أدب المقاومة

يوم الشهيد

في حياتي المتوقدة مآتم كثيرة ، وفي قلبيّ الدامي جراح عميقة تكسرت فيها النصال ، فمنذ أن دفن الحسين سلام الله عليه في قلبي ألفت دفن الشهداء فيه ….فأصبح مأوى وحط رحال لكل من يحمل عبق الشهادة وأريج الحرية والعزة والكرامة والكبرياء.

يوم الشهيد هو يومكم أيها الخالدون الأبرار ، عرس نصر سماوي نادر يوم ارتفعت أرواحكم الطاهرة إلي بارئها عروجا إلي الخلود الأب دي عروجا إلي الملكوت الأعلى. على درب أبي الأحرار ملهمكم دروس العزة والإباء.

ولسوف يبقى الحسين (ع) يقطف الانتصارات المتجددة كلما ثار ثائر على نهجه وجاهد مجاهد على خطه ، ويبقى الانتصار مدويا أبد الدهر ، يشرق في كل عصر ومصر مع صرخة كل مظلوم ، يفوح شذاه مع شهادة كل شهيد آمن بالحق ، وشعاره هيهات منا الذلة ،فدماء الشهداء لن تجف وجراح الضحايا لن تندمل، وهانحن نعود على أجنحة الخيال إلي الخامس من شهر مايو سنه 1996 م يوم ودعت البحرين شهيدها الغالي (فاضل عباس مرهون) رحمة الله عليه وودعت أخاه الشهيد السعيد (نضال النشابه) 5/ 5/ 1995 فالي هناك:


قد باركتك يد السماء
ونجيع هذا الأحمر القدسي
في هذا السكون
يا أيها الأسطورة الكبرى
فديتك من تكون
قد فزت في زمن الهزيمة والسقوط
وشمخت في زمن التراجع والهبوط
يا صاعدا للمجد …
يا قمم البطولة والعطاء
بلا حدود …
من أي آلاء البراعة والفنون ؟؟!!!
من أي روح أنت ؟؟!!
من أي العصور ؟؟؟!!!
ما سر قهرك للمنون ؟؟!!!


أو كان لغزا
كان سرا
كل هذا الإنتصار
وكل هذا الإعتلاء ؟؟!!
فباركتك يد السماء !!!!!
وملكت هاتيك الحصون
كلا فلا عجب
فتأريخ البطولة والفداء
هي كربلاء
كل الأضاحي بدؤها من كربلاء
ختامها في كربلاء
وكل ما هو عندنا
من كربلاء
رصيدنا هو كربلاء
إرث توارثه الأباة المؤمنون


فلأنت وحدك أنت أنت هو البقاء
ولا بقاء سوى لدربك شامخا
ما كنت تسقط
بل رفعت إلي العلا
عشقا لذياك العروج
الي الخلود
في فسحة الملكوت تغبطك العيون
شرف حواه الثائرون
قد باركتك يد السماء
حيا ومثلك عند ربهم خلودا يرزقون
فجمال قدرك في جلالك
في إبائك
سر قهرك للمنون
والظالمون القاتلون
هم الذين بعارهم يتساقطون
يتساقطون …
يتساقطون …


إيه (نضال)….
أبى النضال تفاخرا
إلا تكون له سميا وارثا
فهنا أريج العز والشرف المصون
إنا وإياكم على درب الشهادة سائرون
يترقب الاثنان أحلى موعد
في جنة الفردوس
هذا (فاضل) متبسم
وتحفه زمر الملائك بسّما
فالحور ترقص في السماء يزغردون
إيه (نضال) (فاضل)
اليوم هذا يومكم
ما دارت الأيام وانجلت السنون
قسما نعاهدكم وذا توقيعنا
بالدم قد غمر (العريضة) أحمرا
مهما أبى المستكبرون
الدم فيض من بقايا دمكم
فلكم أضاء طريقنا وقلوبنا
إنا على درب الشهادة سائرون


لك يا مخلد قبلة
ولك الوئام
وعليك آلاف التحية و السلام
ولذكرك الإجلال والإعظام
يا عالي المقام
باق بقاء الآبدين
برغم آنا ف الطغاة الحاقدين
فلكم قتلت القاتلين
الساقطين…
السافلين….
سفّهت معتقداتهم
وصرعتهم
دمك المطهر يا شهيد
ماانفك يهزأ ضاحكا
يتوعد المستكبرين
يتوعد السيف الخئون
والعين أبلت مخرز الجلاد والمتغطرسين
كم قاوموك
وكم شفيت صدورنا
قسما فما قد طال أطولهم حذاءك
إنهم متسافلون
فمحوت دولتهم
جدعت أنوفهم
مرّغتها الوحل االدفين


لم يقتلوك
وإنما هم واهمون
لم يصلبوك
وإنما هم يحلمون
عميت قلوبهم وشبّه للطغاة
بأنه أزف الرحيل
أنت المخلد لا سواك
ما كان يسطوك المنون


الله يا يوم الشهيد
يا فجر حاضرنا وما ضينا التليد
يا فجرنا السامي
وعيد الصحوة الكبرى
فديتك بالوريد
إشمخ زهى…..
أشرق ضحى…
فبك القيامة للطغاة
أذان قائمها يقوم
وبك العتاة سيحشرون
سود الوجوه
أنوفهم محشوة عارا وإرغاما
وتعلوهم بذلك ذلة
خزي وأصناف الهوان يجرعون
مهلا أيا زمر الضلال ستسألون
بأي ذنب يا أراذل تقتلون الأبرياء وتذبحون ؟؟؟!!!
ستحاسبون وتعتريكم سكتة
وستخرسون
وستنطق الآثام والأوزار
ما كنتم بذلك تجرمون


لم يقتلوك
فذا عطاؤك غامرا ألقا
يهز سبات حاضرنا
وما ضينا التليد
ويوقظنا
ليبعث روحنا روحا
ترفرف من جديد
فالدم يخلقنا أسودا
لا نهادن لا نساوم لا نحيد
من ذلك الشهم الأصيل
أسد الوغى شيخ الصمود
رباننا (الجمري) ذاك السائس العملاق من قهر المنون
أنت المخلد لا سواك
فاليوم يومك يا شهيد
الكون ملكك والسما
والأرض يورثها العباد الصالحون
ما المجد إلا للشهيد
وكل يوم عاشر
والأرض كل الأرض تغدو كربلاء
ما كنت أعطيكم يدي هونا
كإعطاء الذليل
ولا أفر
ولا أقر إقرار العبيد
فهنا حسين كلما أضحى يزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى