ثقافة

الدور الإعلامي للمرأة المسلمة

  • ما هو الدور الإعلامي المطلوب من المرأة الداعية؟⠀

أهمية الكلمة

الكلمة والكلام والقول، كل أولئك يحتل مكانة مُتميزة في الإسلام، فاعتنى بها عناية فائقة، وجعل لها رقابة ومسؤولية مهمة، فهو مصداق لكل خير أو شر، بحسب استعمال المتكلم أو الكاتب؛ فإنْ كان يدعو إلى الخير والفضيلة فهو خير، وإن كان يدعو إلى الشـرِّ والرذيلة فهو شرٌّ.

ولِعظم أهمية تلك المفردات وخطرها في الإسلام جعل الله عز وجل عليها رقيباً وحسيباً، كما في قوله تعالى: ﴿مَا يَلْفِظُ من قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾.⠀

وفي الرواية عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (ع) قَالَ: مَنْ أَصْغَى إِلَى نَاطِقٍ فَقَدْ عَبَدَه فَإِنْ كَانَ النَّاطِقُ يُؤَدِّي عَنِ اللَّه عَزَّ وجَلَّ فَقَدْ عَبَدَ اللَّه وإِنْ كَانَ النَّاطِقُ يُؤَدِّي عَنِ الشَّيْطَانِ فَقَدْ عَبَدَ الشَّيْطَانَ.⠀

الإعلام مسؤولية

إنّ الإعلام المسموع أو المقروء مسؤولية دينيّة وأخلاقية، واجتماعية وسياسية، وتربوية وتوعوية، يجب علينا مراعاتها، والحفاظ عليها مهما أمكن ذلك؛ تمهيداً لبناء المجتمع السليم والارتقاء بأبنائه.

ما هو الإعلام؟

فهو نشر الحقائق والأخبار والأفكار والآراء بين الجماهير بوسائل الإعلام المختلفة، كالصحافة والإذاعة والسينما، والمحاضرات والندوات والمؤتمرات، والمعارض وغيرها؛ وذلك بُغية التوعية والإقناع وكسب التأييد.⠀

وسائل الإعلام

يقوم العمل الإعلامي على شكل من أشكال الاتّصال بالآخر لتبليغه فكرةً ما، وتتنوّع طرق وأشكال الاتّصال والتواصل، فقد تتمظهر بعدَّة مظاهر، كالخطب المنبرية، أو الندوات التثقيفيّة وحلقات الحوار، أو طبع المؤلفات والكتب ونشـر الروايات، كالمجلات والجرائد، انتقالاً إلى الرسائل الصوتية والمرئية كالإذاعة والتلفزيون، وصولاً إلى القنوات الفضائية، وإلى وسائل الفن الدرامي، كالتمثيل في المسـرح والسينما، ومعارض الفن التشكيلي، وغير ذلك من الطرق والوسائل والأشكال المتعددة والمتجددة، والتي تعرف بـوسائل الإعلام.⠀

فكل أداة تنقل الآراء والأفكار والرؤى إلى الناس هي في الحقيقة وسيلة إعلاميّة.⠀

أساس العمل الإعلامي

١- أن تكون الفكرة واضحة ومفهومة.⠀
٢ – تحقق التأثير والاستجابة، والسلوك المطلوب من المتلقي.
٣- أن تخدم مصالحه، وتتمشّى مع الصالح العام.⠀

مقومات العمل الإِعلامي

الركيزة الأُولى: الإعلاميّ.
الركيزة الثانية: المستمع والمتلقي والمخاطب.
الركيزة الثالثة: الرسالة أو المضمون للطرح ـ من فكر أو ثقافة أو معلومة أو خبر.
الركيزة الرابعة: الوسيلة الإعلاميّة.

الإِعلام الإِسلامي

الإعلام الإسلاميّ: هو إِعلام رساليّ داعويّ بنَّاء، وأسلوب من أساليب التأثير في الجماهير والرأي العام بشأن العقيدة الدينية، وله دور تربوي وكان من أدوار الأنبياء، يقول تعالى: ﴿وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ﴾، وهو يتصف بكونه إِعلاماً ذا مبادئ أخلاقيّة عالية، وأحكام سلوكيّة راقية، ومبانٍ قِيَميِّة سامية، تكون مستمدة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، ومستوحاة من سيرة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وآله، وأهل بيته الأطهار عليهم السلام.

ويجب أن يكون إعلاماً واضحاً غير مشوّش، وصريحاً ليس فيه ضبابية، وشفافاً لا يكتنفه الغموض، عفيف الأسلوب والعرض، نظيف الوسيلة والطريق، شريف القصد والهدف، ويتميز بأن غايته الحق، وقوله الصدق، لا يضلّ ولا يُضلل، ولا يتبع الأساليب الملتوية ولا الدنيئة في العرض والبيان، أسلوبه اللِين والحكمة، قال عز وجل: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾.

  • وفيما يلي نذكر وسائل النبي (ص) الإعلامية:

تراه تارة يدعو الناس على شكل ندوات أو مؤتمرات ـ إن صح التعبير ـ وذلك عندما جمع عشيرته وأهله ودعاهم ليبلغهم رسالته عندما نزل قوله تعالى: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ﴾.

وتارة استغلّ جانب التجمعات والمواسم العامّة: كالحج والعمرة.
كما أنه صلى الله عليه وآله استغلّ منبر الشعر والشعراء.
كما جعل الخطب في الصلوات الجامعة، وخطب صلاة الجمعة والعيد.

ومن ذلك: استغلال الفرص التي تكون أشبه بالمثال الحي فقد نزل أرضاً قرعاء وطلب من أصحابه جمع الحطب، فاعتذروا بكونها قرعاء، فطلب منهم جلب الممكن من الحطب حتى اجتمعت عندهم كومة فقال هكذا تجتمع الذنوب.
كما أنه قد يوظف الحاضر لنقل ما سمع للغائب فيأمر الشاهد بإبلاغ الغائب.

الإعلام وسيلة للغزو الثقافي والحرب الناعمة

يقول جوزيف ناي: “أن دولار واحد ينفق لشراء قرص فيديو DVD يحمله شاب أو فتى إيراني بمواجهة سلطة رجال الدين في معركة حرب الأفكار أجدى وأفضل بأضعاف من دفع 100$ لشراء أسلحة وموارد للمواجة العسكرية مع إيران”. انتهى.

ومن الواضح أن قدرة المرئيات على التأثير بحاسة البصر تفوق قدرة المسموعات على التأثير بحاسة السمع بما يزيد على خمسة وعشرين ضعفا، وأن الرؤية تشكل 83% من المعلومات المكتسبة. وبعض الإحصاءات الميدانية تكشف بأنَّ الجمهور يتعرض لوسائل الإعلام بمعدل 3-4 ساعات يومياً، أي ما يوازي 1000 ساعة سنوياً، مقابل 800 ساعة يقضيها التلامذة والطلاب في المدارس أو الجامعات في مدارسهم أو جامعاتهم كل سنة.

دور المرأة المسلمة الإعلامي: ما هي حدود ظهورها الإعلامي وفق الشريعة الإسلامية؟

١- يتعين عليها مراعاة أحكام العفة في الخلوة والاختلاط والزينة واللمس والمزاح وغير ذلك.
٢- عليها مراعاة أحكام الإنشاد فتجتنب الغناء والموسيقى المحرمة والترقيق بالصوت بالنحو المثير في محضر الرجال.
٣- مراعاة أحكام التمثيل:
أ‌- أن لا يكون محركا للشهوات.
ب‌- يكون خالياً من الخلاعيات.

ت‌- أن لا يروج للفكر المخالف لثقافة الدين ويؤثر على تدين المؤمنين.
ث‌- أن لا يكون ناشراً للعادات السيئة أو الصفات الذميمة.
ج‌- ليس بكذب أو تزوير.
ح‌- أن لا يوهن مقدساً.

ويجوز تمثيل دور المعصوم بشرط أن لا يسيء ذلك ولو في الزمان المستقبل الى مقاماتهم الشريفة وصورهم المقدّسة في النفوس ولعل لصفات الممثل الذي يؤدي دورهم عليهم السلام وخصوصياته بعض الدخل في ذلك.

خ‌- أن لا يستلزم الاختلاط المحرم. ولا يشتمل على الموسيقى المحرمة.

٤- مراعاة ضوابط الشعر:
1-أن لا يكون كذباً أو تزويراً
2-لا يكون مثيراً للشهوات بنحو يؤدي للحرام ولا داعياً للفساد كالتشبيب بالبنت أو الغلام.
3-لا ينطبق عليه عنوان محرم كمخالفة التقية، أو توهين مؤمن أو غيبته، أو تقوية ظالم ومدحه.

٥- مراعاة ضوابط الرسم:
1- هناك خلاف في صور ذوات الأرواح.
2-يحرم تصوير ما يكون وسيلة عادية لعمل محرم كالأصنام ونحوها سواء.
3-يحرم تصوير شخص تخليدا لذكراه وتعظيما له إذا كان اللازم شرعا امتهانه ومحو ذكره.
4-يحرم تصوير الصور الخلاعية التي تعتبر وسيلة لترويج الفساد وإشاعة الفاحشة بين المسلمين.
5-يحرم تصوير المقدسات على نحو يستلزم هتكها وإهانتها ولعل منه تصوير أهل الجاهلية إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وفي أيديهما الأزلام.

ولا فرق في حرمة ما ذكر كله بين أن تكون الصورة مجسمة أو لا، ولا بين كونها تامة أو ناقصة، ولا بين أن تكون معمولة باليد أو بالمكائن والآلات الحديثة.


ملخص الليلة الثامنة عشر من شهر رمضان المبارك ١٤٤١ هـ | سماحة الشيخ هاني البناء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى