ثقافة

خصائص مجتمع المهدويّة

“إنّ المجتمع المهدويّ هو ذلك العالم الّذي يأتي فيه إمام الزَّمان ليصلحه، وهو نفس المجتمع الّذي ظهر من أجله جميع الأنبياء. أي أنّ كلّ الأنبياء كانوا مقدّمة لذلك المجتمع الإنسانيّ المثاليّ، والّذي سيتحقّق في نهاية الأمر بواسطة وليّ العصر والمهديّ الموعود. مثل بناءٍ شامخٍ، يأتي شخصٌ فيسطّح الأرض ويزيل منها الأشواك والعوائق ثمّ يأتي شخصٌ آخر من بعده ويصنع فيها الأسس، ثمّ يأتي شخصٌ آخر ليضع فيها الأعمدة والأركان، وهكذا شخصٌ بعد آخر، يأتون لعمارة الجدران حتّى يصل هذا القصر المرتفع، وهذا البنيان الرفيع إلى شكله النهائيّ. لقد جاء الأنبياء الإلهيّون، ومنذ بداية تاريخ البشرية، واحدٌ بعد آخر، من أجل أن يقرّبوا المجتمع والبشريّة خطوةً خطوة نحو ذاك المجتمع المثاليّ وذاك الهدف النهائيّ. لقد نجح جميع الأنبياء ولم يفشل أيّ واحدٍ من رسل الله على هذا الطريق، وفي هذا المسير، لقد كان حملاً على عاتق هؤلاء المأمورين الشامخين، وكلّ واحدٍ منهم تقدّم به خطوةً نحو المقصد والهدف النهائيّ وسعوا بكلّ جهدهم من أجل القيام بهذا العمل. وعندما كانوا يصلون إلى آخر حياتهم كان هناك من يأتي من بعدهم ليضع هذا الحمل على عاتقه ويتقدّم به مسافةً أخرى، مقترباً بذلك من ذلك الهدف. ووليّ العصر صلوات الله عليه، هو وارث جميع الأنبياء الإلهيين، فعندما يأتي ستكون الخطوة الأخيرة على طريق إيجاد ذلك المجتمع الإلهيّ.

أتحدّث قليلاً حول صفات ذلك المجتمع. بالطبع، لو أنّكم دقّقتم في الكتب الإسلامية وفي المصادر الإسلاميّة الأساسيّة للاحظتم جميع خصائص ذلك المجتمع. فدعاء النّدبة هذا الّذي تُوفّقون بإذن الله لقراءته أيّام الجمعة، يذكر خصائص ذلك المجتمع. فعندما يقول: “أين معزّ الأولياء ومذلّ الأعداء” مثلاً، فذلك المجتمع هو مجتمعٌ يكون فيه أولياء الله أعزّاء وأعداء الله أذلّاء، أي أنّ القيم والمعايير الحاكمة في ذلك المجتمع تكون هكذا. “أين المُعدّ لإقامة الحدود“، ففي هذا المجتمع تُطبّق الحدود الإلهيّة وتُراعى كلّ الحدود الّتي عيّنها الله تعالى والإسلام في مجتمع إمام الزَّمان. فعندما يظهر إمام الزَّمان يصنع مجتمعاً له باختصار مثل هذه الخصوصيّة، أذكرها أنا، وأنتم أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء تدقّقون حولها في الآيات وفي الأدعية عندما تقرأونها، فتتفتّح أذهانكم في هذا المجال، وتتّسع، فمجرّد قراءة دعاء النّدبة ليس كافياً، فالمطلوب هو الفهم وأخذ الدُّروس.

إنَّ إمام الزَّمان صلوات الله وسلامه عليه، يبني مجتمعه على هذه الأسس:

الخاصية الأولى: على إزالة وقمع وقلع جذور الظلم والطغيان. فلا ينبغي أن يكون في هذا المجتمع الّذي يكون في زمان وليّ العصر صلوات الله عليه، أيّ ظلمٍ وجور، لا أنَّ الأمر يكون في إيران فحسب، ولا حتّى في المجتمعات الّتي يقطنها المسلمون، بل في كلِّ العالم. فلن يكون أيّ ظلمٍ اقتصاديٍّ أو سياسيٍّ أو ثقافيٍّ أو أيّ نوعٍ آخر في ذلك المجتمع. فيجب اقتلاع كلّ الاختلافات الطبقيَّة وكلّ أنواع التمييز وعدم المساواة والتسلُّط والهيمنة.

هذه هي الخصوصيّة الأولى.

الخاصيّة الثانية: إنّ من خصائص المجتمع المثاليّ الّذي يصنعه إمام الزَّمان صلوات الله عليه، هو الارتقاء بمستوى الفكر البشريّ، سواء على المستوى العلميّ الإنسانيّ أو المعارف الإسلاميّة. ففي زمن وليّ العصر، لن تجدوا في كلّ العالم، أيّ أثرٍ للجهل والأميّة والفقر الفكريّ والثقافيّ. هناك يتمكّن النّاس من معرفة الدين معرفة صحيحة، وقد كان هذا، كما تعلمون جميعاً، من الأهداف الكبرى للأنبياء الّذي أشار إليه أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه، في خطبة نهج البلاغة الشريفة، “ويثيروا لهم دفائن العقول“. لقد جاء في رواياتنا أنّه عندما يظهر وليّ العصر، أنَّ المرأة الّتي تبقى في بيتها فإنّها تتمكّن من فتح القرآن واستخراج حقائق الدين منه وفهمها. فماذا يعني ذلك؟ يعني ذلك أنّ مستوى الثقافة الإسلاميّة والدينيّة يرتقي إلى درجة أنّ جميع الأفراد، وكلّ أبناء المجتمع، والنساء اللواتي لا يشاركن في ميدان الاجتماع على سبيل الفرض، ويبقين في بيوتهنّ، فإنّهنّ يتمكّنّ من أن يصبحن فقيهات وعارفات في الدين. فيتمكّنّ من فتح القرآن، وفهم حقائق الدين منه بأنفسهنّ. انظروا أنتم إلى مجتمعٍ يكون فيه الجميع نساءً ورجالاً، وعلى كافّة المستويات، قادرين على فهم الدين والاستنباط من الكتاب الإلهيّ، فكم سيكون هذا المجتمع نورانيّاً، ولن يبقى فيه أي نقطة ظلام وظلمانيّة. فكلّ هذه الاختلافات في وجهات النّظر والتحليل، لن يبقى لها أيّ أثرٍ في ذلك المجتمع.

الخاصيّة الثالثة: لمجتمع إمام الزَّمان، المجتمع المهدويّ، هو أنّه في ذلك العصر ستكون جميع القوى الطبيعية وكلّ الطاقات البشرية في حالة انبعاثٍ فلا يبقى أيّ شيءٍ في باطن الأرض ولا يستفيد منه البشر. فكلّ هذه الإمكانات الطبيعيّة المعطّلة، وكلّ هذه الأراضي الّتي يمكن أن تغذّي الإنسان، وكلّ هذه الطاقات والقوى الّتي لم تُكشف بعد، كتلك الطاقات الّتي بقيت عبر قرون التاريخ. مثلاً، القدرة النووية والطاقة الكهربائية كانت وعبر قرون عمر هذا العالم، في باطن الطبيعة ولم يكن البشر يعرفونها، ثمّ بعد ذلك قاموا باستخراجها بالتدريج. فكلّ الطاقات والإمكانات اللامتناهية الموجودة في باطن الطبيعة هي من هذا القبيل، وسوف تُستخرج في زمان إمام الزَّمان.

جملة أخرى وخصوصية أخرى، هي أنّ المحور في عصر إمام الزَّمان هو محور الفضيلة والأخلاق. فكلّ من كان صاحب فضيلة أخلاقية أكثر سيكون مقدّماً وسبّاقاً.

وفي روايةٍ أخرى يقول: “القائم منّا منصورٌ بالرّعب مؤيّدٌ بالنصر، تُطوى له الأرض وتظهر له الكنوز، يبلغ سلطانه المشرق والمغرب”[1]، ممّا يعني أنّ كلّ الحكومات الظالمة والأجهزة الجائرة ستكون مرعوبةً منه. في ذلك الزمن، سيكون هناك حالةٌ في عصر وليّ العصر أرواحنا فداه، من الشمولية والعموميّة بحيث يمكن أن تحقّق الحكومة العالميّة. “مؤيّدٌ بالنصر”، فنصر الله يؤيّده. و”تُطوى له الأرض“، أي أنّها ستكون بيده وفي قبضة قدرته. وتظهر تلك الكنوز وتبلغ سلطته مشرق العالم ومغربه.

