن وجه هذه اللكمة الموجعة إلى الإمبريالية الأمريكية، فإنّ علينا الآن أن بخطوا أيضاً هذه الخطوة الكبيرة، علينا أن نعلم الشعوب العربيّة درس الكفاح في سبيل فلسطين والتضحية من أجل فلسطين. إنّ قضيّة فلسطين هي بالنسبة إلينا قضيّة إنسانيّة وإسلاميّة كماقلت. هي قضيّة إنسانيّة، لأنّ حفنة من المجرمين المعادين للبشرية قد اجتمعوا في هذه المنطقة و لا هم لهم مسوى ارتكاب الجرائم والإعتداء والتسلط، والتآمر على الشعوب والحكومات الثورية. إنّهم يقدمون العون اليوم إلى أعدائنا، إنّهم يساعدون الأشخاص الذين تشترك حدودهم معنا ويتآمرون ضدنا، إنّهم منشغلون بتقديم المساعدات، إنّهم يشكلون قاعدة التآمر الأمريكي ضد إيران وثورتها في هذه المنطقة. وفضلا عن ذلك فإنّ قضيّة فلسطين – يا إخوتنا وأخواتنا – هي قضيّة إسلاميّة بالنسبة إلينا. لقد أوجب الإسلام علينا أن ندافع عن البلدان المسلمة، أوجب علينا أن نهتمّ بحقوق المظلومين والمستضعفين، أوجب علينا أن نسارع بأموالنا وأرواحنا إلى مساعدة الشعب الذي يطلق صرخته منذ ثلاثين سنة منادياً «یا للمسلمين» دون أن يجيبهم أحد.
الإمام الخامنئي
يوم القدس؛ يوم الإسلام والإنسانيّة والثورة والإمام
اليوم هو يوم القدس العظيم والعالمي، ويوم تجمع تطلعات مسلمي العالم في كلمة واحدة وجملة واحدة، ويوم اتحاد صفوف كلّ المسلمين من كلّ الشعوب والبلدان، وهو يوم الإسلام، والإنسانيّة، ويوم الثورة، ويوم إمامنا.
الإمام الخامنئي
تقصير الدول المسلمة في قضيّة فلسطين
إن الشعب الفلسطيني يصرخ منذ ثلاثين سنة «يا للمسلمين». في أیُّ حكومة من الحكومات العربيّة يمكنها أن تدعي أنها استجابت لنداء «يا للمسلمين» الذي يطلقه الإخوة الفلسطينيون؟ إنّ كلّ دولة من الدول العربيّة التي أمسكت بزمام الحكم، أطلقت شعار دعم فلسطين بهدف أن تكسب دعم شعبها لها.  إنّني أوجه خطابي إلى دول شمال أفريقيا، وأقول لدول الشرق الأوسط، أقول للدول الواقعة على خط إسرائيل الحدودي وللدول الواقعة في الخليج الفارسي وأتساءل: أي منها قدمت العون للإخوة الفلسطينيين وقضيّة فلسطين كما ينبغي ويليق بالدولة الإسلاميّة؟ منذ ثلاثين عاماً وآنات استغاثة بضعة ملايين من المسلمين المحرومين المستضعفين تنطلق، فمن الذي يجب أن يغيثهم؟
الإمام الخامنئي
قضيّة فلسطين؛ أهمّ قضايا الثورة الإسلامية
إن النظام البهلوي الغاصب والمتجبر لم يكن يسمح لنا بأن نفكر في قضيّة فلسطين، حتى إنّه لم يكن يدعنا أن ندرك هذه القضية، لم يكن يدعنا نشعر، ويشعر شعبنا بإنّ قضيّة فلسطين جزء من قضيّة إيران ومن ثورة إيران. إلا أن إمام هذه الأمة يقظ وحيّ اليوم. لقد حدّد إمام الأمّة اليوم أهمّ قضايا الثورة، ووضع أصابعه على قضيّة القدس، وهذه أول مرة في تاريخ الكفاح العربي والإسلامي والفلسطيني، تمّ فيه تعيين يوم باسم يوم القدس. لقد صعدتم البارحة إلى سطوح المباني وأطلقتم هتافات التكبير، وقد لبّى نداءكم في جميع أرجاء البلدان العربيّة والإسلاميّة الأشخاص الذين كانوا قد سمعوا نداءكم وعرفوا دعونكم. وصكت صرخات التكبير في جميع أرجاءوآفاق البلدان الإسلاميّة آذان الظالمين، وأقضت مضاجع المستکبرین، یجب أن تستمر هذه الحركة، ويجب على الشعب الإيراني، بجدّ وبصدق، لا مجاملة ولا باللسان، يجب على الشعب الإيراني والحكومة الإيرانية والأجهزة التشريعية والتنفيذية أن تتخذ القرارات ليوم القدس ولقضيّة فلسطين للمساعدة وايصال العون.
الإمام الخامنئي
يوم القدس؛ يوم تحطيم ظهور المستكبرين الأمريكيين وعملائهم الصهاينة

أيّها الإخوة والأخوات! إنّ قضيّة القدس التي يجب أن نصل بشأنها إلى وعي واضح والى قرار حاسم، هی قضیّة عظیمة و مهمّة للغایة. إنّ قضیّة القدس و یوم القدس و أحدث فلسطین، هی تلك النقطة التي ينبغي فيها على مستضعفي العالم أن یهتمّوا بتحطيم و سحق ظهور مستكبري العالم الكبار، وعلى رأسهم الإمبريالية الأمريكية وعملائها الصهاينة. إنّ قضيّة القدس هي قضيّة مصيرية لشعبنا وكل أبناء الأمّة الإسلاميّة الكبيرة. واذا ما حققت الثورة الإيرانية الإنتصار النهائي في داخل هذه الحدود، فإن هذا لا يعني أن نقتنع ونظن أننا قد حققنا الإنتصار النهائي. فمادام هذا الجرح المتعفن، وهذه الغدة المتقيحة موجودة في قلب البلدان الإسلاميّة والعربيّة باسم دولة إسرائيل الغاصبة، فإننا لانستطيع أن نشعر بأننا قد انتصرنا، ولا يمكننا أن نلاحظ تواجد عدونا إلى جوار آذاننا، في أراضينا المغتصبة والمحتلة.

الإمام الخامنئي

إمكانية محو إسرائيل بإرادة الشعوب وعزمها
عليكم أن تنظروا بعين الجدّ إلى قضيّة القدس وقضيّة فلسطين. لقد كانت القدس هذه المدينة العظيمة والحرم الآمن لأنبياء الله، قبلة المسلمين الأولى، ولكنها الآن تحت تسلط المحتلين الصهاينة وفي قبضة الغاصبين المعادين للبشرية. يجب أن تتحرر القدس، يجب أن تحرر أرض فلسطين، وأن تعود إلى شعبها. لا تقولوا كيف تستطيعون إزالة بلد من على الخارطة الجغرافية، لا تقولوا كیف يمكن إزالة دولة تحظى بدعم القوى الكبرى منذ ثلاثين سنة؛ إن إرادة البشر والعزم المنبثق من الإيمان، يسهل كلّ المشاكل، وجعل كلّ المعجزات ممكنة. لقد رأيتم الشعب الإيراني قدم عشرات الآلاف من الشهداء وجرحى الثورة. إننا هنا نقف كنموذج وأسطورة أمام أعينكم، وأمام أعين الضيوف الذين جاؤوا للمشاركة في يوم القدس. إن الشعب الإیراني مستعد مرة أخری للتضحیة و تقدیم الشهداء في سبیل الله و لإقامة کلمة الله ولإحياء الإسلام، لإقامة دولة إسلاميّة كبرى، وقوة إسلاميّة عظمى تذل أمريكا والإتحاد السوفیتی و تجعل القوی الکبری تیأس من هذه المنطقة.
الإمام الخامنئي
قضيّة فلسطين قضيّة إنسانيّة؛ لا مجرد قضيّة عربيّة أو إسلاميّة
ماذا يحدث اليوم على مستوى العالم؟ ماذا يفعل الصهاينة اليوم في المنطقة العربيّة؟ ألقوا نظرة بسيطة إلى المنطقة، أيّها الإخوة والأخوات الذين تخفق قلوبکم لإخوانكم الفلسطينيين، إنّ الإنسان المشرد يثير استرحام كلّ إنسان حر. هنالك اليوم شعب بأكمله، باسم الشعب الفلسطینی، مشرد من بیته، و من وطنه و بلده.  إن هؤلاء الأطفال المحرومين والمظلومين يولدون تحت الخيم، وفي المخيّمات، وهؤلاء الأطفال ينشؤون بمساعدة الدول والشعوب المدعية التي لا تعمل بواجباتها الحقيقية إزاءهم. إن هؤلاء الأطفال بتدربون علی السلاح تحت الخيم، یدرسون تحت الخيم، ويعيشون في المخيّمات. إنّ حرمان شعب یبلغ عدد نفوسه میلیونین أو ثلاثة ملائین من بیته، و مدنه، و معابده، و مساجده، ومن كلّ أشيائه، ومن حياته، وطرده إلى بلدان أجنبية، إن هذه أكبر كارثة يمكن أن نعثر عليها على مرّ التاریخ. ولذلك، فإننا نرى إنّ قضيّة فلسطين ليست قضيّة عربيّة، بل وحتى مجرد قضيّة إسلاميّة، بل هي قضيّة إنسانيّة ذات أهميّة كبیرة.
الإمام الخامنئي
مستقبل فلسطین
ولكنّ كیف سيكون المستقبل؟ كيف سيكون مستقبل فلسطين والقدس؟ علي في هذا المجال أن أزودكم بشيء من الوعي كي يعلم الشعب الإيراني أنه کما حطم أكبر أسطورة في هذه المنطقة، أي أكبر القلاع الحصينة في منطقة الشرق الأوسط بل في جميع أرجاء آسيا، فقد استطاع تحطيم قلعة کبیرة وقوية للإمبريالية؛ أي إنه هزم حكومة البهلوي الطاغوتية والمغتصبة في المنطقة، فإن ثورتنا سوف تحطم هذا الكيان الذي تحول إلى قوة أسطورية وسوف تقضي عليه.
الإمام الخامنئي
1989
النصر في إيران لن يكتمل دون القضاء على إسرائيل
نحن لا نعتبر علاج قضيّة فلسطين في الحلول المفروضة من قبل القوى الكبرى؛ إن علاج الجرح الفلسطيني، هو في استتصال الغدة السرطانية المتمثلة في الدولة الصهيونية، وهو ممكن تماما؛ على المسلمين في الحج أن يفكروا بهذه القضية، ويلتزموا بها ويقارنوا الشعار بالعمل في طريقها. إن الشعب الإيراني يقف إلى جانب المجاهدين الفلسطينيين دائما، ويعتبر انتصاره ناقصاً من دون الانتصار في قضيّة فلسطين. لقد وضع الإمام الراحل الكبير، منذ الأيام الأولى لانطلاق الكفاح في إيرإنّ قضيّة فلسطين على رأس مطالبه وتابعها طيلة الجهاد وبعد انتصار الثورة، وتحدث عنها بعد رحلته الملكوتية عبر وصيته السياسية الإلهية معنا ومع كل مسلمي العالم. وهذا الواجب لايمكن التخلف عنه، وأنتم الحجاج يقع على عاتقكم هذا الواجب نفسه، واذا عملنا كلنا بالواجب، فسوف يلتئم الجرح العميق في جسد الإسلام إن شاء الله والله معنا.
الإمام الخامنئي
1990
سكوت الحكّام العرب الذي ينمّ عن خيانة والمواقف المشينة لمدّعي قيادة فلسطين
إن السكوت الذي ينمّ عن رضا لأغلب حكام الدول العربيّة والمصحوب أحياناً بالخيانة الصريحة، مضافاً إلى المواقف المذلة والمشينة النابعة عن خيانة مدّعي قيادة الشعب الفلسطيني تمثل حلقات متصلة لسلسلة الغدر والظلم والتعذي والخيانة التي تري إلى إستمرار حالة الاغتصاب لأرض فلسطين الإسلاميّة وجعل شعبها الجریح المضطهد دائماً يقاسي معاناة الأسر والتشريد. إن الضجة الكاذبة حول معارضة إسرائيل التي يفتعلها النظام العراقي والتي تُطرح كثير من الدعاية عبر وسائل الإعلام الصهيونية التابعة للغرب هي الحلقة المكملة لخططات الاستكبار، ووسيلة للتغطية على ما تمارسه الدول العربيّة من سكوت حيال قضية فلسطين، وكذا إلقاء الظل على القضيّة المهمّة المتمثلة بنقل يهود الاتحاد السوفيتي إلى فلسطين.
الإمام الخامنئي
أهميّة المحافظة على عزة الجمهورية الإسلاميّة، لتعزيز معنويات الشعوب المظلومة
من النقاط الرئيسة الأخرى، المحافظة على عزة الجمهورية الإسلاميّة والشعب الإيراني و کرامتها الثورية في العلاقات الدولية. وقد أحدث انتصار الثورة الإسلاميّة في إيران، تحولاً عميقاً في العلاقات الدولية لجهتين. … ينبغي على الجمهورية الإسلاميّة، من أجل المحافظة على هذا المسار المتصاعد ورفع معنويات الشعوب الأصلية والمظلومة أن لا تحدث أدنى تغيير في وجهها الصلب وموقفها الأمي في العلاقات الدولية؛ وأن تتحدث وتتصرف مع الطغاة، من موقف القوة ومع الحكومات الضعيفة، من موقف الدعم ومع الشعوب الثائرة، من موقف الرعاية والهداية: وأن تدین الحكومة الأمريكية وتعتبرها منبوذة باعتبارها رأس الفتنة والاستكبار وبسبب ظلمها للبلدان الضعيفة ودعمها للصهيونية الغاصبة وعدائها ليقظة الشعوب وحريتها وعدائها العميق والفعلي للشعب الإيراني، وأن لا تفوتها أية فرصة للكشف عن وجهها الحقيقي وفضح أولئك المتشدقين بالحرية وغيرها لبيان الحقيقة.
الإمام الخامنئي
الشعب الإيراني ونظام الجمهورية الإسلاميّة أمل المسلمين
إن الشعب الإيراني ونظام الجمهورية الإسلاميّة يعلق عليهما المسلمون اليوم آمالهم في كلّ هذه الماسي. إن أمل المسلمين الفلسطينيين واللبنانيين المظلوميين الذين يتعرضون يومياً لهجوم إسرائيل الإجرامي، وتعرضوا خلال هذه الأيام للقصف، وما تزال هذه الجرائم مستمرة، ليس معقوداً على أي من هذه القوى والأدعياء، إنّما على الثورة الإسلاميّة وحركة شعبنا المسلم المباركة. فأنتم أمل المسلمين.
الإمام الخامنئي
قضيّة القدس من قضايا الشعب الإيراني والجمهورية الإسلاميّة
إن هذا الموضوع جزء من قضايا الشعب والجمهورية الإسلاميّة، وهو قضيّة القدس الشريف والشعب الفلسطيني المظلوم. هل بإمكاننا أن نغفل هذه القضية، أو أن ننساها؟ إنّ خصوصية النظام الإسلامي هي أن قراره ينبثق عن العقيدة والواجب الإلهي. ولا يشك أي من فقهاء الإسلام ولا يختلف الإثنين في أن العدو عندما سيطر على أرض المسلمين وهدد نظاماً إسلامياً في بلد ما، فإن من واجب كلّ المسلمين أن يحاربوا ذلك العدو في حرب جهادية کبیرة وشاملة، ويطردوه من تلك الأرض الإسلاميّة ويعاقبوه. فهل العدو الخبيث المجرم وهو عدو الإسلام و المسلمين معتد أولا؟ وهل أرض فلسطين هي بيت المسلمين وقبلتهم أولا؟ إن أخبث أعداء الإسلام والإنسانيّة وهم الصهاينة الغادرون والماركون يسيطرون على جزء من كیاننا، وقسم من بيتنا وأرضنا، فماهو واجبنا؟ ما هو واجب المسلمين؟ ما هو واجب الشعوب المسلمة الأخرى حيال فلسطين؟ هل واجبنا الصمت؟! تعسا لأولئك الرؤساء المرتبطين والخونة الذين يغضون النظر عن واجب بهذه العظمة من أجل أن يطيلوا فترة حكهم ليومين أو أكثر، و یکسبوا ود آمریکا والقوی الکبری.
الإمام الخامنئي
الهدف من الحديث حول فلسطين هو تحريرها
إن الهدف في قضيّة فلسطين هو إنقاذ فلسطين؛ أي إزالة دولة إسرائيل. ولا فرق بين أراضي ما قبل سنة 67 وما بعدها. وكل شبر من أراضي فلسطين، هو جزء من بيت المسلمين. وكل حكومة تعتبر غاصبة غير حكومة الشعب الفلسطيني، وحكومة المسلمين على فلسطين. والقول هو ما قاله الإمام الراحل الكبير: « يجب أن تمحى إسرائيل». وإذا ما اعترف يهود فلسطين بالدولة الإسلاميّة، فإن بإمكإنّهم أن يعيشوا فيها. إن الأمر ليس معاداة اليهودية، بل إن القضيّة هي قضيّة اغتصاب بيت المسلمين. ولو أن رؤساء المسلمين وزعماءهم يخضعوا لتأثير القوى العالمية، لكان بإمكإنّهم أن يؤدوا هذه المهمة؛ إلا إنّهم لم يفعلوا ذلك للأسف.
الإمام الخامنئي
لا يمكن الجمع بين العداء لإسرائيل والصداقة مع حماتها
هناك ملاحظتان غالباً ما تغيب عن أذهان مطلقي الشعارات بإسم اسرائيل، سنستعرضها بشكل إجمالي. الملاحظة الأولى هي أن معاداة غاصبي فلسطين لا تنسجم مع الصداقة مع من يدعمهم على كافّة الأصعدة، فهذا غير ممكن. إن من يظن أن بإمكانه إنقاذ فلسطين باللجوء إلى أمريكا وحلفائها فهو يعيش في وهم يوسف عليه. فكا يعدّ إنقاذ فلسطين عن طريق الكيان الغاصب أمراً مستحيلا فإن ذلك غير ممكن كذلك باللجوء إلى أمريكا وحلفاتها. وان كلّ حركة تنتهي إلى الاعتماد على داعمي هذا الكيان الغاصب هي حركة منحرفة قطعاً وتنطوي على خطأ فادح. وان من يطلق شعار المناهضة لإسرائيل لكنه يفاوض حلفاءها في هذه القضيّة ويعتمد عليهم فذلك دليل على كذبه. وهذا الأمر غير ممكن. إن الذين يغذّون إسرائيل هم مصطفون معها في جبهة واحدة. وان من يساعد إسرائيل بأيّ نحو من الأنحاء هو مع إسرائيل في جبهة واحدة. وان الذين يفاوضون إسرائيل هم معها في جبهة واحدة. فلابدّ أن تتخذ المقاومة لاستنقاذ فلسطين معناها الحقيقيّ. فالمقاومة تقع على النقيض من التسوية. فالتسوية في هذه القضيّة خيانة، والمقاومة تكليف. فلا تساوينّ أحد بين التسوية والمقاومة.
الإمام الخامنئي
قضيّة فلسطين؛ أهم قضايا العالم الإسلامي
يمكن القول إن هذا المؤتمر وضع أهم قضايا العالم الإسلامي في برنامج عمله. ولا شك أنه لا توجد في حياة المسلمين والآفاق الإسلاميّة، قضيّة بأهميّة قضيّة فلسطين وخطورتها. لقد عوّدوا المسلمين تدريجيا منذ أكثر من أربعين عاماً على اغتصاب جزء من بيوتهم. والقضيّة ليست مجرد اغتصاب لبيوت المسلمين، بل هي فوق ذلك. القضيه هي أن أعداء الإسلام في العالم، تموضعوا في قسم من بيوت المسلمين للهجوم على صفوف المسلمين ومحاربة مطالبهم وتحركاتهم. وللأسف، إن أصحاب الإمكانيات في العالم الإسلامي كان بإمكإنّهم أن يتخذوا قرارات مؤثرة حول هذه القضية، ولكنهم دسوها في زاوية النسيان، وإن لم يصرحوا، بل وأضمروا ذلك. لو عدنا إلى وعينا، نرى أنها أكبر المصائب التي ابتلى بها المسلمون في العهود الأخيرة.
الإمام الخامنئي
1991
قضيّة فلسطين؛ أهم قضايا البشرية اليوم
إنّ قضيّة فلسطين هي أهم قضايا الساعة، وكانت دوماً خلال نصف القرن الأخير أهم قضايا العالم الإسلامي، وربما أهم قضايا البشرية. والحديث هنا يدور عن محنة شعب بأكمله وتشرده ومظلوميته، وعن اغتصاب بلد بأكمله، وعن خلق غدة سرطانية في قلب البلدان الإسلاميّة وعند نقطة التقاء شرق العالم الإسلامي بغربه. الحديث هنا يدور عن الظلم المستمر الذي شمل الآن جيلين متتاليين من الشعب الفلسطيني المسلم. واليوم، وحيث أن الثورة الإسلاميّة المعتمدة على جماهير الشعب في أرض فلسطين والتي قدمت الدماء، تدق ناقوس الخطر الحقيقي والجهاد للمحتلين الذي لا ضمير لهم ولا إنسانيّة ولا ورع عن ارتكاب الجرائم. فإن أساليب العدو أضحت أكثر تعقيداً وتحذيراً من أي وقت مضى، وعلى المسلمين في جميع أنحاء العالم أن يعتبروا القضيّة أكثر جدية و یجدوا الحل لها… وهذا هو حديث الساعة
الإمام الخامنئي
إسرائيل غدة سرطانية خبيثة يجب أن تستأصل
ترى هل تغيرت قضيّة فلسطين واغتصاب هذا البلد الإسلامي منذ نصف قرن مضى وحتى اليوم؟ وهل من الممكن تغيير الحقائق التاريخية والجغرافية؟ إن فلسطين، هي نفسها فلسطين: أرض إسلاميّة، تعود إلى شعبها وأهلها. و أي ذل أكبر من أن يأتي عدو يغتصب بيعكم، ثم يطلب منك بعد ذلك وكل تجبر أن توقعوا على هذا الاغتصاب؟! إنّ موقفنا من إسرائيل هو موقفنا الدائم. فإسرائيل تمثل في المنطقة غدة سرطانية خبيثة يجب أن تستأصل. وخلافا لتصور سطحي التفکیر الذين يعتبرون هذا العمل مستحيلاً نظراً لدعم أمريكا لإسرائيل، فإنه ليس مستحيلاً؛ بل ممكن وسوف يحدث. إن القوى الكبرى ليست خالدة، والقوى المادية موجودة في يوم ومنعدمة في يوم آخر. بالأمس كانت قوة كبرى في العالم باسم الاتحاد السوفيتي، ولكننا لا نرى لها أثر اليوم.إن هذا المشهد من التجربة التاريخية أمام أعيننا.
الإمام الخامنئي
حزن روح النبي الشريفة في عليين بسبب قضية فلسطين
إن جسد المجتمع الإسلامي يعاني اليوم من جرح ألم وعميق. والآية التي تليت، تقول حول النبي الإسلام الکریم (ص): « عَزيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّم‏»، أي أن معاناتکم عسیرة و صعبة علیه. وتقول « حَريصٌ‏ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنينَ رَؤُفٌ رَحيم‏» إن معاناة العالم الإسلامي – والذي تعد قضيّة فلسطين أبرز همومه – تؤذي قلب النّبي الشريف: « عَزيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّم ». وبسبب الحالة الّتي يمر بها الشعب الفلسطيني اليوم، فإن روح النّبي المقدسة مثقلة بالأحزان، وهي في العوالم العلوية من خلق الله، فما هو سبيل العلاج؟ إنه السعي والجهاد. لاحظوا كیف وقف الإستكبار بمخالبه وبطبيعته الدموية، ودون ذرة من الإنسانيّة والرحمة، كي يدوس على الشعوب الإسلاميّة وآمالها من أجل أهدافه الإستكبارية إن استطاع. إنّ قضيّة فلسطين اليوم من أكبر قضايا العالم الإسلامي ومصائبه، وستكون كذلك في المستقبل أيضاً. ليس هينا أن يشرد شعب بأكمله من بيته وحياته وبلده وأرضه، ویضعوا في غصباً عيلاً و خبيثا، ويقدموا له كلّ أشكال المساعدات، ويضفوا الشرعية على كلّ جرائمه، وتغمس أياديهم في دماء الشعوب المنطقة حتى المرافق، على إنّهم لم يكتفوا بذلك، بل إنّهم يريدون أن يجمعوا التواقيع من المسلمين ومن أصحاب البيت للقبول بأن هذا البيت يعود لذلك الغاصب، ولاحق لصاحب البيت فيه؟! إنّهم يريدون أن يفعلوا ذلك.
الإمام الخامنئي
قضيّة فلسطين؛ المصيبة الكبرى للمجتمع البشري
تمثل قضيّة فلسطين إحدى المصائب الكبيرة للمجتمع البشري الحالي. وكل شخص يمتلك الإحساس حول الإنسان وحقوقه ويدعي الدفاع عن الأناس المظلومين، يجب أن يكون معنياً بهذه القضية، ويعتبرها قضيته. ويمكن القول إنّ قضيّة فلسطين و مصیبتها، هما من قضایا التاریخ التي لا مثيل لها. وعلى حد علمنا ومعرفتنا، فإن مثل هذه الحادثة وبهذه العظمة، لم يشهد لها شعب مثيلاً على مدى التاریخ. إن كلّ ما تفترضونه من مصائب الإنسانيّة تجتمع في مصيبة فلسطين وقضيتها من قتل للنفوس البريئة، وتشريد الناس، وتعذيب وسجن ونفي وما إلى ذلك، من إهانة للكرامة الإنسانيّة، والقضاء على الموارد البشرية لعدد من أبناء البشر، وضغوط و ظلم و إرهاب وعدم السماح لأناس بممارسة نشاطهم. كلّ هذه المصائب لو حدثت في زاوية من العالم لمجموعة من الناس، فإنها تهز المشاعر البشرية، ولقد حدثت هذه المصائب في قضيّة فلسطين طيلة السنوات الخمس والأربعين الأخيرة. إنّ أولئك الذين يدعون الدفاع عن حقوق الإنسان، عليهم أن يتحدثوا عن حقوق الشعب الفلسطيني إن كانوا صادقين. أيّ شعب تعرض للتعذيب طيلة السنوات الخس والأربعين الأخيرة بقدر ما تعرض له الشعب الفلسطيني، وتحمل من مصائب، وفقد أعزاءه، وتم تجاهل حقوقه؟ وكیف يظهر لنا أشخاص يدعون إنّهم مشفقون على حقوق الإنسان وحريصون عليها، ویجعلون من صدورهم دروع، ويتحدثون ويقدمون إذا ما حدثت إحدى هذه المصائب لعدد من البشر في زاوية من العالم؛ لكنهم يتجاهلون كلّ هذه المصائب بحق الشعب الفلسطيني؟!
الإمام الخامنئي
1992
تقصير الدول الإسلاميّة هو سبب بلوغ العدوّ لهدفه من دون تنازلات
هذه العجرفة والوقاحة التي يبديها الاستكبار وعملاؤه لابد أن تلقى – عبر الإرادة الشاملة والسلوك المنسجم – ردًا من قبل المسلمين شعوباً وأفراداً، من أجل دفع شرور مؤامرات الاستكبار عن الشعوب المسلمة. إن تقاعس الدول الإسلاميّة عن عملية النضال ضدّ الكيان الإسرائيلي الغاصب قد شجّع أمريكا على إطلاق مفاوضات التسوية المباشرة بين العرب وإسرائيل، ومع الأسف فإن بعض الزعماء العرب قد أذعن لهذا الذل والهوان من دون الالتفات إلى التداعيات الخطيرة لهذه الضربة الاستكبارية. فكانت النتيجة أن نال الكيان الإسرائيلي الغاصب الهدف الذي يصبو إليه، ألا وهو اعتراف الدول العربيّة بهذا الكيان من دون تنازله قيد أنملة عن مواقفه الجائرة والمعادية. فعلاوة على الاغتيالات والاختطافات واغتصاب الأراضي الفلسطينية واللبنانية وقمع الفلسطينيين وعمليات الإبادة الجماعية وغير ذلك من الجرائم المريعة التي كان يقترفها الصهاينة في الماضي، فإنّهم اليوم يشنّون هجماتهم الجوية يومياً على قرى الجنوب اللبناني ويسؤونها بالأرض، ويرتكبون بحق أهالي تلك المناطق أبشع الجرائم على خلفية اطمئنإنّهم من عدم ممارسة أمريكا والدول الأوربية أي ضغوط ضدّهم، في وقت لم تستطع المفاوضات العربيّة الإسرائيلية حتى أن تقف بوجه مواصلة التجاوزات والاعتداءات الصهيونية! وهذا نموذج من التنازلات التي تجعل من العدوّ المعتدي هو الدائن وصاحب الحق وتزيد من وقاحته وعنجهيته.
الإمام الخامنئي
ميزة خط الإمام الخميني هي اهتمامه الخاص بمكافحة الكيان المحتل للقدس
سوف أقدم لك الخطوط العريضة لمميزات هذا الخط والاتجاه، والذي نسميه «خط الإمام» الذي كان العلامة الفارقة لحركة نظام الجمهورية الإسلاميّة؛ خلال السنوات العشر من حياة الإمام المباركة: إن خط الإمام يعني النهج والسلوك الحكومي لإمام الأمة، والذي يفسر مبادى نظام الجمهورية الإسلاميّة. إن الجمهورية الإسلاميّة تتحقق بأشكال واتجاهات مختلفة. لكن ما يقرب من الصواب، وكان يحظى بقبول الإمام رضوان الله تعالى عليه واعتقاده، هو: الاهتمام الخاص بمحاربة النظام الصهيوني الغاصب للقدس. وقد كانت محاربة إسرائيل تحتل مكانة خاصة في رؤية الإمام – في النهج الحكومي – ومن الأمور التي لم يكن من الممكن التغاضي عنها أبداً بالنسبة للشعوب المسلمة من وجهة نظر إمام الأمة؛ ذلك لأن الإمام حدد الدور المدمر والهدام لهذا النظام المفروض منذ سنوات قبل انتصار الثورة بشكل صحيح. … نحن نعارض الظل والاستكبار وممارسة الضغوط على الشعوب. ونعارض المارسات التعسفية للقوی الکبری، ونقف في وجهها. نحن نقف ضد التساوم مع إسرائيل. نحن ندافع عن شعب فلسطين المظلوم كلّ الإمكانيات. نحن ندافع عن الشعب اللبناني الذي يعاني من ضغوط الصهاينة. نحن ندافع عن الإسلام، ذلك الإسلام الناهض والشعوب العائدة إلى هويتها الإسلاميّة، أين ما كانت. واليوم وبعد أن تلاشت قوة الشرق الكبرى وزالت، فإن کان أمريكا أصبحت القوة الكبرى دون منازع في العالم، وأصابها الغرور، ووقعت في هذا الخطأ الكبير، وهو أنها سوف تمكن من إدارة العالم حسب رغبتها وإرادتها. إن النظم والتدابير الحثيثة التي يقترحونها على العالم تقوم على أساس محورية أمريكا؛ وبعد أمريكا، تأتي القوى الأخرى في الدرجة التالية، وذلك لفرض سيطرتهم على العالم كله، وعلى كلّ البلدان وكل الشعوب، وكل مصادر العالم المهمّة وكل الممرّات المائية الاستراتيجية في العالم. إنّهم يتصورون أنّ مصير العالم بيدهم! إن القوى المتسلطة التي لم يعد يقف ضدها اليوم المعسكر الشرفي والاتحاد السوفياني السابق، تشعر بأن من الواجب أن يخضع العالم وسياسته لسيطرتهم جملة وتفصيلا، وأن تهب لمحاربة كلّ ما يعد عقبة في هذا الطريق.
الإمام الخامنئي
1993
ضرورة عدم الخوف من العزلة بسبب الدفاع عن فلسطين
لقد حدث ظلم قبل خمسة وأربعين عاماً واغتصب من الشعب الفلسطيني بيته. يجب أن يعود هذا البيت كله دون قيد أو شرط إلى الشعب الفلسطيني. إن خصوصية الحكومة الإسلاميّة أنها لا تتراجع بفعل الشائعات المحمومة. فليكرروا تحذيرهم بأننا سنعيش العزلة، ترى ماذا تعني “العزلة “؟! واذا جاءت قوى العالم تثير الضجة والضوضاء وتريد أن تضفي الشرعية على ظلم ما، فهل علينا أن ننسحب كالآخرين ونقول إن ما تقولونه صحيح؟! إذن ماذا تعني الحكومة الإسلاميّة؟ إن من الطبيعي أن الإنسان سينعزل بين الأشخاص الذين لا يعرفون شيئاً سوى الباطل وسوى القوة اللامشروعة. «إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُوا». أولم يكن النبي صلوات الله عليه منعزلاً حينما جاء بالدعوة؟ أو لم يكن إمامنا الكبير غريباً ومنعزلا في داره في عهد الطاغوت؟ ماذا تعني العزلة؟ إن الحكومة الإسلاميّة تمتلك المروءة والجرأة على أن تقول ما هو الحق وأن لا تخشى أمريكا وقوى العالم المتحالفة. وهذا ما يميزنا عن ذلك البلد الضعيف الذي يعاني من التبعية. إن الدول التي يسيطر عليها الخوف هي التي لا ترتبط بشعوبها. فإن كانوا مرتبطين بشعوبهم، لكانت لديهم الجرأة على إعلان ما في ضميرهم. وأما نحن فإننا مرتبطون بشعبنا؛ ولسنا أصحاب حكومة لادائم ولا ملاذ لها، أوكستارة إن تزاح إلى جانب لا يكون خلفها شيء. إن ظهرنا محمي وقوي للغاية، لأن خلفنا شعب عظيم، يبلغ خمسون مليون مؤمن ونيفاً. خلفنا منطق واستدلال یحكماننا ویحكمان أرواحنا. إننا لا نستسلم للظلم. لا نستسلم لمارسات أمريكا الظالمة وشراستها هي والقوى المتحالفة معها. لقد علمنا القرآن أن ننطق بالحق بقوة وأن نصر عليه ونستنفر قوتنا له. والله تعالى سوف يبارك موقفنا بدوره ويساعدنا؛ کما أثبتت مسيرتنا ذلك خلال ١٥ سنة مضت على ملحمة الشعب الإيراني.
الإمام الخامنئي
1994
قضية فلسطين لا تقبل المساومة
إن موقفنا حيال قضية فلسطين واضح. نحن ناصر الشعب الفلسطيني ونؤيّد تحرير فلسطين. نحن نؤيد الحد من نفوذ المعتدين في أرض فلسطين. نحن نقول إن “الشعب الفلسطيني لا یتمتع بالأمن في داره” والإسلام يرفض هذا الوضع. ولذلك نحن نرفضه أيضاً حتى وان جلست البلدان الأخرى على طاولة المفاوضات وباعت فلسطين إلى الأعداء -كما تتصور- فليعلم هولاء أن الشعوب المسلمة ومن ضمنها شعب فلسطين، لن تبيع فلسطين للأعداء أبداً.
الإمام الخامنئي
خيانة دول الخليج الفارسي في الاعتراف رسمياً بإسرائيل
إن بعض دول الخليج الفارسي ترتكب اليوم أفضع خيانة في تاريخها وتاریخ الدول العربيّة وذلك بتأييدها لإسرائيل الغاصبة لدولة إسلاميّة ولشعب عربي، وهو تأييد في غصبها وظلمها وعمل على دعمها. فالاعتراف بإسرائيل يعني هذا! لقد رفعوا قرار مقاطعة إسرائيل وهذه خيانة للشعوب الإسلاميّة والعربيّة، وأعظم خيانة للشعب الفلسطيني. فهل ستتجاوز حكومات الدول الأعضاء في مجلس التعاون في الخليج الفارسي عن هذه الخيانة؟ وهل ستغض شعوب هذه الدول الطرف عن خيانة حكماها؟ إنّ حقائق العالم غير قابلة للتغيير بالألاعيب السياسية والأحداث الفصلية والموسمية. ففلسطين هي ملك الفلسطينيين، وان الحكومة الصهيونية هي حكومة غاصبة وزائفة. إسرائيل لا تملك أي مواطن حقيقي غير أصحاب أرض فلسطين الحقيقيين. فهؤلاء الذين اجتمعوا من أطراف العالم وأكنافه للاستيلاء على وطن الفلسطينيين سيجرون يوما بهقة الشعوب الإسلاميّة على إعادة هذه البلاد لأصحابها. وهذا اليوم حتمي الوقوع وهو آتِ لا محالة سواء قرب أم بعد
الإمام الخامنئي
القلق من تضامن الدول الإسلاميّة مع إسرائيل
إنّني قلق من المؤتمر الإسلامي الذي ينقعد هذه الأيام في دولة المغرب. فالخشيّة من أن يجمعوا زعماء الدول الإسلاميّة بغية أن ينتزعوا منهم بالحيلة والخديعة كلمة تصب في صالح الكيان الصهيوني الغاصب ويقولوا: لقد توافقت الدول الإسلاميّة على ذلك! أنا أدعو زعماء الدول الإسلاميّة المشاركين في هذه المؤتمر إلى اليقظة! فقد يفعل علماء العدو المتسللين بين الصفوف وخونة العالم الإسلامي فعلتهم. لكن ممثلنا الأمين – أي وزير خارجيتنا – حاضر هناك فإن أرادوا کما يظنون – أن يعلنوا عن قرار مجمع عليه في هذا الصدد فهو سيعلن هناك عن رأينا القاطع في هذا المجال. ثمة مثل هذه الأخطار على العالم الإسلامي؛ إذ يعقد مؤتمر باسم الإسلام لكنه يستخدم للبحث عن طلبات أمريكا واسرائيل وآلائما والعمل على علاجها عوضا عن علاج جراح المسلمينا نأمل أن لا يكون كذلك؛ وندعو الله أن لا يحدث ذلك
الإمام الخامنئي
الشعوب الإسلاميّة لم تكن حرّة في التعبير عن اعتراضها على جرائم
إسرائیل تمرّ على العالم الإسلامي في أيامنا هذه قضايا حساسة قد ملأت قلوب ملايين المسلمين في بلدان العالم المختلفة حزناً وكمداً. فالمسلمون يقاسون الغم ويعتصر أكبادهم الأسى والحزن من دون أن يستطيعوا التفوّه بكلمة. لماذا؟ لأن إغلب حكامهم – مع بالغ الأسف – هم شركاء في إشعال نيران الأسى والحزن في الأمّة الإسلاميّة وتبديد آمال شريحة الشباب في البلدان المسلمة. وكنموذج على ذلك هي القضايا المتعلقة بالشعب الفلسطيني المضطهد المسلم… كلها آلام وجراح. فعندما تنظرون إلى بلدنا إيران تجدون أن الجميع – من أعلى سلطة في البلاد وحتّى أفراد الشعب – يتحدّثون عن هذه الآلام كلّ حرّية، ويعلنون عن وجودهم، وينفسون عما يختلج في صدورهم. لكنه لا تُعطى في الدول الأخرى مثل هذه الفرصة للأسف كي يتحدّث الناس – على الأقل – عما تحمله صدورهم بخصوص هذه القضايا العظيمة للامة الإسلاميّة. أنظروا إلى الدول العربيّة، كم فيها من أناس قد امتلأت قلوبهم غيظاً جرّاء قضيّة التطبيع والتسوية مع العدوّ الصهيوني، لكنهم لا يستطيعون النطق بشيء. بالضبط كماكان حالنا في إيران إبان النظام السابق حيث لم نكن نستطيع أن ننبس ببنت شفة ضدّ الصهاينة. فقد كان يعتصر الألم والأسى قلوبنا في تلك الفترة من دون أن تكون قادرين على البوح بشيء. أذكر ذات مرّة – في ذلك الزمان – وأثناء إلقائي لدرس أمام مجموعة من الطلاب طرحت بعض المباحث حول تفسير الآيات المرتبطة ببني إسرائيل من أوائل سورة البقرة، فكان أن اعترضوا علي في المعتقل – بعد حين – أثناء الاستجواب تحت وطأة مكبس التعذيب بأنه: لماذا ذكرت إسرائيل! إنّني لم أطرح إلا آيات قرآنية حول بني إسرائيل، لكنهم يقولون: لماذا تذكر إسرائيل! إذن حتى مفسّر القرآن لم يكن يحق له أن يذكر بني إسرائيل بكلمة لئلا يستاء حليف هذا النظام الخبيث الخائن الذي كانت تربطه مع إسرائيل علاقات حميمة في ذلك الحين! وان الوضع الراهن في أغلب الدول الإسلاميّة هو بهذه الشاكلة.
الإمام الخامنئي
1995
الإعلام المعادي لإيران، بسبب عدائها لإسرائيل
إن الصهاينة وحكومة إسرائيل الغاصبة، أداة بيد أمريكا، بل إن أمريكا وضعت هذه الحكومة الغاصبة لتنفيذ مخططاتها في الشرق الأوسط أساساً؛ کما أن وكالات الأنباء ووسائل الإتصال العامة التابعة لها أنبرت للاعلام ضد الجمهورية الإسلاميّة منذ اليوم الأول للثورة وحتى اليوم، وعلى نطاق واسع وجودة عالية، وإنّهم قالوا كلّ ما جاء على لسإنّهم ومازالوا يتهمون إيران، كموضوع انتهاكات حقوق الإنسان، وهو من ادعاءاتهم التي يصدقها البعض في العالم فعلاً. يقولون إن حقوق الإنسان تنتهك في إيران، وعندما نقول لهم: هاتوا الدليل وأذكروا الأمثلة، فإنّهم يقدمون قائمة ويقولون: “لقد أعدمتم هؤلاء”. فمن هم هؤلاء؟ إنّهم مهربوا الهيروئين والمورفين، أي حكوموا بالإعدام ويعد الإعدام مرة واحدة قليلاً بحقهم، وإذا ما كان بالإمكان إعدامهم أكثر من مرة، فإنا تكون قد فعلنا الصواب. فهل هذا انتهاك لحقوق الإنسان؟! يقولون إن إيران إرهابية، وعندما نسأل: ما دليلكم على أن إيران إرهابية، وتصدر الإرهاب، فإنّهم يقولون: أنظروا إلى ما يفعله الناس في فلسطين ولبنان! ما علاقة ذلك بإيران؟! طبعا لا شك في أن البعض في فلسطين ولبنان قد نهضوا واستلهموا من الثورة الإسلاميّة، وهم يقولون: لماذا أتيتم بإسرائيل الغاصبة، وبالصهاينة عديم الوطن ودولة إسرائيل اللقيطة الخبيثة وسلطتموها على لبنان وفلسطين؟ ما علاقة هذا الموضوع بإيران؟! وهل دفاع البعض عن وطنهم يعني الإرهاب وأن إيران صدرت ما يسمى بالإرهاب؟!
الإمام الخامنئي
1996
ذنب الجمهورية الإسلاميّة هو الدفاع عن الحق
إن ذنب الجمهورية الإسلاميّة هو أنها تقول الحق. إن الجمهورية الإسلاميّة، وخلافاً للحكومات الأخری التّی کتمت الحق و أخفته خوفاً من أمریکا أو طمعاً، تقول ذلک بصراحة و تعلن أنّ الحق حق، والباطل باطل. نحن لا يمكننا أن ننكر أن شعباً كان يعيش في فلسطين وأصبح اليوم مشرداً، وأن أرض فلسطين اغتصبت من الشعب الفلسطيني، لا بأسلوب مفبرك ومبرر في الظاهر، بل بالقتل والذبح والحيلة والكذب والقوة وسفك الدماء والمذابح الجماعية. لقد قامت دولة إسرائيل على المذابح الجماعیّة والغدر والخدع وسفك الدماء وانتهاك القيم الإنسانيّة. لقد راحت حقوق شعب بأكمله ضحية مقابل أقدام المهاجرين الصهاينة الذين دخلوا فلسطين المحتلة. وكان القمع وقتل النفوس والكذب والخدع والإعتداء والهجوم على البشر والأبرياء في الغالب أساس حياة هذه الدولة المختلقة طيلة السنوات الخمسين التي تمرّ على تأسيسها… نحن نعلن هذه الحقائق، ولا نبقي هذه الحقائق مكتومة، ونعتبر كتمان هذه الحقائق الواضخة في العالم من أجل إرضاء أمريكا ذنباً. هنالك الكثير من الأشخاص في العالم – من الذين تربطهم بنا علاقات من الناحيتين التجارية والسياسية – يقولون لعناصرنا وأشخاصنا سراً إن سبب عداء أمريكا لکم هو قضيّة الشرق الأوسط واسرائيل. يقولون لماذا تعارضونهم؟ يقولون بصراحة إنّ قضيّة حقوق الإنسان والمحاكات في إيران وحقوق المرأة وما إلى ذلك من أقاويل ضد الجمهورية الإسلاميّة تطلق في وسائل الإعلام الأمريكية والصهيونية، ما هي إلا مجرد كلام. ونحن أنفسنا كنا نعلم أنها مجرد كلام؛ إلا إنّهم يقرون بذلك أيضاً. … إن قضيتهم ترتبط بأمر آخر. ومصدر استيائهم في موضع آخر. إنّهم يقولون: لماذا لا تتعاونون مع إسرائيل، ولماذا لا توقعون كالآخرين على حکم قتل الشعب الفلسطيني؟! هذا هو كلامهم. لقد كنت أذكر الجميع هذا الموضوع دائماً. والآن فإنّهم يعترفون هم أنفسهم، ويقولون لنا إن ضغوط أمريكا والمقاطعة ألاقتصادية والإعلام العدائي والوضيع لعناصر من السلطتين التشريعية والتنفيذية في أمريكا ضد الجمهورية الإسلاميّة، كلّ ذلك على علاقة بقضيّة إسرائيل. يقولون: لماذا لا توافقون على مسيرة السلام في الشرق الأوسط؟ لماذا تقولون إنه ليس سلاماً بل هو مصالحة بين الذئب والحمل؟ لماذا لاتأتون وتوقعون على هذا الصلح؟ إنّهم يريدون منا أن نوقع على حکم قتل الفلسطينيين! هذه هي القضية.
الإمام الخامنئي
أمريكا والصهيونية العدوان الرئيسان للجمهورية الإسلاميّة
من هو العدو الرئيس للجمهورية الإسلاميّة؟ إن عدونا الرئيس في العالم هو اليوم الصهيونية والإستكبار. والصهيونية والإستكبار هما أصل القضيّة في معاداة الإسلام والجمهورية الإسلاميّة والشعب الإيراني. واذا ما أردنا ترجمة الإستكبار بشكل صحيح، فإنه ينطبق اليوم على الحكومة الأمريكية المعتدية والمستكبرة والطاغية والمتجبرة. وبالطبع فإن الحكومة الصهيونية في فلسطين المحتلة هي أقذر من أمريكا. لماذا؟ لأن الحكومة الأمريكية هي حكومة تحکم شعباً في حين أن الدولة الصهيونية الغاصبة لا تعتمد أساساً على شعب! فالشعب في تلك المناطق هو شعب مشرد اليوم! ولقد ظهرت إسرائيل منذ البدء على أساس الظلم والقتل، بالخدع والحيل. إذ جاء البعض من الأشخاص المتجبرين والمعتدين إلى منطقة فلسطين بدعم من الحكومة البريطانية، فطردوا أهالي تلك المنطقة ومايزال أولادهم وذووهم – أكثر من مليون إنسان – يعيشون في المخيّمات إنّهم يعيشون تحت الخم، أو ما يشبها، وفي الأكواخ إنّهم يعيشون في فلسطين، وخارج فلسطين، في الأکواخ والمخيّمات. إن بيوتهم ووطنهم احتله الأشخاص الذين هاجروا من أوروبا وأستراليا وأمريكا وآسيا وأفريقيا، وأوجدوا شعباً مزيفاً ومختلقاً، وهم يعيشون هناك باعتبارهم شعباً، وإنّهم يمتلكون دولة! ومثل هذا الشعب، لا وجود ولا هوية له. وعلى هذا فإن النظام الصهيوني الفاسد الغاصب الخبيث الحاكم في فلسطين المحتلة ونظام الولايات المتحدة الأمريكية هما على رأس أعداء هذا الشعب الخارجيين ولذلك يتركز كفاحنا السياسي الخارجي في العالم ضدهما. لقد أضحت الولايات المتحدة الأمريكية كلّ عرضها وطولها وتطورها العلمي وتمتعها بلد وشعب کبیرين، ألعوبة بيد الصهاينة، كالمارد الذي يمسك كلب بزمامه ويقوده أينما شاء. لقد تحولت الحكومة الأمريكية بكلّ ثروتها الضخمة وتاريخها والأهميّة التي تتصورها هي لنفسها من النواحي السياسية والإقتصادية والعسكرية في العالم، إلى لعبة بيد الصهاينة ودولة إسرائيل. فعندما يتخذ الرئيس الأمريكي قراراً ضد الجمهورية الإسلاميّة، فإنه يتوجه إلى المحافل الصهيونية في أمريكا ويقدم تقريره إليها ليذاع في العالم، وهذا عار على الشعب الأمريكي. إنّهم أعداؤنا الأصليون. علما أن العداء والخبث جاريان علينا في هذه المنطقة أو تلك من العالم، إلا أن كلّ ذلك ليس كما ولا يشكل القضيّة الرئيسة.
الإمام الخامنئي
تأثير الثورة الإسلاميّة على قضيّة فلسطين
وأما بعد الثورة الإسلاميّة فقد وقع حدثان، أحدهما أن نهضة فلسطين – التي كانت نهضة غير دينية – تحولت إلى نهضة إسلاميّة، وظهرت المقاومة الإسلاميّة واكتسبت الطابع الإسلامي. ونزل المناضلون الذين كانوا يحاربون من الخارج كالأشخاص الذين كانوا يهاجمون إسرائيل من لبنان أو المناطق الأخرى ويوجهون الضربات إليها – إلى الساحة بالدافع الإسلامي، وهو دافع في غاية القوة.  ثم ظهرت “الانتفاضة” و”الانتفاضة” تعني الثورة داخل الأرض والوطن المغتصب، إنّهم يخشون هذه الثورة؛ لأنها مهمّة بالنسبة إليهم. وبالطبع فإنّهم يسعون لأن يشوهوا الصورة ولا يعكسوا الموضوع کما هو، إلا أن كفاح الشعب الفلسطيني داخل فلسطين، كفاح قاصم و مدمر بالنسبة إلى النظام الصهيوني؛ بل إنه يقصم ظهورهم. لماذا؟ لإنّهم وعدوا اليهود الذين اجتمعوا في هذه المنطقة من جميع أرجاء العالم بأن الأمن والراحة والحياة الهانة متوفرة في هذه الأرض ودعوهم ليكونوا أسياد فيها! إلا إنّهم لا يمتلكون الآن القدرة على مواجهة هذا الجيل الجديد والأصحاب الأصليين لهذه الأرض والذين غمتهم الصحوة. إن أركان الكيان الصهيوني متزلزلة.   إن حناجر الشعب في إيران الإسلام ناشطة في ذكر فلسطين والهتاف لها بفضل الله، كما إنّهم يلوحون بقبضاتهم، ويمتلكون الإستعداد أيضاً للمبادرة، إلا أننا لا نرى من الواجب والمصلحة أن يبادر أحد من مكان آخر غير الشعب الفلسطيني نفسه الذي يجب أن يكون في الساحة. فالعمل الذي يجب أن يقوم به شعب، لا يمكن لآخر أن يقوم به له؛ بل إن ذلك الشعب هو الذي يجب أن ينهض به
الإمام الخامنئي
أکبر عیوب الجمهوریة الاسلامیة بالنسبة لأمریکا هي رفضها اغتصاب فلسطین
إن أكبر عيوب الجمهورية الإسلاميّة من وجهة نظر أمريكا هو أنها ترفض اغتصاب المغتصبين الصهاينة لفلسطين، وأهم سبب لمعاداتهم لنظام الجمهورية الإسلاميّة، يكمن في قولهم لنا: لماذا ترفضون أن يصدل الجنود الاسرائيليون یجولوا في بيت غيرهم دون إذن ويقمعوا (هؤلاء الغير) ويتحكموا بهم؟! لقد وافق العالم كله على ذلك، فلماذا لا توافقون أنتم؟! إن أكبر نقاط قوة شعب ما، هي أكبر نقطة ضعف في نظرهم.
الإمام الخامنئي
1997
تنازل الدول العربيّة وإقامة علاقات مع الغاصب
في البداية أزيل قبح التفاوض مع إسرائيل. لا عَلَى الله عن ذلك السياسي المصري الذي لا أوّد ذكر اسمه. بالطبع فإنه قد لعن على هذا المنبر مراراً وتكراراً على مدى سنوات ولا أريد ذكر اسمه ثانية. فهذا الرجل هو الذي تفاوض مع إسرائيل في بادى الأمر وأزال ما ينتاب عملية التفاوض من قبح وسوء. ففي البداية جلبوا الأعلام، ثم عملوا شيئا فشيئاً على استدراج الدول العربيّة ودول الجوار الواحدة تلو الاخرى إلى طاولة الحوار؛ وهي نفس تلك الدول التي قدّمت كلّ هؤلاء الشبّان، وتجزعت كلّ تلك المصائب والمعاناة، وأطلقت كلّ تلك الشعارات، وتمشدقت كلّ تلك الاذعاءات. لقد قلنا منذ اليوم الأول إن مفاوضات الصهاينة مع العرب مبنية على الحيلة والخديعة. فالصهاينة لا يسعون إلى حل مشاكلهم مع العرب، بل يريدون -كما يتوفون – أن يحذوا مما يتهددهم من خطر ثم يعيدوا الكرّة في الاعتداء والتجاوز؛ لأن الاعتداءات الصهيونية لم تنته بعد؛ وهناك اعتداءات قادمة أيضاً. فعندما يثبتون أنفسهم من الناحية الجغرافية سيصل الدور إلى وضع اليد على المصادر الحيوية والمالية والاقتصادية لتلك الدول العربيّة! فهل سيدّعونهم يتنفسون الصعداء يا ترى؟ بمجرد أن تظفر إسرائيل بالتسلط والاقتدار فلن تُبقي عليهم باقية. إن الحكّام العرب لم يتلتفتوا إلى هذه القضايا ولم يفكروا بمصالح بلدإنّهم وشعوبهم بل وتستقبلهم مع شديد الأسف. بالطبع إن الضغط الأمريكي كان قد لعب الدور الأساسي في هذه العملية.
الإمام الخامنئي
إنطلاق النهضة في فلسطين من جديد، مع صمود الجمهورية الإسلاميّة
لقد تنفس الصهاينة الصعداء حد زعمهم؛ إلا إنّهم رأوا فيما بعد أن في العالم نقطة صمد فيها الشعب والحكومة، وأطلقا سوية صرختها للمطالبة بطرد حكومة الصهاينة الغاصبين من فلسطين، وذلك ببركة لواء الإسلام وسيادته و ببركة إيمان الشعب بالقرآن والأحكام وآياته، وببركة عدم الخوف و شجاعتهما وعدم إکتراثهما بالقوی الکبری والاستکبار، وهذا الثبات والصمود من جانب الشعب والحكومة الإيرانية والجمهورية الإسلاميّة، أدي إلى أن يجري الدم في الشرايين الجافة للنهضة في فلسطين وأن يكتسب الشباب الفلسطينيون – أي الجيل الثالث من الفلسطينيين – الصحوة الحقيقية، وتستمر النهضة بشكلها الإسلامي. إنّهم يعلمون أن نهضة الشباب الفلسطينيين إن استمرت في الداخل وفي أطراف حدود فلسطين المحتلة، فسيكون الإسلام الذي عقدوه مع العرب واجتمعوا من أجله، أجوف لا معنى له، وسوف لن يتمخض عن نتيجة.
الإمام الخامنئي
الصهيونية؛ مفهوم أوسع من إسرائيل
أعزائي! إن من الخدمات التي يقدمها أعداؤنا لنا، إنّهم يعلموننا النقاط التي يجب أن نركز عليها في الإعلام. واذا ما نظرتم اليوم سترون أن كلّ أجهزة العدو الإعلامية قد تظافرت وركزت إعلامها على عدة نقاط، وعلى رأسها الإعلام الصهيوني. وحينما نتحدث عن الصهاينة، لا نريد منهم الدولة الصهيونية الغاصبة وحسب؛ فهي تشكل قسماً من مجموعة الصهاينة، ومجموعة الصهاينة تتكون من كبائر الرأسماليين في بلدان منها أمريكا، ویهیمنون على سياسة ذلك البلد. وللأسف، فإن أمريكا والكونغرس الأمريكي، واقعان في قبضة الطلسم الصهيوني في المجالات المالية والإعلامية والثقافية المختلفة وغیّرها، کما أن الإعلام العالمي تحت تصرفهم في الغالب. إن القسم الأكبر من وكالات الأنباء المعروفة التي ترونها، تحت تصرف هذه المجموعة نفسها. وأما الأخرى التي لا ترتبط بهم، فإنها تتحد معهم في الاتجاه. إذا لاحظتم إعلامهم، سترون إنّهم يركزون على بعض النقاط فيما يتعلق ببلدنا العزيز وشعبنا الكبير البطل والمظلوم في نفس الوقت: النقطة الأولى هي الاختلاف والثنائية والتفرقة؛ وهي تعتبر عن الأسلوب القديم المتمثل في «فرّق تسد»؛ و کان المعاناة والبلاء الرئيس الذي كانت الشعوب مبتلاة بهما منذ القدم. إنّهم يعملون على تفريق الصفوف، أو يبثون شائعة التفرقة إن لم يستطيعوا بث الفرقة مهما حاولوا.
الإمام الخامنئي
1998
زوال قبح العلاقة مع إسرائيل بين الدول العربيّة
إن الحوار مع إسرائيل أو إقامة علاقات معها أو حتى ذكر اسمها كان يوماً من الأمور القبيحة جدّاً لدى الحكومات العربيّة. لكنهم [الأمريكان] ومن خلال طرحمم وتكرارهم لهذه القضيّة باستمرار عمدوا إلى إخراج الدول العربيّة واحدة تلو الاخرى من صفوف الأمة العربيّة ملقين باللائمّة عليها. فقد عملوا على إزالة قبح هذه القضيّة بالتدرج، إلى درجة أن حكام بعض الدول العربيّة التي لا تملك حدوداً مشتركة مع إسرائيل، ولا يهددهم أي خطر أو ضرر من هذا الكيان، قد اجتمعوا في دولهم لمناقشة التفاوض مع إسرائيل! فأيّ ضرورة لهذا الأمر يا ترى؟ لكنهم باتوا يفعلون ذلك؛ لأن قبح هذا الأمر قد زال.
الإمام الخامنئي
1999
خيانة سلطة الحكم الذاتي
إن الخيانة التي يرتكبها الذين يمارسون هذا العمل باسم الفلسطينيين هي أسوأ وأبشع وأجسم من جميع الخيانات التي ارتكبت ضدّ فلسطين إلى يومنا هذا کما إنّهم لم يقدّموا للشعب الفلسطيني شيئاً ولن يستطيعوا. كتب كاتب فلسطيني عربي مقيم في أمريكا أن جماعة عرفات لم تستطع بعد أن تجمع القمامة من شوارع مدينة غزة! لكنّهم استطاعوا خلال هذه المدّة تشكيل خمسة أجهزة أمنية ومخابراتية لممارسة نشاط التجسس على أبناء الشعب فهل هذه هي الحكومة الفلسطينية؟! هل هذا يعني عودة الشعب الفلسطيني؟! هل هذا يعني إحقاق حقوق الفلسطينيين؟! إنّهم عديمو الحياء إلى هذا الحدّ! لقد قلت منذ أن دخل هذا الشخص في أول مفاوضات له مع الإسرائيليين، إنه شخص خائن وأحمق في آن واحد! فلو كان خائناً لكنه يتصف بالعقل، لكان قد قام بما هو أفضل من هذا! طبعاً أنا لا أدري على وجه الدقة، لكنني أظن بأن الأمريكيين وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية قد استغلوا نقاط ضعف هولاء. فهم يعانون من نقاط ضعف كثيرة، لإنّهم يحبون الدنيا. فحینما لا يكون للدين دور ستجري الأمور على هذه الشكلة. والله وحده يعلم بمدى الإشكالات التي كانت لديهم على الصعيد المالي وعلى الصعيد السلوكي والأخلافي طوال سنوات إدارتهم لمنظمة التحرير الفلسطينية، ويبدو أن هؤلاء قد ركزوا على نقاط الضعف تلك. من جانب آخر، فإن الإرهاق والسأم والتراجع عن المبادى أدّى بهم إلى الوقوع في هذه الورطة الرهيبة وهذا المستنقع المهلك والشقاء واللعنة الأبدية. هل تظنّون أن هناك فلسطينياً لا يلعنهم من أعاق قلبه، اللهم إلا أن يكون من عملائهم وشركاتهم في المصالح. فمن بين أربعة إلى خمسة ملايين فلسطيني مشرّد خارج أرضهم، وحوالي ثلاثة ملايين يعيشون داخل فلسطين لابد أن تُستطع آراء هؤلاء حول فلسطين. فقبضات هولاء مشدودة، وقلوبهم مملوءة غيضا.
الإمام الخامنئي
2000
الثورة الإسلاميّة قدوة للشعب الفلسطيني
بإمكان وطننا العزيز إيران ونظام الجمهورية الإسلاميّة المقدس والشعب الكبير الذي يعيش في هذه الأرض المليئة بالمفاخر أن يكون أنموذجاً للعالم؛ كماكان أنموذجاً بعد الثورة وحتى اليوم في الساحات المختلفة. إعلموا دون أي شك أن الشعب الفلسطيني الذي يخوض الجهاد اليوم بكلّ شجاعة، يرى في الشعب الإيراني والدرس الإيراني، درساً وأنموذجا لا ينساها. هذا ما يعلمه جيداً أصدقاؤكم في أرجاء العالم وهم كثر، کما يعلمه أعداؤكم في مراكز السلطة الاستكبارية. إن فلسطين تواصل اليوم باسم الله كفاحها المبارك والعظيم. وسوف يبرز ويتضح مرة أخرى انتصار إرادة مجموعة من أبناء البشر الذين يحملون في قلوبهم الإيمان بالله والاعتقاد به، على كلّ القوى المادية. سوف يرى العالم أن الشعب الفلسطيني يتجه نحو أهدافه خطوة بعد أخرى في ظل الثبات والصمود. إن فلسطين ملك للشعب الفلسطيني، وهذا الشعب متواجد في الساحة اليوم. وانطلقت في العالم الإسلامي موجة على أثر الحماس الذي خلقه هذا الشعب بصموده الرائع في الساحة العالمية.
الإمام الخامنئي
الفلسطينيون هم من أطلقوا ثورة فلسطين
إنّهم غاضبون بشدة بسبب الأوضاع في فلسطين خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، وبسبب ثورة الشباب، و شجاعة الرجال و النساء، و عزم الشعب المظلوم الغاضب و إرادته القویة. و یریدون إلقاء المسؤولية بشكل مستمر على عاتق هذا وذلك. كلا! إن الجمهورية الإسلاميّة ليست السبب في انطلاق ثورة فلسطين: وليس شعب لبنان السبب؛ بل إن الفلسطينيين هم الذين أطلقوا ثورة فلسطين؛ وإن الآلام والمعاناة المتراكمة في هذا الجيل الشاب الذي دخل الساحة اليوم بأمل ونشاط، هي السبب في ثورة فلسطين وانتفاضتها. وبالطبع فإننا نشيد بهم، ونعتبرهم منا؛ لأننا نعتبر فلسطين قطعة من جسد الإسلام، ونشعر بروابط الأخوة والدم مع شباب فلسطين؛ إلا إنّهم هم الذين يقودون الانتفاضة.
الإمام الخامنئي
فلسطن ستبقی
من الخطأ أن یتصوروا أن الشعب الفلسطینيّ و فلسطین قد انتهیا. إن فلسطن ستبقی؛ و یبقی الشعب الفلسطيني. وإلى جانب الشعب الفلسطيني، هناك اغتصاب کبیر قد حصل. لقد جمعوا البعض من أطراف العالم، وصنعوا شعباً مختلقاً ومزيفاً، وأطلقوا عليه اسما، کما جهّزوه بأدوات القوة. لقد أدرك الجيل الفلسطيني هذه الحقيقة بكل وجوده؛ والخطوة الأولى هي المعرفة. لقد حصل أبناء الشعب على هذه المعرفة وأدركوا أن دلك الكيان المزيف، ليس كیاناً لا يمكن هزيمته رغم كلّ الدعم العالمي. إنّهم أدركوا ذلك بشكل صحيح؛ ولذلك فقد نزلوا إلى الساحة.
الإمام الخامنئي
حكومة الجمهورية الإسلاميّة سباقة إلى دعم فلسطين
لقد أدرك شعبنا العزيز بكل وجوده قضيّة فلسطين، وأحس بالظلم الذي يعاني منه العالم الإسلامي، وأدرك الواجب الذي يتحمله هو نفسه في هذا المجال. لقد كانت حكومة الجمهورية الإسلاميّة سبّاقة دوماً في هذا المجال، وقامت بما كانت تستطيع القيام به. ولا شك في أن ذلك سوف يستتبع نتائح کبیرة ونحن نأمل – علماً أننا نرى إرهاصاته – أن تلمس الحكومات الإسلاميّة بعض الحقائق بشكل تدريجي؛ ويقترب البعض من صلب القضيّة أكثر، و یقربون الطريق نحو ما هو واجب على الأمّة الإسلاميّة.
الإمام الخامنئي
قضيّة فلسطين؛ القضيّة الأولى في العالم الإسلامي
قضيّة فلسطين هي القضيّة الأولى في العالم الإسلامي. على كلّ الأمّة الإسلاميّة اليوم، وخاصة البلدان الأقرب – مثل شعبنا وبلدنا – أن تلتفت إلى أن الصهاينة المتحكين بفلسطين والغاصبين لها، وداعميهم أيضاً، يسعون لأن يصوروا الأحداث داخل فلسطين على أنها قضيّة داخلية تخص بدولة إسرائيل الغاصبة، في حين أن الأمر ليس كذلك أبداً. حتى ولو لم ينهض شخص واحد داخل فلسطين، لكن العالم الإسلامي، عدو للصهاينة وحماتهم، من أجل قضيّة فلسطين نفسها. لكننا نرى الشعب الفلسطيني الآن قد انتفض هو أيضا، ونزل إلى الساحة بوعي. إنّ فلسطين هي قضيّة العالم الإسلامي من ناحيتين: من حيث أنها قطعة من التراب الإسلامي. ولا يوجد أي اختلاف بين المذاهب الإسلاميّة في ذلك، ويتفق الفقهاء كلهم على واجب الجميع أن يعتبروا الجهاد والسعي من أجل إستعادة الأرض الإسلاميّة إذا ما اقتطع أعداء الإسلام قطعة من التراب الإسلامي وفرضت سيادة أعداء الإسلام عليها واجباً على عاتقهم. ولذلك فإن الشعوب المسلمة أينما كانت في العالم، تعتبر ذلك واجباً. بالطبع، إن الكثيرين لا يمكنهم أن يفعلوا شيئا. ولذلك تلاحظون أن العالم الإسلامي كله يرحب بيوم القدس الذي أعلنه الإمام الخميني في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان من كلّ سنة – حیات سيکون الجمعة القادمة – وسترون في هذه السنة أن يوم القدس سوف يقام في كلّ العالم الإسلامي بشكل أكثر حماسا وتأثيراً بفضل الله وتوفيقه. والناحية الثانية أنّ إقامة الدولة اليهودية – أو بالأحرى الصهيونية – في هذه المنطقة من العالم الإسلامي، تمت بهدف استكباري بعيد المدى. بل إن إقامة هذه الدولة في هذه المنطقة الحساسة الواقعة في قلب العالم الإسلامي وهي تربط القسم الغري منه وهو أفريقيا، بالقسم الشرقي منه وهو الشرق الأوسط وآسيا والشرق فيظهر بذلك مثلث بين آسيا وأفريقيا و أوروبا ـ کان الهدف منها أن تستمر سیطرة المستعمرین آنذاک ـ و علی رأسهم الحکومة البریطانیة في المدى البعيد على العالم الإسلامي، بحيث إذا ظهرت في وقت من الأوقات دولة إسلاميّة مقتدرة – مثل بعض العهود من الدولة العثمانية – لا يكون بمستطاعتها الحيلولة دون نفوذ المستعمرين وبريطانيا وفرنسا والآخرين في هذه المنطقة. واستناداً إلى الوثائق التاریخية، فإن تشكيل الدولة الصهيونية، كان مطلباً استعمارياً للحكومة البريطانية، قبل أن يكون أمنية الشعب اليهودي. وهنالك شواهد تدل على أن الكثير من اليهود كانوا يرون آنذاك أن لاحاجة إلى هذه الدولة؛ فهي ليست في صالحهم؛ ولذلك كانوا يتهربون منها. وبناء على ذلك، فإن ذلك لم يكن أمنية وفكرة يهودية؛ بل كان في الغالب فكرة استعارية وبريطانية. وبالطبع فعندما خطفت أمريكا فيما بعد زمام المبادرة من بريطانيا في عالم السياسة والاستكبار، كان ذلك جزء من المواريث الإستعمارية التي ورثتها أمريكا، واستغل الأمريكيون ذلك إلى الحد الأقصى وما يزالون يستغلونه. وبناء على ذلك فإن إنقاذ فلسطين، وإزالة الدولة الصهيونية الغاصبة، يمثلإنّ قضيّة ترتبط بمصالح شعوب هذه المنطقة – ومنها مصالح بلدنا العزيز إيران – من اتخذ مواجهة نفوذ الصهاينة واقتدارهم منهجية له، فإنه قام بهذا العمل وفق مخطط مدروس. وقد اختير هذا المنهج، بناء على مصالح البلد والمصالح العامة للجمهورية الإسلاميّة والشعب الإيراني. وهذا ما حدث في البلدان الأخرى، إذ يرى كلّ المثقفين في البلدان الإسلاميّة، وكل السياسيين الرساليين، وكل أولئك الذين خضعوا لتأثير الاستكبار الأمريكي، أن من الواجب موجهة إسرائيل: ويعتبرون ذلك جزء من مصالح البلد
الإمام الخامنئي

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى