يا شيخ الأنصار قد جئنا ثوار
ياشيخ الانصار قد جئنا ثوار
وكتبنا في الجبين يالثارات الحسين
أذّنَ الذبحُ وماجَ الفضاءُ *** وعلى التربِ اشتباكُ الأسنة
ثارَ تربُ الطفِ بينَ السيوفِ *** ولهيبُ الأفقِ قد صاغَ لحنه
ثارَ جندُ اللهِ بينَ الصليلِ *** بقلوبٍ حُرَّةٍ مطمئنة
خلفهُم ثارت دماءُ الطفوفِ *** يعشقونَ الموتَ في كلِ طعنة
بينهُم ثارَ حبيب *** بثباتٍ ويقينِ
فرَّقَ الجندَ ونادى *** أنا جنديُّ الحسينِ
في سبيلِ اللهِ أدى جهاده *** كانَ يومُ الذبحِ يومُ الولادة
ما هوى بالدمِ للتربِ إلا *** خلفَهُ يعلو لواءُ القيادة
كلما قد طعنوهُ تحدى *** لا يرى في الموتِ إلا سعادة
كانَ جندياً بكفِ الحسينِ *** وحساماً ضارباً بالإرادة
حينَ أردَوهُ قتيلاً *** دمُّهُ السيَّالُ كبَّرْ
فتعالى وتعالى *** صوتُهُ اللهُ أكبرْ
للفداءِ..قدّمَ النفسَ فكانت آيةَ القُربى *** بالدماءِ..كانَ يهوي جسمُهُ نحوَ السما قُربا
في ولاءِ منهُ فاضت تلبياتٌ تُشعِلُ الدربا *** لحسينِ ابنِ عليٍ قدّمَ المنحرْ
كربلاءُأذِّني فوقَ جراحِ الطفِ في الذكرى *** كربلاءُ..واشهدي أنَّ حبيباً قدَّمَ النحرا
كربلاءُ..واكتبيهِ في سبيلِ اللهِ قد خرّا *** دمُّهُ قد هزَّ عرشَ الظالمِ الأكبرْ
تجارى دمُّه فوقَ أرضِ كربلاء *** يالهذهِ الدماءْ كيفَ تجري
وصلى جسمُهُ ساجداً نحوَ السما *** وارتمى حيثُ ارتمى كلُّ فجرِ
وماجت كربلا في طفوفِ العاشرِ *** عندَ كلِ باترِ حينَ يَفري
وما جفَّ الدمُ من ترابِ نينوى *** سالَ حتى أنْ هوى سيفُ شِمرِ
على التُربِ الدماءُ *** وآياتُ النحورِ
وللطفِ امتدادٌ *** إلى يومِ الظهورِ
حينَ تعلو رايةُ الحبيبِ *** أمةَ اللهِ ألا أجيبي
فستبقى في مدى الدروبِ *** وستعلو رايةُ الغريبِ
وللمهديِّ صوتٌ *** يدوّي بالملاحمْ
وفي الركبِ حبيبٌ *** وعباسُ المقاومْ
كلُ جرحٍ في الطفوفِ كبَّرْ *** وعليهِ الدمُّ قد تفجرْ
فمتى يا سيدي ستظهرْ *** وبعزمٍ للحسينِ تثأرْ
ياشيخ الانصار قد جئنا ثوار
وكتبنا في الجبين يالثارات الحسين
أبحَرَت في ذكركِ القافياتُ *** لحسينٍ في الثرى يتقلّبْ
فاحملي من جرحِهِ قَطَراتٍ *** ساقطيها فوقَ شعبٍ معذّبْ
سيّجي الدربَ بدمِ الحسينِ *** واعبري فوقَ جبينٍ مخضّبْ
واكتبي في كلِ تربٍ ستحيا *** ثورةُ الحقِ على كفِ زينبْ
يابنتَ الزهراءِ هزي *** رُمحَهُ بالكبرياءِ
فبعينيكِ تجارتْ *** قافياتُ العظماءِ
زينباهُ انتزعي من حشانا *** ذُلَّنا من بينِ تلكَ الرفاةِ
فحياةُ العزِّ في صوتِ عزٍ *** قائلٍ كلا إلى المكرماتِ
علمينا أنَّ سبطَ الرسولِ *** قدَّمَ النفسَ فداءَ الصلاةِ
نحنُ آمنا بدمِ الحسينِ *** فهو دستورٌ لكلِ الحياةِ
رأسُهُ فوقَ الرماحِ *** ظلَّ مرفوعَ الجبينِ
وعليهِ قد كتبنا *** نحنُ عشاقُ الحسينِ
كلمينا..فلقد عشنا على الإصرارِ والصبرِ *** ألبسينا..عزةً من كربلا من ثورةِ النحرِ
علمينا كيفَ نحيا شعبَ عزٍلحظةَ النصرِ *** نحن بايعنا حسيناً خاضبَ النحرِ
زينباهُ..في خطاكِ انفجرت كل الخطاباتِ *** زينباهُ..وصرخنا ألف كلا للضلالاتِ
زينباهُ..نحنُ شعبٌ قد عُرفنا بالعطاءاتِ *** قد أخذنا من حسينٍ عزةَ العمرِ
وما زالت على كلِ أرضٍ كربلا *** في زمانِ النبلا..تتجددْ
وفيها نبضُنا في هوى سبطِ النبي *** والفؤادِ الزينبي يترددْ
فيا حوراءُ قد كنتِ صوتَ الضعفاءْ *** في قلوبِ البسطاءْ يتجسَّدِْ
فنحنُ جندُكِ نحنُ أبناءُ الحسينْ *** نحنُ أبناءُ الأمينِ محمدْ
وحِّدينا..لنكونَ اليومَ صفاً يرفضُ الظالمْ *** وحِّدينا..نحنُ أبناءُ حسينٍ..أمُنا فاطمْ
وحِّدينا..بينَ حقٍ ووفاقٍ زحفُنا قادمْ *** وحِّدينا لظهورِ الحجةِ القائمْ
بالتحدي..في خطى زينبَ قد كانَ لنا قائدْ *** بالتحدي..كانَ حراً وأبياً بالهدى رائدْ
بالتحدي..باركَ الشعبُ خطاهُ إنهُ الوالدْ *** فوفاءُ الشعبِ نحوَ القائدِ الجمري
جراحُ كربلا ثورةُ الدمِ على *** كلِ حكمٍ قد علا بالفسادِ
فنبضُ زينبٍ صاحَ كلا يا يزيدْ *** يالثاراتِ الشهيدْ في البوادي
ومن جراحها قد صرخنا يا حسينْ *** في وجوهِ الظالمينْ بالجهادِ
فكلُ ظالمٍ قد تجلى ظلمُهُ *** لن يدومَ حكمُهُ في البلادِ
وللدمِ انفجارٌ على كلِ يزيدي *** فإن ماتَ الشهيدُ سيحيا من جديدِ
زينبٌ في ثورةِ المناحرْ *** صوتُ عزٍ ثائرٍ مكابرْ
قد تجلى في خطابِ عاشرْ *** صوتُها قد هزَّ كلَ جائرْ
منَ الطفِ عرفنا مضامينَ الدماءِ *** ترابُ الأرضِ يحيا بدمِ الشهداءِ
يا رئيسَ النهبِ والمفاسدْ *** أنتَ جرمٌ والزمانُ شاهدْ
ولنا في أرضنا شواهدْ *** فتنحى أيها المعاندْ
ياشيخ الانصار قد جئنا ثوار
وكتبنا في الجبين يالثارات الحسين
وصلَ الركبُ إلى أرضِ يثربْ *** وعليهِ سُبحةُ الهاشمية
كربلائيٌ وللجرحِ نبضٌ *** وحروفٌ حرةٌ زينبية
أوقَدَ الأرضَ أنيناً وحزناً *** وعلى التربِ اشتعالُ الرزية
حاملاً في خطوهِ نبضاتاً *** وجراحاتٍ منَ الغاضرية
حدِّثي يا زينباهُ *** أنتِ للطفِ سماءُ
واكتبي فوقَ الجبينِ *** كلُّ أرضٍ كربلاءُ
حدِّثي عن كربلا يومَ عاشرْ *** عن سيوفٍ فوقَ تلكَ المناحرْ
عن حسينٍ خرَّ بينَ السهامِ *** يومَ تُبلى في الطفوفِ السرائرْ
حدِّثي عن ذلكَ السهمِ لما *** فرَّ من قوسٍ ليُبكي الضمائرْ
واندبي جسماً على التربِ يهوي *** في صلاةِ الدمِ للهِ عافرْ
حدِّثي عنهُ طريحاً *** في ترابِ الغاضرية
صعدت جسمَهُ عشراً *** عادياتٌ أعوجية
بالبكاءِ..حدثي عن جسدٍ ظلَّ على الغبرة *** بالعزاءِ..حدثي عنهُ وشمرٌ صاعدٌ صدره
للسماءِ..حدثي عنهُ طريحاً قطعوا نحره *** واحسيناً واحسيناً واحسيناهُ
واحسيناهْ..فَصَلَ الرأسَ عن الجسمِ بلا رحمة *** واحسيناهْ..ثمَّ علاهُ برمحٍ خاضبَ العُمة
واحسيناهْ ونساءٌ صارخاتٌ داخلَ الخيمة *** واحسيناً واحسيناً واحسيناهُ
على حرِّ الثرى ظلَّ جسمُهُ الجديلْ *** تحتَ وطأةِ الخيولْ يتسعَّرْ
فللصدرِ نحيبْ إنَّ ضلعَهُ الحزينْ *** في بكاءٍ وأنينْ يتكسرْ
وصاحَ جبرئيلْ واعلى الدنيا العفى *** إنَّ سبطَ المصطفى يتعفرْ
فحينما هوى في الترابِ بالظما *** دمُّهُ نحو السما قد تفجرْ
أيا زينبُ لُمي *** جراحاتِ الأنينِ
وبثيها بصبرٍ *** على مرِ السنينِ
أنتِ صبرٌ في الزمانِ قائمْ *** وامتدادٌ ثابتٌ مقاومْ
قد صنعتِ بالإبا ملاحمْ *** أنتِ رفضٌ فوقَ كلِ ظالمْ
سيبقى الدمُّ يجري *** من الطفِّ الحزينِ
لينعى ويُنادي *** بثاراتِ الحسينِ
إنْ حسينٌ رضّضُوا ضلوعه *** أو رَمَوهُ جثةً صريعة
فامتدادُ الصبرِ في الشريعة *** جَسَّدَتْهُ زينَبُ الوديعة