وبعد عدّة جملٍ يقول، “فلا يبقى خرابٌ إلا قد عمر”[2]، أي أنّ هذه السلطة سوف تُنفق في عمارة الأرض، لا في السيطرة على ثروات البشر وفي استضعافهم. وفي كلّ نقاط العالم لن يبقى أيّ نقطةٍ من الخراب إلا وستُعمّر, سواءٌ كانت خرابات حصلت على أيدي البشر أو بسبب جهلهم. هناك رواية أخرى عن الإمام الباقر عليه الصلاة والسلام يقول فيها، “حتّى إذا قام القائم جاءت المزايلة وأتى الرجل إلى كيس أخيه فيأخذ حاجته فلا يمنعه[3]، وهي إشارة إلى أخلاق المساواة بين البشر وإلى الإيثار. وتبشّر هذه الرواية بنجاة البشر من تسلّط البخل والحرص الّذي كان أكبر سببٍ لشقاء البشرية. وهذا في الحقيقة علامةٌ على ذلك النظام الإسلاميّ السالم أخلاقياً واقتصاديّاً واجتماعيّاً في ذلك الزَّمان. فلا يوجد أيّ قهرٍ وإجبارٍ في البين، بل إنّ البشر أنفسهم ينجون من البخل الإنساني والحرص البشريّ وستتحقّق مثل هذه الجنّة الإنسانيّة. يوجد في روايةٍ أخرى أيضاً: “إذا قام قائمنا اضمحلّت القطائع، فلا قطائع[4]، فتلك المقطوعات الماليّة الّتي تمنحها الحكومات المستكبرة في العالم لأتباعها وحلفائها، وذلك الكرم الحاتميّ الّذي يحصل من جيوب الشعوب سوف يتوقّف تماماً في العالم. وقد كانت القطاعة في الماضي بشكل وهي اليوم بشكل آخر. فقد كانت في الماضي بحيث أنّ الخليفة أو السلطان يمنح أرضاً أو صحراءً أو قريةً أو مدينةً أو حتّى ولايةً لشخصٍ ما، فيقول له اذهب هناك وافعل ما يحلو لك فيها، خذ من أهلها الجبايات والخراج واستعمل مزارعها واستفد منها وكلّ فائدة مادّية هي لك. وكان عليه طبعاً أن يعطي السلطان حظّه.

واليوم، هي بصورة الاحتكارات النفطية والتجارية والصناعيّة والفنّية المختلفة، وكلّ هذه الصناعات الكبرى وهذه الاحتكارات الّتي جعلت الشعوب مسكينةً هي في الواقع في حكم القطائع، الّتي أُشير إليها، وفيها كانت تُمارس كلّ أنواع الرشاوة والمحاباة. إنّ هذا البساط الّذي يقتل البشر ويقضي على الفضيلة سوف يُطوى وسوف توضع أسباب الاستفادة والنفع بيد جميع النّاس.

وفي روايةٍ أخرى ناظرة إلى الوضع الاقتصاديّ يقول: “ويسوّي بين النّاس حتّى لا ترى محتاجاً إلى الزكاة[5]، مما يعني أنّه لن يبقى هناك أيّ فقير يحتاج إلى زكاة أموالكم، وبالطبع سيكون لهذه الزكاة مصرفها في الأمور العامّة لا للفقراء، لأنّه لن يبقى هناك أي فقير. ومثل هذه الروايات ترسم الجنّة الإسلاميّة والعالم الواقعيّ. وليس هذا الأمر مشابهاً لتلك المدن الفاضلة الّتي صنعها البعض في خيالاتهم وأوهامهم، كلا. إنّ كلّ تلك الشعارات الإسلامية هي جميعاً قابلة للتطبيق، ونحن في الجمهورية الإسلامية نشعر أنّ هناك قدرة وقلباً وفكراً متّصلاً بالوحي والتأييد الإلهيّ ومعصوماً يمكنه يقيناً أن يحقّق مثل هذا الوضع، وسوف تقبل البشرية على ذلك حتماً. هذه هي حالة ذلك العالم.

هنا إذا رجعتم إلى الآيات والروايات، وبالتأكيد إنّ المحقّقين والمتتبّعين قد فعلوا ذلكـ فسوف تجدون خصوصيّات أخرى. المجتمع الّذي لا يوجد فيه أيّة علامةٍ للظلم والطغيان والعدوان, المجتمع الّذي تصل فيه المعرفة الدينيّة والمعرفة العلميّة للبشر إلى حدّها الأعلى, المجتمع الّذي تبرز فيه كلّ هذه البركات والنعم والفضائل والجماليّات وتكون في يد الإنسان, وفي النهاية المجتمع الّذي تكون فيه التقوى والفضيلة والإيثار والأخوّة والعطف والانسجام أصلاً ومحوراً، فانظروا إلى مثل هذا المجتمع، فهو ذاك المجتمع الّذي سيحقّقه مهديّنا الموعود وإمام زماننا، ومحبوبنا التاريخيّ القديم، والّذي يعيش الآن تحت هذه السماء وعلى هذه الأرض وبين النّاس. هذا هو اعتقادنا بإمام الزَّمان.

واجبات الأنصار[6]

ماذا نفعل بعد هذا؟

النقطة الأولى: يجب أن نعلم أنّ ظهور وليّ العصر صلوات الله عليه، مثلما أنّه بثورتنا هذه أصبح أقرب خطوةً، فبهذه الثورة أيضاً يمكن أن يقترب أكثر. أي أنّ نفس هذا الشعب الّذي قام بهذه الثورة، وقرّب نفسه خطوةً إضافية إلى إمام زمانه، يمكنه أيضاً أن يتقدّم خطوةً ثمّ خطوةً ثمّ خطوة نحو إمام زمانه. فكيف (ذلك)؟

أوّلاً، كلّما استطعتم أن توسّعوا من دائرة هذا المقدار من الإسلام الّذي لدينا نحن وأنتم في إيران لا نبالغ، الإسلام الكامل ليس متحقّقاً، ولكن قسمٌ من الإسلام

قد طبّقه هذا الشعب في إيران فهذا المقدار من الإسلام كلّما استطعتم أن تنشروه في الآفاق الأخرى للعالم، وفي البلاد الأخرى، وفي المناطق المظلمة، فإنّه بنفس المقدار سيساعد ويقرّب من ظهور وليّ الأمر وحجّة العصر.

ثانياً، إنّ الاقتراب من إمام الزَّمان ليس بمعنى الاقتراب المكانيّ ولا بمعنى الاقتراب الزَّماني. فأنتم الّذين تريدون أن تقتربوا من ظهور إمام الزَّمان، فإن الاقتراب من إمام الزَّمان ليس له تاريخٌ محدّد كأن يُقال مثلاً، بعد مئة سنة أو خمسين سنة، حتّى نقول إنّنا عبرنا من هذه الخمسين أو المئة سنة، سنةً أو سنتين أو ثلاث سنوات، فيبقى عندئذٍ هذا المقدار من السنوات، كلا، وليس أيضاً بلحاظ المكان حتّى نقول إنّنا تحرّكنا من هنا باتّجاه الشرق أو غرب العالم مثلاً، أو نحو الشمال أو الجنوب، لنرى أين هو وليّ العصر لنصل إليه. كلا، إنّ اقترابنا من إمام الزَّمان هو اقترابٌ معنويّ، أي أنّكم في كلّ زمانٍ إذا استطعتم أن تزيدوا من كميّة المجتمع الإسلامي وكيفيّته إلى خمس سنوات أو عشر سنوات أخرى، أو حتّى مئة سنة أخرى، فإنّ إمام الزَّمان صلوات الله عليه سيظهر. لو استطعتم أن تحقّقوا في أنفسكم وفي غيركم، في داخل مجتمعكم هذا المجتمع الثوريّ التقوى والفضيلة والأخلاق والتديّن والزهد والقرب المعنوي من الله، وجعلتم قاعدة ظهور وليّ العصر صلوات الله وسلامه عليه أكثر رسوخاً وإحكاماً، وكلّما استطعتم أن تزيدوا باللحاظ الكمّي والمقدار عدد المسلمين المؤمنين والمخلصين فإنّكم تكونون هنا أيضاً أقرب إلى إمام الزَّمان وإلى زمن ظهور وليّ العصر. فنحن نستطيع أن نقرّب مجتمعنا وزماننا وتاريخنا خطوةً بخطوة نحو تاريخ ظهور وليّ العصر صلوات الله وسلامه عليه, هذا واحدٌ.

النقطة الثانية: هي أنّه لدينا في ثورتنا اليوم تحرّكات ومناهج، فإلى أيّ جهةٍ ينبغي أن تتحرّك هذه المناهج؟ فهذه النقطة جديرة جدّاً بالتأمّل. فافرضوا أنّ لدينا طالباً مجدّاً يريد أن يصبح مثلاً أستاذاً في علم الرياضيات. فكيف ينبغي أن نؤمّن مقدّمات هذا الأمر؟ فينبغي أن نوجّه دراساته باتّجاه الرياضيات. فلا معنى أن نعطيه دروساً في الفقه مثلاً، إذا كنّا نريده أن يصبح عالماً رياضياً. أو أنّ من يريد أن يصبح فقيهاً نعطيه دروس الأحياء مثلاً، فينبغي أن تكون المقدّمات متناسبة مع النتيجة والغاية. الغاية هي المجتمع المثاليّ المهدويّ بتلك الخصائص الّتي ذكرتها. فيجب علينا إذاً أن نؤمّن المقدّمات بما يتناسب. يجب علينا أن نبعد أنفسنا عن الظلم ونتحرّك بحزمٍ ضدّه، أيّ ظلمٍ كان ومن أيّ شخص. يجب علينا أن نجعل توجّهاتنا نحو إقامة الحدود الإسلاميّة. وفي مجتمعنا، لا نعطي أيّ مجالٍ لنشر الأفكار المخالفة للإسلام. نحن لا نقول بالقهر والغلبة لأنّنا نعلم أنّه لا يمكن مواجهة الفكر إلّا عن طريق الفكر، لكنّنا نقول بالطرق الصحيحة والمنطقيّة والمعقولة علينا أن ننشر الفكر الإسلاميّ.

يجب أن تصبح كلّ قوانيننا ومقرّرات بلدنا وإداراتنا ومؤسّساتنا التنفيذية والكلّ إسلامياً بلحاظ الظاهر والمحتوى، وأن نقترب نحو أسلمتها يوماً بعد يوم. هذه هي الجّهة الّتي تمنحنا وتمنح حركتنا معنى انتظار وليّ العصر. أنتم تقرأون في دعاء النّدبة أنّ إمام الزَّمان يقاتل الفسوق والعدوان والطغيان والنّفاق ويزيل كلّ ذلك ويقضي عليه. وعلينا اليوم أن نتحرّك في مجتمعنا بهذا الاتّجاه ونتقدّم. هذا هو الشيء الّذي يقرّبنا إلى إمام الزَّمان صلوات الله عليه من الناحية المعنوية، ويقرّب مجتمعنا نحو مجتمع وليّ العصر صلوات الله وسلامه عليه، ذلك المجتمع المهدويّ العلويّ التوحيديّ ويزيده قرباً”[7].

الهوامش والمصادر

  • [1] الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، ج.1، ص331.
  • [2] المصدر السابق.
  • [3] الحر العاملي، وسائل الشّيعة، ج.5، ص121.
  • [4] البروجردي، جامع أحاديث الشّيعة، ج23، ص1012.
  • [5] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج.52، ص390.
  • [6] أنصار الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف: إن قيام الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف بثورته العالمية مشروط بشروط عدة، وأهمها وجود الناصر والمعين، وقد ذكرت الروايات الشريفة أوصافهم وعدد قادتهم، وما سيقومون به تحت راية الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف، ومن الرويات التي وردت في ذكرهم: ” عن أبي خالد، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: ﴿فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا﴾” قال: الخيرات الولاية وقوله تبارك وتعالى: ” أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا ” يعني أصحاب القائم الثلاثمائة والبضعة عشر رجلا، قال: وهم والله الأمة المعدودة قال: يجتمعون والله في ساعة واحدة قزع كقزع الخريف”، الشيخ الكليني، الكافي، ج8، 313.
  • [7] الإمام السيد علي الخامنئي، إنسان بعمر 250 سنةً، ص376-384.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى