ثقافة

الإسلام المحمدي الأصيل

بيان منشأ عبادة الأصنام في المجتمعات

لقد بيّن الإمام الصادق (ع) منشأ عبادة الأصنام في تفسير قوله تعالى (وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودّاً ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا): أن هؤلاء كانوا يعبدون الله ولما ماتوا ضج قومهم فجاء ابليس واقترح عليهم صناعة تماثيل على صور هؤلاء فيأنسون بها ويعبدون الله أمامها فصنعها لهم، ثم رأى الأبناء ما يصنع آباؤهم فقالوا إنهم يعبدونها فعبدها الأبناء من بعدهم.

فالانحراف بدأ من داخل المجتمعات التي بُعث فيها الأنبياء والأولياء، ود وسواع ويغوث ويعوق ونسرا مجموعة من الصالحين قبل أن يبعث الله نبيه نوح.

 برزت في ذلك المجتمع ظاهرة الغلو وشيئا فشيئا وصل الأمر إلى الشرك بالله مع أن المنطلق حسن في البداية، نعم بدأ الانحراف عبر تسويلات الشيطان داخل إطار الدين.

جملة من الحضارات بُنيت على أساس الظلم واستعباد المستضعفين، وسرت على مدى التاريخ إما عبر تربية الأجيال أو عبر كتابة التاريخ.

البراهمة مثلا الذين هم فرقة من الديانة الهندوسية يعتقدون بوجود تفاوت تكويني بين الناس بسبب اختلاف خلق الخالق لهم.

المفكر الألماني نيتشه يعتقد أن المجتمع طبقتان: أسياد وعبيد والمجتمع لا يمكن أن يستمر إلا بتسلط الأسياد واستجابة العبيد لهم.

لما بعث النبي (ص) واجه هذه الحقيقة التاريخية وكل هذا الإرث غير التوحيدي وطرح الإسلام الواقعي، وبيّن أن هناك خطّاً يقع على النقيض من الإسلام وهو الكفر والكافرون، وقد أكد القرآن على ذلك كرارا وبخطاب حاسم (قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون).

لم يقتصر جهاد النبي (ص) على محاربة هذا الخط بل حارب أيضا بعض المفاهيم الجاهلية المتجذرة في المجتمع آنذاك كالتعصب القبلي الذي يلقي بظلاله على نمط عيش المجتمعات، فعن الإمام الصادق (ع): من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من عصبية بعثه الله يوم القيامة مع أعراب الجاهلية.

عن النبي (ص): من تعصب أو تعصب له فقد خلع ربق الإيمان من عنقه.

إلى اليوم لم تنتهِ العصبية القوميّة والعرقيّة وغيرها مما يرفضه الإسلام.

غربة النبي في زمانه!

  • ذات يوم رأت عائشة النبي غضبان ولما سألته قال: آمر بالشيء فلا أطاع.!

 هذه غربة النبي (ص)، وبعده أمير المؤمنين منذ وفاة النبي (ص) عانى الغربة حيث يقول: طفقت أصول بيد جذاء أو أصبر على طخية عمياء.

صعوبة فهم الدين من التاريخ

حينما نريد استكشاف الدين من خلال التاريخ سنجد مشقة ليست قليلة، فإن سير أصحاب الدين لم تكن مستقيمة بل كانت جماعات كبيرة تعاني من الانحراف بسرعة، كان الدين يعاني من غربة بين أتباعه، إضافة إلى أجواء الإرهاب الفكري وعدم إمكان انتشار الأحكام الإلهية بسهولة.

من شواهد ذلك: من تعلق نذره بحرام هل يجب أن يفي به ؟  أفتى سعيد المسيب بلزوم الاتيان بمتعلق النذر،  ولكن أفتى عكرمة بعدم الجواز فبلغ ذلك المسيب فقال: لينتهين عكرمة عما قال أو ليوجعن الأمراء ظهره!. إذًاً دليل الفتوى هي سياط الحاكم!.

الإمام الباقر (ع) يجيب سائلين بجوابين مختلفين فاستعجب زرارة فسأله فقال له: إن هذا خير لنا وأبقى لكم، ولو اجتمعتم على أمر واحد لصدقكم الناس علينا ولكان أقل لبقائنا وبقائكم.

المنصور دعا أبا حنيفة فقال له: فتن الناس بجعفر بن محمد فهيئ له مسائل شداد توقعه فيها، فهيئ أربعين مسألة ثم جيئ بالإمام في المجلس، يقول أبو حنيفة: تداخلتني هيبة من الامام الصادق (ع)، وكان أبو حنيفة يسأل والامام يجيب على كل مذهب.

وهذا ما يكشف لنا مقدار الغربة التي عاشها الأئمة المعصومون في مقام بيان الدين وصيانة شريعة سيد المرسلين والذي يمثل الخط المحمدي الأصيل الذي نزل على قدم المصطفى محمد (ص).

وفي زماننا الحاضرنجد الإمام الخميني قد صدَحَ بهذا الإسلام المحمدي الأصيل وبين معالمه وأركانه حتى صار في يعرف عند الكثيرين بخط الإمام الخميني.

كلمة بارزة

 الانحراف بدأ من داخل المجتمعات التي بُعث فيها الأنبياء والأولياء، ود وسواع ويغوث ويعوق ونسرا مجموعة من الصالحين قبل أن يبعث الله نبيه نوح.

برزت في ذلك المجتمع المتدين ظاهرة الغلو وشيئا فشيئا وصل الأمر إلى الشرك بالله مع أن المنطلق حسن في البداية، نعم بدأ الانحراف عبر تسويلات الشيطان داخل إطار الدين.


الكاتب: سماحة الشيخ حسين المعتوق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى