ثقافة

الحرية الشخصية بالمنظور الديني

يقول تعالى واصفا النبي (ص): ﴿وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ﴾.

كلمة الحرية على ما يراد بها من المعنى لا يتجاوز عمرها في دورانها على الألسن عدة قرون ولعل السبب المبتدع لها هي النهضة المدنية الأوربية قبل بضعة قرون لكن معناها كان جائلا في الأذهان وأمنية من أماني القلوب منذ أعصار قديمة.

الاصل الطبيعي التكويني الذي ينتشي منه هذا المعنى هو ما تجهز به الإنسان في وجوده من الإرادة الباعثة إياه على العمل.

معنى الحرية

هي التحرر من القيود التي تكبل آقات الإنسان وإنتاجه سواء كانت قيودا مادية أو قيودا معنوية، فهي تشمل التخلص من العبودية لشخص أو جماعة أو للذات.

وفي إعلان حقوق الإنسان الصادر عن الثورة الفرنسية عام 1789م عرّف الحُرية الشخصية: بأنّها حق الفرد في أن يفعل كل ما لا يضرُ بالآخرين.

الحرية فطرية: فالإنسان بحسب الخلقة موجود ذو شعور وإرادة له أن يختار لنفسه ما يشاء من الفعل.

قيمة الحرية: الحرية لا يمكن فهمها بعيداً عن مفاهيم أخرى كحقيقة الإنسان ومكانته ومصلحة الفرد والمجتمع والحقوق العامة والعدل والأخلاق والسعادة. كما أنها تحدد من خلال نظرة الإنسان لوجوده هل هو منحصر في عالم المادة أم له حياة أخرى تفوق عالم المادة.

والحرية عنصر من عناصر السعادة لكنه سلبي في قبال العناصر الإيجابية كالثقافة والتربية والتعليم وحتى الثروة فهذه العناصر أشبه بالتراب والماء والهواء والضوء والحرارة بالنسبة للبستاني والحرية بمنزلة عدم وجود المانع الذي يحول دون النمو التجذر.

قد صوّرت الحرية بتصويرات بعضها تكون عين العبودية والرقية. فهناك المذهب الإنساني الذي يرى أن كرامة الإنسان الذاتية هي التي تقتضي احترام الحرية لذا لابد من احترام إرادته وفكره وعقيدته ولابد من احترام كل ما يتعلق بإرادته وعقيدته وبالتالي نحترم حتى عبودية البقرة والفرج والصنم وهي تكبل صاحبها وتمنعه من كماله. واتضح مما تقدم: أن الحرية كمال وسيلي لا هدفي فالحر يريد من الحرية أن يتحرك نحو كماله ولكن الحرية لا تكفي لذلك فهو قد يختار الكمال وقد يختار التسافل، يقول تعالى: ﴿إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا﴾.

شعار الإسلام: كلمة لا إله إلا الله أول شعار إسلامي يحمل أكثر المبادئ والأصول أساسية وهذه الكلمة هي شعار الإسلام تحمل معها السلب والإيجاب والنفي والإثبات والتمرد والتسليم واللا والنعم والفصل والوصل والحرية والعبودية. لكن ليس على شكل شيئين منفصلين وإنما على شكل شيئين متصل أحدهما بالآخر ونفخت هذه الكلمة النفخة الأولى من الحرية الإسلامية والتحرر من الأصنام ونير العبودية والتحرر من أغلال عبودية الثروة والهوى والنفس الأمارة.

وكل الرسائل السماوية تحمل هذا المعنى، يقول تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾.

الحرية والدين: التعلق بالله يسير الإنسان نحو كماله وبتركه ذلك ينسى نفسه، يقول تعالى: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾. فطاعة الله خيرها للإنسان لغنى الله وفقر الإنسان.

الحرية الاجتماعية: الحياة الاجتماعية تظهر الإنسان إلى الحرمان عن موهبة الحرية من جهتين: ✳ إحداهما: أن الاجتماع لا يتم من الفرد إلا بإعطائه الافراد المتعاونين له حقوقا متقابلة محترمة.

وثانيتهما: أن المجتمع لا يقوم له صلب دون ان يجرى فيه سنن وقوانين يتسلمها الافراد المجتمعون أو اكثرهم تضمن تلك السنن والقوانين منافعهم العامة.

والقوانين المدنية الحاضرة لما وضعت بناء أحكامها على أساس التمتع المادي أنتج ذلك حرية الأمة في أمر المعارف الاصلية الدينية من حيث الالتزام بها وبلوازمها وفي أمر الأخلاق وفي ما وراء القوانين من كل ما يريده ويختاره الانسان من الارادات والأعمال فهذا هو المراد بالحرية عندهم.

وأما الاسلام فقد وضع قانونه على أساس التوحيد كما عرفت ثم في المرتبة التالية على أساس الاخلاق الفاضلة ثم تعرضت لكل يسير وخطير من الاعمال الفردية والاجتماعية كائنة ما كانت فلا شيء مما يتعلق بالإنسان أو يتعلق به الانسان إلا وللشرع الاسلامي فيه قدم أو أثر قدم فلا مجال ولا مظهر لعبودية الشهوات وتقديمها على المصالح الحقيقية للإنسان.

فبالتوحيد للإنسان الحرية عن قيد عبودية غير الله سبحانه..

هل يسمح الدين بحرية العقيدة؟

من عجيب الأمر ما رامه بعض الباحثين والمفسرين وتكلّف فيه من إثبات حرية العقيدة في الاسلام بقوله تعالى: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ .

وما يشابهه من الآيات الكريمة.
فإن التوحيد أساس جميع النواميس الاسلامية ومع ذلك كيف يمكن أن يشرع حرية العقائد؟

وهل ذلك إلا التناقض الصريح؟

فليس القول بحرية العقيدة إلا كالقول بالحرية عن حكومة القانون في القوانين المدنية بعينه.

وإنما لا إكراه على الفكرة بل بالإقناع. لذا لم يقبل الإسلام مظاهر العبودية لغير الله لأنها تقضي على كمال الإنسان، يقول تعالى: ﴿وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ * فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ ﴾.

ويقول عن موسى (ع): ﴿وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا﴾. كما قام النبي الكريم (ص) بتكسير الأصنام، يقول تعالى: ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾. والسيف في الإسلام إما للدفاع عن النفس أو للدفاع عن التوحيد وهو الذي بيده حياة النفوس. فالتوحيد من الحقوق الإنسانية العامة فهو دين الفطرة والذي به سعادتها ويتعين الدفاع عنه فهو وإن لم يكن قابلاً للإكراه عليه لكن لابد من الدفاع عنه ورفع الموانع. وهو الحياة،

يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾.

وعن أمير المؤمنين عليه السلام: التوحيد حياة النفس. ومن الواضح أن بالتوحيد أنس وطمأنينة، يقول تعالى: ﴿قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾. وبه لا حزن ولا خوف، يقول تعالى: ﴿قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾.

الحرية والقضاء والقدر

تخيل البعض أن الإيمان بالقضاء والقدر ينفي الاختيار فالله عالم بما سيكون وما سيفعله الإنسان ولا قدرة للإنسان على مخالفة أمر الله.

والجواب في نقطتين:

١- أن علم الله تعلق بكون الإنسان يفعل ما يريده ويختاره.
٢- العلم لا ينفي الاختيار فمن يعرف نفسية صديقه يتوقع فعله بنحو جازم فكيف بالخالق الذي لا يخفى عليه شيء.

الحرية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

المؤمن يعتقد بأن أمر الله ونهيه لم يصدرا عن حاجة لله في ذلك فهو الغني، ولا عن جهل فهو علم لا جهل فيه، ولا عن عبث فهو الحكيم، فلم يصدر ذلك إلا عن مصلحة ترجع للعبد، يقول تعالى: ﴿إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا﴾. كما يعتقد المؤمن أنه مملوك لله ومن يأتيه آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر مملوك لله أيضاً فلا يرده ولا يمتنع عن الاستجابة.

ويرى أن خير ذلك يعود إليه.

الحرية المعنوية والتحرير الداخلي للإنسانيّة

يبدأ الإسلام عمليته في تحرير الإنسانية من المحتوى الداخلي للإنسان يقول تعالى: ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ * قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾.

ونحن نجد في هذا الضوء القرآني إنّ الطريقة التي استعان بها القرآن على انتشال الإنسانية من ربقة الشهوات وعبوديات اللذّة هي الطريقة العامّة التي يستعملها الإسلام دائماً في تربية الإنسانية في كل المجالات، طريقة التوحيد، فالإسلام يحرّر الإنسان من عبودية الأرض ولذائذها الخاطفة بربطه بالسماء وجنانها ومثلها ورضوان من اللَّه، وهكذا نعرف أنّ التوحيد هو سند الإنسانية في تحرّرها الداخلي من كل العبوديات.

فلما تحرر الإنسان من الصنم الداخلي استطاع أن يترك الخمر بأمر إلهي. .

تحرير الإنسان في النطاق الاجتماعي

وخاض القرآن بعد معركة التحرير الداخلي للإنسانية -بل وإلى صفها أيضاً- معركة التحرير في النطاق الاجتماعي.

﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾.

فعبودية الإنسان للَّه ‏تجعل الناس كلهم يقفون على صعيد واحد بين يدي المعبود الخالق، فلا توجد أمّة لها الحق في استعمار أمّة أخرى واستعبادها، ولا فئة من المجتمع يباح لها اغتصاب فئة أخرى وانتهاك حريتها، ولا إنسان يحقّ له أن ينصب نفسه صنماً للآخرين.

ومرّة أخرى نجد أنّ هذه المعركة القرآنية الثانية من معارك التحرير قد استعين فيها بنفس الطريقة التي استعملت في المعركة الأولى وتستعمل دائماً في كل ملاحم القرآن، وهي التوحيد. فما دام الإنسان يقرّ بالعبودية للَّه‏ وحده فهو يرفض بطبيعة الحال كلّ صنم وكلّ تأليه مزوّر لأي‏ إنسان وكائن، ويرفع رأسه حراً أبياً، ولا يستشعر ذلّ العبودية والهوان أمام أي قوّة من قوى الأرض أو صنم‏ من أصنامها؛.

  • لأنّ ظاهرة الصنميّة في حياة الإنسان نشأت عن سببين:

أحدهما: الرغبة: وهي عبوديته للشهوة التي تجعله يتنازل عن حرّيته إلى الصنم الإنساني الذي يقدر على إشباع تلك الشهوة وضمانها له.

الآخر: الخوف: ومنطلقه التعلُّق بالدنيا والخوف على فوت ملذاتها وإذا كان المؤمن قد كسّر صنم الشهوة فلن يخاف ولن يخضع. يقول تعالى: ﴿قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى * قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا﴾، كما أن القرآن أبان ضعف الفراعنة وذلتهم يقول تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾، ويقول: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ﴾.

بهذا يتضح: أن الإسلام حرّر عقل الإنسان ودينه والحضارة المادية حرّرت بهيمية الإنسان وغرائزه من قيادة العقل والدين فصار الإنسان هناك كالبهيمة بل أضل، يقول تعالى: ﴿أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾.

وبذلك اتضح: أن عبوديته تبارك وتعالى عز وعبودية ما سواه ذل.
وفي الرواية عن أمير المؤمنين عليه السلام: إلهي كفى لي (بي) عزا أن أكون لك عبدا وكفى بي فخرا أن تكون لي ربا أنت كما أحب فاجعلني كما تحب.

فوارق بين الحرية في الاسلام والحرية الغربية

الاول: الاختلاف في المشرٍّع: المشرع في الاسلام هو الله بينما المشرع في القوانين الوضعية هو الانسان وهنا يوجد فوارق بينهما:

  1. أن الله لا يخفى عليه شيء فهو محيط بكل شيء ولذا أحكامه تصيب الواقع وتوجد عدلا وتبث مساواة فهو العالم بكل ما يحتاجه عناصر المجتمع فيعطي كلا حاجته بلا ظلم أو حيف. بخلاف الانسان فهو ليس بمحيط بكل شيء فقد يشّرع ما يتصوّر أنه لصالح الانسان ثم يكتشف خلاف ذلك ولذا نجد أن القوانين الوضعية في تبدّل مستمر.
  2. أن الله لا يحتاج إلينا ولا يتوسّل بالقوانين لغايات يكتمل بها فهو الغني عن كل شيء فما يقننه خيره لنا قال تعالى: يقول تعالى: ﴿إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا﴾.

بخلاف الانسان فإنه في كثير من الاحيان يقنّن ما يحقق مقاصده.


ملخص الليلة السادسة عشر من شهر رمضان المبارك ١٤٤١ هـ | سماحة الشيخ هاني البناء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى